ذكريات متلاشية

الفصل الثالث

تظلم الدنيا احياناً ولا نعلم لما او كيف يحدث ذلك، نحاول ان نصمد ونبقي واقفون ولكن عندما تضرب الصدمات في بعض الوجوه يقع الانسان مكفياً علي وجهه لا يعلم كيف ينهض وكانه يعوم في منتصف المحيط كلما حاول الوصول الي اعلاه تاخذه المياه الي قاعه.. يحاول النهوض ولكن شيئاً ما يقيده وكانه مربوط بسلاسل لا يعلم كيف ينهض ولا يعلم كيف يستيقظ من هذا الحلم الشنيع الذي اخذه الي بحرٍ مميت.

سمع اصوات صراخ رجت اركان المشفي لا يعلم من اين ياتي ذلك الصوت..

هل هو في كابوس؟ ام انه يوجد شيئاً شنيعاً يحدث؟ حاول معرفة يحدث لكن بلا جدوي فالشاشة سوداء عاتمة.

حتي تحول تلك العتمة الي نور علي هيئة انسان يهزه وهو يصرخ "يا مااااالك!"

لم يستوعب ما يحدث في البداية.. اغلق عينيه عدة مرات حتي استدام وجهه وسمع صوت رنين اذنيه يعلووو من الضربات.

افاق هو علي ملامح صديقه معاذ والعروق تبرز علي وجهه والقلق يملئ عينيه..

ليصرخ الصديق في وجهه لعله يفيق "حياة بتموووت!!!"

لم ينتبه مالك الا وهو يهرول الي النافذة التي امتلات الان..

الام في المنتصف.. نهي علي حانبها الايسر تواسيها.. وعلي الجانب الاخر درة وروتينا يبكيان ويصرخان بجملتين "متمشيش" و"ارجوكِ لا لسة بدري"

وقف معاذ في الخلف بينما تدخل مالك في وسطهم ووقف بجانب الام.. وضع يديه علي الزجاج وامال براسه يرحها عليه وهو يرد ذلك الدعاء فقط " إلهي أذهب البأس ربّ النّاس، اشف وأنت الشّافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا، أذهب البأس ربّ النّاس، بيدك الشّفاء، لا كاشف له إلّا أنت يارب العالمين، اللهم إنّي أسألك من عظيم لطفك وكرمك وسترك الجميل، أن تشفيها وتمدّها بالصحّة والعافية، لا ملجأ ولا منجا منك إلّا إليك، إنّك على كلّ شيءٍ قدير."

تامل الرنين والممرضة وهي تحاول صعق قلبها لعله يستجيب تعلو وتنبطح بلا جدوي.

يراقب جهاز النبض من حيناً لاخر وما يعطيه اليه هو "صفر" يعني "لا يوجد نبض".

ليصرخ وهو يشد علي شعره وبكي وهو يقول كلمة واحدة فقط "ماتسبيش"

*****

٢٣ نوفمبر ٢٠١٦

‎استعداداً لحفل الليلة، كانت حياة تستعد لتكون في ابهي صورة مع اصدقاءها. كانت سعيدة لدرجة انها لا تستطيع نسيان ما حدث.

‎حياة: انتي عارفة؟ ان مالك معايا في صف التاريخ؟

‎ياسمين باستغراب: بتهزري؟

‎حياة: اه والله.

‎ياسمين: مالك مين؟

‎حياة: اومال ايه يتهزري وبتاع وعملالي فيها ام العريف.