بداخل كل انسان منا الكثير من التساؤلات والقلق مابين المنطق والا منطق !
بين الحيرة والتشتت في التفكير .. ما قد يسبب للبعض تردد في اتخاذ القرارات وقد يصل به الحال نهاية المطاف الى القرار الخاطئ وما تفعله نوسين وتشعر به يجعلها تدخل الى متاهات لا تعلم ماهي من الاساس !!!- ما هذا الذي في رقبتك يا نوسين ؟
كان سؤال زوجة عمها المتعجبه والمستنكرة في ذات الوقت ، لتجيبها نوسين بأستغراب :
- ماذا يوجد يا زوجة العم ؟!
- هل تمزحين يا نوسين الم ترى نفسك في المرأة ؟ العلامات التي على رقبتك من هذا العديم التربية !! كيف يفعل ذلك وانت مازلتي في منزل والديك ؟!
اجابتها بأ ستنكار :
- اليس هذا طبيعي هو قال لي اني اصبحت زوجته وكل ما يفعله معي حلال !
-لا ليس طبيعي يجب ان يحترم المنزل الذي هو به لا يجوز ما يفعله انه وقح لم يدع ذرة احترام للمنزل ومن فيه !
اكملت كلامها بإستخفاف واستهجان:
- وانت كنت جالسة طوال اليوم هكذا امام والديك ؟
ردت الاخرى بملل :
- اجل كنت هكذا ولم يتفوه احد بكلمة واحدة مثلك يا زوجة العم ! مالذي تفعليه ؟
اجابتها بصدق وهي ترمي الوشاح الذي اخرجته من الخزانة لها :
- خذي وضعيه على رقبتك يا نوسين ليسامحهم الله والديك لا يعلمانك ما هو الصح وما هو الخطأ.
- المهم اين والدك الان ؟
- ذهب الى العاصمة .. اولاد عمه غاضبين من هذه الزيجة وذهب ليرضيهم.
اجابتها بإستخفاف :
- ليرضي اخوته في الاول من ثم يرضي اولاد العم !
ردت نوسين بدهشة :
- ما الذي يحصل يا عمتي لماذا الكل ليس موافق على هذا الزواج .. ما بهم عائلة رويد !
- اجابتها بصدق هذه المرة :
- ليس ثوبنا ليسامح الله امك وابيكِ ..
سألتها نوسين بتوجس وخوف :
- تكلمي يا عمتي مالذي تعرفينه لا تجعليني اشعر بالخوف .. غير ذلك انا متوجسه من هذه الزواج مالذي يحصل ؟
اجابتها بتنهيدة طويلة :
- والد رويد رجل لا يخاف الله او الاصح لا يعرف الله من الاساس ! هو رجل يشرب الخمر عمله حرام في حرام ، وتربيته لاولاده ليست جيده وايضاً لهذا الرجل تاريخ طويل ومعروف بالفساد ، ثم ابنه الكبير رائد قتل لأسباب مجهولة .. البعض يقول انه كان منظم لجماعات مسلحة ارهابية وتم قتله والبعض الاخر يقول انه تم العثور على جثته قرب احدى النوادي الليله وجدوه مقتول ورائحة الخمر تفوح منه .. وهذا رويد لم نسمع عنه شيء الى الان لكن من يعلم هذا تربيه والده واخيه والعلم عند الله .. يا ابنتي هذه العائلة سيئه جداً لا اعلم حقاً كيف والدك يرميك هكذا ؟! حتى انه لم يستشر اخوته !!! فجأة اخبرنا بموعد كتب الكتاب .. صدقاً لا اعلم لماذا تصرف بهذا الشكل ، عمك غاضب جداً من ابيكِ ويتمنى لو لديه ابن لزوجك اياه حتى لو كان صغير في السن ولن يقبل ان تذهبي الى تلك العائلة .
***************
بعد كلام زوجة عمها اصبحت تشعر انها في دوامة ... دوامه كبيرة القت نفسها بها .. هي تسمع بعض الاقاويل عن تلك العائلة لكن هنالك شيء خاطئ توجد حلقة مفقودة لا تفهم ما هي .. اذ هم سيئين الى تلك الدرجة كيف لوالديها ان يلقيانها بهذه المصيبة ؟! يجب ان تفهم ما يجري لكن كيف !!!
ستحاول التكلم مع والدتها لتفهم مالذي يحصل بالخصوص رفض عائلة والدها لهذه الزيجة !
**************
دخل الى الصالة وهو يشعر بغضب شديد على ما حصل مع اولاد عمومته لم يتوقع ان تكون المواجهة هكذا والرفض سيكون بهذا الشكل لكن بالاخر هو والدها ادرى بمصلحت ابنته ، وجمال تغير كثيراً بعد وفاه ولده الكبير واذا حصل شيء لأبنته لا يطلب المساعدة من اي احد منهم وهي ذاهبه لمنزل ليس بالغريب بل جمال قريبا والدتها وعائلتة عائلة والدتها سيخافون عليها مثله واكثر ... انتبه لصوت امينه وهي تقول بأستغراب :
- متى عدت لم اشعر بمجيئك ؟!
- منذ دقائق .. اجابها بأمتعاض وهو يجلس على احدى الكنبات ليخرج علبة السجائر من جيب بنطالة ويخرج واحده يشعلها لينفث دخانها بضياع وقهر لا يعلم ما الصواب لقد اتخذ القرار تحت ضغط زوجته وانتهى الموضوع .
سألته بتعجب وهي ترى نظراته الضائعة الى سقف الصالة :
- مالذي حصل معك في بغداد ؟
اجابها بجدية :
- مستائين من هذه الزيجة بشكل كبير .
ردت امينة بأمتعاض :
- لما يريدون ان تبقى ابنتي بدون زواج ليشمت بي اهلي والناس !
- ليس كذلك لكن كانوا يتمنون لها شخص مناسب وليس رويد العميري ابن جمال !
هتفت وهي تشعر بضيق من هذه العائلة التي لم تشعر يوماً تجاههم بغير الحقد :
- اذ لم يعجبهم رويد ويرونه غير مناسب لماذا لم يتقدم احد ابنائهم لخطبتها ان كان الامر بالنسبة لهم مهم لهذه الدرجة !
- انت تعلمين كل شخص لديه مايناسبه .
- اذ فليصمتوا هذه ابنتنا ونحن ادرى بمصلحتها من ثم ستكون قريبه منا نفس المدينة .
اجابها وهو يعلم انه غير مقتنع بما تتفوه به من حماقة :
- على كل حال البنت تم عقد قرأنها هذا الكلام ماخوذ نصيبه لا يقدم او يأخر جهزي ابنتك جيداً لم يبقى الكثيرمن الوقت للزواج .. انهى كلامه وهو ينهض ليريح جثته من تعب الطريق ومن التفكير بما هو اتى لأبنته .
*****************
حين خروج والدها من الصالة واستماعها الى اغلب الحديث الذي دار بين والديها لم تستطع ان تصمت اكثر من هذا لتهتف لوالدتها وهي تجلس امامها :
- مالذي اسمعه امي !! كلام زوجة عمي صحيح اذن ؟!
نظرت امينة بضيق الى نوسين وهي تقول :
- ماذا قالت لك تلك الحرباء ؟
- امي ... ارجوكِي عمتي سناء ليست حرباء هي فقط اخبرتني بالحقيقة كيف لك ان ترميني هكذا ؟!
- انا ابنتك البكر امي.. من اجل ماذا تقبلين مثل تلك الزيجة لي ؟
ردت امينة وهي تنظر الى ابنتها بقوة وغضب :
- ما بك يا نوسين .. زوجة عمك سناء حرباء وتشعر بالغيرة لانه تم عقد قرأنك على رويد هذا اولاً ، هي تريد ان تمكثي طوال الوقت هنا .. لديها خمس بنات ومن الصعب تزويجهم ، وهن ليس بالجميلات فأصبحت تخلق الكذب والاقاويل ... هي لا تحبني ، تشعر بالغيرة بسبب حب والدك لي اما هي فزوجها ذهب لجلب زوجة اخرى عليها من اجل الصبي ! انها تشعر بالنقص يا ابنتي لا تجعلي كلامها او كلام الغير يأثر بك ويضيع عليك سعادتك ..
اكملت امينة كلامها بغل وحقد تجاه زوجة سلفها آلتي تبغضها لاسباب مجهولة :
- ليس هذا فقط بل انها خائفة تشعر بالرعب اذا تزوجتي وانجبتي صبي سيكون ذلك كارثة بالنسبة لها .. كيف لفتاة صغيرة ان تكون افضل منها .. اقتربت منها وهي تضع يديها على كتفيها وترفع رأس ابنتها لتتطلع الى ملامحها الحزينه والضائعة :
- انا ووالدك اكثر من نخاف عليك يا نوسين لو شعرنا ان هذا الشيء ليس جيداً وسيء لن نرميك في النار يا ابنتي .. والكلام كثير ولا احد يحب الخير اللاخر فلا تسمحي لأي شخص ان يخرب عليك سعادتك ومن ثم هذه العائلة تغيرت كثيراً بعد مقتل بكرهم وكل شخص لديه الكثير من المعاصي من منا معصوم عن الخطأ .. آهل آبيك يرفضون عائلتي لاسباب اخرى .
عبست حاجبيها بأستغراب وهي تسأل والدتها :
- اسباب اخرى !! ... ما الاسباب هذه ؟
تنهدت والدتها بالماضي البعيد التي زرعت هذه العداوة بين العائلتين لتهمس الى ابنتها وهي تقول :
- ابن عم ابيك طارق كان قد تقدم الى خالتك وتمت الخطبة وتم الاتفاق على كل شيء .. ولم يبقى غير اسبوع فقط على الزفاف ، لكن حصل خلاف كبير بين العائلتين على المهر وتم فسخ الخطبة واعتبرت عائلتي ان هذا الموضوع اهانة كبيرة بالنسبة لهم .. ولم يتقدم اي شخص بعد ذلك الى خالتك والسبب يعود الى طارق .. لذا لا تفكري كثيراً يا ابنتي هنالك الكثير من المشاكل والخلافات بين تلك العائلتين يرونا اقل منهم بالدين وبالاحترام والتقدير لذلك انسي هذا الكلام الان ولا تصغي لأي شيء اخر .. هنالك سعادة كبيرة في طريقها اليك يجب ان تفكري كيف تستغلين هذا الوقت لتجهزي الى الزفاف ياعروس .
********************
غضب ، حقد ، حزن ، تشعر ببركان من الغضب داخلها وهي تستمع الى الهلاهل التي تنبعث من منزل الجيران ومباركات وهتافات بأسم رويد !!!
منذ ذلك اليوم وهي تسكن في سطح المنزل... تحاول ان تلتقي به لكن دون جدوا ... حاولت الاتصال به اكثر من مئه مرة ولا يوجد اي رد يتجاهلها وهي تكاد ان تجن .. كيف له ان يفعل ذلك بها ، يوهمها بالحب .. يقترب منها ، يأخذ منها ما يريد وقت ما يشاء ، وبعد ذلك يذهب لزواج من اخرى !!!
ارسلت له رسالة تهدده اذا لم يأتي الان الى سطح المنزل للحديث معها ستفتعل مشكلة كبيرة ... وترمي نفسها من اعلى سطح المنزل ، وهي مجنونه وتستطيع فعل ذلك ... وهي الان عازمة تنظر الى الوقت منذ خمس دقائق ارسلت المسج والى الان لا يوجد اي رد منه مع العلم لقد تبين لها انه قراءها وهي تنتظره تعد الدقائق .
صعد الى السطح دون مبالاه يريد ان ينهي موضوع تلك الحمقاء التي على مايبدوا جن جنونها منذ خطبته وهي تكاد ان تجن للوصول اليه رغم محاولات التجاهل التي كان من المفترض ان تفهم ان كل شيء انتهى .. لكن دون فائدة يجب ان يواجهها بنفسه لينهي ذلك الموضوع ....
وجدها تاخذ السطح ذهابًا وإيابًا بغضب وهي تنظر الى الهاتف بين الحين والاخر ليفاجئها بصوته وهو يقول بسخرية :
- ماذا انا لا ارى اي شيء بيدك لتخلص مني !
رفعت رأسها لتتطلع اليه بغضب وهي تهتف :
- اقفز هنا يا رويد كعادتك اريد التحدث اليك وجهاً لوجه .
قفز بثانية الى السطح الاخر ليقف امامها وما زال متمسك بقناع الاستهزاء وهو يقول :
- تحدثي انا استمع اليك ...
لا تصدق البرود الذي يحمله هي تكاد تجن وهو غير مهتم .. صرخت بصوت عالي وهي تقترب منه تواجه تتكلم بوجع وقهر :
- اتكلم يا رويد ..؟ اتكلم عن ماذا ؟! في الظهيرة معي وفي المساء تذهب وتخطب فتاة اخرى !!!!!
- هل آنا رخيصه لهذه الدرجة بالنسبة لك !!
لم يجب عليها اكتفى بإلقاء جملة واحدة وهو يضع يديه في جيب سرواله الجينز ويتكىء على جدار السطح يستمع اليها يرى انهيارها ودموعها التي اصبحت تنزل دون علمها وهي تعاتبه ...
- اخفضي صوتك اعتقد انك لا تودين ان يستمع اليك الجيران وعائلتك ونصبح فرجة لجميع .
عادت صراخها مرة اخرى وهي ترى استهزاء بمشاعرها وكل ما يهم ان يستمع احد لهم .. وهذا اخر همها الان ... لا ينفعها في الوقت الحالي غير معرفة لما فعل ذلك .. تريد منه جواب تريد ان تفهم ما يجول في رأسه .. اقتربت منه وهي تضع سبابة يدها على صدره تضغطها بقوة وهي تقول :
أنت تقرأ
احلام تحت ثياب الواقع
Romansa- انتبه ماذا تفعل ؟ كان صوتها وهي تشهق بصوت عالي وخوف .. تراه يقف على حافة السور العالي لسطح المنزل وسجارته تتراقص بين شفتيه دون مبالاه وهو يبتسم لها قبل ان يجيب بغموض : - هل اسمي هذا خوف ؟ اجابته برعب وهي ترى هذا المجنون كيف يسير برشاقة على الس...