الفصل الثاني

4.3K 113 6
                                    

الأطفال هم العدو الاول للهدوء والنوم ، واكبر دليل على ذلك ، يارا -ابنة اخت ليلى-ولحسن حظ ليلى ، أتت اختها لزيارتهم.
كانت ليلى نائمة مثل الملاك ، لا تشعر باي شيء حولها ، وفجأة يفتح الباب بقوة وتندفع يارا صارخة :هيييييييه ، خالتو ليلى يلا اصحي ، اصحي ، اصحي،وتقفز على السرير ،وتسحب الغطاء ، فتستيقظ ليلى متعكرة المزاج وتصيح فيها ولكن بهدوء :ايه يا يارا فيه ايه ؟!، مش حرام عليكي كده ؟!
يارا:كفاية نوم ، قومي نلعب
ليلى:بابا برة ولا لا ؟!
يارا : بابا نزل شوية وقال هييجي على الغداء
ليلى :هو لسة الغداء ما جهزش؟
يارا : لا لسة ،تيته وماما بيعملوه
ليلى : طيب قومي بينا نساعدهم ، هاتيلي إسدال الصلاة من الدولاب احتياطي ، لباباكي ييجي
وخرجت ليلى و بصحبتها يا را الطفلة الجميلة الشقية ، دخلتا المطبخ وبدأت ليلى في مساعدة أمها ، بعد ان سلمت على اختها سلمى .
بعد مرور بعض الوقت ، دق جرس الباب ، وكانت الام تصنع الحساء على الموقد ، وكانت سلمى تصنع السلطة ، ويارا تلعب في غرفتها ، فلم يوجد سوى ليلى لتفتح الباب ، ارتدت اسدالها ثم فتحت الباب ، وجدت على الباب كارلا حاملة.وطبقا فيه حلويات شكلها شهي ، فتعجنت ليلى وسالتها :ازيك يا كارلا ؟ ، ايه اللي أنتي شايلاه ده
كارلا : انا الحمد الله كويسة ، دي شوية حلويات ، عشان احلى جيران
ليلى : ميرسي يا حبيبتي ، بس أنتي بتكسًًفينا كده ده واجبنا
كارلا : مفيش فرق بينا ، احنا أخوات
ليلى : ميرسي جدا ، وأشكري لي طنط كتير
وأقفلت نور الباب ، ودخلت المطبخ ووضعت الطبق على الطاولة ، فاستغربت الام ثم قالت : مين اللي جاب الطبق ده ؟
ليلى : دي جارتنا الجديدة ، كارلا
الام : كتير خيرها ، احنا لازم نردها لها ، ولازم نعزمهم عندنا عشان نتعرف عليهم
ليلى: خلاص وانا نازلة النادي بالليل هبقى أقول لهم انا احنا عازمينهم عندنا الأسبوع الجاي ان شاء الله ، الاثنين كويس ؟!
الام : ماشي مش مشكلة ، ابقي رجعيلهم طبقهم معاكي ، نحطلهم فيه شوية بسبوسة من اللي سلمى عملاها
ليلى : ايه ده ، سلمى عملت بسبوسة، الله ، انا بحب بسبوستك آوي يا سلمى
سلمى : بالهنا والشوى يا حبيبتي ، يلا روحي افرشي السفرة
ليلى : ماشي ، بس عندي سؤال ، هو بابا ووليد فين ؟ ، هما طلعوا مع جوزك؟
سلمى : أيوة ، طلعوا يلفوا شوية ، زمانهم على وصول ، يادوب تفرش
وأخذت ليلى ترص الأطباق ، والملاعق والاشواك والسكاكين ، ثم بدؤوا بوضع الطعام على المائدة ، ولم يمض وقتا طويلا حتى قدم الرجال ، وجلسوا على المائدة وبدؤوا بتناول الطعام .
انتهى الغداء وغادر كل من سلمى وزوجها الى الاسكندرية لقضاء بعض الوقت هناك تاركين يارا عند ليلى وأمها .
ارتدت ليلى ملابسها وتوجهت نحو الباب للمغادرة ، تمنت آلات اها يارا ، ولكن "ليس كل ما يتمناه المرء يدركه " لسوء حظها وجدت يارا عند الباب ممسكة بصحن البسبوسة ومستعدة للرحيل ، كانت يارا سعيدة جدا لانها ستخرج مع خالتها والسعادة تشع منها فلم تستطع ليلى التهرب منها ، لم تشأ ان تحطم قلبها الصغير وتفسد سعادتها .
ليلى : جاهزة يا يارا ، نطلع ؟!
يارا : أيوة يا خلتو ، يلا بينا
قالت ليلى بنبرة عالية: مع السلامة يا ماما، انا طلعة وهاخد يارا معايا
الام: طيب استودعك الله ، ماتنسيش البسبوسة
ليلى : حاضر
خرجت الفتاتين من المنزل، ودقت ليلى جرس منزل كارلا بينما ظلت يارا ممسكة بالصحن ، دقائق وفتح الباب، وكانت المفاجئة ، شاب طويل القامة ، وسيم ،بشوش الوجه ، أنيق بدون تكلف ، حدقت فيه ليلى دون ان تنطق بكلمة ، لمن يكن شكله غريب عليها ، كأنها رأته من قبل ، مدت يارا الطبق لهذا الوسيم فابتسم لها وأخذ يداعبها ، في هذه الأثناء تذكرت ليلى هذا الشاب عرفت من يكون ،قالت بصوت خافت : زياد
رفع الشاب رأسه ونظر اليها ، كأنه سمعها ، ظلت ليلى خجلة لم تستطع ان تنطق، فبادر هو بالكلام : انا آسف على السؤال ، بس مين حضرتك ؟!
ردت ليلى في استحياء:انا جارتكم ساكنة في الشقة اللي قدامكم، ماما كانت بعتة طبق البسبوسة ده لطنط
زياد :تعبين نفسكوا ليه
ليلى :ده واجبنا
زياد : شكرًا جزيلا يا آنسة ، مش آنسة برضو ؟!
لم تعرف كيف ترد فاكتفى بالإيماء برأسها موافقة ، ثم استطرقت قائلة : ماما بتوجه لكم دعوة للعشاء عندنا يوم الاثنين، ياريت تبلغ طنط وتبليغها تحياتي
زياد: حاضر ان شاء الله يوصل، ممكن أسالك سؤال اخير ؟!
ليلى : أتفضل
زياد: اسمك ايه ؟!
ليلى :اسمي ليلى ، ليلى رشدي
زياد:اسم جميل ، ونظر في عينيها مبتسما ، فاحمرت خجلا ولم تدري ماذا تفعل ، حينها تكلمت يارا: احنا مش هنمشي يا خلتو ؟!
ضحك الاثنان واعتذرت ليلى بأدب وانصرفت صاحبةً يارا معها .
في الطريق الى النادي كانت كلا من الفتاتين في عالمها الخاص ، يارا قلبها يقفز فرحا لمجرد خروجها من النزل ، توزع ابتسامات على المارة ،تمسك بيد خالتهاوتؤرجحها ، بينما ليلى في عالم وردي يعزف فيه قلبها نوتلت السعادة ، تفكر في صاحب الابتسامة الساحرة ، والانيق في بساطته .
جلست ليلى على الطاولة مع صديقاتها ، بينما انطلقت ليلى للعب مع الأولاد ، كانت الفتايات تتبادلن النكات فقاطعهن ليلى : بنات عندي ليكوا اخبار جديدة
ميرنا: كملي ،ايه اللي حصل ؟!
ليلى:فاكرين الولد اللي لعب مع الولاد وغلبنا ، كان اسمو زياد ف،فاكرين
لورا : وهل ينسى القمر ،مالو بقى !
ضحكت الفتايات ثم اكملت ليلى : زياد طلع اخو كارلا
سالي : كارلا ... جارتك.... يعني .... القمر على الباب ،قصدي زياد ساكن جنبكم
ليلى : اها ،ومش جنبي ده قدامي
لورا : احنا هنعتكف عندك في البيت
وتعالت ضحكات الفتايات وأَخَذْن يرتشفون العصير .
ركضت يارا الى خالتها باكية ،وارتمت في أحضانها ،لم تفهم ليلى سبب بكائها ،لم تكن يارا تنطق فقط تبكي ، جلست ليلة تهدئها حتى توقفت عن البكاء،وبدات تتكلم : عادل شد شعري ومجدي وش عليا تراب
ليلى : مين عادل ومجدي ؟
اشارت بأصابعها على توأمين يبدوان في مثل عمرها ، مشت ليلى نحوهما ،غاضبة،ولكنها تمالكت نفسها لكي لا تخيفهما ،انحنت على ركبتيها لكي تكون في مستوى نظرهم وقالت : بتضايقوا يارا ليه ، توقعت ان يردا بأدب ،لكنهما استهزؤو بها وظلا يضحكان ، هنا لم تستطع ليلى تمالك أعصابها وانفجرت فيهما : انتو قليلين الأدب ، ولو قربتو بيارا تاني او ضايقتوها انا هوريكم ،فهمين ولا لا ؟، بدا التوأمين في البكاء وركضت بعيدا ،وجلست ليلى مع يارا وهي تلعب خشية ان يزعجها مرة اخرى .
أخذت يارا تتأرجح وتلعب ، بينما جلست ليلى عند مقربة منها تشاهد الصور على هاتفها ،بينما هي تقلب في الصور لاحظت ظل رجل بجانبها ، رفعت رأسها فرات زياد ممسكا بالتوأم عادل ومجدي ،ووقفت مسرعة وأصابت في مكانها ، بينما بادر زياد بالحديث الى التوأمين : يلا اعتذرو للآنسة ليلى
قال التوأمين بنبرة واحدة : احنا اسفين يا آنسة ليلى ، مش هنعمل كدة تاني ،ثم جذباها الى الأسفل وطبع كل منهما قبلة على خدها ،داهمها شعور غريب ،شعور بالخجل والاستغراب ،فمن هو زياد لكي يؤثر عليهما هكذا ،تجاهلت الامر وأخرجت بعض الحلوى من حقيبتها وأعطتها للتوأمين وقالت : وانا كمان آسفة ،ما تزعلوش ،ابتسم التوأمين وذهبا
زياد: وانا كمان بعتذر عن سلوك اخواتي
ادركت الان تاثيره عليهما ،هو الأخ الأكبر ، تمتمت في داخلها "هي العيلة دي ما بتخلصش" ،ظل الاثنين صامتين يقابلان بعضهما لدقائق ،ثم انسحب بهدوء .

أسطورتي انتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن