المشهد 23 " لأنك قلبي.. "❤

22.1K 586 65
                                    

" المشهد 23.. "
" لأنك قلبي.. "

عاد إلى المنزل بعد يوم طويل في العمل الشاق ومن ثم دلف إلى غرفته ثم إلى المرحاض ليضع جسده أسفل الماء البارد لعلها تخفف عنه إرهاق بدنه قليلًا.. ثم خرج وهو يجفف شعره الكثيف بالمنشفة جيدًا و وضعها على المقعد التابع للمرآة و وقف يمشط شعره ليعود بعد ذلك إلى الفراش وألقى بجسده عليه..

وضع وسادة متوسطة الحجم خلف ظهره ليريح ظهره عليها عاقدًا ذراعيه أمام صدره شاردًا في قطرة الندى خاصته ليجد نفسه يبتسم عندما تذكر شعوره بالغيرة عليها.. فحقًا يشعر بالسعادة عندما يغار على حسناء قلبه ..فتلك الغيرة تشعره بأنه يريدها أن تكون له فقط ..تلك الندى خاصة برحيم فقط..

قاطعت شروده شقيقته رنا التي دخلت مغلقةً الباب خلفها فنظر إليها قاطبًا جبينه بينما هي تقدمت نحوه وجلست إلى جواره على الفراش وتساءلت باهتمام :
-مالك؟!
ضحك ضحكة ساخرة وقال بنبرة شبه ساخرة :
-السؤال دا بجد ولا أنا بحلم !
تعجبت من إجابته وتساءلت بعدم فهم :
-قصدك أي يا رحيم ؟
نظر إلى الأمام للحظات من الصمت ثم أجاب بحده :
-أكتر من سبع سنين يا رنا كان نفسي بس أسمع كلمة مالك دي منك او من أمي على الأقل..
نظر إليها بحده ممزوجة بالعتاب متابعًا :
-اتجوزت واحده أنانية سبتلي ولد وبنت توأم عندهم أربع سنين.. أمي بدل ما تشيل عني الهم ده سبتني وسافرت لعلاء مع أنه مش محتاجها وأنتِ مفكرتيش حتى تسألي عليه ..و يوم ما تكلميني تكلميني علشان تقوليلي معلش يا رحيم أنت العاقل زود الفلوس اللي بتبعتها لعلاء شوية..
ثم تابع بدفعة :
-مفكرتيش أنا بعاني وبتعب قد أي علشان أجيب الفلوس دي..
أطرقت رأسها بحزن واضعة يدها على كتفه فأزاح يدها عنه لتنظر إليه بلهفة و تابع بحنق شديد :
-من المصنع للشركة للأولاد علشان اطمن عليهم وأرجع تاني للمصنع والشركة ..قبل ما أنام كنت بشيل هم بكرا..
ثم أردف بسأم :
-أمي رجعت ومعاها علاء يعني عايزة تزود همي وبعد كده سافرت علشان تقعد معاكِ
ربتت على كتفه من الأمام ثم قبلته على رأسه بحنان وقالت بحزن :
-أنا أسفه ..كلنا اسفين يا رحيم ..مكناش بنفكر غير في نفسنا..
ثم ابتسمت متابعة :
-وبعدين ما علاء ربنا هداه وشال عنك المصنع ..ناقص بس أنه يتجوز..
اغمض عيناه يومئ بخفه فقبلته على رأسه مجددًا ثم استندت برأسها على كتفه وقالت :
-أنت أخويا الغالي يا رحيم ..متزعلش مني يا حبيبي
***
كانت جالسة تتناول الغداء مع جدتها لكنها تعبث في الطعام بالملعقة فقط ..انتبهت جدتها إليها وبعد أن ابتلعت الطعام تساءلت :
-مبتكليش ليه ؟!..
لم تنتبه إلى سؤالها بفضل ذلك الرجل المستحوذ على عقلها وقلبها ..هي الأن في حيرة بالغة وصراع داخلي بين قلبها وعقلها وكبريائها ومن سيفوز من بينهم وتتمنى أن يفوز قلبها لأنها حقا تعشقه لكن كرامتها حاجزًا كبير بينهما وعقلها دائمًا يذكرها بكلماته المؤلمة وقسوته..
فاقت من شرودها على نداء  جدتها لتنظر إليها بعدم وعي لكن سرعان ما استعادت وعيها وقالت بهدوء :
-أنا سمعاكِ
تساءلت بمكر :
-مين اللي واخد عقلك يا ندى ؟
حملقت بها للحظات من التوتر لكنها سيطرت عليه هذه المرة وقالت بكل شجاعة :
-رحيم ..مش هكدب عليكِ..
حركت رأسها بأسف فتركت ندى الملعقة وتحدثت معها بصدق :
-هو مدير الشركة اللي بشتغل فيها..
لتنظر إليها بلهفة وهي متابعة بحزن :
-الشركة على اسمي أسمها الندى ..وقالي النهاردة أنه بيحبني وعايزني اسامحه وارجعله
تركت الملعقة بعنف لتصدر صوت اثر اصطدمها في الطبق وتساءلت بحده :
-ورديتي قلتي إيه يا ست ندى ؟
-موافقتش طبعًا..
قالتها بضيق لتجتمع الدموع حول مقلتيها وشعرت بثقل في دقات قلبها ثم تابعت بنبرة بكاء :
-بس أنا لسه بحبه ..عايزة ارجعله ومش عايزة ..أنا مش عارفه اخد قرار
تنهدت بعمق ثم أمسكت بيدها وقالت بجدية :
-اسمعي كلام قلبك يا ندى ..بس نصيحه مني يا بنتي لازم تتأكدي فعلًا أنه ندمان على اللي عمله معاكِ
انحنت برأسها وقبلتها على ظهره يدها فطلبت منها أن تكمل طعامها.. ابتسمت ثم تناولت الملعقة وبدأت تتناول الطعام بشهية مفتوحة..

حب رحيم .... ✍ ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن