كان يجلس على حافة سطح المنزل بعد ان انهى جولته العابثة مع ابنة الجيران العاشقه .. يراقب المارة باستهزاء وملل سجارته في فمه ، مستاء و غاضب من كل شيء منذ مقتل اخيه وهو على هذه الحالة نوبات غضبه وجنونه لا تنتهي والده يمنع عنه الخروج من المنزل ، من اجل ان لا يتهور ويخسره هو الاخر .. رويد العميري العمر تسعة وعشرين عام مهنته عميل لدى المخابرات العراقية ، رغم حساسية مهنته وخبرته الكبيرة في العمل لكن في نظر والده هو متهور حينما يصل الامر الى عائلته وبالاخص اخيه الكبير الذي قتل قبل بضع اشهر من قبل جهات مسلحة كما ادعت التحقيقات في هذه القضية بعد هذا الحادث كل شيء تغير .. والده اصبح يطوق الحصار عليه اكثر من اللازم خوفاً ان يفقده هو الاخر .. وهو سئم من هذا الوضع يريد العودة الى حياته الطبيعية السهر مع اصحابه ولا بأس ببعض التسلية مع الفتيات فهو يعشق هكذا اجواء !.
خرج من تلك الافكار وهو يرى ابنة عم والده امينة قادمة ومعها فتاة تتذمر ركز قليلاً حاول ان يعرف من هذه الفتاة يراها للمرة الاولى تبدو جميلة بجسمها الرشيق المتناسق رغم ارتداءها ملابس واسعة .. لكنه واضح امام عينيه هو اكثر من يعرف كيف يقيم جسم الفتيات بخبرته الكبيرة في هذا العالم ، اعاد النظر جيداً لها تتذمر كثيراً مع والدتها امام المنزل يبدو انها اتية من غير رضاها ابتسم بتهكم يبدو ان الجميع مثل حاله اطفئ السجارة وهو ينهض برشاقة من السور ويعاود القفز على ارض السطح ليستمتع قليلاً يبدو انه وجد مايريده الان بدون اي جهد منه !.
*****************
- امي انا اتوسل اليك لا تطيلي بالجلوس .. كان رجاء نوسين لوالدتها هي لم تكن تود ان تأتي لا تحب هذه العائلة تفضل الجلوس في المنزل برفقه اخوتها وتنفيذ طلباتهم المملة بنظرها على ان لا تأتي الى هنا .
زفرت امينة بغضب من تذمرات ابنتها التي لا تنتهي طوال الطريق وهي على هذه الحالة ادارت رأسها لتتطلع اليها :
- فهمت يا نوسين اصمتي الان نحن امام المنزل كلها ساعة من الزمن ونعود ومن ثم عدلي وشاحك تبدين كمتسوله بهذه العباء الواسعة التي ترتدينها !
- امي أنها الموضة من ثم انا لم اتي الى حفلة .. بل اتيت لارى عمي فقط او الاصح ابن عمك انت لا انا .
نظرت امينه بطرف عينيها الى ابنتها دون ان ترد عليها وهي تقوم بالضغط على جرس المنزل .
***********
بعد الترحيب الحار من قبل ابن عم والدتها وزوجته جلست بالقرب من امها وهي تشعر بالخجل من تركيز هذا الرجل العجوز معها وهو يخبرها بصوته القوي الذي لم يتأثر بعمره :
- اهلاً بك يابنتي لقد اشتقنا لك لنا زمن طويل لم نراكِ لما لا تأتي لزيارتنا مع والدتك هل والدك يمنعك ام ماذا ؟!
تنحنحت بحرج وهي تخبره بصوت بالكاد يخرج من الخجل والحرج :
- كلا يا عمي .. كل ما في الامر انا احب المكوث في المنزل وايضاً منشغلة بتعليم اخوتي .
- فليبارك الله بك ، ثم وجه نظره الى امينة وهو يكمل كلامة بابتسامة سمحة ..
- لديك عروس جميلة يا ام مروان لما تخفيها عن أعيننا ؟! .
ضحكت امينة بصوت عالي وهي تشعر بسعادة الكون يبدو ان خطتها ستنجح اخيراً وهي تجيب ابن عمها :
- لا تقل ذلك يا ابن العم لكنك تعلم من الصعب اخراجها معي طوال الوقت في هذا الوضع .
اجابها بهزه رأس بسيطة بتفهم ليقاطعهم صوت رويد الرجولي وهو يطرح تحية السلام بعبث :
- مرحبًا بعمتي امينة .. لنا زمن طويل لم نراكي .. يبدو ان ماجد يمنعك من المجيء لنا ..
ثم ادار عينيه بهدوء ليتطلع الى الجالسة بجانبها فتاة تبدو في سن العشرين جميله لديها شعر غجري بخصلاته الكثيفة ولونه الغريب هل هذا لونه الحقيقي لا يعلم .. بشرتها قمحية الون جميلة رغم حمرة الخجل السادية على وجنتيها لا يعلم لما ! ، ابعد تركيزة عنها وهو يلاحظ ارتباكها وهي تعيد الوشاح بصورة غير مهندمة على شعرها بتوتر غريب ، اكمل سلامه وهو يقترب من امينة ليقبل رأسها وما زالات نظراته تتفحص من تحت الجالسة بالقرب من والدتها ...
تعالت ضحكات امينة بسبب عبث هذا المحتال الذي إمامها لتجيبه بأستمتاع :
- اهلاً بك ياولدي ... تأدب عمك ماجد لم يمنعني يوماً من الذهاب اليكم .. انا اتي بين الحين والاخر لكنك دائماً ليس متواجد كعادتك .. تكون في عملك كيف حالك يا رويد ؟ .. وكيف حال العمل معك ؟
كان جواب امينة الى رويد وهي تلقي نظراتها بين رويد وابنتها التي لا تعلم ما بها ولما هذا الارتباك ! لكن مايهمها الان هي نظرات رويد الى ابنتها وهذا الشيء يسعدها يشعرها بالرضا لقد قطعت نصف المشوار ليقاطعها رويد وهو يتسائل :
- هل هذه ابنتك نوسين ؟!
اجابته امينة بلهفة لم تستطع السيطرة عليها :
- اجل هي .
- كيف حالك نوسين لقد كبرتي واصبحتي عروس لم اراك منذ زمن طويل !
حاولت نوسين ايجاد صوتها وهي لا تعلم لما كل هذا الارتباك من قبل الشخص الماثل امامها ولما نظراته هكذا تبدو مخيفة ، ومقلقة .. وما موضوع العروس تلك ! حاولت ان تخرج الكلمات لديها دون ارتباك او قلقل :
- شكراً لك انا بخير هذا كل ما خرج منها لا تصدق هي فتاة قوية لم ترتبك امام شخص من قبل اجاباتها موزونة لما هذا الارتباك لا تعلم ؟!..
- هل انت خارج يا رويد ؟
كان صوت والده وهو يرى نظرات رويد مصوبه على نوسين لم يراعي وجودة او وجود والدتها هذا الابن لا فائدة منه هذا ما كان يردده والده بينه وبين نفسه ويجزم على نفسه للمرة إلف انه فشل في تربيته .
- اجل ابي ... صديقي في الخارج ينتظر .
انهى جملته وهو يلقي نظره اخيرة بغموض يحاول حفظ شكلها ليغادر خارج الصالة رغم اعتراض ابيه ومنعه من الخروج لكن هذه فرصته فوالده لا يستطيع منعه الان امام ضيوفه ! .
*********************
هل كنت برفقة ابنة الجيران !!
قالها وسام وهو يأشر الى رقبة رويد بأستهجان .
رفع رويد ياقة قميصه الى الاعلى قليلاً وهو يقول :
- نعم كنت مع سارة .. هل ترى شيء الان ، اخبره وهو يتطلع اليه يريه رقبته..
- لا ... لا يوجد شيء الان .. هل ستتزوجها .. او كالعادة لفترة معينة وتبتعد عنها كالأخريات !
- كلا ... لن اتزوجها ، هي مثل الأخريات.. مجرد اتسلى لبعض الوقت فقط .
- اتعلم يا وسام هؤلاء الفتيات ساذجات ، يعتقدن حينما ينفذن كل ما نطلب منهن ويخرجن برفقتنا سوف نحبهن ونعشقهن!!! حقاً حمقاوات !!!
اكمل رويد كلامه بأستهزاء وهو يشعل سجارته التي لا تفارقه طوال الوقت :
- ان من تسلم نفسها يا وسام لا يمكن ان اؤتمن عليها في منزلي وعلى اولادي لا يمكن !! من تكلمت معي ستتكلم مع غيري وغيري .. وانا هذا النوع من الفتيات لا يعجبني البتة .. ليس لديها قيمة لنفسها بل اراهن رخيصات !! من لم تحافظ على نفسها لا ادخلها بيتي .. من تعطيني مجال تبقى مجرد تسلية .
اجابة وسام بأعتراض على ما يتفوه به ابن عمه :
- ليس الجميع هكذا يا رويد .. الاغلب لم يحضن علاقات انت تكون اول شخص في حياتها .. وقد يفعلن ذلك من دافع الحب ليس مثلما تتفوه به ..من ثم انت لديك اخت اتمنى ان لا تنسى ذلك "من دق باب الناس .. دق الله بابه "
لقد حصل على غضبه .. رويد عند عائلته خط احمر ممنوع الاقتراب منهم حتى لو كان مجرد كلام .. ولا يمكن ان تكون اخته واحده منهن !! من ثم اخته تزوجت ولن تفعل شيء مثل ذلك القبيل .. اجاب وسام بغضب فشل بأخفائه :
- اختي ليست مثلهن .. من ثم اترك هذا الموضوع لدي شيء اخر اريد اخبارك به .
- وما هو ..؟
- لقد وجدتها ... نطقها وهو يضع يديه في سرواله الجينز ويخطي بجانب ابن عمه دون مبالاة وكأنه ليس منذ ثواني كان يستشيط غضباً ..
تغضن جبين وسام بعدم فهم وهو يستفسر منه :
- وجدت من ..؟
- زوجتي المستقبلية .. قال جملته بأستهزاء وهو يجلس على احد المصطبات المتواجدة في الملعب الذي وصل اليه .
- ومن تكون سعيدة الحظ ؟!
- نوسين ابنة ماجد .
- مااااااذا ؟!
كان صوت ابن عمه الذي خرج بصدمة وعدم تصديق بما نطق رويد ليعاود الفهم منه مرة اخرى بجدية :
- من قلت يا رويد ؟
ابتسم رويد اذا كان ابن عمه هكذا رد فعله فكيف سيكون رد فعل الاخرين !!
- رويد انا اتكلم معك اجبني من قلت ؟
- نوسين بنت ماجد واعتقد انك سمعت الاسم جيداً لا داعي لتكرار ذلك .
- هكذا بكل سهولة تنطقها ؟!
- هل تعتقد عائلتها ستقبل بذلك ؟! وابيك .....
اجابه رويد بتهكم :
- ما به ابي ؟
- هل تعتقد انه سيوافق على هذا الهراء الذي تتفوه به !!!
اجابه هذه المرة بصدق وهو عازم على تنفيذ ما في رأسه :
- سيوافق لا تقلق .
*****************
خرجت من منزل العميري والافكار تتخبط في رأسها نظرات ذلك الشاب الذي رأته لم تكن مريحه البتة ، لا تعلم لمًا شعرت بالخوف منه ناهيك عن الارتباك والتوتر الذي حصل لها حينما تكلم معها ، قطع افكارها صوت والدتها وهي تخبرها بفرح :
- هل رأيتي رويد يا ابنتي ..؟
اجابت نوسين بأرتباك من ذكر ذلك الاسم :
- اجل رأيت ..
- وهل رأيتي كيف ينظر لك ..؟
ردت نوسين معقبة على كلام والدتها بضيق شديد :
- لا لم ارى نظرته نحوي من ثم انا لست ببضاعة ليعاينها وتعجبه هل فهمت ذلك .
اجابتها امينة بغضب :
- من قال هذا الكلام لماذا تفهمين كلامي بالصورة الخاطئه! انا اريد لك الخير يا بنتي اذ تكلمت هكذا معك فهو من اجلك ، من اجل الحصول على حياة سعيدة لماذا لا تفهمين !!!
اكتفت بالصمت لم ترد على كلامها هي اعلم بوالدتها ، عقلها ينحسر بتفكير واحد محصور تحت فكرة وموضوع واحد هو الزواج !!! كأنها تعيش في سجن لكن بطريقة مختلفة بدون اسوار او سياج .
*****************
- اريد الزواج من نوسين .
القى جملته بهدوء وهو يسحب سجارة من العلبه الخاصة له ليقوم بأشعالها واعادة العلبة والكبريت امامه على الارض وهو يتطلع الى الدخان الذي ينفثه ببرود ولا مبالاة ..
تطلع والديه الى بعضهم البعض بأستغراب يحاولان ان يستوعبوا مايتفوه به هذا المجنون .. ليهتف والده وهو يحاول ان يستوعب :
- هل تمزح معنا يا رويد ؟
اجاب رويد وهو مازال على جلسته وبروده المستفز بالنسبه لوالده :
- حسب معرفتي ان هكذا مواضيع لا يجب ان نمزح بها .
- لماذا تريد الزواج منها ؟
- ولماذا لا تكون هي ! اعجبتني ياوالدي وانا ابحث عن فتاة ويبدو انها مناسبة لي .
اكمل كلامه وهو يتلاعب بسبابه اصبعة على طرف السجارة المشتعلة بيده كأنه لا يشعر بجمر حرارتها .
هتف والده بصوته القوي بغضب من تصرفات ابنه الذي لا تبشر بخير ابداً :
- طلبك مرفوض يا رويد .. انت لست اهل لزواج ، وايضاً هذه البنت لا تستحقك ، لا اريد ان ينتكس رأسي وسط العائلة .. هولاء ليس من ثوبنا ، نحن عالم وهم عالم اخر !!
اطفىء رويد سجارته بهدوء وهو ينهض من مكانه لينهي هذا الحوار الذي حسم امره منذ الدقيقة الاولى التي راى بها نوسين ليقول :
- ستذهب والدتي وزوجة اخي ليطلبانها لي ، اما ما يخص ليس منا ونحن عالم فهذه تربيتك وهم يعلمون ما نحن ومن ثم لا تخف ما يحصل في هذا المنزل سيبقى مدفون هنا لا احد سيكتشف الامر ، وما يخصني فانا استطيع الزواج باكثر من واحدة لاتقلق على ابنك هذا الشبل من ذاك الاسد انهى كلامه بأبتسامة وغمزة وقحة ليغادر الصالة ويترك والده في حيرة من امره بما سيفعله مع هذه المسكينه وهو يعلم بطباع ابنه القذر وما يجول في رأسه .
**********
نهاية الفصل .
يتبع ....
طبعًا للاسف ماكو تفاعل اهنا لذلك بس هذا الفصل راح ينزل اهنا ويبقى التنزيل مستمر مرتين بالاسبوع بالجروب لان التفاعل اهناك احسن اما اهنا للاسف منعدم ادخلون تقرون وتطلعون ماعرف شنو تخسرون اذا تنطون لايك او تعلقون علمود هيج التكملة راح تستمر بالجروب اما اهنا اكتفي بس بالمقدمة والفصل الاول .. اما اذا صار تفاعل اهنا ارجع اكمل تنزيل واذا بقى هيج يبقى هذا اخر فصل ينزل وبعد بكيفكم 😊
أنت تقرأ
احلام تحت ثياب الواقع
Romance- انتبه ماذا تفعل ؟ كان صوتها وهي تشهق بصوت عالي وخوف .. تراه يقف على حافة السور العالي لسطح المنزل وسجارته تتراقص بين شفتيه دون مبالاه وهو يبتسم لها قبل ان يجيب بغموض : - هل اسمي هذا خوف ؟ اجابته برعب وهي ترى هذا المجنون كيف يسير برشاقة على الس...