الفصل التاسع

2.6K 99 0
                                    

كعادة الاميرة ليلى ، استيقظت مبكرًا و ارتدت ثيابها استعدادًا للذهاب لطلب العلم ، حملت حقيبتها وارتدت حذاء رياضي مريح ، وليد ذهب الى عمله مبكرًا اليوم ، لذلك ستذهب على قدميها الى الجامعة ، فتحت باب المنزل وفي نفس الوقت فتح الامير زياد باب منزله ، ولكن بطلة غريبة في اناقتها ، وقفت ليلى تتأمله ، كان يرتدي بدلة كحلية وقميص ابيض ناصع البياض وربطة عنق حمراء وممسك بحقيبة سفر سوداء صغيرة ، وقفت تتأمله في دهشة ، سبحان مبدع خلقه ، خطر في بالها سؤال، يا ترى ما سبب هذه الاناقة؟، وما سر هذه الحقيبة؟، وما هذه الاطلالة الرسمية ؟، اغلقت الباب وتقدمت خطوة اتجاهه وتقدم هو بدوره ، بدأت ليلى الكلام قائلة: صباح الخير
زياد: صباح الجمال ، شيك اوي الكوتشي ده
ضحكت ليلى ثم قالت: من بعض ما عندكم ، انا لبسة لبس رياضي شوية ، هروح الجامعة مشي ، وليد طلع بدري وسابني ، اهو نعمل رياضة على الصبح
زياد: تعالي اوصلك في طريقي
ليلى: مفيش داعي ما تتعبش نفسك ، مش عايزة ااخرك على مشوارك
زياد: ولا تعب ولا حاجة ، لسة ٣ ساعات على رحلتي ، انا قلت اطلع بدري احسن ، بعدين الجامعة قريبة
ليلى: رحلة ايه؟ ، انت مسافر
زياد: اه صحيح نسيت اقول لك ، بعتولي امبارح بالليل على الايميل ان بكره امتحان الماجستير ، فإطريت اني احجز تذكرة واسافر النهارده ، عيزة حاجة من مدينة الضباب
ليلى : الله ، هتروح لندن ، صورلي في كل مكان عشر صور ، ثم نظرت الى ساعتها ، انها الثامنة صباحاً ، لقد تأخرت ، شهقت ونظرت اليه بفزع : الساعة بقت ٨ ، اما لازم اروح ، انا ...،وفجأة خرجت هدى مناديتًا على زياد: زيزو ، نسيت موبايلك ، ثم وجهت نظرها الى ليلى: صباح الخير ، ازيك ، اكتفت ليلى بالابتسام ، فأعادت نظرها الى زياد : تروح وتيجي بالسلامة يازيو ، ثم اقتربت منه لتقبله على خده ، فابتعد عنها خطوة الى الخلف وقال: الله يسلمك
هنا احست ليلى بالنصر وقالت: يلا بينا ، نمشي؟!
زياد: يلا بينا
ركب الاثنين في السيارة وظلا صامتين فترة، التفتت ليلى الى زياد وظلت تتأمله ، توقف في اشارة ضوئية ، فالتفت زياد اليها ليكلمها فاصطدمت عيناهما ، ظل كل منهما ينظر للآخر كأنها اول مرة يران فيها بعضهما ، ولكن سرعان ما انزلت ليلى عيناها خجلًا. ، واخضرت الاشارة ، فامسك زياد بالمقود ووضع عينيه على الطريق .
كان زياد ممسكًا بكوب حافظ للحرارة طوال الطريق ، يرتشف منه بين الحين والآخر ، تسألت ليلى عما فيه فقالت : بتشرب ايه ؟
زياد : قهوة ، تشربي ؟
قالت في غضب قليل: بتشرب قهوة على الريق ؟ ، انت ازاي تعمل كده ، ده خطر جدًا على قلبك ، سيب الكباية دي ، سحبت الكوب من يده
ضحك ضحكة صغيرة ثم قال : ايه ، بتخافي عليا؟
ليلى: اكيد ، بعدين فيه دكتور يعمل كده؟
زياد: لا مفيش ، انا ما بطلعش من البيت الا لما افطر ، حتى لو كنت مستعجل ، بعدين بشرب القهوة في العربية على الطريق ،. ما تخافيش
خجلت ليلى من نفسها واعادت له الكوب : انا آسفة ، اصلي انا عرفه ناس حصل لهم مشاكل بسبب القهوة ، فخفت عليك
زياد: اتطمني ، انا كويس ، وانت فطرتي ايه النهارده؟
ليلى: ما لحقتش افطر النهارده ، كنت مستعجلة ،هبقى اكل اي حاجة في الكلية
زياد: ليه؟، ماما ماعملت لك فطار؟!
ليلى: انا طول عمري بعمل فطاري لنفسي ، نفسي اجرب شعور حد يعمل لي فطار على الصبح كده ، واول ما دخلت ماما بطلت تصحى معانا الصبح ، و سلمى كانت بتعمل لنفسها وتجري على الجامعة ، وكنت احيان كتير بكسل اعمل فطار واقعد جعانة طول اليوم
صمت زياد دقيقة ثم قال: خلاص من بكره تفطري كل يوم،وبلاش كسل
ليلى : ماشي
توقف زياد امام الجامعة وقال لها مودعًا : خلي بالك من نفسك
ليلى: وانت كمان ،استودعك الله
زياد: استودعك الله
نزلت ليلى من السيارة ولوحت له ، ظل ينظر اليها حتى عبرت اسوار الجامعة وانطلق الى رحلته .

في تلك الاثناء كانت هدى تتحرك جيئة وذهابًا في غرفة الجلوس ، تفكر في مكيدة لليلى ، تريد من يساعدها ، ذهبت الى غرفة كارلا واذا بها جالسة على سريرها فقالت : ايه ده ، انت لسة في البيت ليه؟
كارلا: مش ورايا حاجة في الجامعة ، انتِ اللي ليه. داخلة الاوضة كده من غير ما تستأذني زي القضاء المستعجل؟
هدى : انا كنت.. .، المهم عايزة مساعدتك
كارلا: في ايه ؟!
هدى : فاكرة لما كان البنات في الابتدائي بيخدوا لعبتي كناا بنعمل فيهم ايه ؟!
كارلا : طبعًا فاكره ، كنا بنخليهم يرجعوا البيت معيطين ، كنا نعمل فيهم المقلب من غير ماحد يعرف ان احنا اللي عملناه ، كنا مصيبة
هدى: اه والله ، كنا داهية
كارلا: بس ايه اللي فكرك بالموضوع دلوقتي ؟! هدى: مهو ده اللي عايزة مساعدتك فيه
كارلا: في حد سرق لعبتك ؟!، مش كبرتي على اللعب شوية
هدى: ما انا كبرت وكبرت لعبتي
كارلا : قصدك ايه ؟
هد ى: انا قصدي زياد
كارلا: زياد!!!!
هدى : ايوة ، زياد بتاعي انا ، وجت ليلى سرقته مني ، بس انا مش هسكت ، وانت كمان مش هتسكتي ، مش كده؟!
انفعلت كارلا وقالت : زياد عمره ما كان ملكك عشان حد يسرقه ، بعدين زياد بيحب ليلى ومهما حاولتي تفرقي بينهم مش هتقدري
هدى: يعني مش هتقفي مع بنتخالتك وهتقفي مع الغريبة
كارلا: ليلى مش غريبة ، ليلى بقت فرد من العيلة خلاص ، وهي اولى بزياد لانها بتحبه ، مش طمعانه فيه
هدى: لا انا اولى بيه ، انا بنت خالته ، وانا اولى بيه من الغريب ، بكره اخليه ينسى حبها ، ويحبني انا
كارلا: وانتِ ، مش ناوية تحبيه؟!
هدى : مش لازم احبه ، هو لما يحبني هينفذ كل طلباتي ، وده كل اللي انا عيزاه
كارلا: انتِ عايزة بنك مش عايزة زياد ، اطلعي بره ، قالتها بصوت مرتفع
هدى: بكره تشوفي ، وخرجت من الغرفة.

ما زالت الساعة التاسعة صباحًا ، خرجت ليلى من المحاضرة بعد انتهائها ، توجهت الى مقهى الجامعة وجلست الى الطاولة ، كانت تشعر ببعض الصداع فجلست قليلًا قبل ان تطلب شيئًا لتفطر به ، همت بالوقوف فاذا بحارس الامن متوجهًا نحوها ومعه كيس ، س لمها اياه دون ان ينطق بكلمه ورحل ، اخذت تبحث عن شيء يدل على من اتى به ، كانت وجبة افطار رائعة ، ثوان ودق هاتفها ، انه زياد ، ردت مسرعة : الو ، ازيك عامل ايه ؟! ، وصلت ولا لسة
زياد: الحمد لله ، انا في المطار لسه ساعة على الرحلة ،ها وصل الفطار
ليلى: اه وصل ، ميرسي يا حبيبي ، قالتها بعفوية من فرحتها
زياد: انا في سبيل الكلمة دي مستعد اقف ضد العالم كله ، لم تنطق ليلى بكلمة فتابع كلامه : هتوحشيني اوي، يلا روحي افطري قبل ما يخلص الوقت
ليلى:وانا كمان هتوحشني اوي ، استودعك الله ، واغلقت الهاتف مسرعة وشرعت في تناول افطارها .

أسطورتي انتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن