chap2

89 6 1
                                    

مر على الحادث شهران و اربعة ايام و 17 ساعة و 22 دقيقة بتوقيت تايهيونغ ..مر عليها كل ذلك الوقت ولا يزال تايهيونغ حبيس الماضي الى الآن.. يرفض التحدث عنها أو عنه..بل يكاد يرفض التحدث الى اي كائن ناطق..

كل ما كان يفعله تايهيونغ هو المرور لاطباء النفس ليصفوا له ادوية اكثر فاعلية من سابقاتها.. لم تعد الحصص العلاجية ذات فائدة تعود عليه .. حتى الحبوب اصبحت كسابقتها بدون فائدة ..

تذمرات شقيقه الأكبر تصبح مزعجة يوما بعد يوم .. رغم حبه الكبير و خوفه الشديد و مراعاته لصحة اخيه الا انه يريد عودة تايهيونغ الذي يعهده بسرعة ، لم يكن لرجل اعمال مثله ان يتفهم ان الامور لا تحل هكذا، و ان المشاعر ليست اسهم بورص ترتفع بارتفاع الطلب و قيمة العرض..

لم يكن الحال افضل مع زوج شقيقه ، الذي رآه ذات مرة يحاول قطع وريده..
كانت تلك الليلة عادية جدا ،خرج فيها ليستنشق بعض الهواء بعد مناقشة حادة مع زوجه .. كان يمشي بالممر الفاصل بين غرفة الاصغر و الحديقة الخارجية ليرى ضوءً خافتا يخرج منها..

اخذ فضوله يحفر في جوفه للاطلاع .. اشاح بعينيه داخل الغرفة لكن لا احد فيها.. اقترب من الحمام الذي كان بابه شبه مفتوح ليصدم لدرجة جعلت منه يقع متعثرا بالسجاد المفروش امام الحمام ..
استدار ليكمل مشيه على اربعة دون ان يحدث صوتا .. لكن الاصغر تفطن بالفعل لوقعته و خرج من الحمام ..

كانت يده تقطر دما.. كان من الواضح رؤية ذلك الشق العميق الذي يفتح يده اليمنى .. كانت القطرات المنسابة تلطخ السجادة البيضاء .. رفع الاكبر عينيه لعيني الواقف امامه بتصلب .. انه حتى لا يذرف اي دمعة..كأنه لا يتألم ابدا..كان يمسك المقص بيده اليسرى و يبتسم بخفوت للاكبر منه .. كان المشهد مرعبا حتى بالنسبة لجراح مثل زوج اخيه.. لكن رد الاصغر هو ما زاد من خوفه و جعل عقله يتوقف برهة عن الاشتغال..

نظر تايهيونغ للاكبر و قال :

هيونغ !! انا اسف.. لقد لوثت السجادة البيضاء و استعملت المقص الخاص بك..لكن تلك الحشرات الصغيرة تأبى الخروج.. تعال لنبحث عنها و نخرجها.. اشعر انعا لا تزال تحفر داخل عروقي اريد اخراجها!!!

اقترب الاكبر من الصغير و نزع من بين يديه المقص و رماه بعيدا و احتظنه باكيا .. لكن الاصغر بقي يتأسف لانه استعمل مقصه بدون اذنه .. ماهي الا لحظات حتى قطب جرحه بعد ان عقمه و أحاطه باللفافات الطبية و اعطاه مهدئا ..

كان الموقف مهولا انساه سبب خصامه مع زوجه..بل انساه كِنْيتَه للحظات .. لم يستطع إخفاء قلقه على الصغير و بلٌغ زوجه بالامر.. كانت تلك اللحظة التي وثق فيها تايهيونغ بالاكبر و خانه فيها.. لذلك مقته و كرهه و احتقره و اي كلمة اخرى تصف سواد مشاعره تجاهه لكنه لا ينكر ان وجوده في ذلك الوقت أنقذ حياته بشكل ما..

Overthinkingحيث تعيش القصص. اكتشف الآن