المشهد 35.. " رد إتهام.."

8.2K 308 59
                                    

اذكروا الله يا جماعة الخير 💙💙..
" المشهد ٣٥.."
" رد إتهام.. "
ترى كل شيء جميل.. تحتضن الورود وهي تجلس داخل بستان ممتلئ بزهور الربيع.. عيناها ترى القليل من" البط.. " داخل بركة صغيرة.. فلاحت ابتسامة على وجهها وقد لمعت عينيها بدموع السعادة.. لكونها داخل مكان رائع هادئ خالي من الهموم..
فتحت عينيها ببطء لترى نفسها بين أحضان زوجها الحبيب.. فزينت ثغرها بابتسامة رقيقة مثلها وقد علمت لِمَ هي رأت ذلك الحلم الجميل.. لإنها بين أحضان من تشعر معه بالأمان والهدوء والسكينة..
تنهدت بعمق بعدها رفعت رأسها قليلًا وأطبقت شفتيها على وجنته للحظات ثم عادت برأسها إلى صدره.. بعد دقائق قليلة وجدت نفسها تستسلم إلى النوم ثانية.. وفي تمام الساعة الثامنة إلا ربع استيقظ على صوت دقة الجرس..
وضع رأسها على الوسادة برفق وقبلها على جبينها ثم ترك الفراش بل والغرفة أيضًا متجهًا إلى الدرج.. من ثم هبط إلى الطابق السفلي متجهًا إلى الباب وعند وصوله فتح إياه ليرى رجل من رجال الأمن..
-صباح الخير يا فندم.. باص المدرسة في انتظار الأولاد
أومأ بتفهم وقال بصوت مبحوح :
-هما مش رايحين المدرسة النهاردة
حرك رأسه موافقًا وغادر بعد أن استأذن.. أغلق الباب وأخذ يمسح على شعره من الأمام إلى الخلف عدة مرات ثم عاد إلى غرفته.. وبعد ربع ساعة تقريبًا خرج من المرحاض بعد أن أخذ حمامًا دافئًا ووضع سجادة الصلاة في المكان الصحيح ووقف يصلي فرض الصبح..
عقب انتهائه نهض عن السجادة واتجه إلى الباب ثم خرج مغلقًا إياه خلفه بهدوء.. واتجه إلى غرفة شقيقته ووقف يدق الباب بقبضته المضمومة.. آذنت بالدخول فقام بفتحه ووقف يتطلع إليها بحده قائلًا :
-مش قولتلك الصبح تمشي!
نهضت عن الفراش لتقف في مواجهته وتحدثت في تعجب :
-كنت فكرة إنك قولت كده في لحظة غضب مش أكتر
-وأنا بقولك بهدوء اتفضلي سيبي البيت
قال كلماته بهدوء مصطنع لتحدق الأخيرة به وأخذت تفكر في حيلة كي يتراجع عن قراره الحاسم هذا.. ولم تجد سوى الاعتذار وبالفعل اعتذرت لكنه لم يقبل.. فوجدت نفسها تثور :
-مش معقول يا رحيم تطرد أختك علشان مراتك
-مراتي عملت كل الخير معاكِ واتحملت كلامك.. كفاية لحد كده..
همت أن تتحدث لكنه سبقها بنبرة حادة :
-ولا كلمة زيادة.. اللي عندي قولته نص ساعه وتكوني مشيتي
ثم التفت متجهًا إلى الخارج.. زفرت بنفاذ صبر وأغلقت الباب بعد خروجه مباشرةً.. ثم بدأت في تحضير الأمتعة..
***
بعد مدة من الزمن..
قام بتحضير الأفطار بمساعدة أطفاله ووضع الأطباق أعلى المنضدة التي تقع في منتصف المطبخ..
-افطروا وأنا هصحي ندى
جلس الإثنان أمام الطاولة وأجلست أختها الصغيرة إلى جوارها.. خرج من المطبخ ليرى شقيقته تتقدم نحو الباب ساحبة الحقيبة خلفها.. لكنها وقفت أمامه تطلع إليه بنظرة عتاب واضحة وقالت بحزن :
-أنا ماشية يا أستاذ رحيم
وضع يديه في جيبي سرواله متقدمًا نحوها بخطوتين قائلاً :
-أنتِ اللي وصلتني لكده يا رنا..
ثم أردف :
-اتمنى تيجي تقعدي معانا تاني لكن بشرط تعاملي ندى زي ما بتعاملك.. والأهم تحبي أولادي كلهم طبعًا فاهمة قصدي
رفعت حاجبيها في مكر وقالت بحنق :
-مستحيل احترم واحده خطفت راجل من ولاده
ابتسم يحرك راسه في كلا الاتجاهين هامسًا :
-مسكينة
تركته وأكملت السير إلى الباب وخرجت مغلقةً إياه خلفها.. تابع هو الأخير السير إلى الدرج..
أما ندى فقد انتشرت حبات العرق الباردة على جبهتها وعبس وجهها تتأوه بخفه بفضل كابوس يراودها.. وضعت كفها على مكان رحيم لتشعر بخلائه.. ثم فتحت عينيها بلهفة ورفعت جذعها عن الفراش تصرخ وتناديه..
فتح الباب وركض إليها ليجلس أمامها ممسكًا بكفيها قائلًا :
-إيه يا حبيبي.. مالك؟
نظرت إليه في توجس ثم احتضنته عنوة متشبثةً في سترته من الخلف بكلتا يديها.. مسح على شعرها برفق شديد وقال بهدوء :
-أنا معاكِ
ظل يمسح على شعرها لدقائق حتى هدأت من روعها وابتعدت عنه قليلًا وهي تقول بصوت مبحوح :
-شوفت حلم حلو ولما نمت تاني شوفت حلم بشع
-استعيذي بالله يا روحي
قال كلماته وهو يمسح على وجنتها فأغمضت عينيها متمتمه :
-أعوذ بالله.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
طبع قبلةً طويلة على جبينها وقال بعد أن ابتعد عنها قليلًا :
-قومي صلي يلا عشان نفطر مع بعض
ابتسمت تومئ موافقة ثم تركته ونهضت متجه نحو المرحاض ودخلت مغلقة الباب خلفها.. صدح صوت الهاتف داخل جيب سرواله فأخرجه ونهض متجهًا إلى الشرفة.. ثم أجاب على المتصل بعد خروجه وبعد حديث طال بينهم قال بحسم :
-أنا لازم اجي معاكم الملجأ
-مفيش مشكلة سيد رحيم.. هكلم حضرتك قبل المعاد بساعه
انتهت من صلاة الصبح ثم نهضت عن السجادة وتطلعت إليه من خلف زجاج الشرفة.. ثم خلعت جلباب الصلاة وضعته كما كان ووقفت أمام المرآة تمشط شعرها.. في حين دخل الأخير يتطلع إلى شاشة الهاتف ثم وضعه داخل جيب سرواله متقدمًا نحوها..
وقف خلفها ليحتضنها يطوق خصرها بذراعيه وأطبق شفتيه على عنقها.. تركت الفرشاة لتضع كفيها على يديه وهمست بنبرة شغف :
-شكرًا لوجودك جمبي
قبلها بالقرب من آذنها برقه وهمس بجدية :
-أنا موجود علشان ندى وبس
-حبك ليا بيقويني
ثم التفتت إليه جاعله من ذراعيها طوق حول عنقه.. رفع حاجبيه قليلًا واستند بجبينه على جبينها وقال بصوت منخفض :
-أنا روحي فيكِ
ثم مسك بكفها وأطبق شفتيه على ظهره.. بعدها تذكر شيئًا والتفت متجهًا إلى المنضدة الصغيرة المجاورة إلى الفراش ووقف يفتح أول درج ليأخذ علبة قطيفة زرقاء صغيرة.. ثم عاد إليها ليقف أمامها وفتح إياها بعد أن ابتسمت عيناه عندما نظر إليها قائلًا :
-كل عام وأنتِ حب رحيم
نظرت إلى الخاتم بإعجاب شديد لكونه خاتم يحمل لؤلؤ زرقاء براقة.. ثم رفعت عينيها إليه وتساءلت مبتسمة :
-بمناسبة إيه؟!
أخذ الخاتم ووضعه في أصبع يدها قائلًا :
-كل يوم بيعدي وأنا معاكِ عيد.. يا رب دايمًا معايا وفي حضني
قبلها على ظهر يدها برقة ثم نظر إليها مبتسمًا.. احتضنته عنوة وقبلته على عنقه بنعومة شديدة فخطفت روحه من بدنه.. ليجد نفسه يحيط خصرها بذراعه وقال بهدوء مغمض العينين :
-انتفض قلبي مرفرًف بأجنحة العشق معلنًا عن مدى عشقه لتلك القبلة الناعمة
ابتعدت عنه قليلًا متشبثة في عنقه بذراعيها وهمست بنبرة مرحه ممزوجة بالسعادة :
-بعشقك وبعشق كلماتك اللي عمري ما سمعتها غير منك
-وحب رحيم يليق بكِ عزيزتي
***
بعد الانتهاء من الأفطار نظفت المطبخ بمساعدة أشرقت.. وتعجبت من عدم وجود رنا في الأسفل لكونها لم تعلم بعد بمغادرتها للمنزل.. عقب انتهائهم استأذنت أشرقت لأخذ اختها تشاركها باللعب في الخارج..
-اوكي حبيبتي لكن خدي بالك منها
أومأت بتأكيد ثم ركضت إلى الخارج لأخذ اختها وخرجا إلى حديقة المنزل.. فيما تقدمت الأخيرة نحو ريان الجالس على الاريكة يراجع دروسه.. ثم جلست إلى جواره كي تراجع معه باهتمام.. بعد دقائق رأت رحيم يخرج من غرفة المكتب فاستأذنت من ريان لدقائق وتركت الاريكة متجه إليه ووقفت أمامه متسائلة :
-هي رنا فين؟
رد عليها بسؤال عاقدًا بين حاجبيه :
-بتسألي ليه؟!
-علشان مش شيفاها في البيت
-برغم اللي بتعمله معاكِ بتسألي عليها؟!
لاحت ابتسامة بسيطة على ثغرها وتحدثت بلطف :
-السؤال مالوش علاقة بالمعاملة.. أنا بس بسأل لتكون تعبانة
رفع يديه وضعهما على ذراعيها يشدد عليهما وقال بحنق :
-رنا طلبت منها تسيب البيت مانعًا للمشاكل
-ليه كده يا رحيم؟
تساءلت في دهشة محدقة به فتنهد بهدوء قائلًا :
-علشان قالت للبوليس على مكانك بدون تفكير
صدمت من كلماته كما أن عينيها لمعت من الدموع قائلة بضيق :
-رنا؟.. طيب ليه تعمل كده.. على الأقل كانت كلمتك أو كلمتني الأول..
رفعت عينيها إليه وتابعت بنبرة بكاء :
-صدقني أنا ماعملتش معاها حاجة وحشة.. بالعكس بعاملها بكل احترام برغم اللي بتعمله معايا
احتضن وجنتيها براحتي يديها يمسح أسفل عيناها بإبهامية قائلًا بصوت منخفض :
-عارف يا روحي.. أنتِ أحن بنت وأفضل زوجة وأطيب أم
ثم أطبق شفتيه على جبينها وقطع تلك اللحظة صوت جرس الباب.. ابتعد عنها واتجه نحوه وفتح إياه ليجد شقيقه.. تنهد بهدوء يتطلع إليه في صمت.. رفع الأخير نظارته على شعره قائلًا :
-مش هتقولي اتفضل؟!
تنحى جانبًا يشير إلى الداخل دون أن يتفوه بكلمة.. فدخل وهو يقول مازحًا :
-على فكرة مش جاي علشانك.. أنا جاي اشوف الأولاد وندى
أغلق الباب بينما تقدمت ندى نحوه ووقف أمامه تصافحه مرحبة به.. وبعد تبادل السلام بينهم جلس إلى جوار ريان واضعًا حقائب الهدايا أعلى المنضدة المقابلة له.. احتضنه ريان بشدة قائلًا :
-وحشتني يا عمو
-أنت كمان يا روحي وحشتني..
ثم نظر إلى ندى متسائلًا :
-فين آسيا وأشرقت
-في الجنينة حالًا انديهم
ثم اتجهت إلى الخارج تنادي كلًا من أشرقت وآسيا.. ظل رحيم ينظر إليها حتى خرجت ثم استند بكفيه على حافة ظهر المقعد متسائلًا :
-جاي ليه يا علاء خير؟
لينظر إليه وقد رفع حاجبيه بمرح قائلًا :
-قولت لك مش جاي علشانك.. أنا جاي علشان ولاد أخويا الغالي وندى
تنهد يحرك رأسه في كلا الاتجاهين وجلس على المقعد.. في حين دخلت أشرقت راكضة إلى عمها وقذفت نفسها في أحضانه ليطبق ذراعيه عليها معبرًا لها عن مدى اشتياقه لها لتبادله بذات الاشتياق.. ثم ابتعد عنها ليحتضن آسيا عنوة وطبع عدة قبلات على جانب رأسها.. ثم أعطى كلا منهم الهديه الخاصة بها..
-هعملك قهوة مع رحيم
أومأ موافقًا فاتجهت إلى المطبخ ودخلت كي تصنع القهوة.. أخذ هو يمزح مع أبناء شقيقه حتى تعالت ضحكاتهم وبعد دقائق عادت ندى وقامت بوضع صينية القهوة أعلى المنضدة.. حمل رحيم فنجان القهوة خاصته قائلًا :
-خليك انت قاعد معاهم بقى طالما جاي علشانهم
ثم اتجه صوب غرفة المكتب فجلست ندى على المقعد الذي كان يحتله رحيم.. فيما نظر الأخير إلى شقيقه مبتسمًا وبعد دخوله بدقائق قليلة حمل فنجان القهوة خاصته ولحق به.. ثم دخل بعد أن آذن بالدخول وجلس على المقعد المجاور للمكتب واضعًا الفنجان أعلى المنضدة الصغيرة المجاورة له.. ابتسم الأخير وقال بثقة :
-قول أنت جاي ليه؟
لينظر إليه مبتسمًا قائلًا :
-بطل تحرجني يا رحيم.. والأهم بلاش المعاملة الناشفة دي أنا أخوك الكبير
قال بعد أن أشعل سيجارة ونفث دخانها بالهواء :
-حاضر لكن اتكلم بوضوح
-أولًا أنا عايز أتحمل مسؤولية المصنع تاني
-خلاص يا علاء الفرصة ضيعتها من ايدك
ثم سحب دخان السيجارة إلى صدره وزفره بالهواء.. أخذ السيجارة من بين أصبعي يديه وأطفأها تحت أنظار رحيم المندهشة والأخير يقول :
-عايز فرصه جديدة وأوعدك اثبت لك اني قدها
ألقى نظرة سريعة على السيجارة التي أطفأها شقيقه للتو ليعود بالنظر إليه في تعجب قائلًا :
-موافق لكن هتبقى تحت إشرافي..
ثم أردف بجدية :
-أنا اتمنى تبقى مسؤول عن المصنع من النهاردة قبل بكرا
أومأ بتفهم ثم تحدث بجدية :
-ثانيًا بقى فيه بنت جت إمبارح الفيلا تسأل عليك
-اسمها ايه؟!
-لاء ماعرفش اسمها.. هي بس جت تسأل عليك وطبعًا أنت مش في البيت فمشيت
قال بعدم اهتمام :
-على العموم اكيد هعرف مين هي
-وأنا كمان عايز أعرف مين دي
نظر إليه للحظات من التعجب ثم ابتسم بخفة قائلًا :
-ليه؟!
تناول فنجان القهوة ليأخذ رشفه صغيرة ثم تنحنح بخفة وقال بهدوء :
-عادي يعني.. حابب اتعرف عليها
رفع حاجبيه قليلًا وتحدث بمكر :
-أه.. لما اعرف مين هبقى أقولك
صدح صوت الهاتف الخاص به فنظر إلى شاشته التي تضيء باسم المحامي.. أجاب عليه فورًا ليخبره الأخير بالمعاد المنتظر فقال على الفور :
-بإذن الله هكون في انتظارك
ثم أنهى معه المكالمة ونهض عن المقعد قائلًا :
-علاء معلش مضطر امشي دلوقت
-مفيش مشكلة أنا كمان همشي دلوقت.. هشوفك بكرة في المصنع
نهض عن المقعد ما أن أنهى كلماته وخرجا من غرفة المكتب.. صعد إلى غرفته فيما ودع الأخير أبناء شقيقه وندى ثم خرج واستقل سيارته متجهًا إلى البوابة ببطء.. عند وصوله توقف حتى دخلت أحدهم بسيارتها فنظر إليها ليتفاجأ بها وظل يتطلع إليها بلهفة حتى دخلت..
ترجل من سيارته ووقف ينظر إلى السيارة حتى توقفت وخرجت منها.. لاحت ابتسامة بسيطة على وجهه وأخذ يفكر يلحق بها أم يغادر لكنه رأى ندى تحتضنها بعد أن فتحت لها الباب ثم دلفا إلى الداخل.. أخذ قراره وهو أنه استقل السيارة وغادر إلى وجهته دون تردد..
***
بالداخل..
جلسا على الاريكة وأخذت تسأل باهتمام شديد عن ما حدث معها بالقسم لتخبرها بكل شيء.. وبعد دقائق هبط رحيم الدرج وهو يرتدي معطفه.. ثم وقف ينادي ندى دون أن ينظر اتجاههم.. نهضت على الفور متجه نحوه ووقفت أمامه متسائلة :
-رايح فين؟!
-الملجأ عشان احضر التحقيق
مسكت بيده قائلة في توجس :
-طمني أول ما يخلص التحقيق..
أومأ موافقًا فنظرت إلى صديقتها قائلة :
-جميلة صحبتي
نظر إليها رافعًا أحد حاجبيه قائلًا بثبات :
-أهلا وسهلًا
نهضت عن الاريكة وقالت مبتسمة :
-أهلا بيك.. على فكرة جيت لحضرتك امبارح الفيلا علشان أقولك على اللي حصل.. لكن للأسف روحت البيت التاني
قطب جبينه مبتسمًا يحرك رأسه في كلا الاتجاهين فقد علم بأنها هي الفتاة الذي يهتم شقيقه لأمرها.. ثم تنهد بهدوء قائلًا :
-أه ما هو علاء كان هنا وقالي وسأل عليكِ
اختفت ابتسامتها وتحولت إلى الغضب عندما تذكرت ما حدث.. في حين مسح الأخير على ذراع زوجته برفق واستأذن منها ثم غادر.. عادت هي إلى صديقتها وجلست وهي تجلسها معها فتساءلت :
-هو علاء ده يبقى أخوه؟
أومأت برأسها فتنهدت بعمق وقالت بحنق :
-شكله كان سكران وأنا بكره الرجالة دي
-ربنا يهديه.. هو الحقيقة بيشرب كتير جدًا ويوم كويس وعشرة لاء
***
تقابل مع المحامي وحضر التحقيق بالكامل مع المسؤولة عن الدار لتنفي جميع التهم الموجهة إلى ندى.. فطلب المحقق الفتاة من الحبس متوعدًا لها بعقوبة قاسية.. في حين خرج رحيم برفقة المحامي ووقف يتحدث معه للحظات ثم استقل كلًا منهم سيارته..
تحدث في الهاتف مع أحدهم طالبًا منه أن ينفذ شيئًا ما.. ثم أنهى المكالمة وتحرك بالسيارة إلى وجهته.. وعند وصوله صف السيارة جانبًا وترجل متجهًا إلى الداخل من ثم استقل المصعد الكهربائي إلى الطابق المنشود ودلف إلى غرفة المكتب يتابع العمل..
صدح صوت الهاتف فرفع السماعة ليستمع إلى حديث مديرة مكتبه :
-مستر رحيم جيجي هانم سألت على حضرتك كتير وعايزه حضرتك
تنهد بسأم وانتظر للحظات ووافق على أنها تدخل.. ثم وضع السماعة كما كانت وبعد دقائق قليلة دخلت بعد أن قرعت الباب.. ووقفت أمام المكتب وتساءلت بفضول :
-اتأخرت ليه النهاردة على الشغل؟!
-شيء يخصني.. ادخلي في الموضوع
جلست على المقعد المجاور للمكتب وقالت بنبرة عتاب :
-كنت منتظرة منك اعتذار على اللي عملته مراتك
تنحنح بخفه وقال بثبات :
-جيجي أنا مش فاضي للكلام الفاضي ده.. هتتكلمي عن الشغل هسمعك غير كده مش فاضي
-أنا أم أولادك.. يعني إهانتي ترضيك؟
قالت كلماته بحنق شديد ليثور الأخير بنفاذ صبر ضاربًا بكفه على سطح المكتب :
-ولا كلمة زيادة وألا طردتك من الشغل.. حالًا على شغلك
جزت على اسنانها ثم نهضت متجه نحو الباب وخرجت مغلقة إياه خلفها.. فيما تابع الأخير عمله بفحص بعض الأوراق الخاصة بالتصاميم الجديدة.. وبعد وقت ليس بقليل صدح صوت الهاتف ليجيب على المتصل فورًا يستمع إلى حديثه دون أن يبادله وقبل انتهاء المكالمة شكره بإمتنان على تنفيذ طلبه..
بعدها لملم أغراضه الشخصية وخرج من الغرفة بل من الشركة بأكملها واستقل سيارته وغادر إلى وجهته.. عند وصوله صف السيارة جانبًا ثم ترجل ودلف إلى المبنى من ثم إلى غرفة الضابط.. نهض عن المقعد فصافحة رحيم وهو يعرفه على نفسه.. رحب الأخير به كثيرًا وأشار إلى المقعد عازمًا عليه بالجلوس..
جلس على المقعد واضعًا ساق فوق الأخرى وقال بعد أن جلس الضابط مكانه :
-أنا اتسرق مني مليون جنيه من غرفة مكتبي في الشركة
-تمام يا فندم.. شاكك في حد؟
فكر للحظات ثم أجاب مبتسمًا :
-طبعًا.. تميم الشاذلي..
ثم أردف :
-الحقيقة هو يبقى ابن عم زوجتي.. كان عندي وبس سبته ربع ساعة اتابع شغل لقيته كلمني وقالي أنه مضطر يمشي.. رجعت المكتب مالقتش شنطة الفلوس.. رنيت عليه كتير مردش عليه
- تمام يا فندم بإذن الله نعمل اللازم وشنطة حضرتك ترجعلك وهو ياخد جزاءه
***
منزل رحيم..
خرجت إلى الشرفة تحتضن نفسها ناظرة إلى القمر بتمعن شديد حتى تألمت عينيها.. أغلقتهما ثم فتحتهما ونظرت إلى الهاتف كي تتصل على رحيم ثانية لكن مازال هاتفه مغلق.. تنهدت بحزن لكونها تشعر بالقلق الشديد عليه..
بعد دقائق دخل الغرفة وأضاء المصباح الكبير يبحث عنها حتى رآها في الخارج بواسطة زجاج الشرفة.. فتقدمت إليها بخطوات بطيئة وفاجئها باحتضانها من الخلف لتفلت شهقة خفيفة من بين شفتيها وقالت في تذمر :
-قلقتني عليك.. كنت فين وتلفونك مقفول ليه؟
-أنا بخير يا روحي.. تلفوني بس فصل شحن
تنهدت بصوت مسموع مستديرة إليه قائلة بتأفف :
-فيه شاحن في العربية على فكرة
أطبق شفتيه على جبينها ثم نظر إليها مبتسماً قائلًا :
-حطيته في شاحن العربية لكن نسيت افتحه
-كنت فين؟
مسح على جانبي رأسها قائلًا بصوت منخفض :
-كنت بجيب لك حقك
حملقت به في دهشة متسائلة :
-من مين؟ وعملت إيه؟!
-تميم دلوقت في السجن متهم بسرقة مليون جنية مني.. حطيت له شنطة الفلوس في عربيته
وضعت يدها على فاها تحملق به في صدمة كبيرة وقالت بصوت مبحوح :
-ماكنش في داعي تعمل كده
تحدث من بين أسنانه بحنق :
-يستحق اللي عملته وزيادة.. هو السبب إنك تدخلي السجن..
ثم هدأ قليلًا محتضنًا وجنتيها براحتي يديه قائلًا بصدق :
-أنتِ اللي يفكر يؤذيكِ أقطع حبل أفكاره.. وأوعي تخافي من اي حاجة طول ما انا معاكِ
-ربنا يخليك ليا
-ويخليكِ ليا يا روحي
لاحت ابتسامة بسيطة على وجهها ثم أحاطت خصره بذراعيها مستنده برأسها على صدره.. بادلها بالعناق بكلتا يديه يضمها إليه عنوة كأنه سيخترق عظامها
***يتبع
رايكم وتفاعلكم يا جماعة 🥺🥺..
والله محبطة جدا بسبب التفاضل الضعيف 💔💔💔🥺..

حب رحيم .... ✍ ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن