السقوط الأخير 2 : عش النسر

34.9K 2.5K 3.8K
                                    


الظل هو كل شيء..

........................................................................................................................................

لقد مرت ثلاثة ايام منذ إختفاء لي آن..

ماغوس كان يقف وسط الكثبان الرملية في الصحراء يراقب الأرض القاحلة و الحرارة الحارقة تتصاعد منها امواجا أمواج لكن كل ما يفكر به أن النار التي تحرقه من الداخل كانت أقوى من نيران الأرض حوله..

طاقته لم تكن مستقرة بتاتا..أعينه كانت تغير لونها أكثر من مرة كأنه على وشك فقدان هدوء أعصابه ..

حتى منصور الذي كان يقف خلفه كان صامتا كما يفعل منذ غيابها..فهو لا يعلم إن كان سيد الصحراء مجروح من هربها دون إخباره أو من أن الصحراء ترفض منحه جوابا عن مكانها و اتجاه مغادرتها..لقد كان يشعر بالذنب من أنه جعلها تجتاز الإختبار و تحصل على مرتبتها الرسمية..فالأمر سمح لها بأن تأمر الصحراء لتخفي الأمر عنه..

ما كان يبقيه مكانه هو أنها لا تزال حية..الجميع يعرفون بهذا ..هي لا تزال موشومة في الهرم مما يعني أنها حية..

لكن المشكلة التي ستواجههم اليوم كانت كبيرة و بغيابها هي صارت أكبر بكثير..

لايكان آباديا و شياطين أغرامون سيصلون بعد لحظات..من المفترض أن كارما ترسمت..من المفترض أنها تحكمت بقواها..من المفترض أنه بقدومهم سيحدث لقاء سلمي يتم فيه التأكيد على ترسيمها ليغادروا بعدها فورا..من المفترض أنها هنا تريهم آسمان و تمنحهم الضمانة بأنها لن تؤثر على وجودهم في الهرم..

أما الآن فهناك حرب تلوح في الأفق و الجميع يشعرون بها في أعين ماغوس و في مزاجه الذي لم يروه بهذه السوداوية من قبل و في طاقة الرمال أسفلهم التي كانت تتحرك كأنها موج في البحر تستعد لابتلاع الجثث..

مرت قرون على آخر حرب مرت بها الكائنات..المشكلة أن الملكة تعلم دون شك لكنها لم تتواصل معهم و لا مع ماغوس كأنها لن تتدخل مهما حدث..و الحقيقة أن السبب خلف ذلك أنه اختباره كساحر..هذه كانت دورة نجومه و لا أحد هنا ليقرر مكانه..

" لقد وصلوا ..."

تمتم ماغوس هذا بنبرة متباعدة كأنه هنا جسديا لكن فكريا هو غائب..

لذا مرر منصور أعينه على الصحراء أسفلهم و على المساحات الشاسعة من الكثبان لكنه لم ير أي حركة فخمن أنهم وصلوا للمنطقة لكن ليس لموضعهم ..و وحده سيد المكان سيشعر بوجود دخلاء ...

راقب الغورو مغادرة حاكمهم اليافع يعود لداخل المملكة يفتح الباب الصخري بينما ظل سيغل نسره يحلق في السماء كما لو يقوم بتمشيط المساحات بأسرها...

ماغوس غزيموس آغاس كان سيد الصحراء الذي يعامل الجميع بسواسية و بتواضع لكن حين يأتيه أشخاص بنية حرب سيئة هو يعاملهم بمكانته..كسيد للأرض التي يقفون عليها..و هو ما يفسر أنه دخل ليستقبلهم وسط مملكته و بين سحرته..

ساحر الصحراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن