السقوط الأخير 1: إختبار سيدة الصحراء

59.9K 3.2K 2K
                                    

تذكر دوما:

حين يسقط الريش الأبيض و الأسود..دورة نجوم الساحر انتهت...قدر يد النجوم هو حصد ما زرعت...الهرم الملكي يحكم العالم...و في عالم السحر الظل هو كل شيء..

ماغوس..

...........................................................................

حجر الخلاص...

ظلت لي آن تنظر له لأسابيع...أينما تشعر بالعجز تنظر له لعله و كما غرضه سيمنحها الجواب لكن لا شيء من ذلك حدث...جربت بكل الطرق و في كل مطبة لمشاعرها أن تلمسه لعلها ترى شيئا أو ترى طريقا واضحا ...و رغم أن الساحر أخبرها...أخبرها أن الحجر سيساعدها في اللحظة الملائمة حين تصل لأحلك أوقاتها و أصعبهم...

لكن أليس ما تمر به بالفعل سيء جدا و خطير؟..

كان هذا ما فكرت به لي آن و هي تقف أمام المرآة الطويلة في غرفتها هي و ماغوس في هذه الدار تنظر لانعكاسها عليها و لكيف أن ملامحها كانت هادئة جدا و لا توجد اللمعة الخاصة بها و حماسها المعتاد..

كانت ترتدي سروالا أخضر زيتي مع قميص بني تشكيلي يظهر خصرها و السلسال حوله ...أما ظفائرها فكانت مزينة كالعادة بحلقات ذهبية لامعة...لكن لا شيء في وجهها كان لامعا و هذه الحقيقة ليست وحدها من لاحظتها...كانت تراها في أعين ماغوس و كانت تشعر بها في لمساته لها و قبلاته لها...يلمسها كما لو أنه يفقدها...

و الحقيقة أنها حتى هي لا تشعر بأنها بخير...ليس جسديا...جسديا هي تشعر أنها صارت أقوى بكثير...تحكمها بالكارما جعلها متزنة و سحر النجوم داخلها كان يمنحها طاقة عجيبة تماما كما تفعل لماغوس....لكن روحها ليس قوية و كذلك قلبها....

كانت تشعر كما لو أن هناك دخان يغلفها من الداخل يجعل كل مشاعرها ضبابية...أحيانا تنظر لماغوس ولا تشعر بشيء نحوه لثوان قبل أن تشعر به و أخيرا...كشخص ينظر لآخر في الضباب....الوهلة الأولى لا نراه لكن بعدها يتوضح لنا...

هكذا هي في مشاعرها....منذ أسابيع و هي تمر بحالة مماثلة و تشعر بأنها تغرق كل يوم أكثر و مع ازدياد قوتها تنقص مشاعرها كشخص يمر باكتئاب حاد و لا شيء حوله يعنيه...

و هناك لحظات كهذه اللحظة مثلا...تعود فيها لطبيعتها لفترة قليلة فتشعر بالذنب لما يحدث خصوصا و أنها باتت مضطرة لتزيف...لتزيف ابتساماتها و مشاعرها فقط حتى لا تؤذي ماغوس...

يا إلهي...ماغوس..حين تتذكره تشعر كما لو أن المياه المتعكرة داخلها ركدت قليلا...لا تعلم كيف للمويرا أن يربطه بشخص مثلها...رغم كل ما يحدث و كل الأذى الذي تراه في عينيه حين تبتعد عنه أو تتهرب منه رغم كل ذلك لا يزال ينظر لها كأنها كل شيء ...كأنها كل ما يهمه ...سواء نظرت له بحب أم لا...

تقدمت لي آن من المرآة أكثر و هذه المرة أغمضت أعينهما تستدعي الكيان داخلها و حين فتحتهما و نظرت لانعكاسها وجدت أعين سوداء كلية تحدق بها...و رغم أنها كانت ثابتة إلا أن انعكاسها التابع لآسمان كان يتحرك حين اتكأت بجانبها على المرآة في الطرف الآخر و قالت لها بنبرة خاوية :

ساحر الصحراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن