البــــارت الســــابع | شخصية مهمة ♡

29 5 11
                                    

لتقترب الفتاة منهما و تردف بإبتسامة لم تفارق وجهها منذ لقائهم :
مرحبا .. أنا هايلي !

أبتسم بيزل بخفة و بعثر شعر كارلا المتعلقة به بقوة ليردف للتي تنظر لهما بحب :
أنا بيزل .. و هذه كارلا صديقتي و نحن في الطريق للمنزل !

أتسعت إبتسامتها و أردفت بحماس :
و أنا كذلك .. هل نذهب سوياً ؟!

ليومئ بيزل بخفة لتبتعد عنه كارلا بهدوء و يكملون طريقهم بينما بيزل يحادث هايلي و هي تضحك بخفة على أحاديثه الظريفة و كارلا تناظرهما من الخلف بأبتسامة هادئة كي تبعث في روحهما الاطمئنان أنها لا زالت بخير و هي سعيدة برؤية عينان كلاهما تلمع ..

يتبعون الأرض التي بدأت تصبح أقل جفافاً وهي مغطاة بالأزهار النادرة بعد أن أتت الجميلة هايلي جعلت طريقهما مزهراً و الشمس التي بدأت تغيب وحدها من تضيء لهم طريقهم الطويل .. قد نقول أنهم يتبعون الشمس فالمنزل هو مضيء أكثر من ضياء الشمس و أجمل من جمال البدر ، ثيابهم متسخة و مظهرهم الطبيعي وحده يعكس نقاء روحهم فجميعهم لا يحتاجون للتصنع ليكونو الأفضل ..

جميعهم يمتلكون الصبر الكافي للتحمل و إجتياز العقبات ليكونوا أنفسهم أخيراً ! .. من المستحيل أن نجد أنفسنا بسهولة فهذا يحتاج للكثير من التعمق و التوافق الداخلي مع أرواحنا و أحياناً العقل يكون أكثر حكمة من القلب .. فالغباء هو أن تنطفئ قلبك لتكون قوي كما يقول البعض .. يجب أن تستمع لكلاهما و ترضي أطرافك للحصول على السلام الداخلي الذي جميعنا نحتاجه ..

أكمل الثنائي طريقهما بينما كارلا لم تعد تستطيع التحمل أكثر للتتوقف بأقدامها المرتجفة أثر ضعفها .. هي عطشة أكثر من بيزل لكونها لم تشرب الكثير من الماء بل حرصت على شربه للماء كله كي لا يبقى عطشاً ووثقت به لجلب حقيبتها لكنه لم يفعل لتشتته بها !

نظرت لهما و هما يبتعدان و كان بأمكانها الصراخ في هذه اللحظة لطلب نجدتهما لكن لا ! هي لن تعيق طريقهما بسببها .. بسبب أنها عطشة جداً وحلقها جاف و عيناها تكاد تغلق لتعبها و عدم شفائها بالشكل التام ، تفضل الموت على أن يوقفها أحد في منتصف الطريق فكيف ستطلب منهما الرجوع قليلاً و هي تعلم أنها ستضيع عليهما الوقت وسيتلاشى حماسهم !

جلست على الطريق ببطء كي لا يشعرا بها رغم بعدهما عنها بمسافة قليلة و هي تتحسس أحد الورود التي أمامها ثم نظرت للسماء بتعب وهي تتمنى أن تأتي الطيور لكي يطمئن قلبها أن الماء قريب ، لكن لا طيور في السماء أو أي علامة لوجود المياه خانها قلبها الذي يبنض بقوة أثر توتره و حزنه الشديد و أمتلئت عيناها الجميلتان باللؤلؤ الحزين الذي يصرخ بقدوم انهيار هائل من الدموع التي تبث الحرقة داخلها وتجعلها ضعيفة جداً ..

L¤ng ₩ay H¤me | BB حيث تعيش القصص. اكتشف الآن