٥٤

416 14 5
                                    

اللهم صلِ و سلم على نبينا محمد
———
بعد ايـام - غَديـر - اواخر الظهر
على فراشها محتضنه وسادة و هي تقلب بجوالها ... لا اتصال او رسالة من غَسـان و عشان تقطع عليه بلكته من كل مكان ... ما توقعت انها راح تكون بهالسعادة

قبل عدة ايـام كانت على اعتاب باب بيت اهلها تداري دموعها و تبي تتظاهر بانها في احسن حال لكن غصتها غلبتها و خلتها تنزاح من ورا وِداد بعد ما سلمت عليها و الضابط يستلم افادتها
ثم بعدها دخلت بعجلة للبيت مو عارفة وش تسوي ... اي عذر تقوله لخالتها احّـلام اللي تتفحص تعابير وجهها بقلق ؟

باست راسها و عجلت بخطواتها لغرفتها و رمت شناطها و بنفس كشختها نزلت لتحت عشان احتفالية عَزيـز اللي نسيته اصلاً ببيت السِيـف ، دموعها تتراكم و هي مصدومة من ردة فعلها بس حتى الحين صامدة ما اهتزت ... وقفت و راحت للمغاسل توضي و تغسل وجهها اللي غطته دموعها و خلطت موية الوضوء فيها مو هامها مكياجها يخترب او لا

محد لاحظها وقتها الا وِداد اللي دخلت و جلست على الدرج تتأملها مو فاهمة وش فيها ... و ما ان بدأت الهَـام تحكي ما بجوفها هي و وِداد حتى انهارت غَديـر ما بينهم تعلمهم بمصيبتها

من ليلتها و هي تبكي مدة يومين بس ... بعدها و كأن غَديـر ما التقت في غَسـان ابداً او تعرفه
يومين كانت كافية تطلع كل ما بقلبها من قهر طول السبع سنين
يومين بس انعمت رؤيتها فيها من الدموع و بعدها و كأنما لم يكن

غَديـر في اسعد لحظات حياتها الان و ما تنكر انها باقي زعلانة ! ... بس خلاص شبعت منه و من نفاقه
هو يحسب انها بتترجاه لرجعتها ما درى انها اشترت حريتها و راحة بالها و الاحلى انها ارتاحت من كل ضغط نفسي كانت تعيشه ببيت السِيـف

خذت حلالهم اللي سنين يجمعونه بظرف اسبوع ... ما كان عبالها ان السِيـف بهالسهولة و لعل سذاجته كانت من صالحها و تحلف ان بوادر الندم في ملامح وجهه لكنه مو قادر يسحب منها كل اللي عطاها اياه ، يحسب ان الحب بيعميها و بترجع اسهمه لـ غَسـان ما درى انها ما هي حوله ولا هي بسهلة عشان تنصاع لتفاهات نفس كذا

اللي عاجبها اكثر هو ان مُنـى للأن ما تدري ان كل شيء بيد غَديـر اللي لو بس فكرت تسحب الاسهم من حلالهم او تبيعها فميزانيتهم كلها راح تنهد ... راح تقول باي باي للعز اللي تتنعم فيه و هو مو لها اصلاً عشان كذا السِيـف كان يوقف معها مرات مجبور او يخلي اخته اسمَـاء حولها ... اه بس شكثر غَديـر ودها تشوف تعابير مُنـى لو عرفت

و دموع غَديـر اللي انسابت طول اليومين كانت لأنها مصدومة من جرئته الوقحة في اتهامها ... جرئته في انه يطالع بعيونها ... ايقنت انها سوت الصواب من سفهته ولا ردت عليه

بتر تفكيرها صوت عَزيـز و هو يناديها تنزل معهم تحت و ثواني و قامت من على سريرها بتطلع

لأن احتفالية تخرج عَزيـز قبل كم يوم انتهت من قبل تبدأ و هو بنفسه ما كان حاضرها و خالاته اكلوا كيكته بالكامل قرروا يعوضونه بحفلة ثانية ... اولاً كانوا يخططون يخلونها في احد المقاهي او المطاعم او في احد المهرجانات او اي مكان مبهج لكن نظراً لأنهم عائلة بيتوتية فما استهواهم اي شيء حتى انهم فكروا يسافرون لعند رَزان و يحتفلون هناك معها لكن احّـلام رفضت و اقترحت عليهم يخلونها احتفالية بسيطة بالبيت لكن بطريقة مختلفة

رواية : عِتاب .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن