الفصل الخامس

405 9 0
                                    




"من الصعب الإيمان بالصدفة ، لكن من الصعب تصديق أي شيء آخر."-جون جرين

الصدفة هي ما تجعلنا نتعثر في من نحب. نعم نتعثر فهل نحن من نجعل الصدفة تحدث ام ان القدر ما يفعلها؟ نعم القدر له حيز كبير من ذلك لكن الانسان له دور صغير في ذلك. فبدور الانسان هو ما يجعل الحب يكتمل او يحدث. فربما تري فتاة وتعجب بها ولا تلتقي بها مجدداً.. لكن ماذا ان كان للقدر راياً اهر ورايتها بعد سنتين في دعوةً ما.. هل ستتقدم لها ام ستنتظر الفرصة الثالثة؟ ربما ستتقدم لا مُحالة وتبدا بمعرفة تلك الشخصية التي سلبت عقلك اكثر.

هناك شاعر يدعي "محمد ابراهيم" مُتزوج الان ولديه طفلة جميلة. الصدفة هي من جعلته يفتح بيته. فهو كان في عتمته وعندما راي تلك الفتاة للمرة الاولي قال لها وبكل بساطة "تتزوجيني؟" لم تكن في وعيها لترفض او تقبل بل كانت في صدمة.. لانها كانت قد ذهبت في ذلك اليوم حتي تجري حوار صحفياً لا اكثر ولا اقل فما الذي يحدث؟ كيف يطلب ذلك الطلب وهو ولاول مرة يراها؟ لانه ببساطة وبدون اي مبررات او اي تفكير اعطي للصدفة حقها. ان لا تكون مجرد صدفة بل "مستقبل" باجمعه.

******

فبراير ٢٠١٧

نزلت حياة اليوم من منزلها وهي مقررة ان اليوم هو اليوم المنتظر. يكفي عاماً باجمعه ولم تتعرف عليه بعد. نعم علمت انه "مالك" لكن هذا لن ينفع. تريد التكلم معه اكثر.. تريد التقرب منه. حضرت الكثير من الكلام والاحاديث لحين تلقاه اليوم.

ارتدت حجابها البني الملئ بدرجات الالوان فهي دائماً ما تحب ان ترتدي الواناً مُبهجة لا لتجذب اي احد ولكن لان تلك الالوان ما تعكس خياتها وشخصيتها. وقفت امام المراة تتامل نفسها. بشرتها البيضاء وعينيها البُنتين وابتسامتها المشرقة. تاهبت ولمعت عينيها ودق قلبها كلما راجعت ما ستقوله اليوم له. بدات في اخذ شيئاً وراء الاخر حتي تضع المكياج علي وجهها. وضعت كُحل بنياً تحت عينيها وفوق عينيها وضعت اللون الذهبي الذي يلالا وجهها ثم وضعت بودرة خفيفة ورجوجه علي كلا خديها ثم احمر الشفاه التي تعشقه. رشت نفسها بالعطر الذي يميزها اصدقاءها به. تمنعت في النظر الي صورته التي تحتفظ بها في ذاكرة الهاتف. اخذتها بين احضانها، سلمت علي والدتها ونزلت لكي تركب باص الجامعة.

$

ما بين محاضرة الرسم ومحاضرة اخري.

تملكت حياة شجاعتها وذهبت الي خالد. ذلك الشاب صاحب الغمازة الذي تعرفت عليه منذ اول يوم في الجامعة عن طريق نهي فهو ايضاً من نفس البلد التي جاءت منها. اسمر اللون ليس بكثيف ولا بقليل الشعر.. شعره اسود وعندما يضحك تميزه غمازته ما بين الاف الغمازات. لم تكن تعلم انه يتهته في الكلام وذلك بسبب لا تعرفه بعد وكانت لا تريد ان تجرحه. انضم الي شلتهم واعجبت بطريقة كلامه فاحبته معهم لكن كزميل لا اكثر ولا اقل. هو صديق وفي يعني الكثير يذهبون اليه عندما يحتاجون اليه كما انه صديق "مالك" فقد راته حياة في العديد من المرات يقفون معاً لذلك ذهبت لتجرب حظها.

ذكريات متلاشيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن