chap6 :

41 6 0
                                    

''عندما اكون هنا اتوقف عن التفكير للحظات كافية لتزيح عني الم هذا العبء الثقيل على كاهلي .
التوقف عن التفكير ..اليس ذلك مثيرا ؟!
التوقف عن تذكر كل ما يحدث و ما حدث.. و لكن اليس في ذلك ايضا تفكير؟
حقيقة الامر لا اعلم ..
انا جاهل بكل ما يدور حولي ، منساق و مغلوب على امري تماما .. ليلة واحدة هادئة دون الحبوب و حمام ساخن واحد .. هذا ما تطلبه الامر فقط ..
لعلني كنت ابالغ ، او لعل لا شيء من ليلة البارحة حقيقي ، لعل ذلك الماء الساخن كان عرقا و انني نسيت فتح مكيف الهواء البارحة .. لعل تلك الليلة الهادئة كانت بعد حقنة مخدرة واحدة او مجموعة لا تعد من حبوب النوم ..
لعل الجولة من البارحة كانت فقط مخيلتي و ان من يعبث بشعري الان هو حرفيا '' لا احد'' ..
لعل ...''

و قبل ان تتواصل سلسلة الافكار المعقدة بالارتباط اكثر فاكثر ، تكلم هوسوك قائلا :

- اظن ان احدهم سيغط للنوم مجددا ههه

-اذا هذا حقيقي

-ما هو الحقيقي؟

-... غبائك !!! !

- آوتش ..اصيب السيد هوسوك ، اكرر اصيب السيد هوسوك

- ههه توقف عن المبالغة

رغم المزحات التي اصبحت لا شيء سوى مزحات معتادة، الا ان تايهيونغ لا يزال يشعر بذلك الشعور .. الشعور بان كل شيء سار على ما يرام و هذا لا يعني سوى ان امرا سيئا سيحدث .. اجل انه ذلك الشعور بعدم الاطمئنان حول امر جيد يحدث بحياتنا لاننا دوما نتوقع حدوث ذلك .. و للاسف لا تخيب احاسيسنا يوما !!

حتى بعد العودة الى منزله لم يتوقف عن التفكير بتلك الحدة من التشاؤم .. هل عليه ان يقلق حقا ؟ام انه من السخيف القلق فعلا!؟
هو يدرك فعلا انه لا مهرب من افكاره و انه لا فائدة من مقاومة هيجانها و انه حتما عليه الطاعة و الانصياع لها . المقاومة لا تجلب سوى الالم و الالم يعني حبوبا جديدة و ارقا يطل من الافق ..

سارع الشاب الى مراوغة الفضوليين ممن يرغبون معرفة ليلة قضاءه خارجا ،و بالفضوليين نعني زوج اخيه .. صعد الي غرفته مسرعا يتهرب من اسئلته المحرجة و استلقى على سريره و اغمض عينيه .

هو لا يزال يتذكر ليلة امس ، عن احراجاتها و خيباتها و ذكرياتها المدفونة و كيف انه القى بوريده امام فتى ربما يخونه يوما ما .. تلك القنبلة الموقوتة التي ان بدا عدادها بالتنازل فانها ستدمر حياته و حياة المحيطين به و ما الى ذلك من الهواجس التي لم تكن في البداية معقولة و لكنها الان اصبحت كذلك ..

فتح تايهيونغ عينيه ، نظر الى السقف و نحو النجوم اللامعة المعلقة على الجدار و اخذ يتذكر الحيتان الزرقاء ، بل يكاد يسمع البحر ، كل شيء حقيقي الى حد الان ! ! لم يكن ذلك وهما ، لم يكن ذلك سرابا او حلما .. كل شيء كان حقيقيا ..

Overthinkingحيث تعيش القصص. اكتشف الآن