سقوط الأصفر 2: لا بأس في العيش دون قلب

32.6K 2.5K 750
                                    


يتبع..

إستقامت العاقبة تقف ببرود فتحرك الكثير في أماكنهم بحذر ينتظرون حركة منها و يتفقدون كيف ابتعدت عن يدي ماغوس كأنه لا يهمها  تنفض ثيابها بملامح جامدة و أعين حالكة السوداء كبؤرتين عميقتين تراقب كل من حولها بتفحص و هي تمسح الدماء عن فمها بعبث جعلها تلطخ وجهها  لتبدو كأنها نمر انتهى توا من تناول فريسته...

ثوان و انتهت أعينها من تفقد محيطها تجعل قلوب الجميع تخفق بقوة كأنهم يرون شيئا خطيرا أمامهم...و الحقيقة أن بعض الموجودين كانت مرتهم الأولى في لقاء عاقبة و هناك من كانوا يطلون من فوق السطح و النوافذ الواسعة للدار يستكشفون سيدة الصحراء و كيانها الثاني...

ذلك طبعا لم يهم المقصودة بقدر أهمية وجود الغورو منصور أمامها أين حدقت به برأس مرفوع و هي تتقدم منه تجعل من ماغوس يقف من مكانه و أعينه التي صارت تحمل نظرة جادة كانت تركز عليها و فقط...

" دعنا لا نطل الأمر...أنت تعلم ما الذي يجدر به فعلك غورو...هي ترفض تقبلي و هذا سيجعل جسدها ينهار قريبا ...أنا أحتاج الترسيم... "

صوتها البارد القوي بدا مختلفا قليلا عن صوت لي آن...يشبهه لكن يبدو و كأن لي آن تتحدث في مكان خاو لدرجة يبدو و كأن كل كلمة تقولها العاقبة تحدث صدى خافت...

منصور لم يكن كالبقية الذي يراقبون بفضول و حذر كيف تتقدم الكارما منه و هي تدور حوله كالمفترس ببطء تتفقد كل إنش منه...بل هو ظل يقف مكانه بهدوء يدعها تقترب منه و أعينه تحمل الكثير من الذكاء و المعرفة و كذلك كانت نبرته و هو يجيبها يجعل الأمر يبدو و كأنه يعرفها منذ زمن :

" و هو ما سيحدث...السايا الخاصة بساحر الصحراء ستترسم قريبا...لهذا هي هنا..."

حين ذكر الغورو ساحر الصحراء توقفت آسمان مكانها بجانب منصور و رمقت ماغوس بأعينها السوداء كليا تتفحصه من الأعلى للأسفل كيف يضع يديه خلف ظهره و موجات من طاقته القوية تدور حول المكان كأنه يتعمد فعل ذلك كتحذير لها من إيذاء رفيقته التي لا يعلم أين هي الآن داخل هذا الجسد خاصتها...

ذلك جعلها تبتسم...إبتسامة جانبية باردة و هي تأخذ خطواتها نحوه...أعين مظلمة ..وجه دامي و طاقة قوية لا تنبع عادة من لي آن و ذلك جعل ماغوس يدرك يقينا أنه الآن لا يقف أمام السايا..و أن المرأة التي توقفت على بعد إنشات منه تدقق في كل تفصيل في وجهه ليست رفيقته...

كانت عاقبة تصدر منها هالة من القوة...

حينها تحدثت بصوتها البارد تنظر له من الأعلى للأسفل تخرجه من جولة تحديقه الهادئ :

" ساحر الصحراء...لم أكن أتوقع أبدا أن يكون مصير لي آن مرتبطا بك...لقد جعلت الأمر معقدا و أنا لم أرك قادما..."

رفع ماغوس حاجبه لطريقتها في التحدث معه كأنه لا يعني لها شيئا و لا يسوى شيئا أصلا...بعلوية...و هذا لم يعجبه ..لم يعجبه بتاتا و دون وعي منه كانت أعينه تضيء و هو يحني رأسه يقرب وجهه من وجهها يخبرها بهدوء لا يمثل حقيقة أنه منزعج :

ساحر الصحراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن