الفصل السادس

90 4 1
                                    

لا تخلو الحياة التي نعيشها من الدروس والعبر التي غالبًا ما نتعلّمها بالطرق الصعبة، ولعلّ أصعب جزء من مسيرة التعلّم هذه هو أن الكثيرين يفهمون العبرة بعد فوات الأوان، الأمر الذي يجعلهم يندمون في نهاية المطاف على عدم استغلال الفرص التي كانت متاحة أمامهم في الوقت المناسب لذا، لا ضير أبدًا من التعرّف على بعض الدروس التي تعلّمها الآخرون قبلنا
**********
صمت يعم المكان كان يجلس على كرسي الكنبة مطأطئ رأسه الى الاسفل يضع يديه فوق رأسه يحاول ان يستوعب ما قالته زوجته امينة ...
الذي اتت منذ بضع ساعات لتجلس وتخبره ما قاله رويد دون ذكر الاسباب ، ومنذ ان اخبرته وهو على هذا الحال جالس بهذا الشكل لا تعلم بما يدور بعقل زوجها .. لم تستقبل منه اي رد فعل .. فقط الصمت ...
وهي سأمت من طول الصمت هذا وعدم معرفتها بما يجول في عقله لتهتف بملل :
- لماذا صامت ؟ .... مالذي سنفعله بتلك المصيبة ؟!
رفع رأسه  يتطلع اليها بتعب وغضب ، ما يحصل الان بسببها ... يشعر بعجز كبير وهي السبب كل ما يحصل هي السبب به .
هتف بغضب وهو ينهض عن مكانه كان شياطين الدنيا كلها تتلبسه وهو يقول :
- اليس هذا قريبك ؟
- اليس انت من اصريتي وبقيتي تتكلمين براسي لأقناعي والحصول على موافقتي بدون ان استشير احد ؟!
اجابته باستنكار وهي تزم شفتيها :
- اجل قريبي لكن لا اعلم انه سيفعل ذلك الشيء معنا ... من ثم كان اصراري من اجل نوسين ان تحصل على زيجة مناسبة وشخص جيد ذو مكانه مهمة بعمله ... اكملت كلامها وهي تكمل بغباء ساذج :
- ساتكلم مع والده بالطبع لن يقبل بتصرفات ولده .
رفع يديه ليشوحها بالهواء وهو يصرخ بغضب من افكارها الغبية التي لا تنتهي وترميه بمصائب لا يمكن ان يخرج منها :
- اصمتي امينة ، لا اريد ان استمع الى صوتك يكفي ما فعلتيه الى الان يكفي ... ماذا تودين ان تخبريه ... ان ولدك لا يود دفع مصاريف الزفاف !!!!
- نعم اخبره بذلك هو والده وسيتصرف بالتأكيد .
اجابته بأصرار وقح .
حاول ان يتمالك اخر نقطة تماسك مع زوجته دون اللجوء الى ضربها وهذا حقاً ما يتمناه الان لكنه فضل الصراخ والغضب وان لا ينزل الى ذلك المستوى ليهتف بصوت عالي وصدق :
- كل ما نحن عليه الان بسببك انت .. جعلتيني مثل الشاه الان سلمتي رقبتي الى بيت جمال ... ليس باستطاعتي ان افعل اي شيء لهم !
- الزواج غداً .. وكان من المفترض ان يتم دفع النقود اليوم .. لا استطيع ان الغي الزفاف ، الناس ماذا ستقول ... نحن في بيئة لا تسمح لنا بالغاء هذا الشيء ناهيك عن كلام عائلتك وبهذا الشكل سيعتقدون ان نحن نرد لهم  ما فعلنا  سابقاً بابنتنا وستزداد العداوة اكثر .. هذا غير كلام عائلتي واخوتي وشماتتهم بي !!!
- ليسامحك الله يا امينة على ما فعلتيه بي وبابنتك .... ساكمل كل شيء من نقودي لا يجب ان تعلم نوسين بكل ما يجري ، اما رويد فلا تتكلمي معه .
اكمل كلامه وهو يخرج من الصالة بغضب وحزن على نصيب زوجته لا يعلم لماذا فعل رويد تلك الحركة التي اقل ما يقال عنها قذرة .
****************
بعد أنتهاء حفل البنات وتوديعها لصديقاتها اتجهت الى غرفتها التي تكتض هذا اليوم ببنات العائلة والقريبات منها .. وجدتهن من تصف ثيابها بالحقائب ، ومن تريد ان تزينها ، والتي تغني لها وترقص .. اجواء فرح منتشرة بالمنزل كله وبغرفتها خاصتاً .. هذه الاجواء جعلتها تتناسى ما حصل معها من قبل والدتها ، حتى رويد لم يتكلم معها بهذا الموضوع بل الاصح منذ تلك الليله لم تلتقي به . هو الاخر انشغل بالزفاف وترتيباته ، اما والدتها حاولت ان تشرح لها ان كل ما تفعله من اجلها هي ، وبفعلتها هذه ستتحمل كل النتائج وان لا تأتي بعد مدة من الزفاف وتشكي لها من افعال زوجها ... ابعدت تلك الافكار عن رأسها وهي تستمع الى اناشيد البنات لها وهن يجذبنها الى وسط الغرفة للرقص اما الاخرى فكانت تضرب وتطبل على احد الطاولات المجاورة لسريرها وهي تنشد " نوسين يا جوكليته وحامض حلو باكيته ، والاخرى تنشد لها "الليله حنتك باجر يزفونك ، والاخرى تهتف بفرح ومكر اجة العريس والكذلة تهفيلة هو شكالج وانت غمزتيله ، لتهتف نارفين وهي تصفق وترقص وسط الغرفة مع نوسين"  .. اول منبدي وشنكول..لا اله الا الله .. الف الصلاه على الرسول لا اله الا الله .عروستنا ماكو مثلها وعريسنا حبها واخذها ويلتحبوه باركوله واليوم عرسها هلهلوله  وبنت الزين لابن الزين جبناها وجه الخير جابت الخير وياها "
لتعاود الهتاف ابنة عمتها الاخر قائلة وهي تصفق وتصرخ بصوتها البشع الذي تعتقده جميل :
-" عروستنا كمر من فدوة الحلاها ..
الشمس تاخذ ضواها من ضواها
مدري منين دورها ولكاها
حبها ورادها وتالي خذاها .
ويالتسمعني ايدك ليفوك وللهيبه الحلوة تلوك"
اصبح صوت  الهلاهل والتصفيق والضحك  ينتشر بارجاء الغرفة والفتيات يرقصن على اغانيهن المتوارثة من جداتهن وقت هكذا مناسبات .....
يودعن صديقتهن واختهن الحبيبه يزرعن البهجة بقلبها ، كما تعودن دائماً ينتظرن هكذا مناسبات ليجتمعن مع بعضهن .
بعد مدة ليست بالقصيرة خلد الجميع الى النوم ماعدا نوسين ونارفين ..
لتهتف نارفين بصوت  منخفض لكي لا يستمع اليها احد من الفتيات ويعاودن الاستيقاظ وتعود ثرثرتهن التي لا تنتهي لتقول :
- انت العروس يجب ان تخلدي الى النوم غداً يوم طويل بالنسبة لك .
لم تجبها الاخرى اكتفت بالصمت وهي تتطلع الى سقف الغرفة كأنها لم تسمع اي شيء ..
تطلعت نارفين اليها باستغراب وهي تعاود الكلام معها :
- ما بك نوسين ... لماذا تتجاهلين كلامي  هل هناك شيء ؟
- كلا .. لا يوجد لكن انا افكر فقط بغداً والحياة التي تنتظرني !.
اجابتها نوسين بهدوء .
عبست نارفين حاجبيها وهي تشعر ان هنالك خطب بها :
- نوسين انهضي معي ..
استغربت الاخرى من طلب نارفين لتنظر اليها باستغراب :
- الان ...! اين ننهض الجميع نائم !
-لان الجميع نائم انهضي معي لنصعد فوق سطح المنزل اريد التحدث معك ولا اريد ان يستيقظ احد هيا .
سحبتها خلفها وهي تمسك بيدها ليصعدا الى سطح المنزل ..
تطلعت كل من نوسين ونارفين الى بعضهما البعض وهن يرن مدا جمال السماء الصافية التي تزينها النجوم والهواء الجميل ناهيك عن هذا الصمت والسكون في هذا الوقت المتأخر من الليل ...
ابتسمت نوسين وهي تقول :
- الان علمت لماذا رويد يحب الاسطح !
-ماذا ...؟
ابقت نفس الابتسامة على شفتيها وهي تسحب احدى الفرش تفترش بها الارض وهي تقول :
- رويد يعشق السطوح ... حين يأتي لزيارتي لا يجلس الا هنا نفترش الارض ونجلس او يجلس على السور من هواياته المفضلة .
ارتسمت ابتسامة على ثغر نارفين وهي تمدد جسدها على الفرشة وعينيها مصوبه نحو النجوم وهي تقول لها بضياع :
- سأشتاق لك كثيراً يا نوسين واسأشتاق الى جلساتنا هذه .
تطلعت نوسين باستغراب لها وهي تخبرها :
- لماذا ؟ .. انا ساتي الى منزل والدي ونتقابل لماذا تقولين هذا الكلام !
تجاهلت نارفين السؤال وهي تحاول ان تنسى ولو القليل وايضاً نوسين عروس يجب ان لا تزعجها بهذا اليوم ، لتحاول ان تغير الموضوع وهي تقول :
- لا شيء امزح معك .. اخبريني ما بك انت ..؟
-هناك شيء تخفينه عني ؟! .. تكلمي اسمعك ....
شردت الاخرى قليلاً لتعاود القول بضيق :
- لو كان الامر يخصني انا فقط لتكلمت .. لكن هناك ناس اخرى بالموضوع لا استطيع ان ابوح لك .. هذه اول مرة اشعر بالعجز عن اخبارك يا نارفين ارجوك اعذريني لا استطيع  ، حتى اتمنى لو اخبرك ليخف الحمل عني لكن لا استطيع !.
تفهمت نارفين كلام صديقتها وابنة خالها هي اكثر من يفهم هكذا مواقف .. فالشعور متبادل بينهن الان ..  تود البوح لكن لا تستطيع هناك شيء يجبرك على الصمت لكي لا تأذي الاخرين اذا كان الموضوع لا يتعلق بك وحدك ليس من حقك التدخل او الكلام .
اكتفتا بالصمت ومراقبه السماء وهذا المنظر الجميل الذي امامهن الى ان سرقهما النوم الى عالم الاحلام بعيد عن هذه الحياه وما تحملها من مشاكل وهموم .
******************
اليوم مختلف بالنسبة لها  ، تشعر بالرهبة ومشاعر مختلفة متفاوته بين الحزن والفرح و الخوف جالسة بفستانها الابيض الجميل التي كانت تحلم به مثل كل فتاة بعمرها ربما لم يكن حلمها الاول هذا او من اولوياتها لكن ايظاً كان حلم وتحقق تنتظر ان يأتي رويد برفقة عائلته لاصطحابها من منزل والديها الى منزل عائلته .. عائلة مختلفة عن منزلها البراءة التي تحملها ستودعها في هذا المنزل رغم معرفتها بما تفعله والدتها لكن يبقى بالاخر منزلها الامن بالنسبة لها .. تودع طفولتها .. تودع اخوتها التي كانت مسئولة عنهم بتعليمهم وبكل ما يخصهم من متطلبات الحياة !
ستشتاق كثيراً الى تذمراتهم طوال الوقت وهي تجري خلفهم لانهاء واجباتهم المدرسية ، ستشتاق الى طلباتهم التي لا تنتهي والتي توصلها في بعض الاحيان الى الجنون ، ستشتاق الى ضحكها والعب مع اخوتها وزيارات الرفيقات لها ، والى طلبات والدتها منها والعمل في المنزل وهي تغضب بسبب اعمال المنزل الشاقة ، ستشتاق الى كل شيء بهذا المنزل سواء كان جيد او سيء ... اليوم ستودع هذا المنزل ، اليوم هو يوم الفراق للعب والمرح .. لكن ايضاً يوم السكون للنفس وبداية حياة جديدة ، اليوم تودع منزل امها وابيها ..
حاولت ان تمسك جيداً بدموعها وتمنعها عن السقوط لا تريد ان تخرب زينتها ، لا تريد ان تجعل ابيها يراها وهي حزينة ، لا تود ان يراها اخوتها الصغار دموعها ، سترسم ابتسامة جميله على ثغرها ، هي الان اصبحت امرأة ناضجة ومسئولة .
************
حين دخوله الى الصالة التي تتواجد بها العروس وجد اميرة هاربة من احدى المجلات الشهيرة او ربما من مدينة الديزني لاند .. من هذه الجالسة بفستانها الجميل ، تبدو جميلة جداً ومشرقة كالؤلؤ  .. كانت خرافية ..ساحرة ..تخطف الانظار وتسلب قلب كل من راها بزينتها الجميلة اول مرة يرى هذا الون الصارخ على ثغرها كانت تضع احمر شفاه بلون احمر صارخ وعينيها التي تفننت صاحبة مركز التجميل برسمها واظهار لونهم الجميل وشعرها الذي تم رفعه وترتيبة بشكل جميل يسلب العين .. ابقى عينيه مصوبه نحوها يرى هذا الجمال الذي لم يكن يتوقعه ، هو يعلم انها جميله لكن اليوم تبدو مختلفة تحمل نور وجمال مختلف ، سمع ابن عمه بالقرب منه يهمس لهُ :
- لقد احسنت الاختيار يا ابن العم .. صحيح انك ذئب .
وهو فهم ما يقصده اكتفى بابتسامة جانبية بسيطة وهو يعاود الهمس :
- اصمت .. هذه زوجتي هل نسيت ؟!
***************
تم اصطحاب العروس مع عائلتها الى منزل رويد .. لا يوجد داعي لذكر الوداع وتوصيات ماجد آلى رويد وجمال حاله كحال اي اب يفعل هذا الشيء يوم زفاف ابنته ...
لقد انتهت رحلتها في ذلك المنزل والان تجلس بمنزل عائلة زوجها !!
تبدو الكلمة غريبه عنها تشعر ان هذا المنزل ليس بمكانها ، تلك النساء التي امامها تعرفهن من اقرباء والدتها لكن لا ترغب بالنظر اليهن الجميع فرح وسعيد .. صوت الاغاني صاخب جداً .. والفتيات يرقصن وسط ساحة المنزل والرجال يفترشون الشارع بالكراسي واعدادهم كثيرة تستمع الى صوت اطلاق العيارات النارية .. مشهد مرهب بالنسبة لها .. افراح عائلة والدها ليس هكذا بل ابسط من ذلك .. الان هي حقاً تشعر انها دخلت عالم اخر عالم ليس عالمها تتعرف عليه الان .. تفهم القصد بانهم ليس منا ، صوت بكاء الاطفال يشعرها بتوتر اكثر تريد البكاء مثلهم لتخفف هذا التوتر .. تذكرت منظره حين دخوله مع الرجال ونساء عائلته طلته المهيبه.. جماله يسلب القلب نبضه ... عينيه تلمع بنظره غريبه مخيفة .. لم يتكلم كثيراً معها اكتفى بتقبيل رأسها وهو يهمس لها بصوت اجش ليبارك لها ثم جلس بقربها كما يفعل اي عريس .. واكتفى بالصمت ، لكن كلامه اثناء الطريق تغير اصبح وقح اكثر مما ينبغي .. اصبح يتوعدها  بليله جميلة .. ليله تعويض كما اطلق عليها .. لم تفهم اي شيء مما قاله لكنه يزرع الرعب في قلبها ..
ابعدت تلك الافكار وهي تلقي تلقي نظرة على الجالسات  هناك الكثير من الفتيات والنساء من عائلة والدة رويد لم تتعرف عليهن باول الامر لكن هن من اتن وعرفن بحالهن ، والان لفت انظارها تلك الفتاة الجالسة تراقبها بحقد وخبث واضح لم تعرف لما .. حاولت ان تتجاهلها وهي تتكلم مع اخت رويد بأنها اصبحت تشعر بالتعب تود اصطحابها الى غرفتها  بما ان الان وقت تنزيل الطعام الى الضيوف وان وجودها الان غير محبب وهي ترى الجميع يأكل اما هي يجب ان تنتظر عشاءها خاص مع عريسها قالت بعبوس ..
- رنا اشعر بتعب واجهاد كبير .. اريد الذهاب الى غرفتي هل هذا ممكن ؟
ابتسمت لها رنا وهي تهمس لها بالقرب من اذنها :
- لا يوجز نوسين ... سيأتي رويد بعد قليل وهو من يدخلك الى الغرفة  هذه العادت لدينا .. انهت كلامها وهي ترفع كتفيها لها بأستسلام .
زفرت نوسين بضيق من هذه العادات الغريبة لدى هذه العائلة لتعاود القول لها :
- اذن اتصلي به .. اشعر بأني فلم سينمائي ويتم مشاهدته بالمجان .. الجميع ينظر لي حتى مع انشغالهم بالطعام .
-لا تقلقي .. بقي القليل ، رويد يستقبل التبريكات من الناس سيدخل باي لحضه فاخي على اخرة هو الاخر ينتظر ان ينفرد بك ياجميلة بالاخص وانت بهذا الجمال فليعن قلب اخي انهت جملتها وهي تغمز لها بذات مغزا وقح لتخجل الاخرى وهي تنهرها .
*******
اما على الجانب الاخر كان يستشيط غضباً يريد ان ينهي هذا اليوم وينفرد بزوجته لكن هذا الكم الهائل من الناس واعرافهم المتوارثة يجب ان ينتظر قليلاً ، ينتظر ان ينهو العشاء اولاً ومن ثم يحق له الاختلاء بزوجته ... ولكن ما كان ينقصه اولاد  عمومته الان يثيرون استفزازه بشكل رهيب وكلامهم الذي بدأ اصبح وقح اكثر من الازم متناسين ان هذه ستكون زوجته وهو اوقح منهم بالكلام لكن الان لا يود ان يكمل الحديث معهم يفضل ان يكون مع زوجته .
***********
- مبارك لك الزواج من حبيب عمري او ... صمتت قليلاً وهي ترى ملامح العروس التي بهتت واختفت الابتسامة عنها  .. ترى تأثيرها عليها .. لتبستم بشماته وهي تكمل كلامها بحقد وخبث وهي تقترب منها اكثر تهمس قرب اذنها :
- اقصد من كان حبيبي .. فانا اكتفيت منه تفضلي خذي مخلفاتي ..
ابعدت رأسها قليلاً وهي تعاود التطلع الى ملامحها تحفظ شكلها جيداً ترى من فضلها عليها .. لتعاود تكملة كلامها بحقد اكبر لتنتقم منه اكثر لا يهم النتائج او الكارثة التي وضعت بها، كل ما يهم ان تنتقم ان تبرد النار التي في فؤادها ولو قليلاً ...
اتسعت ابتسامتها لتكمل ما بدأت به وهي تقول :
- مبارك لك لقد اخذتي اسوء الرجال بل اشباه الرجال .. وقبل ان اذهب اذا احببتي ان تعلمي عنه اي شيء فقط اصعدي الى سطح المنزل مكانه المفضل ، بالطبع لديك علم بمغامرات الاسطح لابد انه خاض تلك التجربة معك ايضاً .. اكملت كلامها بغمزة ذات مقصد لها ، لتكمل لها بعبث لا يناسبها :
-وسأجيب لك عن ما يحب او يكره وكل مايخصه .-
تركتها وهي مصدومة تشعر بدلو من الثلج تم سكبه فوق رأسها في ذات الحضه وجدته يدخل امامها من باب المنزل وهو يهمس ببعض الكلمات مع ابن عمه وهو يضحك واصوات هلاهل النساء يعلى اكثر مع صوت اطلاق النار في الخارج معلنين عن دخول العريس الى زوجتة ... تسمر مكانه  وتجهمت ملامحه وهو يراها امامه مع زوجته ونظرتها لا تبشر بخير ابداً  وهي ترسم ابتسامه حقيرة ومستفزة على ثغرها .. ليستمع الى دمدمات ابن عمه وهو يقول :
- مبارك يا عريس الليلة تم تدميرها على يد احدى نزواتك !.
********
النهاية .
يتبع ..

احلام تحت ثياب الواقعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن