استغفرالله العلي العظيم و اتوب اليه
—-
اسمَـاء - العشـاء
بيت وردي ؟ ... توسط علقها هالكلمتين من وزعت نظرها على البيت امامهاتتأمله بتعجب كونه حديث قليلاً بعدما كانت تتوقعه خرابة على وصف السِيـف ، رنت الجرس حتى انفتح الباب و ما زالت تتفحص كل زاوية من البيت حتى ادخلتها غَديـر للمجلس لأنه المكان الوحيد المعزول عن باقي البيت و قريب من باب الشارع
سلمت عليها بجفاء و تبعتها للداخل و هي تنزل طرحتها من دون العباية ... بالصريح تلمح لـ غَديـر انها ما تنوي البقاء
بعد مجاملات عادية و فنجال قهوة مع اسئلة عن الحال بدأت اسمَـاء بنبره حادة تخاطب غَديـر باستياء عـارم : اسمعيني للأخر ... الوالده توفت من وقت ما اذكره انا حتى و الوالد كان معيشنا على سلف الناس و مشقه الحياة ، مات ولا درينا عن املاكه و الملايين اللي تكدست بحساباته على عمره الطويل لأن الله يرحمه كان بخيل معنا و انا مو جايه اشكي لك حالنا من سنين ... الوكاد ان السِيـف اخوي ماهوب الاولي و اعماه متاع الحياة بعد عيشة الضيق اللي ذقناها و ورثي من ابوي ما كان الا قطعة ارض ما تسوى و بعتها من قلة حيلتي وقتها و مشيت ايامي و انا على نياتي مو داريه ان اخوي اكل ورثي كله ولا عطاني خبر بـ العز اللي كان يملكه ابوي .
سكتت شوي بعبوس واضح و يدينها ترجف من العصبية قبل تكمل كلامها : يوم بعد يوم اشوف اخوي سيف معه خير ولاني بحاسدته توقعته ورث ابوي له خلاه يلقى وش ياكل بعد ما كنا نسد جوعنا بأي شيء نلقاه لو تمر و ننام ، لكن زاد الموضوع لين شفته بدأ يعمر ارض و يبنيها ثم يسكن بها لحاله ... يشتري سيارات ما تخطر على البال ، يتفاخر و هو ينثر الفلوس نثر على اللي حوله و عزايمه ما توقف و انا في بيتنا القديم ما كلف نفسه حتى يسأل عني و يتفقدني ... كنت اتعجب كيف اغتنى و انا بقيت بالفقر ؟ ، اخذته الايام لين هجد بعد شهور و جاني اسوء من قبل باع كل ما يملك و كأن ربك انزله من اعلى درجاته الى اسفل السافلين ، وقتها تزوجت من اول شخص خطبني على امل مني ان حياتي تتغير للأفضل ما دريت انه تزوجني طمع يحسب معي ورث الدنيا كلها من ابوي نفس ما الناس تقول و اضطريت اسكن اخوي سيف معنا لين ربي يفرجها لأنه بلغني انه عرض بيت اهلي للبيع عشان يسدد ما عليه و كنت اشوف زوجي يتضايق منه و يطلع حرته فيني اما بلعن او ضرب ولا اقول شيء بس عشان لا يطردني انا و هو ، عزيت اخوي في عز ضيقتي و استمر الوضع شهر لين ما فجأة ربي فتحها بوجهه من جديد و قلت بس العوض جايني بعد صبري و اكيد سيف ما بينساني ! .
غَديـر كانت ساكته تسمع بملامح باهته من التعجب و اسمَـاء تتكلم بكل بحه غضب و زعل : زاد الضغط علي و زوجي استمر يحرضني على سيف و يمِن علينا انه سكنه ببيته وقت امس حاجتنا له ، كنت معارضه بالبداية لكن قلة حيلتي اجبرتني اني اروح لسيف ... كنت مبهورة من وساع بيته الجديد اللي مالي خبر فيه و الناس حوله .. امشي بخجل من عبايتي اللي ملاها الطين من كثر شقاي و مشيي بالشارع ادور رزقي مب ملاقيه حتى صابون اغسلها فيها ، انزاح من بين اطياف الناس الخارجه حتى وقفت قدامه بابتسامة شوق لسندي الوحيد في الحياة ، تبادلنا السلام و ما ان دخلت بالعميق حتى شفت وجهه يتقلب من طلبته يساعدني و يسدد ديون زوجي المتراكمه او على الاقل يسلفنا اللي نقدر نعيش به لين ربي يفرجها ، ابتسم لي ابتسامة مجاملة و طبطب على كتفي و هو يتظاهر انه مشغول و فمه يردد "يصير خير" و رجعت لبيتي ولا شفت الخير لأن سيف تجاهلني تماماً ... تماماً حتى و انا اسبوعياً اطق باب بيته اكرر نفس الطلب مجبورة لأني مطرودة من بيت زوجي و قالها بالصريح لي ان ما عطاك سلف فانتي طالق ولا ترجعين لي ابد ماني ملزوم بمصاريفك .
أنت تقرأ
رواية : عِتاب .
Fanfictionغَزلـي و مَعزوفَتي الثانيـة ؛ رواية عِتاب . آستعرض من خلالها حياة بَطَـلاتي الثـلاث . إحداهُن أُم تُعاني مِـن جِبروتِ طليقها السَابق و الأخرى من كَيدِ زوجها أما الأخيرة فقد غَلبتها قراراتُها العسِيرة . حالياً كِلاهن لم يتجاوزن الـ ٢٥ بعد ، حِينما أج...