المحنه

2 1 0
                                    

رجعت الى الخلف لأجد فتاه سنها في حوالى الثانيه عشر شعرها الاسمر مجدول ضفائر بعلم بلدى تجلس على الارض وتخط اسم وتناجيه
نظرت اليها وكلى شوق ان اعرف من هى ؟
ومن مريم التى تخط اسمها على الارض
اقتربت اكثر لأحدثها واعلم ما بيها من اشجان
قلت : لماذا تجلسين هكذا ولا تلعب مع اصدقائك؟
قالت: صديقتى لم تأتى اليوم ولم نتقابل منذ ثلاثة ايام ...وكل يوم احضر الي هنا انتظرها
قلت : تعلمي اين تسكن ؟
وما هو عنوانها ؟
قالت انها تسكن فى هذا المكان ..... وأشارت اليه (الاقصى )
قلت : تسكن بجوار الاقصى فى اى مكان
قالت : تسكن فى ذلك الاقصى المحترق منذ سنوات طويلة ...كم اتمنى ان اذهب هناك لأسجد فى محرابه
نظرت الي تلك الصغيرة لتثورعواطفى وأتذكر ذلك الحلم
الى متى يا سيدى تهون النفس على الاطفال
سأقول لك عندما تصبح الحياة ليس لها مذاق الأ الموت هو السبيل الى الراحة
جلست اتحدث معها .....
اقتربت الشمس من المغيب ...قامت وذهبت الى جدار ووضعت علامة بجوار اختها
ثم انطلقت
لماذا وضعتى تلك العلامة على الجدار
لتعلم انى حضرت تلك الايام وعندما تكتمل الخمسه اعلم انها لن تاتى مره اخرى بل سوف اذهب اليها
وسرنا على موعد بلقاء اخر
مر يوم او يوميان وفى اليوم الثالت تذكرتها
فذهبت الى ذلك المكان
ونظرت اليك مثل كل مره بكل الشوق والحنان
وجدك حزين كلك دموع من اكير مآذنه الى اصغر حجر فيك
عدت انظر للخلف لعلى اجدها
لكن نظرت الى الجدار فوجدت
انتظرت طويلا ولم تأتى سأذهب اليك فى أقرب ميعاد محموله على الاعناق
كعروس محمولة فوق هودجها فى كفى حنة وفى ارجلى خلخال من الفضه
وردائى فستان العروس
انت حيبى ايها الاقصى
اجهشت بالبكاء حتى كان الانهيار وعدت انظر اليك اتامل حالك وحال الارض التى تغتصب من حولك
لمسه خفيفة على كتفى التفت لأجد باسل امامي
اسرعت اختبئ بين زراعيه وأمحو احزانى فى صدره لعل تهدءا نفسى
انت تظهر فى الوقت الذى اكاد انهار فيه...انتزعت نفسى منه بقوه وصحت فيه
انت ....تراقبنى ام ماذا تفعل... لماذا اتيت خلفى !
لقد ذهبت الى الدار ابحث عنك لأعلمك ان ....لا اريد ان اعرف شى
اتركنى وشانى لن اتراجع عن شئ الحلم لابد ان يكتمل
سأذهب اليه ذلك الشى الصادق فى حياتى
اهدئ حيبتى تعالى نذهب الى المنزل ونتحدث سويا
باسل اريد شئ واحد لا رجعه فيه
كل شى مجاب يا حبيبتى
اريد الشهاااااااااادة
سكت حينها ولم يتكلم
كم تمنيت ان يقول وأنا معكى لنذهب الى الجنة
ولكنه صمت وكان صمته اذن بالشهادة فى سبيل الحق
اترانى على صواب ام خطاء
مرت الايام وكلما اشتقت اليك اذهب لأنظر اليك من بعيد
وهناك احساس انى لن اعود لن اعود
نظرت الى تلك الاسلاك الشائكة التى تحيط بذلك الدرب الطويل نظرت اكثر واكثر
وجدت تلك الفتاه التى رايتها من قبل
لااااا لا
انها تحاول المرور من تلك الاسلاك
تتمزق ثيابها
تجرح اكفها الرقيقه
تسيل الدماء من رجلها الرقيقه
انتظري لا تمرى لا تفرى
تنظر الى .
نعم تنظر الى وهى على الجانب الاخر وقد مرت من المستحيل
تهرول بأقصى سرعة لتبتعد اكثر وأكثر من الاسلاك
الدماء تسيل من جسدها الصغير لتسقط على الارض وتتفتح الزهور
تجرى وتجري......تسقط امامى وقد شق صدرها رصاص الغدر
اصرخ صوتى لا يخرج من صدرى كان الصمت هو العنوان
لمتى هذا الصمت ياعالم اصم
تموت الزهور بيننا ولا نهتم
كأن اليوم حزن وذاد الهم
كلمات مخنوقة فى صدرى تزيد الهم على وجعى
ارجع الى الدار وقد مللت الحياة
ما هذه الدموع والشحوب فى وجهك ابنتى ؟
لاشي يا أبى ...لا شى
بل هناك شى كبير حدث .... لم اري تلك الدموع من قبل.
لاشى ......انفجرت فى البكاء وارتميت على صدر ابى
لابد ان تعود الى مصر ....
كيف ذلك وجودها هنا اهم يا عمى
ابنتى تموت كل يوم مما تراه ولا نستطيع ان نفعل شى
هكذا كان الحوار بين ابى وبين باسل
خرجت من غرفتى وكلى تصميم وعزيمة على مواصله المشوار
لن اعود سابقى هنا وان كان ذلك فيه نهايتى
اهلا بالموت في سبيل الوطن
اهلا بالشهادة فى سبيل تحقيق النصر وتحرير الارض
مر ت عده ايام وانا اجلس في غرفتي اتابع بعض المواقع الفلسطنيه. والاسرائيليه وما تكتب لنا وما يكتب علينا
استوقفتني مقوله لا اعلم مصدرها
قوموا. انتفضوا الي الاقصي صلوا
بين جدرانه سموا وعلي الحبيب المصطفي صلوا
امحي كل اثار الهزيمه وجدد العزم واظهر الحقيقه للعالم ان الحجره تخرج منها ابطال صغيره
وترفق بالجدران وزلزل الارض بمقوله
الله اكبر كبيرا
صرخت بكل ما اوتيت من قوه
لبيك الاقصي شهيده
لن اتراجع عن الحبيبه
دماء فداء الوطن صديقه
علي جدرانك اشكو الوجعيه
اقتربوا يا عميان بلا بصيره
تسود الارض كلها شريره
تهمس الي جدرانك لست رخيصه
تستباح فيها الدماء والاعراض نفيسه
ايا اقصي لبيك ولو كنت وحيده
انهارت الدموع من مقلتي كفضيان ياتي من اعالي قمم الجبال يجتاح كل شي
وضعت وشاحي علي راسي متدثره بيه
اسرعت الي باب المنزل لاخرج
هناء رايحه فين ؟؟
التفت لاجد صوره.....
الزعيم والقائد ينظر الي الاب الروحي للمقاومه الفلسطنيه
ذاهبه الي الشهاده معلمي
انتظري بنيتي لا تاخذك العاطفه لابد من تدبير الامر مع اخواتك في المقاومه
انتطري يا هناء ما تريدينه سوف يتحقق
إلي متي الانتظار
قريبا يا ابنتي. قريبا
جلست علي الارض منكسه الراس اكتم احزاني في قلبي لا اتحرك حتي وجدت يد تحملني من مكاني
ابي. نعم ابي الحنون.
لماذا تجلسي هكذا بنيتي تعالي الي حضني
ضمني بحنان الاب وجمع شتات نفسي بين زراعيه وكأن اللحظه تولد بين حنين الاب ودفي الام لها مذاق اخر
وقفت من فوق جبل الجليل انظر اليك أتأمل كيف أصبحت ولماذا هذا الدمار فيكا نظر لما يفعله هؤلاء الملاعين من أعوان الشيطان والطغوت
يريدون تدميرك.......

دٍمًآء عٌلَيَ جّدٍرآنِ آلَقُدٍسِ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن