الفصل الرابع

3.1K 107 6
                                    

اشرقت الشمس واخذت الطيور تغرد معلنةً بداية العام الدراسي الجديد ، استيقظت ليلى مبكراً قبل الجميع لتستعد لهذا اليوم ، قد يكره اغلبية الناس هذا اليوم ، ولكن ليس ليلى ، فهي لا تعتبر الجامعة مكان للدراسة واخذ الشهادات ، بل الجامعة مكان تلتقي فيه بالاصدقاء وتتعلموالكثير من ذوي الخبرات العالية ، كما انها تحب تخصصها اكثر من اي شيء آخر .
جلست ليلى في الشرفة ممسكة بكوب من الشاي الاخضر الدافئ ، تحتاج لان تسترخي لكي تبدأ العام الجديد بنشاط ، اخذت تدندن اغنيتها المفضلة ، واخذ صوتها يعلو شيئاً فشيئًا ، تلتفت يميناً ويساراً ، فجأة رأت ما لم تتوقع رؤيته ، رأت زياد ينظر اليها من الشرفة المجاورة ، فزعت لرؤيته وظلت تنظر له في دهشة دون ان تنطق بكلمة ، فبادر هو بالكلام
زياد: صباح الخير
ليلى: صباح النور
زياد: انا آسف اني أزعجتك
ليلى: لا ولا ازعاج ولا حاجة
زياد: ممكن اقول لك حاجة
ليلى: اتفضل
زياد: صوتك حلو اوي ، بجد مش مجاملة
خجلت ليلى واحمرت وجنتيها وقالت : انا ...، انا لازم ادخل ، سلام ، ودخلت مسرعة دون ان تلتفت اليه، بينما ظل زياد ينظر الى السماء مبتسما ، سيبقى شكلها وهي خجلة في ذاكرته الى الابد، وسيبتسم كلما تذكر هذا اليوم .
هرعت ليلى الى غرفتها واغلقت الباب ، لم تكن بداية موفقة لليوم ، ظلت تحاول اقناع نفسها ان شيءً لم يحدث ، تتحرك ذهاباً وايابًا في الغرفة تكلم نفسها ، حتى دق الباب فصاحت : ادخل ،ففتح وليد الباب وعلى وجهه علامات تعجب : انتِ بتكلمي حد ؟
ليلى: لا ،بكلم نفسي
وليد: لا حول ولا قوة الا بالله ، كنتِ زينة شباب الكومباوند (المجمع السكني) ، ايه اللي حصل لك ؟
ليلى : اطلع برة واقفل الباب ، قالتها بنبرة عصبية
وليد: طالع ، بس انجزي الساعة بقت ٧
ليلى: طيب
لم يمضي اكثر من عشرة دقائق حتى طلت ليلى بطلتها الجميلة المتألقة ، وخرجت من المنزل مع وليد ليصطحبها الى الجامعة .
اوقف وليد سيارته اما جامعة ليلى وودعها مبتسماً، وبمجرد ان وضعت قدميها على الارض ، حتى غادر مسرعا ليلحق بعمله .
مشت ليلى بخطوات بطيئة متجهه نحو بوابة الجامعة شاردة الذهن ، لم تستطع ان تنسى ما حدث لها هذا الصباح ، هذا الزياد يخرج لها من كل مكان كأنه جني او عفريت ، ظلت تفكر وتمشي ببطء، وفجأة شعرت بيد تقبض ذراعها بقوة وتجذبها الى الخلف وصوت يصرخ : حاسبييي،وقفت في صمت من هول الصدمة ، ما الذي حدث ؟! ،هل كانت ستصدمها السيارة ؟! ، ومن هذا الذي جذبها الى الخلف ؟! ، التفتت لترى ذاك الوجه الوسيم يبتسم لها ويقول : حصل خير ، انتِ كويسة ؟! ، انه هو ، الجني ، زياد ، علامات الاستفهام تحوم حول راسها ، ماذا اتى به الى هنا ، فاستعجبت قائلة: انت ايه اللي جابك هنا؟!
زياد: انا مشيت وراكي من البيت لحد هنا عشان اعتذر عما بدر مني
هنا بدأت ليلى تغضب ، لماذا يلحقني دائماً ؟! ، لماذا لا يتركني وشأني في هذا اليوم؟ ، لم تنطق بكلمة ، ونظرت اليه والشرر تخرج من عينيها ، فزع من نظرتها اليه وقال ليوضح موقفه : إهدي، كنت بهزر مفيش حس فكاهه خالص
ليلى : لا مفيش ،ايه اللي جابك هنا؟!
زياد:كنت بوصل كارلا ، ماهي سجلت هنا
ليلى: مبروك،قالتها بتجهم وذهبت تاركتًا هذا الجني يغوص في حيرته .
قابلت ليلى رفيقاتها خلف اسوار الجامعة ،وتناست ما حدث لها في هذا اليوم ،ومضت في يومها الدراسي .
كان يومًا دراسياً جميلاًً،لم يتسنى لليلى ان تلتقي بكارلا ، فإكتفت بمهاتفتها لتهنئها ،واتفقتا على ان تتقابلان امام باب الجامعة ، وفي تلك الاثناء كان زياد في حيرة غريبة !، ما سبب غضب ليلى الشديد؟! ، ماذا فعلت لها ؟! ، اكانت غاضبة مما بدر مني في الشرفة ؟! ، ولكن اهذا جزائي اني انقذتها ؟! ، وهل المزاح اصبح جريمة؟! ، اخذت الاسئلة تنهمر في رأسه حتى فقد تركيزه ، هنا بدأ يغضب وإكفهر وجهه وظل سؤال يدور في باله ، هل هذا جزائي اني ......احبها ؟ .
انتهى اليوم الدراسي بسلام ، توجهت ليلى الى باب الجامعة لتلتقي كارلا ، لكن كارلا لم تأت بعد ، ولا حتى وليد ، وقفت تنتظر ثم رن هاتفها ، كان وليد المتصل ، اعتذر عن الحضور لإصطحابها لإنشغاله في عمله ، كانت على وشك ان تصرخ في وليد ولكن وجدت كارلا بجوارها ،فأنهت المكالمة سريعًا ، وإبتسمت لها نصف ابتسامة واخذت تسألها : ايه اخبار يومك؟!
كارلا. : جميل ، انت ايه اخبار يومك؟ ، شكلك متضايقة
ليلى: يومي كان جميل، بس وليد مش جاي يأخذني ، فهروح مشي ، عن إذنك بقى عشان ألحق
كارلا : لا ما تروحيش مشي ، تعالي معانا ، زياد هييجي يأخدني دلوقتي
زياد ، كادت ليلى تصرخ في وجهها ، ولكن تمالكت نفسها وقالت بلطف : شككراً ليكي ، بس انا متعودة اروح مشي عادي
كارلا: لا والله لتيجي معانا ، عشان خاطري
ليلى: امري لله ،عشان حلفتي ، بس المرة دي
كارلا. : ماشي
وظلت الفتاتان تنتظران ، وبدأت ليلى تشعر بالندم ،ليس لموافقتها على عرض كارلا ، ولكن لأنها انفجرت في زياد دون ان تعتذر عن سوء الفهم، دقائق ووصل زياد ، ظل ممسكاً بالمقود ناظراً الى الامام دون ان يلتفت لأي من الفتاتين ، ركبت كارلا بجواره وليلى خلفه مباشرةً ، وانطلق في صمت .
اوقف زياد السيارة امام عمارتهم لتنزل الفتاتين ، نزلت كارلا سريعاً ، بينما فتحت ليلى الباب وظلت جالسة قليلا زاعمتاً انها تجمع اغراضها وقالت بصوت خافت. : شكراً على التوصيلة ، وانا آسفة ، وخرجت مسرعة واغلقت الباب بلطف وصعدت مع كارلا الى البيت، نزل زياد من السياره بعد ان صفها في الجراج،وانطبعت ابتسامة على وجهه، لقد اعتذرت منه ، من دقائق كان غاضباً جداً وود لو يقتلها ، والآن من سعادته تمنى لوكان بإستطاعته ان يضمها بين ذراعيه .

أسطورتي انتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن