المشهد 12 " عناق ثم عتاب.. "💙

24.1K 569 18
                                    

" المشهد 12.. "
" عناق ثم عتاب.. "
هبط الدرج متجه نحوهم بخطوات واسعة ووقف بجوارها قابضًا على معصم يد ذلك الشاب الذي يمسك بذراع حبيبته.. سحب يده عن ذراعها وهو يعتصر معصمه جاعلًا من ملامحه تتألم دون أن يتحدث فيما نظرت ندى إليه في دهشة.. وقال  الشاب بحنق :
-أنت مين؟
وقف أمام ندى لتصبح خلفه وهو يحدق به بلمعة الغيرة الأتية من نار الجحيم وتساءل بصوت عنيف :
-أنت اللي مين ؟
-أنا صديق ندى وجيت اطمن عليها
جحظت عيني رحيم يجز أضراسه بشدة قائلًا :
-أخرج من هنا وإياك تتكلم معاها تاني
وقفت ندى بينهم وأمسكت بيد رحيم وقالت بحده :
-رحيم سيبه
ابتسم بخفة وقال متعجبًا :
-مين أنت علشان تمنعني اكلمها
وضعت يدها على وجهها فيما غضب رحيم من كلماته حقًا واشعلت الغيرة أضعافًا في قلبه ..أخرجه من الفيلا وترك يده بعنف ثم رفع سبابته ينظر إليه بنظرة متوعدة وهو يتحدث بصوته الرجولي الحاد :
-لو قربت من البيت دا تاني هتخرج على ضهرك
أرتفع حاجبي الشاب في دهشة غير مستوعب ما يحدث ..بينما دخل رحيم واغلق الباب بعنف لتنظر ندى إليه بحده واتجهت نحو الباب وكادت أن تفتح له ثانية لكنه منعها بالقبض على ذراعها واتجه نحو غرفتها ساحبًا إياها خلفه ..وعند وصوله فتح الباب وادخلها بعنف ثم دخل مغلقًا إياه خلفه فأبعدت شعرها عن عيناها واندفعت في وجهه بعصبية :
-أنت ملكش حق تعمل كده ..وحبك دا حب مزيف
نظر إليها نظرة قاتلة مشيرًا إلى نفسه بعنف قائلًا :
-علشان بغير عليكِ يبقى حبي مزيف
جزت أسنانها بغيظ وقالت بحده بالغة :
-أيوه أنت قاسي ومتعرفش يعني أي حب ..شيل قناع الحب دا مش لايق عليك
استفزته كثيرًا بحديثها لدرجة أنه خرج عن شعوره ووجد نفسه يصفعها بقوة على وجنتها جاعلًا من رأسها تستدير إلى الاتجاه الآخر ..جحظت عيناها في صدمه ونظرت إليه نظرات عتاب بدموع تجمعت حول مقلتيها في لحظة فيما كان ينظر رحيم إلى يده بصدمه وصدره يعلوا ويهبط ثم نظر إليها وعندما رأى دموعها التي هبطت على وجنتيها وجد نفسه يحتضنها.. وبعد لحظات استمع إلى صوت شهقاتها فعقد حاجبيه بقوة قابضا قبضة يده التي صفعتها عاصرًا إياها يعاتب نفسه حتى شعر بأنه يحتضر من كثرة الألم..

حاولت أن تبتعد عنه لكنه منعها واحكم قبضته فقالت بصوت ضعيف :
-ابعد عني وأخرج بره
-ندى..
قاطعته بهستيريا من الصراخ :
-بقولك سبني ..أنا بكرهك
جحظت عيناه وصدم من كلمتها ولكن ليس أكثر من صدمتها فقد قذفت تلك الكلمة دون وعي أو تفكير منها ..ابتلع لعابه بهدوء ولم يهتم لتلك الكلمة واقنع نفسه أنها تقولها فقط لأنها غاضبه ..رخى ذراعيه فابتعدت عنه فورًا مواليةً له ظهرها ..تنهد بعمق ثم خرج مغلقًا الباب خلفه بمجرد أن علمت بخروجه سقطت على الأرض تبكي بقهر واضعه يدها على مقدمة صدرها ..لم تفيق من نوبة البكاء إلا على صوت رساله وصلت إلى هاتفها فنهضت عن الأرض وأخذت الهاتف لتفحص رسالة صديقها الذي يسأل عن ذلك الغشيم فأرسلت له رسالة اعتذار ثم أغلقت الهاتف وألقت به على الفراش ..ووضعت يدها على وجنتها التي تؤلمها أثر صفعته.. فتقدمت نحو المرآة و وقفت تنظر إلى وجنتها لتجده تاركًا أثرا لأصابع يديه فدلفت إلى المرحاض لتضع وجنتها أسفل الماء البارد لكي تهدأ قليلًا ..ثم عادت إلى الفراش دثرت نفسها به والدموع تهبط من عينيها بهدوء خارجي ولكن بألم داخلي يؤلمها حقًا
***
في الصباح لاتزال حبيسة غرفتها حتى انها لم ترى الاطفال اليوم ولم تتناول الطعام.. دقت الساعة الحادية عشرة فنظرت إلى هاتفها لتجد الكثير من الرسائل.. زفرت بسأم وكادت أن تفتح الرسائل لكن منعتها دقات الباب الثقيلة لتعلم أنه رحيم فوضعت الهاتف جانبًا وأذنت بالدخول بعد أن نهضت عن الفراش ..فتح الباب ودخل مغلقًا إياه خلفه ووقف ينظر إليها ليلفت نظرة وجنتها التي لاتزال حمراء أثر صفعته لها ..كانت تنظر إلى الأرض وتلهث بصوت مستمع منتظرة حديثه لكنه لم يتحدث فتساءلت بحنق :
-نعم ؟ ..جاي ليه ؟..
تقدم نحوها يمد يديه إليها يكاد أن يمسك بذراعيها لكنها تراجعت للخلف وهي تقول من بين أسنانها :
-متحاولش تقرب مني ..و يا ريت تبعد عني
حرك رأسه بخفة وقال بنبرة ندم :
-ندى أنا أسـ..
توقف عن الحديث ناظرًا إلى هاتفها الذي وصلت له رسائل متتالية فعاد بالنظر إليها بحده وتساءل بعنف :
-أنتِ كلمتيه تاني ؟
أخذت نفسًا عميقًا وزفرته دفعه واحده ثم نظرت إليه نظرة تحدي ممزوجة بالغضب قائلة :
-ملكش دعوه ..أكلمه مكلموش شيء ميخصكش
نجحت في استفزازه حقًا مبللا شفتيه بلسانه بعنف ثم قبض على ذراعيها بقوة فتألمت ملامح وجهها قبل أن تتأوه وهو يناظرها بحدة الغيرة القاتلة مع لمعة عيناه المميزة عندما يغار وقال وهو يلهث :
-يخصني يا ندى أكتر ما تتصوري ..وليا فيكِ أكتر من نفسك ..وعايزك تفهمي أنكِ اتخلقتي علشاني
حدقت به وهي تحرك رأسها بخفيه وبعد لحظات تركها ليأخذ هاتفها وطلب منها أن تفتحه لتنظر إلى الهاتف تومئ بالنفي ..فجز أسنانه طالبًا منها أن تفتح الهاتف فأغمضت عيناها لتهبط دموعها الساخنة على وجنتيها ببطء ثم فتحتهما وقامت بفتح الهاتف ليدير شاشته إليه وفتح تطبيق " واتس اب " وتفقد رسائل ذلك الشاب حتى رأى اعتذار ندى له عم ما بدر منه ليلة أمس ..ادار الشاشة إليها لترى رسالتها وهي تلهث بصوت مستمع وهو يقول بعنف :
-بتعتذري ..يهمك أوي هو صح ؟
ابتلعت لعابها ورفعت مقلتيها إليه وهي تقول بعند :
-أه يهمني
حرك رأسه عدة مرات ضاغطًا على الهاتف بكل قوته ثم ألقى به في الحائط فشهقت ندى بصدمة ونظرت إلى هاتفها الذي سقط على الأرض فيما خرج رحيم مغلقًا الباب خلفه عنوة جاعلًا من قلبها ينتفض قبل جسدها ..تقدمت نحو الهاتف وانحنت بجذعها لتأخذه وحاولت فتحه لترى الشاشة نصفها أحترق والنصف الأخر لونه أصفر ..وضعت يدها على فاها تبكي وجلست على حافة الفراش وشعرت بالألم لتقم بحذف تطبيق واتس اب بفضل أنه في المنتصف الذي يعمل ثم ألقت برأسها على الوسادة..
***
"بعد مرور يومان.."

حب رحيم .... ✍ ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن