مَــلَاذِي الآَمِـــنْٖٓ• ڤِــ؛گُ| مُكتَمِلَة

هَل نستَسلِم لنشعُر بالأمانِ مُجدّدَاً؟

السّابع

---

*عَودَة للوراء، في مُنتصف الليل، غُرفة تايهيونغ وجونغكوك، قبل أخذ جونغكوك لحبّة الدواء*

كَانَ جونغكوك الآن أمام طَريقين، هَل يَمتنع عن أخذ هذه الحَبّة طالما أنّه يعلم أنها لَن تُفيده وخوفاً من آثارها الجانبية كون هذه الأدوية فيها الكثير من الآثار الجانبية الخطيرة، أم أنّه يُجازف ويأخذها كَونه استنفذ جميع الحلول ليشعر بالأمان مُجدداً؟

بَعد طُول صِراع في نَفسه، قررّ الاستسلام وتناول حبّة الدواء هذه، فإن لن تجعله ينام هُو لَن يأبَه إن ضَرّته حَتّى، جُونغكوك أصبَح يَتمنّى أبسط حقوق الإنسان، النّوم براحَة ولساعاتٍ كافية، أن يَكون دافئاً ويحلم برؤيا سعيدة، لا كوابيس تجعله يستيقظُ مُتعرّقاً يلقِط أنفاسه وقلبه يكاد يخترق أضلاعه

لذلك هو يُجرّب جميع الحلول، لكي يَحصل على هذا الحقّ، ويحيا كإنسانٍ عاديّ، كإنسانٍ سَويّ

بَدَأ يشعُر بتخدّر أطرافه، ثِقل حركته وكَسَل جسده، عينيه بدأت تنغلق على نفسها بنفسها، يشعر بارتخاءٍ شديد ورغبة عميقة بالنّوم، بدا لَه أن الدّواء ذا نفعٍ جيّد.

أراد شُكر أخيه لأن هذا الدواء هو الوحيد الذي أبدى مفعولاً عليه، لكنّه لا يعلم الآثار الجانبية له.

غَطّ جونغكوك لأوّل مرة منذ فترة طويلة، بنومٍ عَميق.. ومن دون كوابيس، لِمَ حَلٌّ بسيطٌ كهذا كان بعيداً عنه كل هذه المدّة؟ حبّة واحدة فقط كانت كفيلة بإراحته.. حبّة سيتمنى لاحقاً لو أنّه لم يأخذها.

الهِيروين، مَادّة مُخدّرة تُخدّر الأطراف و تُشعر من يأخذها بثقل الحركة مما يؤدي إلى الشعور بالنّعاس، لكنّها بحالاتٍ أخرى تؤدي إلى الشّعور باليقظة المُفرطة، حيث يَصعب على من يأخذها النّوم مُجدداً، ومن أشدّ آثارها الجانبية خَطرَاً .. أنّها تُؤدّي إلى تَهيّج الغريزة الجنسية، بشكلٍ مُفرط أيضاً.

بِضعَ ساعاتٍ استيقظ جُونغكوك مُجدّداً، الغُرفة داكنة لا أضواء فيها سِوى الأضواء الخافتة القادمة من نافذة الغُرفة العريضَة، ولا صَوت يُسمع إلّا صَوت أنفاسه المُتضاربة بشدّة، كَان يَلهثُ طَالباً للأوكسيجين، مُتعرّق الجَسد، ليس بسبب الكوابيس ولكن بسبب قضيبه المُنتصب بشدّة

ليس لجونغكوك أدنى فكرة عن سبب تهيّجه لهذه الدّرجة.