الفصل الاول

1.4K 19 2
                                    


صوت صديد ياتي ما بين أسامعك، لا تفهم ما يجري تحاول المقاومة ولكن كيف؟ وهذا الشعور يلتهمك وكأنه يلتهم احدي الأكلات. ثم ياتي هذا الصوت الذي يجعلك تحاول القيام او السيطرة علي نفسك ولكن حين ذلك تكون أنتَ من فقدت الشعور بالحياة. ثم تاتي تلك العاصفة وتضرب في وجهك وتلعب في ملامحك فتصبح باهتة يسالك البعض ماذا هناك فتقول من دون ان تدرك ان كل شئ علي ما يرام مع انكَ صرت هزيل الوزن وضئيل الحجم. ينهش في جسدك فتتعب فلا تقاوم فتحزن فلا تقاوم فتموت. صوت قطرات المطر يلعب علي مسامعك وتحاول الركض حتي تصل الي منزلك وانتَ لاهثاً لا تقدر حتي علي ذلك.

فُتحت الستائر والشبابيك حتي تسللت وتسرسرب ضوء الشمس في غرفة حياةز. فَتحت عينيها علي مقلتيها وظلت تنظر الي سقف الغرفة لتبتسم وهي تحمد الله انه اعطاها يوم جديد. بعثت في هاتفها لتجد ان الوقت مازال باكراً لكن يوجد اخر امتحان اليوم في الجامعة لذلك نهضت لتحضر اشيائها.

نزلت الدرج بعد ما بدلت ملابسها لياتي صوت أمها من خلفها: اول مرة تصحي بدري يعني؟

لتنظر حياة الي والدتها ذات الشعر الاحمر الذي لطالما عشقته

لتجاوب: مش عارفة ازاي؟ بس يلا اهو رجعت شوية واديني رايحة الجامعة.

اقتربت منها لتمتم بايات قرانية علي راسها وهي تقول: استودعك في حفظ الله ولما تخلصي امتحان ابقي كلميني واوعي تروحي لوحدك.

كانت علي وشك ان ترحل لكن والدتها جذبت معصمها لتقول لها: ايه الحلاوة ديه؟ مين اللي مشكيك كده؟

لتبتسم حياة: هيكون مين يعني غير فوفا حبيبتي؟ يلا بقي عشان هتأخر.

ذهبت الي صديقتها نهي في بيتها بمصر الجديدة القريب من بيتها حتي تذهبن سوياً الي الجامعة. للعلم نهي صديقتها منذ اول يوم في الجامعة. كانت تخاف منها لانها قابلتها من قبل في يوم التوجيهات منذ خمس سنوات من الان. عينيها خضراء مثل الشجر يتغير لونه علي حسب فصول السنة او علي ما ترتديه.

اعتقدت في البداية انها مُركبة ثم عندما تعارفت عليها سالتها: هي دي عينيكي ولا لينسيز؟

فضحكت لها وقالت: والله عينيا ليه؟

فاقتربت منها وتساءلت: ازاي يعني؟ كان لونها فاتح فجأة بقي غامض.

لتضحك اكثر وتقول: ما هي بتتغير علي حسب اليوم او اللي انا لبساه.

تبسمت لتذكر مثل تلك الذكري عندما فتحت لها الباب بعد ان هاتفتها لكي لا تيقظ جدتها.

دخلت في هدوء وجلست بانتظارها في غرفة المعيشة.

لتسال نهي: احساسك ايه واحنا رايحين اخر امتحان في حياتنا؟

لتجاوبها حياة: هيكون ايه غير الحمد لله ان احنا خلصنا من القرف ده.

تجلس نهي بجانبها لارتداء حذائها قائلة: بس شكلك بيقول زعلان انك مش هتشوفيه تاني؟

ذكريات متلاشيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن