مُـوٰـتَـهَـٰلِـيْـكَـاٰنْـ: البارت الخامس

798 78 26
                                    

"بالله عليك ايروين اخبرني" تذمر ايرين بينما يحدق للأوراق المتواجدة باهمال فوق مكتبه، رفع الأشقر من بصره ليلقي بنضرات باردة على زميله "الى اي مدا سنصبر هكذا....اكاد اجن"

"حسب مقال شاهد امس فأن زوجته كانت حاملا و اختطفت من قرب الينابيع الحارة....اترى هم يترصدون الضحايا" القى ايروين بكلماته و يختمها بسؤال

حدق ايرين مطولا بالفراغ القابع بالجدار قبال بصره قبل ان يبتلع "اتقصد ان ليفاي كان مراقبا من قبلهم"

"ليس تماما....لا اظنهم بذلك الغباء حتى يتتبعو بأنفسهم كل سنة اربعين شخصا...ربما هي بيع كالبضاعة" اجابه ايروين قبل ان يكمل"هناك من تتبع ليفاي ليس من ظمنهم طرح على العصابة ملف الضحية ليقررو ان كانو سيأخذون و من ثم يدفعون....اتفهم"

جر ايرين على اسنانه بعنف قاسما ان الغضب بداخله سيهلك كل متورط بمثل هذه الجريمة البشعة و التي مست زوجه كذلك

تنهد ايروين قبل ان يعود للحديث "نحن لن نستطيع الامساك بكل مفتعل حقا و لكن اتمنى لو يكون احد من اهل الضحايا قد لاحظ شخصا مريبا فقد يساعد"

"لما نحن جالسون اذا لنسألهم فهم قد وفرو عناء التوجه لبيوتهم بوجودهم هنا رفقت ضياحاتهم" تكلم ايرين من بين اسنانه

لن ينكر ان وجود اولائك الناس حقا قد بات مزعجا، بل و لا يطاق

وافقه ايروين الرأي قبل ان يقف من مكتبه، عليهم العمل بسرعة، للآن قد مر بالفعل وقت كاف ليجعل صغيره بخطر الموت

.
.
.

فتح الباب الحديدي محدثا صريرا آلام آذانهم و لمس قلوبهم المذعورة، كل سارع لزاوية قفصه يلملم اجزاء جسده في كتلة بشرية واحدة

"وقت غدائكم" صوت حاد و غليظ و قبيح قد تلى النور الذي اضيء و الذي قشع نصف العتمة

هزول و خوف و ألم و تعب يملأ تلك الوجوه المصفرة الهالكة، المكان هناك متهالك و الروح بداخله قد اهلكتا و تود النهاية فقط من هذا العذاب

فتحت الأقفاص الواحدة تلوى الأخرى يرمى اخلها صحن جاف و قديم ملأ بعضا من اطرافه اللون الأخضر، به قطعت خبز متيسة و شيء يرجح ان يكون زبدة او ربما جبنا و لكن قطعا لا يمد لذلك بصلة

قدح من الحديد المعوج كان يحمل بداخله شربة ماء، سارع البعض لصنحه الكلب المشرد بنظر الرجل الكبير الذي بات يضحك على ردات فعلهم و يرمي بكلمات تقلل من مقدارهم، يذلهم لفضا كما يفعل هو و اصدقاءه ليلا

وقف جان من مكانه بعدما اغلق الباب و عاد النور لظلامه المعتاد منذرا عن رحيل احد المفترسين

تقدم لقضبان، يقف بصعوبة بينما فخذاه تقرصانه الما، حدق للفراغ، اراد ان ينده على ليفاي و لكن لما، و ماذا يقول

بصمت و ألم اعتصر دواخله قد انسكبت دمعة حارة على وجنته اليمنى تلاه البعض في الهروب من المحاجر التي ذاقت ذرعا يهذا العذاب

استدار يحدق للصحن الذي قد تنفر منه الكلاب و من ثم يعود زاوية الغرفة، لم يأكلو من ثلاثة ايام و هذا هو الرابع، ربما الموت جوعا هو الخلاص

"الهي ربي انجدني....ايروين عزيزي حبيبي انقذني....ما عدت اطيق نفسي و لا لي روح لأستمر بمثل هذا العذاب لذا هلا اتيت و اخرجتني من هنا"

توقف عن النحيب يعود محدقا للفراغ

.
.
.

نضر لصحنه، ايأكل، بداخله روح، عليه هذا، مازال بروحه و قلبه و فؤاده امل ان زوجه قريب

"بني ان اباك لم ينسنى و اراهن انه سيأتي لانقاذنا عما قريب" تمتم بينما يمسك بطنه

اتجه حبوا للصحن الذي لم يعجبه شكله، و لكن لا حل اخر و لا طعام غير هذا كي يختار و يتذمر

امسك بقطعة الخبز المتحجرة يفتتها بين اصابعه ليأكلها لم يرد ان يعرف ما هو الشيء اللزج الموجود مع قطعة الخبز و لا اراد ان يقربه، لذا اكتفى بذلك القدر من الطعام

...
.
.

"هل وصفت لنا ذلك الشخص" سأل ايرين بنوع من السعادة، فو أخيرا بعد سؤال عشرين شخصا ضهر شخص يحمل شكوكا نحو وجود متتبع لأبنته البكر.

"لا اتذكر جيدا فأنا قد رأيته مرتا واحدة فقط كي انهره و لكن ابنتي قد وصفته لي بأنه شخص قصبير بشعر قليل اشقر و ذا وجه دائري و بشرة حمضية قالت ان شكله يوحي بأنه يمتلك خمسة او سبعة وعشرين عاما" تحدث الرجل

كان يفكر بينما الرسام يأخذ تفاصيل الرجل التي وصفها، فجأة اكمل الرجل بانفعال "اوه تذكرة هو يمتلك زي عمل كميكانكي و مكتوب على قماشه 'سيتوي' اضنها الورشة الواقعة قرب محطة البنزين بالمقاطعة الرابعة"

"انت شخص عظيم انت ساعدة بالشيء الكثير" تأثر ايرين متكلما مع الرجل

"و لكن لما لم تتحدث قبلا" سأل ايروين

"في الحقيقة ظننته احد الذين يتبعون ابنتي اعجابا بها فهي جميلة و لكن عندما سألت الآن عن من تعتقد انه بدى مريبا تذكرة هذا الشخص فقد قالت ابنتي انه بدى غريبا اكثر ممن كانو يراقبونها و يتحرشون بها" اجابه الرجل العجوز

اومئ ايروين ليطلب منه المغادرة "معنا امل" علق ايرين

"لنذهب اذا و الآن فأما ان يتكلم و الوث يداي بقذارته" تكلم ايروين ببرود وحدة جعلت من في الغرفة يفشعرون رعبا منه حتى مساعده ايرين.



يتبع......




30 نجمة و 100 تعليق يعني فصل جديد



🗨🗨👈
⭐⭐👈

🤗🤗🤗🤗😘😘😘😘😍😍😍😍

مُـوٰـتَـهَـٰلِـيْـكَـاٰنْـ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن