ان كنت تريد رؤيه الحياه كما عرفتها انصحك إلا تدخل عوالم لا تملك مفاتيح أبوابها لأنها لا تحطم لا تخدش بل تشتد صلابه كلما قاومتها
اغلق الكتاب الذي أمامه بعد قرأته لتلك الكلمات ونظر الي أسفل قدمه ليري تلك الانامل الناعمة التي تداعب كف قدميه ليري حفيدته الصغيرة صاحبه الاربع أعوام فحملها واجلسها علي المكتب أمامه
الجد: تعرفي يا مفعوصه انتي بسببك في يوم وليله البيت دا كله امتلئ فرحه وسعادة وحب عشان بس ضحكتك ديه نورت البيت
جاءت الجدة من خلفه وقالت بنبره جاده
الجدة: دا علي أساس أن البيت كان مضلم قبلها
الجد: ستك قفشتنا ؛ لا يا قلبي البيت دائما منور بسبب وجودك فيه
في سره: يا رب سمحتي علي الكذب دا
الجدة: بتقول حاجه
الجد: بقول ربنا يدينك في حياتي
الجدة: مدام بتهزر بشكل دا يبقي مخنوق من جواك مالك
الجد: لسه قارئ مقطع لخص الماضي كله بكل تفاصيله شوفت كل حاجه حصلت كأنها لسه امبارح يظهر كدا أن خلاص الحكاية قربت تخلص وحكاية القمر الصغيرة ديه هي الي هتبدء بس يا رب تبقي حكايتها احسن من حكايتي
الجدة : بعد الشر عليك متقولش كدا
الجد: شر اموت واعرف مين الي مفهم الناس أن الموت شر يا حبيبتي الموت دا حاجه من عند ربنا معناها أن وقتك هنا خلص ولازم تروحي للجسر الي يوديكي لعالم تاني تعيشي فيه باقي حياتك
الجدة: يظهر أن جو الدراما بتاع زمان وحشك
الجد: مبقاش في صحه ليه خلاص ولا انتي ايه رايك يا قمر
قمر: كدو انت قمر
الجدة: بقي كدا تعاكسي جدك قدامي يا خلبوصه اما وريتك
وراحت الجدة تداعب حفيدتها برفق وحب والجد ينظر إليهم وهو يبتسم ويرحل عقله علي حسن غره الي زكرايات الماضي التي يحاول الهروب منها
الجد : خليكي انتي بقي لعبيها كدا لحد ما اشوف ابنك عمل ايه في شركه انهارده
ورحل الجد ليجلس في حديقة منزله الواسعة وهو ينظر إلي الزهور الرقيقة وهي تلعب مع نسمات الرياح الخافتة ظل علي موضعه حتي اتي ابنه الأكبر ليث
ليث: ايه يا بابا حضرتك قاعد كدا ليه
الجد: مفيش حاجه يا حبيبي قولت أخرج اشم شويه هوا انت عارف انا مش متعود علي القعود والكتمه ديه
ليث: معلش يا حج بس صحتك اهم من اي حاجه
الجد: المهم قولي اخبار الشغل ايه ؟
ليث: تمام كل حاجه ماشيه زاي ما حضرتك كنت رسمها بظبط واستلمنا شحنه بس احنا مش عارفين نتعامل مع انا خالص وانا خايف اخبط فيها وتحصل مشاكل وهي وحضرتك اصدقاء من زمان
الجد: معاد تجديد العقد بينا في نهايه شهر دا ابعت ليهم أيميل اننا عايزين نناقش شروط التعاقد الجديد وانا هتصرف مع انا
ليث: تمام يا حج بس ارتاح شويه انا مش ناقص ايد عمي صقر تسلم علي قفايا
الجد: طب امشي بدل ما أيدي انا تسلم علي قفاك روح شوف بنتك
ذهب ليث مسرعا للداخل وظللت جالس حتي أتي اعز رفاقي منذ زمن طويل جلست بجانبي بكل هدوء ونظرت لي ولكن في نظراتها كلمات كثيره تريد الإفصاح عنها
ليلي: مالك قاعد كدا ليه
الجد: وانتي مالك مهمومه كدا ليه في حاجه مزعلاكي
ليلي: افتكرت كلام جدي زمان لما كنت بقف في وشه
الجد: انتي هتقوليلي ما كلنا وقفنا في وش جدودنا بس انا وانتي كنا لا جدي ولا جدك عرفوا ياخدوا معانا حق ولا باطل كنا دائما بنقولهم احنا الجيل الجديد وختيارتكم احنا الي هندفع حسابها
ليلي: ودلوقتي ادينا كبرنا وبقينا في سنهم وكلامهم طلع صح مش هنفهم غير لما نبقي مكانهم وحكيتنا قربت تخلص
الجد: ما لازم تخلص هو احنا هنخلل فيها بس لازم نأمن ضهر ولادنا قبل ما تخلص انتي عارفه يا ليلي موتي وموتك مربوطين ببعض زاي ما وقفنا في كتف بعض طول السنين ديه مسكنا سلاح وحمينا ضهر بعض انا وانتي هنقع سوا يا بنت عمي لازم تأمن ضهر ولادنا لأنهم هيتاكلوا من بعدنا
ليلي: بس حتي لما تخلص الحكايه سيرتك هتفضل موجوده يا سيف انت كنت احسن قائد وزعيم حكم القبيله وخلاها احسن من الاول مفيش اي حد قدر يكون زيك
سيف: وانتي فاكره أن ديه حاجه تفرحني يا ريت يجي حد زاي عشان اكون مطمن علي العيله ديه من بعدي الايام الجايه هيكون فيها كتير
ليلي : لسه بتفتكر زمان
سيف: كأنه امبارح
اراح ظهره علي الاريكه وذهب عقله في رحله الي الماضي
كنت شاب يافع في نهايه العقد الأول من عمري صاحب ١٧ عام من اسره عريقة ومرموقة في المجتمع والدي هو عبد الرحمن الملكي المحامي الشهير وجدي هو مهران الملكي صاحب اكبر شريكات لتجاره الاخشاب ومستلزمات البناء كنا نسكن جميعا في منزل العائلة في تجمع الخامس كانت حياتنا رغيدة ولا يعكر صفوها اي شيء كانت امي امراه متعلمه ومثقفه ربتني انا واخوتي علي المعرفة والاطلاع كان لي اخ واخت كانوا مثل الهدايا التي بعثها الله لي اختي الصغيرة قمر التي تصغرني بخمس أعوام وهي القمر الذي ينير بيتنا بحق وأخي كريم ذلك القرد الصغير الذي أعشقه وانتظر كبره ليكون ظهر وعونآ لي
ويسكن معنا في منزل عمي منتصر وهو الاخ الأصغر لوالدي يصغره بعامين ولديه ابن وابنه نور ومحمد من تلك الحيه التي اتخذت من منزلنا جحر لها نجلاء وكان عمي منتصر هو زراع اليمني لجدي بحكم عمله في شركه ومعرفه كافه أسرارها وكان لي من الأعمام اثنين وعمه واحده ولكنهم يسكنون في مسقط رأسنا محافظه الشرقية
كان ابي من الشخصيات العقلانية والمتفهمة وكان يساندني في قراراتي دائما لكي أشق طريقي الخاص بسبب ثقته بي وخصوصا دعمه لي في مهاراتي في الكتابة المسرحية ولهذا دعم قراري ان ابحث عن عمل خارج نطاق العائلة وان اتعلم الاعتماد علي نفسي لاتستطيع بناء شخصيتي المستقلة فذهبت ابحث عن عمل يناسب شخص في مثل سني حتي وجد عمل في مطعم راقي في حي المهندسين كان بعيد جدا عن منزلي ولكن لم اهتم لاني سوف اسافر لالتحق بالفرع الاخر في أحد المدن الساحلية فعدت الي منزلي وكانت العائلة كلها مجتمعه كما يفعل جدي كل اسبوع
انا: السلام عليكم
الجميع: وعليكم سلام ورحمه الله وبركاته
جدي: طمني يا سيف عملت ايه أنهارده
انا : الحمد لله يا جدي لقيت شغل كويس في مطعم بس نسافر بعد اسبوعين الغردقة اشتغل في الفرع الي هناك
منتصر: انت اتجننت ياض انت ولا ايه عايز تحط راسنا في طين وعلي اخر الزمن يقولوا حفيد مهران الملكي خدام في مطعم بينزل طلبات للزبائن
انا بأبتسامه: وهو فين العيب انا خدام فعلا يا عمي بس خدام اكل عيشي مش للزبائن وناس الي شغاله هنا في القصر كلهم خدامين اكل عيشهم مش عندنا ديه اول حاجه ثاني حاجه ابويا ربنا يخليه ليا لسه عايش مساله قبول أو رفض شغلي ديه حاجه في أيده حضرتك ملكش انك تدخل فيها خليك في ابنك احسن
منتصر: واضح أن انت عيارك فلت وعايز تتربي
وهم عليا ليضربني ولكني لم احرك ساكنا ونهض ابي ليمسك بعمي ويمنعه عني
ابي: اخر مره تفكر ترفع ايدك علي ابني يا منتصر لو مش عامل احترام اخوك الكبير اعمل احترام لابوك الي قاعد علي الأقل اقعد
جدي: وانت يا سيف مش موافق تشتغل في شركه معايا ليه حتي تبقي تحت ظلنا ومحدش يقدر يعملك حاجه او يدايقك
انا: يا جدي ما دي المشكله اني ابقي تحت ظلك لحد امتي هفضل تحت ظلك لازم اعتمد علي نفسي وكمان انا عندي ١٧ سنه وحضرتك عارف ان تعاملاتي مع ناس مش كتير ودا غلط عشان كدا الشغل دا هيخليني اعرف اتعامل مع أنواع كتير من البشر واتعلم واخد خبره في حياتي وكمان سفري هيخليني اعتمد علي نفسي اكتر حضرتك فاهمني
جدي ابتسم لي وفي عيونه نظره فخر بحفيده الصغير السن ولكنه اثبت انه كبير العقل
جدي: وانت يا عبد الرحمن رايك ايه
ابي: انا يهمني في الموضوع دا حاجتين يا حج أولهم أنه داخل علي ثانويه عامه ولازم يكون هنا بمجرد ما تبدء الدراسه وتاني حاجه انت لا بتشرب سجائر ولا خمره ولا ليك في لف وراه البنات زاي ما هتروح زاي ما ترجعلي
جدي: عين العقل يا ابني يبقي كدا ابوك موافق وانا موافق بس خد بالك الثقه الي احنا بندهالك ديه ثمنها كبير اوي اوعي تبيعها برخيص
انا: اربط عندك يا حج مهران احنا في البيت مش شركه
جدي :فاهم يا ملاوع انت
انا بفرح :الا فاهم يا سيد كل الكلام دخل من الودن ديه اتحفظ وخرج من تانيه عدل
جدي: غور ياض من قدامي بدل ما اعلقك
ورحت اركض بسعاده خارج الغرفه التي يجلس بها جدي وابي وعمي وذهبت الي الحديقه لاري امي وجدتي
جدي: حسك عينك تفكر تمد ايدك علي سيف تاني يا منتصر انت فاهم
منتصر: يعني راضي يا حج بالي هو عايزه
جدي: انا لما نزلت من بلادنا علي هنا لما ابويا غضب عليا وطردني اشتغلت صبي شيشه علي قهوه بلدي وكنت بنام في اوضه فيها خمس شباب غيري بنام فوق بعض شبه البهائم الشغل مش عيب هو اختار شغل الي يقويه دلوقتي خلي ابنك يتعلم منه حاجه بدل ما انت مدلعه كدا يطلع خرع زاي عيال اليومين دول
منتصر : لو سمحت يا حج انا ابني مش خرع ابني ماشي علي طريق صح عشان في يوم يبقي رجل أعمال كبير وليه اسمه في سوق
جدي: ابنك فين دلوقتي يا منتصر
منتصر: خرج مع أصحابه
جدي: وابن اخوك خرج يدور علي شغل عرفت الفرق بين الاتنين ايه مش عايز اسمع صوتك تاني في اي حاجه تخص سيف فاهم
ذهبت وقبلت يد امي وجدتي وكانت قمر تلعب في الحديقه مع كريم ونجلاء زوجه عمي وابنتها نور يجلسان مع جدتي
جدتي: طمني يا حبيبي عملت ايه ؟
انا: الحمدلله يا تيتا لقيت شغل في مطعم
امي: شغل ايه بظبط
انا: ويتر يا ماما
نجلاء : ويتر ودا من قله الشغل أن شاء الله
انا: بنسبه للي في سني اه لان شغل الي في سني صعب لاني أقل من ١٨ سنه
نور: بس شغل زاي دا مش هيكون متعب يا سيف وخصوصا وانت داخل علي ثانويه عامه
انا: دا علي أساس بقي اني هشتغل في دراسه دا يا دوب في فتره الاجازه
جدتي: يا ابني وليه التعب دا من الاول
انا: تيتا انا لسه قائل نفس كلام لجدي جوا مش هفضل اعيده انا عايز اعتمد علي نفسي
امي: وهتستلم الشغل امتي بقي
انا: بكره الساعه ٩ لازم اكون هناك
نجلاء : انت عارف لو حد من صحابك أو قرايبنا شافك هيبقي منظرنا ايه
انا: لو حد من صحابي شافني واستعر من منظري يبقي انا ميشرفنيش معرفته لكن حد من قرايبي انا طظ اصل كلهم بياكلوا ويشربوا من خير جدي ها
لقد كان هذا تلميحا لي بماضيها لان نجلاء كانت في أساس موظفه في شركه لدي جدي
انا: بعد اذنكم بقي عشان رايح فيله الزمالك
نور : طب استني يا سيف خدني معاك
نجلاء : اترزعي انتي كمان انتي غاويه طنطيت
جدتي: سيبها تروح يا نجلاء محدش بيروح فيله الزمالك يلعب هناك
نجلاء: انا اموت واعرف فيله زمالك ديه بيحصل فيها ايه والي بيروح هناك دا بيعمل ايه بظبط
انا: يبقي هتموتي ومش هتعرفي حاجه يا مرات عمي اصل دا سر يخص الي شايلين اسم الملكي بس ؛ هتيجي ولا ايه انا متأخر
نور : استناني خمس دقائق بس
امي: برضوا مش عايز تاخد اخواتك معاك
انا: لسه يا امي مينفعش يروحوا هناك
ظللت منتظرا ربع ساعه حتي اتت نور وهي تحمل حقيبته علي ظهرها وحبيبه أخري في يدها
انا: انا عايز افهم مفهوم الخمس دقائق عن البشر ايه
نور: كنت بحضرلك شنطتك معايا
انا: طب يلا
وأخذنا سياره واتجهنا الي حي الزمالك وترجلنا من سياره أمام فيلا تم بنائها علي طراز القديم لدرجه انك تشعر أنها مكان اثري ودخلنا انا ونور بعد أن تم مسح شبكيه العين لتعرف علي هويتنا كان نظام الامن مشدد للغايه في هذا المكان
نور: انت هتعمل ايه دلوقتي
انا: هدخل شويه احماء وبعدها الجيم وهبدء تدريبات الاشتباك وانتي
نور: هروح علي الجمباز واقعد ما جميله شويه باي
تركتها وذهبت الي غرفه تغير الملابس وكان هناك الكثير من الشباب عند دخولي أصبحت الأنظار متجهة نوحي ولكني لا اهتم بتلك النظارات ذهبت الي غرفه حمل الأثقال وبدأت تماريني من الإحماء الي تمارين الضغط والقدم الصدر حتي انتهيت ودخلت الي غرفه السونا لكي أخرج بعض الآلام الساكنه بين عضلاتي ثم توجهت الي الاستحمام وبعد تغير ملابسي اتجهت الي قاعده التمارين الاشتباك وهناك رئيت نور جالسه مع جميله يتحدثان وكان هناك شاب يتقدم نحوي خفيه وقام بمهاجمتي بقبضته ولكني انتبهت له وامسكت بقبضته
انا: بلاش الحركات ديه عشان آخرها وحش
بلال: اشمعني
انا: عايز ايه يا بلال؟!!
بلال: مش ناوي تدرب معانا ولا هتفضل تدرب لوحدك
انا: هتفرق معاك في حاجه لو دربت لوحدي أو معاكوا انا ليا اسلوبي الخاص في تمرين وانت عارف دا كويس
بلال : وماله طب ما تيجي تورينا تدريب الخاص دا مش يمكن نستفيد
انا: انت لسه مش جاهز للنوع دا من تدريبات
بلال : جربني
انا : ماشي تعالي معايا
الحديث بين نور وجميله
جميله : ارحميني بقي يا بنتي انتي مش بتزهقي من الكلام في الموضوع دا
نور: بقي كدا يا جميله انتي عارفه اني مش بثق في حد غيرك
جميله: يا ستي عارفه بس مش كدا كل شويه بحبه ونفسي يحس بيا وبتمني اشوف اليوم الي هيكون جمبي في الكوشه بلاش بقي الاحلام ديه
نور : انتي هتتريقي عليا عشان انتي اكبر مني
جميله: ما هو عشان انا اكبر منك مش عايزاكي تعلقي نفسك في حبال دايبه انتي لسه صغيره علي كلام دا وسيف كمان صغير بس عاقل عنك
نور: يعني اعمل ايه دلوقتي
جميله : دلوقتي نروح نكمل تمرين وفي آخر اليوم نبقي نكمل كلامنا
صعدت انا وبلال فوق السطح وكان أسفل منا بركه ماء كبيره
انا: اتفضل
بلال باستنكار: اتفضل فين انت مجنون
انا : فين الجنان مش انت عايز تدرب زاي اتفضل نط مش بس تنط لا أنت تنط ونزل في البركه ديه من غير حتي ما المياه تتحرك أو تتموج يعني بختصار كأن مفيش حاجه نزلت عليها
بلال: وانا اعملها ازاي ديه ؟!!
انا: كدا
وقفزت من علي سطح وسقط في بركه الماء بدون أن أحدث اي حركه أو تموج علي سطحها وكان بلال ينظر لي بدهشه ورعب
انا بصوت عالي: انزل يا بلال انزل
ودلفت الي داخل القاعه واكملت تمريناتي بمفردي حتي تعبت وذهب لاغير ملابسي واتصلت بنور وعدنا الي المنزل علي موعد العشاء ودخلت الي غرفتي لاستريح لكن هاجمتني تلك الأفكار الغريبه مره اخري وظللت اسير في غرفتي بدون توقف وأصبح الالم يغذوا راسي بشده فخرجت من غرفتي متجه الي المطبخ لعمل كوب من القهوه كان الجميع صعد الي حجرهم نظرت إلي ساعتي وجدتها ١١
اتجهت الي المطبخ وصنعت كوب من القهوه وجلست علي طاوله في المطبخ لاحضره ولكني سمعت صوت الباب الرئيسي يفتح فأخذت الكوب الخاص بي واتجهت الي باحه القصر لأجد محمد ابن عمي ولكنه ليس متزن فوضعت الكوب علي طاوله كانت بجانبي وذهبت إليه
انا: مالك يا محمد فيه ايه
محمد بعدم وعي: مالي يا عم في ايه ما دنيا حلوه اهي ما تجيبي بوسه
انا: الله يخرب بيتك فوق ياض تعالي
وأخذته الي الحمام و وضعته تحت المياه البارده ليستفيق ولكنه حاول ابعادي عنه و أخذ صوته يعلي ولكني كممت فمه بيدي لكي لا يستمع احد لصوته وأخذته الي باحه القصر واجلسته وجلبت كوب القهوه الذي اعددته لنفسي
انا: خد اشرب دا
محمد بغضب: يا عم حرام عليك فوقتني ليه انا كنت مرتاح
انا: طب خد اشرب بس
ولكنه شاح بيده وسكب الكوب ولكنني أمسكت به و أفرغ كل ما به علي يدي كانت القهوه ساخنه ولكن ليس لدرجه كبيره
انا: عجبك كدا استني اغسل أيدي واجيلك
وذهبت لغسل يدي وعدت إليه لاجده مستغرق في نوم فحاولت افاقته ولكنه لم يستجب واحملته للطابق الخاص بوالده وادخلته الي غرفته وخرجت لاتفاجأ بنور في وجهي
نور: في ايه يا سيف ايه الي جابك هنا
انا: مفيش اخوكي راجع ومش عارف كان شارب ولا مبلبع حاجه فطلعته قبل ما حد يشوفه وهو مدهول كدا وتبقي مصيبه
نور: طيب خلاص انزل انت
انا: بس انتي جيتي هنا دلوقتي ليه؟!!
نور: سمعت حركه في طرقه مش متعوده عليها انا عارفه طريقه حركه ابويا وامي ومحمد فقلقت
انا: برافو عليكي واضح انك بقيتي تطوري بسرعه
نور: طب انزل قبل ابويا أو امي يشوفوك وهيبقي في خناقه لرب السما
انا: انا نازل أساسا سلام
نور : سلام
عادت نور الي غرفتها ولكن بمجرد دخولها دلفت والدتها الي الغرفه
نور: خير يا ماما في ايه
نجلاء : الزفت دا كان بيعمل ايه هنا ؟!!
نور: كان بيطلع ابنك المبرشم قبل ما حدي يشوفه وتبقي مصيبه
نجلاء : انا هتصرف مع ابني بعدين المهم عايزاكي تنجزي مع زفت دا ويخليه يحبك ويطمنلك
نور: مش كل يوم هتنبهي عليا يا ماما ارحميني انا عارفه انا بعمل ايه وسيف هيبقي خاتم في صباعي متقلقيش
نجلاء: لما نشوف يا غندوره اتخمدي وبطلي فرجه علي الزفت دا
نور: حاضر
انا عدت الي غرفتي وجلست علي سريري وانا افكر في محمد ابن عمي أنه يكبرني فقط بعامين ولكن حاله سئ للغايه كثير السهر والخروج مع فتيات سيئه السمعه ومرافقه اصدقاء السوء هذا نموزج موجود في كافه العائلات ولكن دائما ما يكون سبب في دمار العائله انا لست بالملاك فأنا أيضا لي أخطائي وطيشي بحكم عمري ولكن هناك حدود لكل شئ ذهبت في ثبات عميق بعد التفكير العميق لاستيقظ علي المنبه اليومي قمر
قمر: اصحي يا باشا اصحي يا بيه بدل ما العب علي راسك باليه
انا ومازالت اثار النعاس علي: هي غنيوه غوري يا بت مش نقصاكي
قمر: هتتاخر علي الشغل وانا مش مسؤوله وكمان بلاش اسطبح عليك
افقت بعد تلك الكلمات
انا: هي امي خلقتك فين بظبط في المدبح ولا مشرحه زنهم ولا فين قوليلي
قمر بخوف : انا اسفه وكان يبدو عليها آثار بكاء قادم
انا :خلاص انا اسف بس انتي عارفه اني مش بحب الكلام دا
ظلت قمر تنظر في عيني بشده
انا: مالك يا بت في ايه
ثم نظرت إلي كتفي
انا: عنكبوت و ولا عقرب المره ديه
قمر: لا فار ولطمتني علي خدي و رقدت من أمامي
انا: يا بنت الذين آمنوا وربنا هزعلك
وركضت خلفها ولكنها اختبئت خلف ابي وهو يرتدي بذلته
ابي: في ايه يا سيف بتجري ورا اختك كدا ليه
انا: بنتك ضرببتني وجريت
ابي: وانت ايه الي مزعلك انها ضربتك ولا جريت
انا: عشان جريت طبعا بعد اذنك يا حج عبدو خمسه يمين تعالي
وحملتها ورفعتها كما ارفع الأثقال
قمر: نزلني عشان خاطري
انا: لا هفضل معلقك كدا طول اليوم
قمر: روح البس يا اهبل هتتاخر علي شغلك اول يوم
انا : ينهر ابيض نسيت استني كدا بابا انت متاكد اني ابنك الكبير
ابي: اشمعني
انا:حاسس اني مهزق سيكا
ابي: روح البس يا مهزق عشان اخدك في سكتي
ذهبت الي غرفتي وأخذت حمامي وارتديت ملابس العمل التي استلمتها بالأمس وذهبت مع أبي واوصلني الي مطعم ولكن بعيد عنه حتي لا يراني أحد وانا اركب سياره ابي
وذهبت الي المطعم في موعدي وتقابلت مع المدير كان اسمه نزار
نزار: بص يا سيف انت اول حاجه هتدخل كنترول يعني ايه كنترول يعني هتقف في المطبخ و لما تطلع الاوردرات من المكنه ديه تقول الشيف وتسلمه الورقه ولما الاوردر يجهز لازم تتأكد من مكوناته وان الاكل مستوي وزمايلك جوا هيعلموك ازاي تعمل كدا وعدها هتخرج لصاله وتبدء تتعامل مع الناس تكون اخدت علي جو الشغل بس اهم حاجه تحفظ المينيو دا وتعرف مقادير كل صنف
واعطاني لائحه الطعام
انا: تمام يا مستر نزار
نزار : اتفضل استلم شغلك
دلفت الي المطبخ وبدءت بتعرف علي عاملين وكان أغلبهم في عمري أو اكبر مني لأعوام قليله أو كثيره هناك اعمار متفاوته وكل شخص من مكان مختلف وله ثقافته المختلفه وهذا ما كنت احتاجه واتي الشيف اخيرا وكان يسمي احمد كان رجل بشوش طيب القلب
الشيف احمد: ايه يا شباب هو دا الزبون الجديد ولا ايه
انا: هو في زبائن بتدخل المطبخ
احمد: هو انت لسه اخضر دا انت هتتعب اوي يا ابني تعالي اسمك ايه
انا: سيف عبد الرحمن مهران
احمد: بس بس اهدي مالك انا مش هطلعلك بطاقه بص يا سيف اهم حاجه في شغلنا هنا الدقه وسرعه طبعا انت مش من استف المطبخ بس حاول تتعلم منهم انا سوفت ورقك وعرفت انك مسافر الغردقة وانا هكون الشيف الي هيسافر معاك وفي الغردقة كلنا بنساعد بعض ومش بنسيب بعض عشان كدا عايزك تتعلم علي قد ما تقدر هنا فاهم
انا: حاضر أن شاء الله اكون عند حسن ظنك
احمد: اهو سادي جه اهو
شادي: خير يا شيف
احمد: استلم الزبون الجديد عايزه يطلع من المطبخ احسن منك
شادي احاول اتفضل يا زومل
ذهبت معه و وقفنا علي طاوله
شادي: ايه يا سيدي اسمك ايه بقي
انا: سيف
شادي: طب بص يا سيف هو شغلك بسيط انا كل الي هتعمله دلوقتي تحفظ المينيو دا اهم حاجه وهعلمك ازاي تقرء الاوردر بس الاهم تحفظ اسامي الوجبات تمام
انا: تمام
شادي: هو المفروض انك تطلع الاكل لزبائن برا لكن دا مش دلوقتي هعلمك الاول ازاي تمسك الترا وتظبط ايدك
انا: ايه ترا دا
شادي: اه معلش بص الصينيه ديه اسمها هنا ترا تمام
انا: تمام
شادي: المفروض أنك تحضر البطاطس والعيش الي بيخرج مع كل وجبه لازم تكون جاهز وسريع بس الاهم ان الأكل يطلع كله سخن انا هعرفك كل دا ازاي
انا: تمام
شادي: انت علقت يا ابني كله تمام تمام يلا نبدء احفظ وشوف انا بعمل ايه
أمسكت بالقائمه وبدئت حفظ الوجبات والمقادير واسمائها بالعربية والإنجليزية و معرفه المكونات لم يأخذ مني الأمر سوي ساعه واحده فقط وكنت اشاهد شادي وهو يعمل وأراه جيدا كنت منبهر بما حولي فأنا الآن اعمل بجد واعتمد علي نفسي وظل اليوم يسير بنفس الشكل حتي اتي المدير لي
نزار: خلاص يا عمر تقدر تتفضل دلوقتي وتيجي هنا بكره الساعه ٧ بليل
انا: ليه ٧
نزار: انت هتجرب الشفتات كلها انت انهارده كنت صباحي وبكره مسائي ومن بعد بكره اسمك هينزل في جدول ويتحدد يوم اجازتك وكمان هتنزل انهي شيفت لكن اليومين دول انت هتنزل نص يوم بس لحد ما تتعود علي شغل
انا: تمام يا مستر نزار
نزار: اه صحيح يا سيف بكره متجيش لابس لبس الشغل كدا هاته معاك في شنطه وغير في الحمامات دا مش لبس مدرسه
انا: حاضر يا مستر نزار
وتركته وخرجت من المطعم واتصلت علي والدي واني الي السائق وسيارتي واخذني الي المنزل وعندما دخلت الي القصر اتجهت الي مكتب جدي وقبلته
جدي: شكلك مبسوط اوي
انا: جدا مش متصور مدي سعادتي يا جدي بجد عالم تاني وتجربه جميله وفريده من نوعها
جدي: ايه المميز فيها
انا : أن لما بروح مطعم بيجيلي ويتر يحط الحاجه قدامي طبق متزوق وبظبوط وانا باكل وخلاص لكن ورا الطبق دا شيفات و كنترول ومراجعه عشان يطلع كدا طبق دا في ناس كتير بتتعب عشان يطلعلي حلو كدا
جدي: لكل شخص معركته الخاصه بس انت اتلسعت في المطعم ولا ايه
انا: لا متلسعتش ليه
جدي: امال ايدك حمره كدا من ايه
تذكرت كوب القهوه الذي سكب علي يدي البارحه بسبب محمد
انا: اه اصل الزيت طرطش علي ايدي وانا برمي البطاطس
جدي: ماشي يا سيدي ؛ بص يا سيف انا عايز اكلم معاك في حاجه ضروري عايزك تتعلم من تجربه ديه علي قد ما تقدر انت في مطعم يعني هتقابل كل أشكال البشر صدقني هنشوف اشكال عمرك ما كنت تحلم بيها مش عايزك تتأثر بكلامهم لا حوله بطاقه اجابيه عايز عينك ديه منظار و ودنك ردار بتلقط كل حاجه بتحصل حوليك عايزك تتعلم من اخطاء غيرك عايزك تشوف الغلط فين وتركز فيه عشان متعملوش عايزك تبني نفسك فاهم يا سيف
انا: فاهمك يا جدي بس ليه كل دا
جدي: عشان انا في يوم كنت زيك بس انا عايزك بقي تبقي وتد صلب ماسك نفسك اوعي تضعف عشان الي بيضعف بيتفرم وفي مفرمه عايشه معانا هنا ها
ابتسمت لجدي
انا:متقلقش عليا هخلي تروسها كلها عطلانه اسيبك بقي تكمل ملف الشيخ الزايد شكله عملك ربكه
جدي: انت عرفت منين أن دا ملف الشيخ زايد
انا: توقيع فاروق النجار اهو انت مش لسه قائلين خلي عينك منظار
جدي : انت متاكد ان نظرك ضعيف ياض
انا: لا بشتغلكوا بقالي سنين
جدي: حسك عينك توري حد تدرييك الخاص تاني محدش يقدر علي تدريبات ديه غيرك وانت عارف
انا: ما بلال هو الي مستفذ وكل شويه يتدرب لوحدك ليه هو احنا مش قد المقام
جدي: بلال جرب يعمل زيك ودلوقتي في المستشفي رجله انكسرت وفي شرخ في قفص الصدري بلاش تستفذ الشباب هناك يا سيف الله يخليك يا ابني
انا: حاضر يا جدي بس اعملي اوضه خاصه لتدريباتي عشان نرتاح من كل دا بعد اذن حضرتك
وتركته وخرجت وصعدت الي غرفتي دون التحدث لاي احد لم يزعجني كلمات جدي ولكن ما تزعجني ما حدث لبلال أنه شاب طائش ولكن لا يستحق ما حدث لا وانا الملام لاني اريته تدريباته الخاصه
خرجت من شرودي ونور تدخل الي غرفتي مسرعه وعلي وجهها ملامح الفزع والخوف
نور: الحق يا عمر عمي عبد الرحمن عمل حادثه
انا: ايه
************************
في مكان آخر
دخل رجل يرتدي بدله انيقه ويحمل في يده ملف عليه صوره والدي و وقف أمام مكتب يجلس عليه رجل عجوز
الرجل: تمام يا فندم الي أمرت بيه اتنفذ
العجوز: كدا اللعب احلو لما نشوف مهران هيرد ازاي اجهز عشان نكسر ضلع تاني من ضلوعه قريب
الرجل : امرك يا فندم
*************************
نلتقي في الجزء القادم إن شاء الله اعتذر علي عدم تعريفي لنفسي أو لمحتوي القصه في البدايه ولكني اترك الأمر لكم لتعرفوا ما حدث في حياه ذالك العجوز ليجول في ذهنه كل تلك الخواطر
أنت تقرأ
المصير المزعوم (سلاح ابليس)
Paranormalفانتازيا خيال علمي مغامره تربط الخيال بالواقع لا تسير في رحله لاتعلم اين الحقيقيه من سراب تسير في دربك المزعوم لتصل في نهايه الي اجابه واحده لماذا تسير حتي الآن