chap3:

72 6 0
                                    


انه اليوم الاول من شهر جانفي..
دقت الساعة مشيرة الى انتصاف الليل..
اغمض الصغير عيناه محاولا النوم بشدة.. مؤشر الساعة منتظم على غير العادة.. دقات قلبه طبيعية و تنفسه عادي..

في ظل البرد القارس و اشتغال المكيف الذي يأبى تايهيونغ اغلاقه و مشهد الثلوج المتراكمة خارجا، ارخى جسده للنوم..لم تتعد ساعات قليلة حتى فتح عينيه مجددا.. نظر الى الساعة لكنه لا يراها..ايقن حينها ان الشمس لم تزرق بعد .. لا تزال تثلج في الخارج ..كوّم نفسه بين الاغطية يخبئ اطراف اصابعه المتجمدة ..

اغمض عينيه محاولا العودة الى النوم قبل ان تقاطعه تلك اليد و هي تحيط بخصره الرفيع.. فتح عيناه على اوسعها .. صوت تنفسه يصطدم مع عنقه و خط فكه البارز و يخيل اليه ان الانفاس تلامس صدره ايضا.. حاول التحرك لكنه لا يستطيع الافلات..كان عرقه يتصبب بسرعة و حرارة جسده في ارتفاع.. بدأت حينها ساعته تشير الى اللون الاحمر..وضع الخطر..

كان يتحسس شيئا ساخنا تحت خده ..انها دموعه .. حاول جاهدا الحراك لكنه شبه مخدر..اراد الصراخ لكنه يشعر ان لا طاقة له لفعل ذلك ..كلما كان يقاوم كلما اشتد العناق الخلفي ..لكنه لم يقوى على الالتفات ..بل لم يستطع..كل ما كان يتذكره هو شعور الانفاس المنقطعة التي تلافح رقبته و اليد التي امتدت تلمس شعره ..اغمض عينيه مجددا لكنه سرعان ما فتحهما حين شعر بأن اليد التي كانت تحيط خصره قد ارتفعت تدريجيا نحو صدره ..كانت تلك اللحظة التي اصدرت فيها حنجرته صوتا اجش خفيفا تلاها صوت صراخ عال.. كان ينادي باسم غير مفهوم، لكنه بدا له اوضح من اي شيء قد نطق به في حياته..

اراد الافلات من ذلك الظل لكن دون جدوى.. لانه من البداية كان وهما.. لا يوجد شيء للافلات منه ..كانت نوبة للهلع الثانية لذلك الاسبوع بالفعل..فتح الزوجان الباب فور سماعهما لصوت الصراخ القادم من غرفة تايهيونغ .. وما ان رأياه كذلك حتى ثبته نامجون جيدا ليستطيع زوج اخيه حقنه وريديا ..ما هي الا لحظات حتى عاد الهدوء الى المكان.. أرخى الصغير جسده الهزيل رأسه على الوسادة و اغمض عيناه بهدوء..ثم نام ..

انه اليوم الاول من شهر جانفي من السنة الجديدة بالفعل..كانت عائلة كيم العائلة الوحيدة التي لم تحتفل بالسنة الجديدة..كان الامر طبيعيا جدا .. اعتادوا على الليالي المظلمة الفارغة من الزينة و الحلوى و البالونات و غيرها..

فتح الصغير عيناه ببطئ ..انه في سريره..ادار نظره نحو النافذة ..انه الصباح بالفعل.. لا تزال تثلج في الخارج و لكن لا بأس.. مكيف الهواء لا يزال يشتغل..الغرفة كانت كالقطب الشمالي لكن السيد الصغير لا يمانع ذلك ..نظر للسقف مطولا..لقد حفظ كل ثناياه، نجومه المعلقة، زينته المضيئة و حتى ذلك الشق الصغير في زاوية السقف..

Overthinkingحيث تعيش القصص. اكتشف الآن