2 | الفصل الثّاني.

829 158 60
                                    

  
     

'أليسَ من المُضحك أن نضحك لإخفاءِ خوفنا؟!'

-

كان ذلك عندما كنتُ في الثّالثة عشر من عُمري، أرى أطفالَ الحيّ وهم ذاهبونَ للمدرسة بمناسبة السّنة الدّراسية الجديدة، بينما انا باقية في غرفتي أشاهدُهم

تمنيتُ لو أنني كنتُ مثلهم، أعيش حياة فتاةٍ عادية مع عائلتها، لكن شاء أن تكون عائلتي بتلك الشّدةِ بسبب الفتيات

أتذكر تلكَ المَرة، عندما كان والديّ يتأخر في عملهِ، كان هاكاي يأخذنيّ إلى مُتنزهِ العام القريب من منزلنا، كان الفارِق بيننا سنتانٍ فقط، لكنهُ كان يحاول جعليّ أخرُج للمنزل حتى ولو لبضع دقائق حتى أرى العالم حوليِّ

الشّيء الوحيد الّذي كنتُ خائفةً منهُ أن يرانا أحد فتيان الحيّ ويذهب بإخبار والديّ أو أحد أعمامِي بأنني أخرجُ دون إذنهِ

أتذكَر في ذلك الوقتِ قدَم لي أحدَ الفتيان الّذي تواجدَ هناك رفقة أصدقائهِ، زهرةً حمراء صغيرة، قائلاً بأنها تَليق بي، لم أكن أعلم أيّ شيءٍ عن الإعجاب ومراحلهِ أو عن الحُب حتى، كنتُ جاهلةً بهذه المواضيع تمامًا

أعني لقد أنهيتُ دراستي وانا في الصّف السّادس لم أتعلم أيّ شيء جديد بعد ذلك، رغم ذلك، قبلتُ الزّهرة لأنها كانت أول هدية يقدمها لي شخصٌ ما، لم أكن قبلاً قد تعاملتُ مع الهدايا حتى في عيد ميلادي كان يمرّ كأنهُ يومٌ عاديّ

لا أعرف كيف تسربَ الأمر ووصل هذا الحديثِ لوالديّ، لكنني أعتقد بأن أحد فتيان الحيّ قد ذهب ووشى بي، كنتُ أعلم بأن هاكاي لم يكن مَن أخبرهُ أو حتى والدتي لأنهما كانا مشغولانِ جدًا

كان ذلك اليومُ الوحيد الّذي ضربني فيهِ والديّ بسبب هذا الأمر، هو كان يَظنّ بأنني أواعد ذلك الفتى وأخرج للمنتزه فقط لأقابلهُ رغم أن كل هذا كان خاطئًا

حاولَ كل من أمي وهاكاي شرح الأمرِ لهُ وبأن الشّخص الّذي وشى كان يكذب ولم يحدث ما قالهُ قطٍّ

لكن والديّ لم يستَمع لهذا حتى بعدما قام بضربي أرسلنيّ لغرفتي ومَنع حتى أخي وأمي مِن الذّهاب للغرفة قائلاً بأنهُ عليّ التّفكيرُ بأمرِ خطأيّ

كنت أبكي، لم أتقنّ أيّ شيء في ذلك الوقتِ سوى البُكاء بسبب حالتي تلك، أتذكر بأنني بقيتُ في غرفتي دون عشاءٍ لبقية اليومِ حتى التّالي

ومع رحيلِ والديّ لعملهِ صباحًا، كانت أمي تأتي لتَفقد حالتِي بعد ليلة عصيبة، كانت تخفف عني وتقول بأنهُ إذا خرجتْ من المنزل علي أن أراقب تصارفاتيّ وإذ رأيتُ فتيان الحيّ معي في نفس المكان

كنت قَد كرهتُ حالتِي بالكامِل، أحسد الفتيان أمثالَ أخي بأن لديهم صلاحية كاملة في ما يفعلونهُ، بينما أنا كونيّ فتاةٌ علي أن ألتزِم بالعديد من الأمورِ الّتي تبدو تافهة..

أريدُ أن أعيش حياة عادية لكن لا أستطيع بسبب والديّ وقواعدهِ إتجاه الفتياتِ...

-

مُذكرة باهِتة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن