chap 5

62 5 3
                                    


نظر هوسوك نحو تايهيونغ الذي لم يستطع التحكم بدموعه المنسابة على خديه بجمود .. لقد كان عاجزا عن إستعابه أو إحتوائه ، ظل ساكنا فقط دون الحراك .. لم يعلم ما توجب عليه فعله..

هل كان عليه احتظانه ام امساك. يديه ، أو محاولة تهدئته .. هل كان عليه مسح دموعه التي وجدت طريقها نحو فكه شاقة طريقها الى الأسفل ام كان عليه الطبطبة على رأس الفتى الباكي بجانبه ..

كان هوسوك يقاوم بشدة الانجراف وراء دموعه التي بدأت في الانهمار ما ان فتح تايهيونغ فمه و بدأ التكلم، حاول بشدة المقاومة ،عض لسانه و باطن خديه حتى أنه رفع رأسه الى الخلف لكنه لم يقدر على ذلك

كانت تلك التصرفات الصبيانية غير مجدية أمام صديقه العزيز .. اشاح بنظره الى تايهيونغ حين عم الصمت بينهما ليقول :

ابتسم!!
كن قويا.. لا تدع موت رفيقك يكن خسارة !!
لقد قاوم بشدة ليحميك و يبقيك سالما .. و الأهم من هذا لقد قاوم ليجعلك سعيدا ..لذلك ابتسم..
أعلم أنني لست في مكان يخول لي التحدث بهاته الحرية عن السعادة لكنني أبتسم.. لانني أعرف تماما أن لي شخصا ينتظر عودتي كل يوم فقط ليرى تلك الابتسامة ..
و حتى لو كانت مزيفة، غريبة ، تؤلم فكي المتشنج الذي يأبى النفاق و الكذب لكنني أبتسم رغما عني و بإرادتي ..

- أتطلب مني اذا ان ابتسم و كأن لا شيء قد حدث بينما صديقي تحت التراب ؟؟ أهكذا تظن انني سأقدر على النوم مرتاح البال؟ دون ان افكر انني السبب فيما حصل؟

- أعلم ما تشعر به ، أعلم تماما كيف تشعر.. لكن لديك عائلة .. لديك شخصان على الاقل يهتمان لامرك، يحبانك و يحتويانك .. يتألمون لألمك و يقفون لجانبك..

بين تأنيب الضمير و المسؤولية التي وُكلت على عاتقي ..كنت سأختار تأنيب الضمير.. لا وجه للمقارنة ابدا ..

لا انكر انني كنت حقيرا ذات مرة و تمنيت لذلك الطفل ان يموت، تمنيت لو انه توفي حتى لا يعيش داخل هذا الجحيم، حتى لا يعيش ليكبر و يعرف ان وصيه الوحيد ،بل قريبه الوحيد المتبقي هو مجرد وغد مجنون تحركه أقراص كيميائية لعينة ..

لم اكن اريد ان اشعر انني مسؤول عن حياة هذا الطفل ابدا.. اعني اللعنة انا مدمن للأقراص المهدئة و لحبوب الهلوسة .. أهاته البيئة التي سينمو فيها الطفل بشكل سليم؟؟

لا انكر انني كنت جبانا.. كنت عما جبانا و حقيرا، كنت خائفا جدا .. استولى الصغير على تفكيري و كنت أقاوم ذلك بشدة كبيرة لكنني اكتشفت انني لست خائفا بقدر ما اصبحت تلك الفكرة تحدث صريرا مزعجا داخل رأسي..
علمت الآن ما اكثر ما كنت اخافه..انه أنا..

كنت خائفا من ألا أتعرف على نفسي ، أن أصل الى المرحلة التي أشكك فيها نفسي ..هل انا سراب ام حقيقة؟؟ أينا الوهم ؟

Overthinkingحيث تعيش القصص. اكتشف الآن