الفصل الثامن

2.7K 94 9
                                    

رن هاتفها بجوار السرير ، فأمسكته بعينين نصف مفتوحتين وقرأت اسمه ، ردت فاذا به يقول : صباح الخير
لا يوجد صباح اجمل من صباح تستيقظ فيه على صوته ، انه زياد ، مضى على خطبتهم اسبوع واحد فقط ، وفي كل يوم كانت تستيقظ ليلى على هذا الصوت الجميل ، رد عليه بصوت ناعس : صباح الخير
زياد : انتِ نايمة! انا آسف مكنتش اقصد ، اقفلي خلاص ، هكلمك لما تصحي
ليلى: لا عادي، مفيش مشكلة، انا بحب أسمع ......، امسكت لسانها على آخر لحظة ، لم تستفيق بعد ، كانت ستخبره بمدى حبها لسماع صوته كل صباح ، ولكن لا ، ليس الآن الوقت المناسب
زياد: بتحبي تسمعي ايه ؟؟
ليلى: لا ولا حاجة ، انت ايه اخبارك؟
زياد: تمام الحمد لله ، انتي عاملة ايه ؟!
ليلى: تمام ، لسة ما قمتش من السرير
زياد: نوم العوافي يا حبي
حبي؟! ، ماذا ؟! ، هذه اول مرة ينطق هذه الكلمة ، ماذا تفعل الان ؟!، قفزت بسرعة من السرير ، سكتت قليلا ثم قالت : انا لازم اقفل ماما عيزاني ، مع السلامه ، واقفلت الخط .
جلست ليلى تحتسي قهوتها امام التلفاز مع والدتها ، اخذت ترتشف القهوة بسعادة مختلفة عن اي يوم مضى ، بمعنى اوضح كانت تبتسم مع كل رشفة، لم يكن ما تشاهده مضحكًا ابدًا ، استغربت امها فسألتها : بتضحكي على ايه ؟! ضحكيني معاكي
افاقت من شرودها وردت : لا ولا حاجة
الام: ربنا يسعدك كمان وكمان ، ويتمم لك على خير
ليلى: آمين يا رب
الام : حبيب القلب هييجي النهارده ؟
ليلى : هههههه ، مقاليش حاجة
دق هاتفها ، انه زياد ، ردت عليه : كنا لسة جايبين في سيرتك انا وماما
زياد: ابن حلال انا ، اديني طنط أكلمها
اعطت الهاتف ل م/سميرة: الو ، ازيك يا حبيبي ؟ عامل ايه؟
زياد : الحمد لله ، ازي حضرتك ،
م/ سميرة : تمام الحمد لله
زياد : ليلى كانت بتقول انكم جايبين في سيرتي ، ان شاء الله يكون خير
م/سميرة : لا ما تخافش ، كل خير ، كنت بقول لها هو حبيب قلبك جاي النهارده ولا لا ، صرخت ليلى : ماما !!!.......، وخرجت مسرعة من غرفة المعيشة
ضحك زياد قليلا ثم قال : ممكن أكلمها دلوقتي يا طنط ؟ ، هيا فين ؟!
م/سميرة : اتكسفت وطلعت جري ، ما اعرفش راحت فين ، تحب اقول لها حاجة ؟! ، اي حاجة ما تتكسفش مني ، انا ستر وغطاء عليك
زياد: والله انتي عسل يا طنط، خلاص بلغيها اني هاجي على المغرب كده اشرب الشاي وأمشي ، الا لو هي مش عايزة !!!
م/سميرة : البيت بيتك يا حبيبي ، تنور في اي وقت ، نشوفك بالليل ان شاء الله
زياد : ان شاء الله ، مع السلامة ، واقفل الهاتف.
دخلت ليلى مرة أخرى وجلست بجوار امها : ايه ده ياماما ؟ ليه قلتي كدة؟؟
م/سميرة : هو انا كذبت ، هو مش حبيب قلبك ، ولا ايه ؟! ، ونظرت اليها بإبتسامة
ليلى: ايوة اكيد ، عارفة يا ماما انا بحبه اوي ، بس بتكسف ، كل ما اشوفوه بيبقى نفسي اقول له كلام كتير ، بس مش بقدر ، انا خايفة يزهق ويسيبني ، تفتكري هيسيبني ؟!
م/سميرة: زياد يسيبك،دزياد بيحبك جدًا ، وصبور اوي ، ومستعد يستناكي لآخر يوم في حياته
ليلى : انا تقريبًا قفلت عليه الصبح وهو بيكلمني ، احرجني بالكلام ،فقلت له انك عيزاني وقفلت ، ممكن يزعل ؟
م/سميرة : لو كان زعل ما كانش اتصل بيكي تاني ، وانتي ابقي كلميه لما يجي واعتذري منه ، وابقي قولي له حاجة تصبره
ليلى: ازاي يعني ؟!
م/سميرة : انتي الللي بتقولي ازاي ؟!، بدل ما تكتبي في الورق وتكتمي في قلبك، طلعي شوية قوليها له
ليلى: مش هقدر
م/سميرة : حاولي ، مادام بتحبيه لازم تحاولي ، ازاي هيعرف انك بتحبيه ، لازم تقولي له
ليلى: خلاص هحاول ان شاء الله .
عاد زياد الى منزله متأخرًا ، كانت العيادة مزدحمة اليوم ، تبقى ساعة واحدة على موعده مع الحب ، دخل البيت سلم على والديه ثم ذهب مسرعًا الى غرفته ، استحم وبدل ملابسه ، وضع عطره المفضل ، نظر في ساعته ، لقد حان الوقت ، وهو خارج استوقفته امه : رايح فين ؟!
زياد : رايح ازور خطيبتي يا ماما
م/فهيمة : من غير ما تقول كده ؟!
زياد : انا آسف نسيت ،معلش
م/فهيمة : عرفت تنسيك امك من دلوقتي ، امال لما تتجوز هتعمل ايه ؟!
سمع د/رأفت النقاش فتدخل مسرعًا : ما حصلش حاجة يا فهيمة، نسي ، عادي ،اطلع يا ابني ما تتأخرش على خطيبتك
زياد: ماشي ، سلام ، وخرج من المنزل .
في الصالون جلس زياد مع د/رشدي يتبادلان الحديث منتظرًا اميرته ، دقائق و دخلت ليلى وجلست بجواره ، لاحظت الاستياء على وجهه ، صحيح لم يمضي على الخطبة سوى اسبوع واحد ، ولكنها اصبحت تفهمه ، فليس من الصعب فهمه ، او بالاصح ليس من الصعب فهم مشاعره ، غادر د/رشدي ليمنحهم بعض الخصوصية ، ما ان خرج حتى تكلم زياد : ازيك يا ليلى ؟ عاملة ايه؟
ليلى : انا كويسه الحمد لله ، وانت؟
زياد: انا تمام
ليلى : مالك ؟
زياد: مفيش حاجة ،انا كويس
ليلى: انت تكذب على كل الناس ، الا انا ، مالك يا زياد ؟ انت زعلان ؟ ، نظرت في عينيه ، ضاع زياد في تلك العينين وظل ينظر اليها دون ان ينطق ، لن يتخلى عنها ابدا ، بل سيحارب العالم كله من اجل هاتين العينين ، ولكن لن يغضب امه ابدا ، ابعد عينيه عنها ونظر في الارض ، لا يجد كلمات تخرج من فمه ، فتكلمت ليلى : انا آسفة
نظر اليها بإستغراب ، بينما اكملت حديثها : ماكنتش قاصده اقفل عليك الصبح ، بس مش عارفة ، ما كنتش قاصده ازعلك ، انا آسفة ، ونظرت اليه بعينين راجيتين السماح ، ابتسم زياد وضحك ضحكة خفيفة ، آه لو تعلم ان هي من تصبره على مشاكل الحياة، وان امه هي اساس المشاكل ، امه طيبة القلب ولكن عندما يتعلق الامر بزواج ابنها ، تتحول الى انسانة غريبة ، عدوانية ، تصر على ان تزوجه من هدى ابنة خالته،ولا تقتنع ابدا بانه لا ينظر اليها الا كما ينظر الى اخته ، نظر زياد اليها مجددا وقال : ليلى ،انتِ احلى حاجة حصلت في حياتي ، عمري ما ازعل منك ،وعمري ما اعمل حاجة تزعلك ، كفاية. دراما كده ، انتي عارفة ان شكلك ًحلو الهارده اوي ؟
ابتسمت ليلى بخجل ووضعت راسها في الارض وقالت : شكرًا ، وانت كمان شكلك حلو النهارده
زياد: النهارده بس ؟
رفعت رأسها ونظرت في عينيه : لا انت على طول حلو وزي القمر ، لا تعلم كيف نطقت هذه الكلمات
ضحك زياد قليلا ثم قال: انا ما اقدرش على كده
اكتفت ليلى بالابتسام ، ولكن زياد تذكر شيء : اه صحيح ، انتِ كنتي عايزة تقولي ...، اه، كنتِ بتقولي انا بحب ا..سمع. .، وسكتي ، بتحبي تسمعي ايه ؟
ليلى : تشرب حاجة ، انا هقوم اجيب عصير ، ونهضت مسرعة فاميك بمعصمها وجذبها لتجلس بجواره بلطف وقال: مش هتهربي مني المرة دي ، بتحبي تسمعي ايه ؟،
استحت ليلى كثيرًا ، ولم تجرؤ على النطق ، فنطق زياد : شكلك بيقبى احلى وانتي مكسوفة ، هنا كادت ليلى تبكي من شدة الخجل ، لاحظ زياد ذلك فتركها تذهب وقال : يلا قومي هاتي .العصير.
عادت ليلى بكاسات العصير الباردة ، كان زياد يتحدث على الهاتف ، وضعت العصير على الطاولة وجلست بجواره تنتظر ان ينتهي ، انهى مكالمته والتفت اليها : يا سلام ، عصير متلج ، حلو اوي في الحر ده ، اللهم لك الحمد
ليلى: صحة وهنا
زياد: ان شاء الله عازمينكم على الغداء بكرة ، ماما اتصلت بيه وقالت لي ابلغكم
فرحت ليلى كثيرًا وقالت : الله ، هيكون غدا رائع
زياد: ان شاء الله ، ولكن في داخله مخاوف كثيرة ، لم يكن مرتاحًا لهذه الدعوة ، ترى ماذا ستفعل امه ، م/فهيمة .

أسطورتي انتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن