سقوط الأحمر 1 : سر ظل الساحر

57.5K 4K 3.1K
                                    

تذكر دوما :

حين يسقط الريش الأحمر..قلوب السحرة تزهر و رغبة القلوب تنافس قوة النجوم....في عالم السحر الظل هو كل شيء...

...........................................................................

قبل قرون و في منتصف القرن 18 :

شهد العالم في هذا الزمن الحرب البومرانية بين بروسيا و النمسا من أجل السيطرة على ألمانيا و قد دامت سبع سنوات تدخلت فيها الكثير من دول العالم كل يأخذ جهة و يصطف مع دولة ما لتحقيق مصالح مغايرة... و هنا في أمريكا كان السكان الأصليين في وادي لورنتيان متحالفين مع فرنسا مثلهم مثل الكثير و مثلهم مثل كل من يخوض الحرب كانت هناك الكثير من الخسائر و الكثير من الضحايا حتى صار مشهد رؤية رؤوس مقطعة و تربة دموية مشهدا يوميا عاديا كمشهد شروق الشمس...

آثار خطوات حصان كانت تترك بصمتها على التربة الموحلة و فوق ذلك الحصان جلس رجل و بحضنه إبنه الصغير الذي عمره لا يتجاوز الست سنوات...كان كلاهما يملكان نفس الأعين الخضراء الداكنة...و يحدقان بما حولهما ينظران للمارة على هذه الأحياء الفقيرة الموحلة التي من شدة انعدام الحياة فيها كانت تبدو كصورة بيضاء و سوداء من الغم و الكآبة...

هما بالنسبة للمارة المشاة مجرد أب و ابنه...أب فلاح ربما أو جندي بسبب حمله سيفا على جانبه...بينما ابنه الصغير كان حسن المظهر و الهندام...رغم أن شعره البني الفاتح المائل للشقار كان طويلا و في نهايته ظفائر لا تليق بفتى لكن حدة أعينه تليق بفتى حتما....شعره فقط جعله يبدو كالفايكنج و هو جعل البعض يحدقون به باستغراب لاختلاف ثيابه و مظهره عنهم...كأنه ليس من هذا العصر...

رفع الفتى رأسه و نظر لوالده الذي كان ثابت الملامح ينظر أمامه و يمسك لجام الحصان بيد و بالأخرى يثبت صغيره بإحكام يلف ذراعه حول جذعه الصغير :

" أبي...لما لا نساعدهم؟ نحن نستطيع إنهاء كل هذا أليس كذلك ؟..."

أخفض الأب بصره نحو أعين ابنه الفضولية و لسؤاله الذي قاله بهمس كأنه يخشى أن يسمعه أحد...لذا ابتسم له مبتعدا بحصانه عن الناس حولهم يخرج من الطرقات نحو الأراضي الواسعة و يجيبه :

" لقد تحدثنا في هذا من قبل ماغوس...نحن لا نستطيع الكشف عن أنفسنا لأي كان...هذا الأفضل للجميع..."

زم الصغير شفتيه كأنه مل من سماع نفس الجواب كل مرة دون شرح مقنع يرضي فضوله الطفولي و رغبته الكبيرة في مد يد العون للبشر الذين يعانون من تبعات الحرب و مخلفاتها و مصيرهم للآن مجهول....لذا تابع يسأل مرة أخرى بإلحاح :

" لكن أبي إن كان بإمكاننا إنهاء الحرب بقوانا و مع ذلك لا نفعل و نختبأ ألا يعتبر ذلك جبنا ....نحن أقوى بكثير منهم..."

فلتت ضحكة خافتة من شفاه الوالد و مسح على شعر ولده يجيبه بابتسامة :

" احذر أن تقول هذا أمام والدتك ستجعلها تخاف و تمنعك من مغادرة الواحة معي..."

ساحر الصحراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن