الفصل السادس

2.7K 100 7
                                    

مرت ايام ،واسابيع،وشهور،لم يلاحق فيها طيف الأسطورة الأميرة ليلى، اختفى بعد يوم ميلادها ، خطف قلبها وذهب ، ذاب كالملح في الماء ،او بمعنى اصح ذاب كالسكر في الماء.
طالت مدة غياب الوسيم ، لم يصطحب أخته من الجامعة منذ شهور عديدة، لم تجرؤ ليلى ان تسأل عنه ، وبأي حق تسأل ؟! ، وحتى إذا استجمعت قواها وسألت ، فمن تسأل ؟!، كارلا كانت منشغلة كثيرًا طيلة هذه الأيام ، كانت تخرج مستعجلة الى المنزل ، لا يتسنى لها ان تلقي السلام فتكتفي بالتلويح من بعيد ، وبالنسبة للنادي فلم تذهب ليلى اليه كثيرًا ، واذا ذهبت لا تلتقي بكارلا ، ووليد لم يذكر شيئًا قط عن زياد ، ولككن لقد اتخذت ليلى قرارها ، سوف تهاتف كارلا وتلتقي بها في النادي مع باقي زميلاتها ، سوف تخترع اي حجة لتأتي بها ، وسوف تدعو الله ان يلهمها الشجاعة لكي تخرج الكلمات من فمها.
رفعت ليلى هاتفها وطلبت رقم كارلا ، لم يرن طويلاً حتى جاء صوت من الجهة الاخرى : ليلو ،ازيك ؟
ليلى: تمام ،اخبارك انتي؟ ، وحشتيني يا كوكو
كارلا : انتي وحشاني اكتر ، انتي والبنات كلهم ، سلمي لي عليهم كلهم
ليلى: طيب ما تيجي تسلمي عليهم انتي ، ونشوفك شوية
كارلا : فين؟
ليلى: في النادي بالليل.، آخر الاسبوع جه خلينا نجتمع قبل امتحانات آخر السنة
كارلا: خلاص ماشي ، نتقابل بالليل
ليلى: ان شاء الله ،وأغلقت الهاتف ،وانتهت المكالمة .
الابتسامة لم تفارق شفتي ليلى طوال طريق العودة الى المنزل ، اخيراً ستجتمع الشلة ، وايضاً ستعرف ماذا حدث للوسيم ،لماذا لم يظهر طيلة هذه المدة ؟! ، وعلى باب منزلها رأت ما لم تتوقع حدوثه ، انها يارا ، لقد اتت سلمى لزيارتهم ، المشكلة ليست في الزيارة ، ولكن يارا لا تتركها في شأنها ، تذهب معها الى النادي وتظل تلعب ولابد ان تراقبها ليلى وتبقى معها ، فان اصابها مكروه ،لن ترحمها سلمى .
ركضت يارا الى خالتها واحتضنتها وطبعت قبلة على جبينها : خالتو ، وحشتيني
ليلى : وانت وحشتيني اكتر ، ماما وبابا جوه ؟
يارا: ماما جوه ،وبابا ما جاش معانا
ليلى : يلا تعالي ندخل نسلم عليهم .
ما اجمل هذا المساء الذي اجتمعت فيه الاميرة ليلى مع صديقاتها وشقيقة الاسطورة ، ترى هل ستتجرأ وتسأل عنه ؟!، وكيف ستتثنى لها الفرصة لتنفرد بكارلا ؟! ، وماذا ستفعل بيارا؟! ، لقد تعقد الوضع ، يبدو ان الموضوع ليس بهذه السهولة .
كانت جلسة البنات جميلة ، راقية نوعا ما ،لا تخلو من المتعة والمرح ، هدئت النقاشات بين الفتايات قليلاً ، وإستعدت ليلى لان تنتق وتسأل عن الاسطورة ، وما ان نطقت حتى قا طعتها يارا قائلة: خالتو : عايزة اروح اتمرجح
ليلى: طيب ،شوية كدة
يارا: لا دلوقتي
ليلى: اتفضلي قدامي، بعد اذنكم يا بنات
ذهبت ليلى مع يارا وهي مغتاظة ،كادت تسأل عنه ، كانت على وشك ان تعرف عنه اي شيء ،على كل حال ضاعت تلك الفرصة لا فائدة من الندم الآن ، اخذت يارا تتأرجح في فرح ،بينما امسكتليلى قلمها واخذت تكتب خواطرها ،نسيت كل شيء عندما امسكت قلمها وبدات تبتسم ، تلك الابتسامة الجميلة التي تشعل قلبك ، لم ترى هي يوماً ابتسامتها جميلة ، ولكن هناك من يراقبها من بعيد عاشقاً لتلك الابتسامة،لم تلاحظه ليلى وهي تكتب ،ولكن يارا لاحظته، وقفزت من الارجوحة وركضت عليه ،كأنه فرد من أسرتها ، ولكنها ذهبت دون ان تراها ليلى ،فقد غفلت عنها دقيقة وهي تكتب ،رفعت ليلى عيناها فجأة ،لم تكن يارا على الارجوحة ،اين ذهبت تلك الطفلة ،اخذت تنده عليها ولكن لا مجيب ،يا الله اين هي ،ذهبت هنا وهناك ولم ترى لها اثر ،توقفت في مكانها ،تصنمت،كانت ستنفجر بالبكاء ،اخذت الدموع تتجمع في عينيها ،ولكنها سمعت صوت يارا،التفتت الى الخلف واذا بياراتركض ضاحكة قادمة اليها ، اسرعت ليلى وضمتها وهي تبكي ،ولكن لا يليق بهذا الوجه البكاء .
ليلى: انتِ رحتي فين من غير ما تقولي لي ،ينفع كدة ؟!
يارا: انا كنت مع الحلو ده ،وأشارت باصبعها عليه
رفعت ليلى عيناها ،كادت تطير فرحاً ، انه هو ،الاسطورة ، ابتسمت له ابتسامة خفيفه ،ثم تحدثت ليارا بحزم : عيب يا يارا ،اسمه عمو زياد
يارا : حاضر، عمو زياد الحلو
ضحك الاثنان،ثم نظر زياد في عينيها وقال : انا آسف يا ليلى
ليلى : ما حصلش حاجة يا زياد ،قصدي ...د/زياد
زياد : قولي لي زياد، انا مش في العيادة دلوقتي ،بلاش رسميات
اكتفت للى بالابتسام
زياد: ممكن آخد خمس دقائق من وقتك
ليلى: طبعا اتفضل
وقف صامتاً قليلا ،يجمع شتات نفسه ،ويقلب افكاره ثم قال : انا جيت عشان اسلم عليكي قبل ما اسافر ،هروح اعمل دراسات بره البلد ،كان فعلاً نفسي ...كان نفسي اخدك معايا ، ما تفهمينيش غلط ،انا كان قصدي على سنة الله ورسوله ،وابتسم ابتسامه صغيرة ثم تابع : ليلى انا مش بكذب عليكي ، انا فعلاً انجذبت ليكي اول ما شفتك ، او ممكن تقولي حبيتك ، مش قادر اسافر من غير ما قول لك اللي في قلبي ، ليلى انا عايزك وشاريكي ، بس الوقت ما وقفش في صفي ، انا ليا عندك رجاء ، استنيني، وانا مش هتأخر عليكي ، وياريت تفكري في كلامي ، ولو كلامي دايقك ، انا آسف ، انا نفسي اشوف الابتسامة علو وشك على طول ، اشوفك على خير يا ليلى ،وابتسم تلك الابتسامة التي تخطف الانفاس ، وقبل ان يذهب حدق طويلا في معصمها ، وضحك قليلاً ثم ذهب مسرعاً دون ان يسمح لها بأن تنطق .
قالت ليلى بصوت خافت : استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه ، هستناك ......، آااااااه ، شكلي انا كمان والله أعلم حبي....حبيتك
قاطعتها يارا قائلة : خالتو ، هنروح دلوقتي
ليلى: نقعد مع البنات شوية بعدين نروح ،ماشي !
يارا: ماشي
عادت ليلى الى طاولة الفتايات ، ولكنها ظلت شاردة الذهن ،ترى هل كان هذا حقيقة ؟! ،وماذا تفعل الان؟، هل تخبر والدتها؟، ام تعتبره احد اسرارها التي سوف تدفن داخلها؟، وواخذت تحدق في معصمها،وتسائلتلماذا اطال النظر في معصمها ؟!، لاحظت كارلا شرود ليلى ، فالتفتت اليها فاذا بليلى تحدق في معصمها ، ورات السوار ،فقالت بصوت عالٍ نوعاً ما: ايه ده ؟!، الله، الاسورة دي جميلة ، الاسورة دي بتتعمل مخصوص مش اي حد يحيبها ، ايوة بقى يا عم ،ماشية معاك ،مين اللي جايبهاليك ها؟
استعجبت ليلى كثيراً ،لقد كانت هذه هدية كارلا لها في يوم ميلادها ،ولكنها لم تخبرها ،الان عرفت لماذا ظل ينظر الى معصمها طويلا،انه هو من جلب لها السوار،اكتفت بقول : كانت هدية من واحدة صاحبتي
كارلا: صاحبتك دي شكلها بتحبك اوي
ليلى : شكلها كدة
دخلت لورا في الحديث : هو فيه حد ما يحبش ليلى ، ليلى دي روح روح روحي
ضحك الجميع مؤيدين كلامها ،وحان وقت الذهاب ،وعادت الاميرة للقصر.

أسطورتي انتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن