سقوط الأصفر 1: آسمان و عاقبة في الهرم

36.5K 2.6K 1.3K
                                    

تذكر دوما:

حين يسقط الريش الأصفر...طريق الساحر سيكون واضحا كشمس الصحراء...اختيار يد النجوم هو قدر الساحر...في عالم السحر الظل هو كل شيء....

............................................................................

رائحة البخور الأصيل...كانت تبدو شيئا ملازما دوما لأي مكان حطت فيه في الجزائر و يمتزج ذلك مع رائحة الياسمين التي تتدلى بأغصانها الناعسة على شرفة الغرفة كأن هذا الزهر نائم بسبب ألحان مياه النافورة أسفلا و التي أخذت مكانا في قلب الفن الذي يتوسط صدر لي آن....

كانت قد استحمت و غيرت ثيابها و هي الآن تقف وسط الغرفة تعبث بالسلسال حول خصرها تناظر الغرفة التي كانت ساحرة  تختلف بفنها و أرضيتها من الفسيفساء الأخضر و الأحمر كلون الزينة في الغرفة....مخمل أحمر للسرير و برتقالي ناري للأريكة...

ستائر خضراء زيتونية باهتة حركها هواء الليل و الثريا تتدلى من السقف العالي تمنح المكان إضاءة مسروقة من الشموع ...فتقدمت لي آن أقرب للشرفة التي زينتها نباتات صغيرة و طلت على وسط الدار...

الدار...كلمة قريبة للديار أين يعلن المرء عن موطنه الأصلي...و يعيش هنا سحرة ينصبون لأنفسهم ديارا عدا دارهم الحقيقية ...كم من الصعب كان عليهم أن يرحلوا يحملون بضائعهم يبنون لذواتهم منازل جديدة ليحموا بها منزلهم الأم ؟...

لي آن لم تملك منزلا يوما...أم عاقبة أب بشري ...عالمان متضاربان كتضاربها و الكيان داخلها...و زاد الأمر تعقيدا هربها من ذاتها و تغييرها للمواطن فانتهى الأمر بها دون وطن...

شعور يدغدغ على جلدها جعلها تدرك أنها تستشعر هالة من الطاقة تتغير في المكان حولها فاستدارت لتقع أعينها على ماغوس يدخل من الباب يغلقه خلفه بهدوء و يزيل قلنسوة الرداء الطويل الذي كان يرتديه ليمسح على شعره البني بأنامله التي تحمل خواتما غريبة كذلك...

نظر لها من الباب و هي من النافذة و لاحظت داخل أعينه كيف مرر نظرة سريعة عليها كأنه يحرص على التأكد من أنها بخير بعد الوعكة التي مرت بها ...و كان ذلك لطيفا جدا دفعها لتقترب أكثر تاركة الشرفة خلفها و تقدم هو أيضا ...

" لقد أخذت بعض الوقت لتعود...آمل أن الأمور بخير..."

قالتها لي آن تمنحه تقضيبة خافتة و هي تجلس على حافة السرير لكنه هز رأسه نافيا و تمتم ب'كل شيء بخير' بطريقة خافتة و هو لا يزال يحدق بها بنفس الأعين الجميلة و الهالة الهادئة من الغموض...

كانت تعلم أنهما الآن ليست هنا ليتحدثا عن سبب تأخره في التحدث مع الرجال حاملي دماء الغورو المكلفين بحراستها و حراسة الغير منها....بل هما هنا للتحدث عن أمور يخفيها ماغوس عنها تخصها و تخصه...لذا مسحت بأيديها على أقدامها ببطىء و قليل من التوتر ظهر عليها حين نظرت لكل شيء في الغرفة عداه هو ...

ساحر الصحراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن