تِلك اللّحظَات التي نَحيَاهَا فَرحِين؛ قَد تُصبِحُ ذكرَى مُؤلِمَة يَومَاً مَا.

14K 788 92
                                    


الثّامِن عَشر

---

تِلك اللّحظَات التي نَحيَاهَا فَرحِين و نَبذِلُ فِيهَا أجمَل ضَحكَاتَنَا؛ قَد تُصبِحُ ذكرَى مُؤلِمَة يَومَاً مَا.

يجلِسُ بِلا حِراك، عَينَاهُ فَقَط مَن كَانت تَتمعّن، يُحدّق جِيمِين بعينيه التي امتلَأَت دُمُوعَاً مَالِحة بيونغي المُستلقِي عَلَى فِرَاشِهِ أمَامَه.

تِلكَ التّجاعِيد البَسيطَة بجانِب عينيه المُتعَبَتين، ثَغرَه المُفرّق بين شفاهِه بضعَةً إنشَات يُعين صَدره فيهَا عَلى التّنفّس، وجهه الذِي مَا أخَذَ المَرَضُ مِنه حُسنَه..


بُرودَة يَديه، رُوحَه المُنهَكة، كلّ تفاصِيله تِلك، كَانت تُذكّر جِيمِين بوالِده...

عَلى ذَات السّرير فِي مَكانٍ و زمانٍ سَابقِين، في ذَات المَوقِف كَان جِيمِين؛ يُودّع أبَاه.. يُمسِكُ بيديه يتضرّع للخَالق ألّا يصطَفِيه مِنه، لكنّ توسّلاتَه رَاحَت سُدىً.. كَان يَرى المَرض يَتَغذّى على صحّة والده، يمتصّ من جَسده كُلّ رَبيعٍ

وَما بيد جِيمين إنقاذَه..


هَا هُو الآن، يُعيد تكرار ذات المَواقف، ذَات الذّكريات.. بأماكِن و أوقاتٍ و شخصيّاتٍ أُخَر.

"إنّي مَرعُوبٌ يُونغِي.." تَكلّم ليلتفت يُونغِي نَاحيتَه

"مِمَّا؟.." سَأَله بوَهنٍ..

"إنّي أرَى مَراحِل صِراع أبي مع المَرض بالتّدريج، فيك..، اكتَشف أبي إصَابَته بالسّرَطَان بَاكِرَاً، رُغم ذلك، فَقَدته بَاكِرَاً أيضَاً" فَسّر ليسيطر الهُدوء بينهما..

" ما الذي فَعَلتَه لأعيشَ ذَات العَذَابِ مَرّتين؟ لِمَ عَليَّ أن أفقِد مَن أُحبّ و أتذوّق مَرارَة الرّحيل مَرّتين؟"


بَدَأ يَشعُر باختناقٍ في حَلقِه بسبب حَبسه لبُكائِه..

"لِمَ لَا أرحُل أَنَا يُونغِي؟ .." بتَقَطّعٍ..


"لَا تَقل ذلك جِيمِينِي.. لَن يَرحَل أَحَد" بِضُعفٍ، كَذَبَ يُونغي.

"إذَاً دَع جُملَتك صَادِقَة و تَلقّى عِلاجَك يُونغي.. أرجُوك ابقَ مَعي، أرجُوك.." أخبرَه شَابكَاً أصابعه الصّغيرة بخاصّة يُونغي البَاردة..

مَــلَاذِي الآَمِـــنْٖٓ• ڤِــ؛گُ| مُكتَمِلَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن