الفصل الثالث

3.2K 105 11
                                    

سفرة ملكية افترشت في منتصف غرفة الطعام في بيت الاميرة ليلى ،استعدادًا لاستقبال الامير الوسيم زياد بصحبة والديه الملك والملكة ، كانت سفرة مزينة بأرقى المفارش وافخم الاطباق ، حيث جهزت المائدة لحفلة التعارف على عائلة زياد ، ارتدت ليلى ملابسًا انيقة بسيطة ، كان كل شيء في اكمل استعداد لم يبقى الا وصول الامير وعائلته.
دق جرس الباب واتجه د/رشدي لفتح الباب ، استقبل الضيوف ودعاهم للجلوس في غرفة المعيشة ، بدات السلامات بين افراد العائلة ، ثم جلس كل منهم في المكان الذي يريحه.
اخذت العائلتين تتبادلان اطراف الحديث ، علموا خلالها مهنة الاب ،د/رافت، هو طبيب مث د/رشدي ،الاختلاف في التخصص ، حيث د/رشدي طبيب متخصص في جراحة القلب اما د/رافت فهو طبيب نساء وتوليد ، والامهات ربات بيوت فضلن افناء عمرهن في خدمة افراد العائلة عن العمل ، والابناء كل في مجال ،زياد طبيب اسنان تخرج منذ عام ، كارلا تخرجت من الثانوية ولا تعلم اي جامعة سترتاد ، والتوئمين عادل ومجدي لا يزالان صغيرين لم يدخلا المدرسة بعد .
بعد دقائق من الحديث ، جلست العائلتين على مائدة الطعام ،كان الطعام لذيذًا جدًا،ف م/سميرة (والدة ليلى) طاهية ماهرة وذواقة.
بعد انتهاء الاكل عادوا الى غرفة المعيشة لاحتساء الشاي ، واخذ د/رافت يلقي الدعابات وارتفعت اصوات الضحكات .
كان زياد يجلس على كرسي مقابل لليلى ،لم تقع عينيه من عليها ، اخذ يتابع ابتساماتها ،ضحكاتها العذبة،كلامها المنسق ، ملابسها الانيقة رغم بساطتها ، فتن بكل مافيها ،لاحظت م/فهيمة (والدة زياد) نظرات اعجاب ابنها بليلى ، لاتريده ان يعجب بهذه الفتاة ، فعليه ان يتزوج ابنت خالته ، ارادت ان تجد في هذه الفتاة عيبا،ولكن دون جدوى ، فقررت ان تجعلها تخطىء في الكلام ، كمحاولة لجعل ابنها يصرف النظر عنها ، فالتفتت لليلى وعلى ثغرها ابتسامة ماكرة مخادعة وقالت : وانتِ يا ليلى في جامعة ايه ؟
ليلى: ترجمة ولغات
م/فهيمة: ما شاء الله ، سنة كام ؟
ليلى:تالتة
م/فهيمة: ومأضية وقتك كله في النادي والفسح اكيد ، معندكوش دراسة ، جامعة لعب عيال
استاءت ليلى جداً، وكانت تستشيط غضبا داخلها ، ولكنها هدأت نفسها وكبتت غضبها داخلها ،ثم ردت عليها :لا خالص،بس عشان الأجازة بروح النادي وبتفسح مع صحابي،لكن في الدراسة مش بطلع خالص ، بس بروح النادي آخر الاسبوع ، وترجمة ولغات جامعة حلوة جداً وليها مستقبل ،بيشتغلوا في شركات اجنبية ، وغير انه من تعلم لغة قوم أمن مكرهم
م/فهيمة: بس الشغل في الشركات مش حلو للبنات ،بيلبسوامحزق وملزق ،ويدلعوا على المديربتاع الشركة وكده
ليلى: لا طبعاً،ما البنت اللي بتخاف ربنا المحترمة ، بتحترم نفسها في كل مكان وبتجبر الآخرين على احترامها ، وكل الوظائف فيها كده ، مش بس الشركات يعني
م/فهيمة: لا بس لو كانت دكتورة هيبقى احسن ، وهيبقى ليها مكان مرموق في المجتمع
ليلى: ده كان زمان ، دلوقتي الانسان بيصنع مكانته في المجتمع بأخلاقه مش بوظيفته.
ظنت م/فهيمة انها بهذه الطريقةستجعل زياد يكره ليلى ويزيل عينيه عنها ، ولكنها جعلته يعرفها اكثر ، يتعمق الى شخصيتها ،وزاد اعجابه بها ، واصبحت عظيمة في نظره .
عادت عائلة د/رأفتالى منزلهم ،توجه زياد مباشرةََ الى غرفته ، لم ينطق بكلمة تعبيرا عن استيائه ، اما التوأمين فاسرعا الى غرفتهما ليلعبا ،وجلس الاب والام في غرفة الجلوس،وذهبت كرلا الى غرفتها ببطء.
د/رأفت: ايه اللي انتِ عملتيه ده يا فهيمة؟
م/فهيمة: ايه عملت ايه !!
د/رأفت: عملتي ايه ، قولي ما عملتيش ايه ، ازاي تهيني البنت وانتِ في بيتها كمان
م/فهيمة: انا مهنتش حد ، انا قلت الحقيقة،وبعدين شكلها بنت بطَّالة
قال د/رأفت بغضب : فهيمة...اتقي الله ،احنا عندنا بنت،وبعدين ليلى محترمة جداً ، واهلها ناس طيبين فتحوا لنا بيتهم،ده يبقى جزاؤهم ،تسوِّئي سمعتها
م/فهيمة : البنت شكلها بترسم على زياد ، طبعاًالولد حلو ودكتور ، يعني لقطة
د/رافت: ابنك اللي بيرسم عليها ، ما شالش عينه عنها طول القعدة،والبنت حاطة راسها في الارض طول القعدة ، حرام عليكي
م/فهيمة: ابني هيتجوز بنت اختي ، بنت اخلاق وشهادة وادب وبرقبتها
د/رافت : عمرك ما هتجبريه يتجوز واحدة مش عايزها،ومفيش حد احسن من حد يا فهيمة
هنا خرج زياد من غرفته ، فقد ارتفع صوت والديه،توجه الى غرفة المعيشة ، دق الباب وبعد السماح له باالدخول تكلم مستعجبا : ايه ،فيه ايه؟!
د/رافت : مفيش حاجة يا ابني ، شدينا في الكلام شوية
م/فهيمة : ابوك بيقول ان البت ليلى المعفنة دي احلى من هدى بنت اختي
زياد : وايه الللي جاب سيرةهدى دلوقتي
م/فهيمة: ازاي ما نجبش سيرتها ، مش هتبقى خطيبتك
د/رافت: خلاص يا فهيمة
غضب زياد كثيراولكن لم يشأ ان يرفع صوته على امه،فقال بصوت شبه غاضب : انا وهدى متربين مع بعض ، يعني تقريبا اخوات ، وعمري ما فكرت فيها غير كده ، وبعدين هدى اصغر مني بكتير
م/فهيمة: انت بقالك كتير ما شفتهاش ، دي كبرت واحلوت ، وبعدين دي اصغر منك بعشر سنين بس ، وكدة هتخليك تحس انك شاب على طول
اخذ نفس عميق ثم قال. : ماما يا حبيبتي ، هدى اختي وبس ، وعمرها ما هتكون غير اختي ، وعلى قولة المثل ((جواز القرايب مصايب))
واتجه الى غرفته واغلق عليه الباب حتى غلبه النعاس وغرق في الاحلام .

أسطورتي انتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن