يوم في السجن

31 3 0
                                    

كارما في نفسها:جاءتني فكرة
كارما بصوت عالٍ:انت ازاي عارف حقوقك؟
سعيد:اممم
كارما:انت متخرج من كلية حقوق مثلا عشان تعرف حقك؟
سعيد:ايوه متخرج من حقوق
كارما:ايه؟! طب ازاي؟! امتى؟ فين؟
سعيد:على مهلك ديه قصة طوييييلة اوي
جلست امامه وانا اضحك ضحكة خبيثة أخبرني بيها فأنا متفرغة وليس لدي شئ لافعله
سعيد: انت عارفاة انك انتي اول حد هيسمع قصتي كلها
كارما:صراحة مكنتش اعرف بس الحمد لله اني عرفت ده شرف كبير اوي ليا ان اكون اول حد يسمع قصتك
سعيد:انت رغاية اوي
اخجلني كلام سعيد خصوصا ان محمد جلس يضحك بصوت مرتفع خلفي يبدوا و كأنه كان سيموت من كثرة الضحك
كارما:شكرا يا سعيد ممكن تكمل؟
سعيد:حاضر  انا تخرجت من كلية حقوق زي اي انسان  طبيعي بس ملقتش شغل لما اتخرجت وضورت في حتت كتيييير عشان اشتغل حالي كان احسن من حال ناس تانية عشان انا كان المفروض اشتغل عشان اجهز نفسي للجواز رغم ان اهلي عرضوا على اكتر من مرة يساعدوني بس انا كنت برفض  عشان انا حابب ان انا اصرف على نفسي و كل حاجة اكون انا اللي جايبها بعيد عن اهلي و انا كنت عايش مع اهلي فمحتجتش اني ادفع فلوس عشان اكل او اشرب كان والدي هو اللي متكفل بالمصاريف و كنت عايش حياة في قمة الرفاهية بس انا كنت عايز استقل عنهم فبدأت اضور على شغل في كل حتة و في يوم من الايام روحت لمكتب محامة صغير في شقة كانت شقة صغيرة يعني أوضة و صالة بس لما دخلت كانت الصدمة
ثم صمت سعيد قليلا و شعرت انه لا ينوي ان يكمل لذا سالته
كارما:ممكن تقولي انت شوفت ايه؟
سعيد:انا شوفت جثة غرقانة في الدم و كان في ناس طويلة عريضة كده واقفين حوالين الجثة فحاولت امشي و ارجع بهدوء و فعلا طلعت اجري و مشيت في الشارع بس فجأة لقيت حد من الناس الكبار دول واقفين قدامي وقالي على فين؟ بصراحة الموضوع خلاني اتوتر فقولت له انا مروح البيت
رد قائلا:انت مش هتروح في اي حتة غير عند ربك بعد اللي انت شوفته فوق
صرخت فيه قائلا:نعم؟ طب انا مروح و وريني هتعمل ايه
قال لي:يعني انت مش خايف مني
قلت:و انا هخاف منك ليه؟
قال:طب انا هعلمك ازاي تتعامل مع الأكبر منك
قلت:وريني
ودب شجار عنيف وصل إلى أن صاحب المحل الذي تشاجرنا أمامه طلب الشرطة وكانت هذه أول قضية في حياتي
كارما:طب ديه قضية  واحداة  طب الباقي بسبب ايه؟
سعيد:الباقي كان بسبب نفس الراجل وعدني انه هيخلي حياتي كابوس بسبب اللي حصل 
كارما:طب ده انت كنت مواطن عادي ازاي تقدر تضرب مجرم زيه؟
سعيد:انا كنت بلعب رياضات في النادي بس معرفتش قيمتها الا في اليوم ده المرة ديه مقعدتش في السجن كتير
كارما:هو انت عملت كم جريمة؟
سعيد:جريمتين الأولى الخناقة مع الراجل التانية اني هربت من السجن
كارما:جريمتين بس ده انا اسمع انك ليك جرايم كتير
سعيد:متلفقة
كارما:كام جريمة اتلفقتلك؟
سعيد:اتنين
كارما:طب احكيلي باختصار عن الجرايم اللي اتلفقتلك
سعيد:قتل صاحب منزل ومحاولته سرقته 
كارما:هو انا أه قولت باختصار بس مش للدرجة ديه شوية تفاصيل لو ممكن؟
سعيد:الموضوع حصل بعد تلات سنين من الخناقة كنت قررت اشتغل  في مكتب من مكاتب المحامة بتاعت ابويا  بعد ما يأست وبدأت اجهز نفسي وفعلا  في ظرف سنة ونصف كنت اشتريت شقة وجهزتها و لما خلصت تجهيزها اتزوجت بنت كنت خطبتها و كانت حامل بعد اول شهر جواز لما عرفت قررت ان اضور علي بيت جديد يكون أكبر او قطعة أرض و ابنيها و بالذات ان وضعي الاقتصادي بقى كويس عشان أءمن مستقبل ابني فروحت لبيت مقاول كنت بتواصل معاه وكان اليوم ده  معاد تسليم الفلوس عشان يديني حتة ارض ونفس اللي  حصل في مكتب المحامة الصغير لقيت الجثة على الأرض و خرجت و شوفت الراجل بس المرة ديه متخانقناش هو اداني سلاح في ايدي وانا من الصدمة وقفت متجمدا فالبوليس دخل ولقي في ايدي سلاح وجثة وشنطة فلوس في ايدي فأكيد اللي هيجي في دماغهم ان انا اللي قتلت
كارما:طب ليه مقولتلهمش القصة؟
سعيد:هو انت مصرية؟
كارما:لا انا اتولدت في امريكا بس عايشة في مصر من أربع سنين
سعيد:يبقى حقك تقولي كده و سيبيني اكمل بدل ما هسكت خالص و خلي اجابتك على قد السؤال
كارما في خجل:طيب انا آسفة اتفضل كمل
سعيد:بس قبل ما اكمل عايزة أسألك كام سؤال
كارما:كمل وانا هبقي اجاوبك لما نخلص
سعيد:هو احنا وقفنا فين؟
كارما:لما اتقبض عليك في فيلا المقاول
سعيد:اه افتكرت لما اتقبض على فكرت مع نفسي هل اقولهم ان انا كنت رايح اشتري قطعة أرض بعد التفكير لا هم اكيد مش هيصدقوني اصلا كل الادلة ضدي لا و كمان عندي سوابق 
كارما:طب ده السبب اللي خلاك تتسجن للمرة التانية هربت ليه ؟
سعيد:هربت عشان اطمن على مراتي و ابني
كارما:هي مجاتش تزورك؟
سعيد:لا كانت بتيجي في كل المواعيد اللي مسموح بيها الزيارة مع اهلي انا قولتلها تعيش معاهم في البيت بتاع والدي لحد ما اخرج من السجن حتى بعد فترة الحمل تفضل هناك لما كانت مراتي محجوزة في المستشفى  كنت عايز اطمئن على ابني  الصغير لما اتحجزت مراتي والدي جه و قالي فقررت أنه لازم اشوفها لما طلبت من البوليس ان اشوفها رفضوا فهربت من السجن من غير الدخول في التفاصيل عشان مش عايز افتكر اللي انا عملته و عشان كده اتسجنت للمرة الرابعة وانا دلوقتي بتعاقب على تلات جرايم  دلوقتي انا خلصت قصتي دوري عشان اسال
كارما:طيب تفضل
سعيد:اسمك ايه؟
كارما:اسمي كارما
سعيد:عمرك؟
كارما:ليه؟
سعيد:جاوبي من غير متسالي
كارما:من حقي أن التزم الصمت
ضحك سعيد لفترة طويلة تتعدى العشر دقائق
كارما:عموما عندي عشرين سنة بس بشتغل من وانا عندي عشر سنين
سعيد:ايه؟!!!انت ليه كنت بتشتغل و انت عندك عشر سنين؟ و ازاي اهلك سمحواك؟
كارما: عادي كنت حابة اتعود الموضوع كان صعب بس اقنعتهم ان انا هكتب في البيت و ينشره باسم حد تاني احد ما اكبر
محمد:الوقت خلص يا كارما
كارما:طيب انا جاية اهوه
سعيد:لحظة عايز منك طلب و عندي آخر سؤال
كارما:اتفضل
سعيد الطلب عايزك تبعتي الرسالة ديه لمراتي هو مكتوب عليها عنوان الفيلا بتاعت ابويا
كارما:طيب هبعت الرسالة لمراتك  ايه السؤال باءه
سعيد:هو انت عارفاة اسمي؟
كارما:لا
سعيد:عموما انا اسمي سعيد
كارما:اتشرفت بمعرفتك 
محمد:يلا يا كارما
كارما:حاضر باي يا سعيد
سعيد:باي يا كارما
_انتهى يومي الأول في العمل وأعتقد انني حققت ربحا جيدا فقد قمت بلقاء صحفي ناجح جدا واعتقد ان تقريري يمكن أن يساعد سعيد للخروج من السجن سأعود للمنزل وأكتب تقريري لكن على أن أرسل الرسالة طلبت من سائقي الخاص ان ياخذني الي العنوان وطلبت مقابلة السيدة زوجة سعيد كانت تدعي سمر عندما اخذت الورقة شعرت بأنه انتابها شعور حزن ممزوج بالسعادة فسالتها ماذا في الورقة ان كنتي لا تمناعين اخباري قالت إنه عقد طلاقي من سعيد صدمت صدمة عمري لكني طلبت منها ان أقرأه وكان المكتوب:حبيتك يا ام حبيبة اكتر من حبي لنفسي و حبيت حبيبة اكتر من حبي ليكي وطلقتك عشان خاطر محدش يعايرك او يعاير حبيبة ويقولها ابوكي مسجون
كارما:هو انتوا كان نفسكم في بنت؟
سمر:انا كان نفسي في ولد بعد اللي حصل لسعيد بس هو قال كل اللي يجيبوا ربنا كويس و لما عرفت انها بنت روحت في السجن وقولتله فرح جدا وقالي البنت حبيبة ابوها و البنت ديه اسمها حبيبة قولتله اللي تشوفه يا ابو حبيبة
قرأت الرسالة وعدت الي منزلي سلمت علي والداي وقالا لي كيف كان يومك قلت بخير بل بالف خير وبدأت اكتب التقرير معتقدة ان حياتي ستظل بهذه الطبيعية القاتلة لكن لدي الحياة مفاجأة لي
جزء من تقرير كارما:
ليس كل المساجين ظالمين او سئين و ليس كل هارب يهرب خوفا من مصيره المحتوم بل يمكن أن يهرب خوفا من عدم رؤيت من يحب و لو لمرة اخيرة الكل يستحق تلك الفرصة مهما كان سئ العمل مهما كان سئ الطباع سيظل في قلبه نقطة بيضاء و هي تلك النقطة التي يوجد بها شخص يحبه لا يجب أن يكون هذا الشخص هو فتى او فتاة أحلامك بل يمكن أن يكون والدتك او والدك او صديقك او صديقتك او حتى دبك المحشو او ابنك في حالة المسجون فقط الحب يمكنه إصلاح الأخطاء فالتسماح حب و العقاب في بعض الأحيان حب اما الكره فهو حب لكن للشر الشئ الوحيد الذي ليس حبا هو الحب فالحب كره للشر كره لكل ما هو سئ هذا أفضل تعبير عن الحب
نهاية الجزء.

آخــﮯ مــن گــوگب آخــࢪحيث تعيش القصص. اكتشف الآن