الفصل الثالث

829 80 2
                                    

الفصل الثالث
...
شعرت دلوف بالقشعريره تنتاب جسدها من رهبة السير بهذا الطريق،فقد خيم الليل عليهم،ودوى أصوات العواء والسباع بالغابه المجاوره للطريق،فإذداد ارتعاد أوصالها ووصل ارتجافة جسدها لأذان أفيندار ، انحنى أفيندار ليحملها بإحتواء بين ذراعيه المفتولتان إثر المبارزه بالسيف دائمًا،
ضمها لصدره جيدًا،ثم قبْل جبينها هامسًا

-- ما رأيك أن تنعمي بالقليل من النوم لحين الوصول  ؟

ضمت دلوف نفسها إليه ثم قالت وهي تتطلع بخوف في كل مكان

--أظن أننا لانستطيع الوصول للمكان المراد في هذه الليله الحالكه، دعنا نعود ونأتي باكرًا .

"لم يتكلم أفيندار واكتفى بضمها لصدره برّقه، ليجعلها تشعر بالسكينه قليلاً، أما هو لم يُرهبه بشاعة الطريق، فقد إعتاد الذهاب لكهف الجن والجلوس معهم كثيرًا، واستطاع التعلم من خبرتهم في المعارك والحروب التي تدور بين قبائل الجن على الحكم، ولنبوغه في الفروسيه استطاع ان ينضم لقبائل الجن القويه مقابل أن يحموه من أي خطر قد يحيط به من قِبل أبناء الجن الفاسد.

  تأملت دلوف الفراغ المحيط بهم والشجر الذي يهتز بقوه مع الهواء الذي يطلق صوت صرير مرعب،
داعب الهواء خصلات شعرها الجميل فانتثر على وجهها، مما لفت انتباه أفيندار لها وهو شارد الذهن بأمر ما.
نظر لها أفيندار مبتسمًا فهي طفله بالنسبةً له وستظل كذلك
.قام برفع خصلات شعرها وراء أذنيها، ثم داعب أنفها الصغير برقه قائلا

--ثقِ بي دلوف فقط ثقي بي

لفت دلوف ذراعيها حول رقبته لتحتضنه،ثم دست وجهها في رقبته،فتبسم أفيندار ضاحكًا،ثم شدد من احتوائه لها

لحظات وسمع كلاهما صوت خطوات قويه تدب بالأرض أمامهم،ابتعدت دلوف عن أفيندار قليلاً لتنظر أمامها،جحذت عينيها بشده ثم أطلقت صرخه عاليه من شدة الفزع والرعب الذي حل بها، فور أن رأت ذلك الذئب ذو العيون الحمراء المتوهجه بشده في الظلام،بالإضافه لذاك اللعاب  الذي يسيل من فكيه وكأنه سيفتك بهم في أية  لحظه 

..تمسكت دلوف بملابس أفيندار بشده،وشعرت بحشرجه في حلقها، نظرت لـ أفيندار وعينيها مفتوحتان على مصراعيهم من هول ما تراه،تريد أن تنطق وتقول أي شيء،ولكن تلك الصرخه هي آخر ما خرجت من فاهها.

.بينما أفيندار تبسم فور أن رأى هذا الذئب العملاق أمامه، وكأنه يوجد رابط قوي بينهم،كعلاقة صداقه قويه.

أما الذئب جث  على ركبتيه في التو،طاعةً وولاء لـ أفيندار  .

"شدد أفيندار من احتوائه لجسد دلوف الضعيف،حتى شعرت بأن عظامها كادت أن تتمزق من قوة عناقه.

لم تستطيع دلوف تمالك نفسها أمام بشاعة وجه الذئب،فأجهشت بالبكاء وارتجف جسدها بقوه

أردف أفيندار لمحاولة تهدئتها

-- دلوف،لا تبكِ،إهدأي،  إهدأي واطمأني ياصغيرتي لا أحد يستطيع إيذائك،صدقيني دلوف، أنتِ بأمان تام معي، لن اسمح بإيذائك مهما كلفني الامر،ولن أتعب من قول ذلك مرارًا.                        

"تنهدت  بإرتياح وتمسكت بملابس أفيندار وكأنه ملاذها الوحيد من هذه اللعنه.

دلوف متساءله عن الذئب، وقد بدا عليها علامات التعجب عندما رأت الذئب ينصاع لأوامر أفيندار ويمشي ورائهم وكأنه يحميهم من خطرٍ ما ..               
-- هل..هل لك صِله به  ؟
           
أجاب أفيندار بثقه

--لاتخاافي لقد أرسله الملك الأحمر لحمايتنا من السعلاه.

"عقدت دلوف حاجبيها من سماعهها لهذا الإسم الغريب ثم قالت

--السعلاه!! ..ومن هي السعلااه .؟!   

قال أفيندار موضحًا

--السعلاه نوع من أنواع الجن المؤذي تسكن الأماكن النائيه والصحراء، مثل تلك التي نسير فيها، وهي من أنثى الغيلان ،إذا ظهرت لإبن ادم تقتله خنقًا ثم تلعب به كما تلعب الهره بالفأر، وبعدها تأكل شيء من جسده.

قاطعته دلوف قائله بصوت مهزوز من الرعب

--وهل يمكن لهذا الذئب حمايتنا من تلك المتوحشه  ؟

أومأ أفيندار مبتسمًا لها، فهي كانت في أشدّ مراحل الخوف مما تسمعه وتراه لأول مره

 أكمل أفيندار حديثه مشيرًا للذئب العملاق

--العجيب ياصغيرتي أن هذا النوع من الجن يخاف الذئب، إذا رأها افترسها وقتلها ، وهذه عجائب خالق هذا العالم فقد أودع في الذئب خاصية الإفتراس لبعض انواع الجن وهذا مايحدّ فساد الجن وتعرضهم للأنس ..                             

.........

على الناحيه الآخرى، في منزل دلوف ... 
 
  صوت صراااخ يدوي في أرجااء المنزل ....!

لعنة دلوف (نوڤيلا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن