٢

813 17 0
                                    

اللهم صلِ و سلم على نبينا محمد

————

بَاسل
اوقف سيارته بخشونه امـام المَدخـل ... فَتح الباب لوَلده عشان ينزل منها و أشاح بنظرة ناحية اُمه بشموخ
يتأملها بنظرات خالية من التعبير مع ابتسامه واسعه لمُجاملتها هي و ضيوفها و الأهَم يدينها المليانه ببناجِر الذهب
وتجاعيدها اللي اعلنت ظهورها من بادلته الإبتسامه و هي تَرفع صوتها بعّلُوا تبي تتفاخر بولدها قدام ضيوفها اللي دخلوا بعباياتهم من وراها ... و لعّله من الواجب ذِكر نظرات احداهم من خَلف والدته وكأن بقلبها تترجاه يلتفت لها

إلا انه ما اعارها اي ذرة اهتمام كثر ما ركز بتفاصيل اُمه و ثوبها الأزرق و الريحان اللي فاحت ريحته حولهم

" بابا "

جَفل للحظة من ولده تَشبث بثوبه و ناداه ، كلها ثواني واطبق كفوفة على ظهر ولده يدفعه بخِفه ناحية جدته لجّل يسلم عليها بعد ما انتظارها طَال

تنحنح يكمل سَماع مَديح امه له وصوتها العالي مِستقصدَه و بكِل وضوح ان البيت كله يسمعها ويسمع فخرها بولدها وكأنه ولدها الوحيد .

لوهله بان غروره المستفز و حضورة القوي وبنفسه يتسأل بكل جديّة
- معقولة محد يعرف بَـاسل ولد السِيف ؟ .

بَاس راس اُمه وسَحب ولده " عزيـز " من بينهم و توجَهه لِقسم الرجال بِثقه
و كأي طفل ثاني ، تَأمل ابوه بفضول و بكِل برائه حاول يقلده في مَشيته و تصرفاته و كلامه و حتى طريقه لبسه للشماغ

لين وَصل لِعمه غَسان من تردد صدى ضحكته وهو يِهز مازن بجمبة : شِف شِف معد بقى الا ذا النتفه يقلد باسل !
و بدون وَعي ختم كلامه بضحكة قويّة خلت كِل اللي بالمجلس يسكت و يلتفت ناحيتهم .

مَـازن إبتسم بإحراج و رَص على اسنانه بغضب وهو يخز غَسان بمعنى انه يَسكت لأنهم بمجِلس رَسمي ما فيه مجال للمزح ولازم يثمن كلامه و يوزن تصرفاته بما إن العين عليهم .

مَـازن طَبعه حار و حاول بكِل جهده يخفي ملامح الانزعاج الواضحة عليه
استمع بحِرص لأحد ضيوفهم المُهمين و اللي اكتشف لاحقاً انه يقرب له من بعيد و يُعتبر شريكهم بتجارتهم الرابحه إلا انه كان من الواضح انها اول مره لضيفهم انه يَحضر لإجتماعاتهم و اللي تُقام عِده مرات في الشهر

بالأصح لما يتشرف الأخ بَـاسل في انه يرجع عندهم بما انه كثير السفر و رجعاته تكون عشان يشوف ولده فيها لا اكثر

و للمرَه الألف صَحح بكِل ضَجر و بإجابة مُختصرة لضيفهم : لا ، انا مَـازن وَلد المُنذر وهذولي عِيـال السِيف .
القى حروفه و عيونه ثابته على ضيفهم بينما يده متوجه ناحيه اليسَار ابيأشر على اولاد عَمه غَسان و بَـاسل .

رواية : عِتاب .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن