ذكريات متلاشية

الفصل العاشر

 

اغمض جفونه برعشة تسري في عروقه الان فقد تشنج كلما قرا احد سطورها التي كانت ترسلها الي درة.. فهناك بعض الرسائل التي تحتوي علي صورته مع احدي صديقاته ومعها تعليقها "شوفتي بيصور مع البنات ازاي؟" و "البنت ديه مالها ملزقة كده ليه" وايضا "يعني ياربي كل بنات الدفعة عرفاه وبيكلمهم الا انا.. ده ايه الحظ ده ياربي"

 

وبعض الرسائل الاخري وهي تقول "يمكن كنت معجبة بيه في الاولي بس بعد كده بقي عادي مش فارق بالنسبالي.. عارفة ليه؟ لان الواحد مننا المفروض ياخد اللي بيحبه مش اللي مش شايفه اصلاً. وانا مقتنعة ان الراجل بيجري ورا البنت التقيلة عليه مش العكس عشان ساعتها بتهين نفسها قبل ما تهين نظرة الناس ليها ومش بس كده ده كمان بتبقي مذلولة طب وليه؟ ربنا يرزقنا باليحبا ونحبه مش اللي مش شايفنا اصلاً. صحيح انا محبهتهوش واعجبت بيه مش اكتر بس مش عشان شكله عشان فيه حاجة مختلفة مش عارفة لحد دلوقتي ايه هيا. وانا مش من البنات الي بتروح تتلزق عشان تتعرف علي حد مش مديلها ريق بالعكس انا البنت اللي بتتقبل الموضوع وبتبعد في صمت حتي لو مقربتش من اساسه."

 

ليتمتم ما بينه وبين نفسه: تصدقي بالله معاكِ حق.

 

ثم لفت انتباه هذه الرسالة "انتي عارفة اني حاسة ان مالك بيحب ضحي لاني شفت نظرته وخوفه عليها يوم الرحلة"

 

ليتساءل بهمس: لدرجادي وخده بالك مني؟

 

ترك الرسائل علي جنب بعد ان قرا كل واحد بعد الاخر بعناية حتي صار بدلاً من ضي النهار ضوء القمر وضوء الشاشة التي انظفات اخيراً. لم يتخيل يوماً انها بريئة الي هذا الحد، نعم كان يعلم حديث الناس عنها وكم هي طيبة القلب ولكن حتي اتزانها وعقلها الناضجان غير ما راءه من فتيات. نعم يعلم انها كانت تشعر نحوه بشئ وانه لم يتكلم معها سوي بضعة مرات طوال الخمس سنوات. حاولت لفت انتباه في كثير من الاوقات وكان بالفعل ينتبه الي وجودها سواء بهيئتها المتعبة او بحالتها الرائعة.

 

*******

 

۲٥ سبتمبر ۲٠١٩

 

خرجت حياة خارج المحاضرة بلباسها المزدهر لكي تترك دموعها تنساب وتجد طريقها علي وجينتها لتبكي في صمت وحرقة علي ما سمعته للتو.

 

ليخرج مالك من محاضرته التي كانت تصادف موعد محاضرته وكانت في نفس المبني ليتابعها ليقف بعيداً قبل ان تاتي روتينا اليها لتسالها ما بها.

 

لتجاوب حياة ما بين شهقاتها: هو انتي مش عيزاني ابقي معاكوا؟