سقوط الأخضر 2: الغورو و حجر الخلاص

41.3K 2.7K 1K
                                    


يتبع...

ظلت لي آن تحدق بالرجال الثلاثة بترقب تنتظر أي خطوة منهم بعد الجملة التي قالها أحد بلغة غريبة و ابتسامة ماغوس على ذلك... لكن لثوان لم يحدث شيء..

لثوان فقط...

فبعدها ما وقع كان أنها رأت ثلاثتهم ودفعة واحدة بيدهم يقومون بإشارة على صدورهم كأنهم يرسمون مثلثا يتوسط قفصهم الصدري و بعدها ركعوا على قدم واحدة أرضا يحنون رؤوسهم لماغوس...

رمشت لي آن تفاجئا و هي تبحلق بهم بغير فهم كأنها تعجز عن معرفة ما حدث....لكن ما أن ربطت الأمور ببعض فهمت و تذكرت ما قاله ماغوس قبلا...

ماغوس يملك سلطة على أصحاب الأرواح البنية و أخبرها من قبل أنه يحكم بعض ممالك السحر التي تضم هذا النوع من السحرة...لذا هم الآن كانوا ينحنون لملكهم...!

ليس ملكهم في حكم الهرم طبعا لكن ملكهم الذي يأمر سحرهم !...هذا جعل قلبها يخفق بقوة كأنها هي ماغوس و ليس هو...

شعرت بالفخر و السعادة من أجله و لم تستطع كبح ذلك من الظهور على وجهها حين التفتت تنظر له بلمعة داخل أعينها لتجده يبتسم للرجال بهدوء و هو لا يزال يرتدي القلنسوة التي تحجب جبينه و جعلت أعينه داكنة...

تحية المثلث لا بد و أنها تعني ولاءهم للهرم الذي لا شك و أنهم يضعون وشمه على صدورهم كماغوس...هذا الأمر جميل كيف أن جميعهم أشبه بعائلة واحدة رغم اختلاف الكائنات و القدرات أسفل الهرم لكنهم يحملون نفس المشاعر تجاهه...

أخرجها من شرودها بأفكارها نهوض الرجال و حديث ماغوس معهم بنفس تلك اللغة الغريبة و من الواضح أنه قال لهم شيئا ما و هو يبتسم لكن ذلك الشيء للغرابة جعلهم يلتفتون لها دفعة واحدة بابتسامة غير مصدقة  و هم فقط ينظرون لها دون أن يرمشوا و لأنهم لاحظوا ارتيابها من ذلك و كيف اقتربت أكثر من ماغوس سارعوا بإبعاد أعينهم و هم يخفضون رؤوسهم باحترام كتحية من نوع ما و هم يتيحون الطريق لها ...

هذا كان غير مألوف لها...إنحناء بهذا الصدق...و لها هي ؟...كان غريبا لكن لا يبدو أن أحدا مانع ذلك خصوصا ماغوس الذي اكتفى بمنحها إبتسامة مطمئنة و هو يشير لها بيده للطريق المظلم داخل هذا الجبل الصخري قائلا :

" هل أنت مستعدة ؟..."

طبعا لم تكن مستعدة...لو استطاعت الهرب في هذه اللحظة لفعلت...ليس لأنها تحب الهرب دوما....لاحظوا السخرية رجاءا...بل هي تود الهرب الآن لأن فشل قواها على أشخاص ما تعني الخطر بالنسبة لها و كانت تشعر هي بشيء سيء...

لكنه ماغوس...و بالنسبة لها ماغوس كان يمسك يدها و يعدها بأن يأخذها لمملكة من السحر...مملكته هو...و بالتالي مشاعرها تخون خوفها و دفعتها لتهز رأسها له بإيماءة و إبتسامة على شفتيها اكتسبتها بعد رؤية عينيه...

ساحر الصحراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن