الفصل السابع

307 7 0
                                    




صوت اقدام الاطباء وهم يركضون الي غرفة "حياة" أفزع الجميع وجعلهم يهرولون الي زجاج غرفتها..

سكوتاً تاماً.. الفتيات يحضنون بعضهم البعض والام تقف وهي تلامس الزجاج وتدعو والفتيان يقفون بصدمة وراء الزجاج.

هذه هي المرة الثانية هذا الاسبوع ليحدث نفس الشئ.. نفس التوتر ونفس الحركة لكن باختلاف مشاعر كلاً منهم.

وقف الاطباء حولها يحاولون اعادة نبضها اليها.. الجهاز يزمر ويزمر انه لا يوجد نبض لا يوجد حياة.

بضع دقائق مرت ولا يوجد اي استجابة.. كادوا ان يفصلوا كل شئ ويحددوا حالة الوفاة.. الا ان القدر كان لديه شيئاً آخر.

تنفست ببطئ وهي تتفتح عينيها بفزع وتنهج: هااااه!

تفاجئ الجميع ان "حياة" قد افيقت.. لم يصدق اي احد من الواقفين.. فقد كانت تنازع الموت بين الحين والاخر والان هي هنا مستيقظة.

تجمع الجميع حولها علي الفور ولكن الممرضون حاولوا ابعادهم بقدر الامكان الي ان يتاكدوا.

اغلقت عينيها وفتحتها مرة اخري علي يد الطبيب الذي كان يحاول تفحصها بالمصباح الذي في يده.

لم تستجيب استغرب الجميع حتي هو فاشار باصبعه: شايفة صباعي؟

لم تستجيب فقد كانت في حالة لا يرثي لها لتفقد الوعي علي الفور من الصدمة.

صرخت الام صرخة هزت ارجاء الغرفة.

*****

١٦ سبتمبر ٢٠١٧

نظمت نفسها ووضعت المكياج علي وجهها. تزينت اولاً لنفسها ثانياً اليه وثالثاً لان اليوم هو اليوم الاول في السنة الثالثة الدراسية.

ابتسمت ابتسامة لتنعكس علي وجهها الدائري في المراة.

دخلت عليها والدتها وهي تدعو الله ان يحفظها.. شكرتها ثم نزلت ركضاً حتي تستطيع ان تركض وراء اتوبيس الجامعة كعادتها.

$

نظرت يميناً ويساراً.. عيناها تبحث عنه في الاماكن التي تعودت ان تجده فيها.. لكن لم يحالفها الحظ وتجده.

عبست واتجهت الي السلالم لتصعدها للدور العلوي..

وقفت قليلاً في الرواق حتي ياتي الجميع فكما يبدو انها من اتت مبكراً والقليل من الزملاء.. تنتظر صديقاتها.

لمحته من بعيد يرتدي كنزته السوداء وبنطاله البني لتنتفض وتدخل الي الصف.

جلست بمقعدها وتدعو الله ان يكون قد جاء ليسلم علي احد.. لكن فاجاءها القدر وهي تراه يجلس بجانبها ولاول مرة.

كاد قلبها ان يقتلع من مكانه.. نبضات قلبها تجعل صدرها يعلو ويهبط ونفسها غير منتظم.

كان ينظر اليها بطرف عينيه وهو يري وجهها وهي يتحول من لونه البيضاوي الي اللون الطمطاوي.

ابتسم وحاول اخفاء ابتسامته وهو يتساءل: انتي كويسة؟

وسعت عينيها وخطفت نظرها اليه ثم الي الامام لتقول: هاه؟ انا؟ ايوة!

ابتسم ليصل صوت بسمته علي مسمها ليقول: هو انا بخوف ولا ايه؟

نظرت اليه هذه المرة ببلاهة: اكيد.. لتنظر امامها علي الفور وتقول: قصدي لا.

ليصحح قولها: اه ولا لا؟

لتقول: اه.. لا!

لتردف: يوووه!

عض علي شفتيه ليتساءل: طب عاملة ايه؟

حياة بتعثلم: عاملة الحمد لله كويسة.

قطع حديثهم دخول ضحي وعايدة.

ليجلسوا بجانبيه من الناحية الاخري اما هي فقد لملمت اشياءها وذهبت لتجلس بجانب درة.

لاحظ تلبكها فلم يرد مضايقتها اكثر.

*****

جلس "مالك" بجانبها بعد ان سمح الطبيب له بالدخول.

وضع يديه علي وجهه ليدفنه ثم يقول: بعتذر لكل حاجة وحشة حصلت مني ليكِ او تسببت ليكِ في احراج.

*****

١٦ سبتمبر ٢٠١٧

كانت حياة تجلس علي الفراش في الليل.

لينير هاتفها من رسالة منه: ازيك؟

تلبكت وامسكت الهاتف ظلت تبحلق في الهاتف لا تصدق نفسها.

كانت لا تعرف هل تقول لصديقتها ام لا انه تحدث معها.

كثير من المشاعر تفيض بداخلها وكثير من البراكين الهبة اشتعلت علي وجينتها المتوردة الان.

امسكت هاتفها وهي تكتب اليه: الحمد لله، وانتَ عامل ايه؟

جاءت اليها رسالته علي الفور: تمام الحمد لله، يدوم.

التقت ابتسامتها علي محياها لتجيب: يدوم.

تبعثرت واخذ صدرها يعلو ويهبط وهي تقرا الرسالة: ايه المصحيكِ لحد دلوقتي؟ بتذاكري؟

لتجيب حياة وهي ترجع شعرها الطويل البندقي خلف ظهرها: لا، يعني كنت بقرا رواية بعد ما خلصت مذاكرة وبعدين هنام.

لتاتي اجابتها علي الفور منه: بتقرئي ايه؟

لتجيب علي الفور ويديها تعثر علي الحروف المناسبة: عشق بلا رحمة.

لياتيها جوابه: بتحبي الرومانسية شكلك.. بس كنت عايزة اسال علي حاجة.

لتجيبه وكانها امامه وتهمس لنفسها وهي تكتب: ايه؟

مالك: هو انتي ليه مبتعرفيش تبصيلي؟

احمر وجهها علي الفور وتركت هاتفها اغلقت الرسالة وتنحنت جانباً.

تقوصت ولم تعتر الهاتف اهتماماً.

قالت وهي تترك الرواية علي الكومود بجانب فراشها: مش هكلمه تاني ولا هبصله حتي!

ذكريات متلاشيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن