مرت اكتر من ساعة وحاجة حتن الرجال جو راجعين من الدفن ...السماء بدا يتملي تاني بي غيوم سوداء ... من م الرجال رجعو النسوان يدو يخفو ... لحدي م بعد شوية بقا ماف اي زول معاهم كلهم رجعو ... فضل عزيز بس ...سأل من حسنة ...سارة ورتو انها تعبت شوية وهسه راقدة ف اوضة حبوبتها وبخصوص عمران وعلياء فهم قاعدين معاها .ربعت يدينها واكتست ملامح وشها بي نظرة جادة بينما الهواء كان بيحرك ف خصلات شعرها المتمردة من ضفيرتها الطويلة .. رمقت عزيز البدا عليه الاجهاد بنظراتها ... كان بنطلونو مطين وف اثار تراب و طين ف قميصو برضو ... سألتو : نزلتو القبر انت ؟ ( اللهم ارزقنا حسن الخاتمة )هز راسو : اي انا ...عاين للسماء البدت تنقط ورجع يعاين ليها : خلينا نتكلم ._ واحنا هسه بنعمل ف شنو ؟_ قصدي نقعد ونتكلم ._ طيب ارح جوه ._ لا ... م عايز ادخل جوه ... م عايز اشوف الاولاد عمران وعلياء سارة بتفهم : طيب ... لكن نمشي وين ؟_ تعالي العربية .طلع وهي تابعتو وركبو العربية ... كانت دافية جدا مقارنة بي الجو برا .سارة مشت كفينها على ذراعينها وكتافينها التماساً لزيادة الدفئ .كان مدنقر راسو لمن قال : كنت فاكر انو لمن انزل تحت عشان اشيلو ححتاج زول يشيلو معاي ... لكن الشي الغريب انو فضل وزنو كان زي الطفل خفيف شديد ... شلتو بسهولة وم واجهت اي متاعب ... و .... وريحتو .... ريحتو كان فايحة وجميلة بطريقة مثلجة للصدور .ابتسمت بحزن وهي بتمسح الدمعة النزلت : كان راجل طيب شديد واصيل وبيخاف الله ف اي شي يعملو ... وصلاتو كلها ف المسجد ... الله يرحمو ويصبرنا كلنا على فراقو ... لكن لحدي هسه الزول م قادر يصدق او يستوعب الحصل ... كانو مجرد حلم ._ احتمال لو .... احتمال لو م اتصرفت تصرفي الغير مسؤول والهمجي معاك كان هو هسه يكون موجود .هزت راسها بعدم استيعاب : دا شنو البتقول فيه دا ؟اتكل على الدريكسون بيدينو وختا راسو فيه : لو انتي كنت موجودة م كان سمحتي بطردهم وكان اتصرفتي ... وانتي مشيتي بسببي .شالت انفاسها وقاطعتو لمن حست بنبرة الاحساس بالذنب الإضمنها كلامو : الحصل بينا ابعدو بعيد من الحصل وم تلوم نفسك ف شي زي دا ... دا ف النهاية قدر ربنا ... واي زول فينا عندو يوم مكتوب لمن يجي ماف اي شي حيقيف قدامو ._ حسنة حالها كيف ؟_ والله يا عزيز م حكذب عليك ... تعبانة شديد ... بس فقدها عظيم و اول ايام الموضوع بيكون مؤلم جدا لكن ربنا كفيل بعبادو ... وحيبدل جزعها بالصبر والقبول ان شاء الله .سكتوا لثواني لحدي م سارة اردفت تاني : م وريتني الحصل شنو بالضبط وانو سلمى عملت شنو !رفع راسو من الدريكسون واتكل بالمقابل على راس الكرسي وهو بيشيل انفاسو وبيعاين للسقف .. سارة اتفرست ملامحو الكان واضح جدا فيها الارهاق ... وشو هزيل ومكتوب فيه الحزن كتابة.رد ليها بصوت مرير : انا كنت ف المستشفى واستدعوني للطوارئ ... عرفت انو ف بيشن حالتو متأخرة ... وحتى نبضو وقف ... اول م قربت لقيتو فضل .. حاولت .... حاولت بقدر الامكان انو انعشو لكن ...سكت شوية وبعدها تابع : لكن الله استلم امانتو ... عارفة اكتر شي وجعني شنو ؟عمران ... عمران شاف اي شي ... وشاف اللحظة الكنت بصعق فيها فضل بالكهرباء عشان النبض يرجع ._ لا اله الا الله محمد رسول الله ._ لي ثواني طمنت نفسي بي انو طفل صغير وحينسى اي شي لمن يكبر ... لكن تاني اتذكرت انو الاطفال م بينسو ... ف مشاهد بتتخزن ف عقلهم الباطن واول م يكبرو ويستوعبو اي شي بترجع ليهم تاني ... انا واثق بي انو عمران المشهد دا م حينساه نهائيا ... والمشهد دا بيهد جبل يا سارة فما بالك بي طفل صغير ._ واي يا عزيز ... ولي دخلوه اصلا ؟_ هو كان معوق ف ركبتو واضح انو وقع وكل المتواجدين ف الطوارئ كانو مركزين مع اسعاف فضل وم انتبهو ليه ._ فضل كان وين قبل م يتوفى ؟_ الفهموني ليه الولدين الجابو المستشفى انو كان واقع ف الشارع قدام دكان وهم شالوه من هناك ... انا افتكرت انو فضل طلع عادي ف المطرة وكان معاه عمران وحصل الحصل ... لحدي م اتصلت على علاء وطلبت منو يمشي لي حسنة ويمهد ليها موضوع الوفاة ... بس فاجأني بي انو حصلت مشكلة وسلمى اتهمت حسنة بي سرقت دهب وطردتهم ._ حسنة ؟ مستحيل ... مستحيل حسنة تعمل كدا انا بعرفها كويس ._ نفس الكلام القلتو لي علاء ... بس هو قال انو الدهب لقوه ف شنطتهم ._ ف حلقة مفقودة ..._ الشي الانا متأكد منو انو فضل حيكون مات من ...قاطعتو : الزعل والقهر والظلم .عاين ليها : بالضبط كدا ... الزول دا نفسو عزيزه عليهو شديد .. ف فجأة يلقى انو متهمين زوجتو بي سرقة دهب وكمان ينطردو ._ الحقيقة مصيرها تظهر ... هسه ناس البيت عرفو بموضوع الوفاة دا ؟_ اعتقد علاء كلمهم ._ هو كان موجود وقت المشكلة ؟_ اتخيلي بس .. كان موجود لكن للأسف علاء اخوي لمن الموضوع يكون فيه سلمى بيفضل انو يراقب بي صمت بدل يبدي اي رد فعل ...المطرة بدت تصب بغزارة فجأة ...عزيز : سارة ؟_ اها ..._ لسا زعلانة مني ؟_ م عارفة ... م عارفة انا زعلانة منك ولا لا ... بس صدقني كل م اتذكر انك مديت يدك علي النار بتقوم فيني وبكرهك جدا . ( واحدة من الحاجات البتحافظ على العلاقات واستمرارها الصراحة بين الطرفين ، لو ف شي زعلك م تسكت بيه .. م تقرر تموت بالاحساس السيئ الجواك .. اتكلم وبوح واعترف و وري الطرف التاني انو اتسبب ليك بشنو )_ انا بستحق الكره دا ... بستحقو جدا لانو انا غلطت وم كان من الرجولة ولا الاخلاق اني امد يدي عليك ودي م عادتي ... لكن برضو بستحق فرصة تانية يا سارة ... بستحق انو تفتحي لي صفحة جديدة ... انتي عارفة انك شنو بالنسبة لي وماف زول بيقدر ياخد مكانك عندي .. انا مستعد اعمل اي شي عشان بس ترضي ._ عايزة اسألك .. انت صدقت الكلام القالتو هي عني ؟_ م عارف صدقت او لا ... بس جيتك عشان اعرف الحصل .. وبعدين انتي عارفة السبب الخلاني اتعصب ... طريقة كلامك عنها يا سارة ... احتمال وقتها كنت عاطفي جدا وم قست كلامك وكلامها بعقلي عشان كدا رد فعلي كان قوي .ختت يدها ف وشها : اه .. خلينا نقفل الموضوع احسن ._ لي نقفلو ؟ خلينا نتكلم ونحسم اي شي ._ لا ... لانو انت كدا حتزيد العلي ._ حزيد العليك بشنو ؟_ حتزيدو علي بي انك ...قاطعها : بي اني اتكلم عنها ؟_ هي امك .. سندك .. حياتك .. جنتك واي شي حلو بالنسبة ليك صح ؟_ اكيد_ انا مع احترامي ليك هي بالنسبة لي العكس تماما ... كلامي الجاي حيضايقك لكن طالما حابي تتكلم عن الموضوع انا حقول ليك اي شي ... انا من م دخلت بيتكم يا عزيز ولحدي اخر يوم كان لي فيه م سلمت منها ... م سلمت من كلامها الحار زي م وريتك المرة الفاتت .. الاساءات وصلت لي امي وابوي الفي تربتهم ... شكلي ... مظهري ... هدومي ... شغلي اي شي فيني كانت بتنتقدهم انتقاد لاذع ومؤلم ... تفكيري ف البداية كان انو لازم احترمها واسكت هي ام راجلي ف النهاية لكن تاني الموضوع زاد شديد واكتشفت انو كل م سكت كل م زادت الاذية ... على قدر م كنت بحاول اتقرب ليها بتصدني ... جربت اتونس معاها .. اقدم ليها هدايا .. اعمل اكل وانزلو ليها والنتيجة واحدة بترفض و بترجعني بدربي ... كمية احراج وكمية تقليل شأن عجيبة ... كنت بقضي الليل كلو وانا بسأل نفسي انا عملت ليها شنو عشان اتقابل بالمعاملة دي ... م تهويل مني لكن والله العظيم ماف يوم بالغلط ابتسمت لي ... بالمقابل بقيت ببعد منها ... بتحاشاها ... بسفه وبتجاهل عدم التقييم و التصرفات والكلمات الحارة البتجيني منها وبقا دا اسلوب تعاملي كدا .... دا كلو كان عشانك انت ... عشان م عايزة اوترك او ازهجك بالشكية واخليك م عارف تعمل شنو واضغطك بمشاكلي مع امك وازيد عليك الضغط البتتلقاه يوميا ... فبدل م تكون بتنضغط ف شغلك وبترجع بيتك تلقاه هادئ وساكن يبقى عليك ضغط الشغل والبيت .. اخترت راحتك انت ... وبعد دا كلو تجيني زعلان وهايج وتقول لي شاكلتي امي ولزيتيها وانا م عملت اي شي ... ف اللحظات ديك اي شي انا استحملتو جا ف بالي وكان السبب ف انو مصطلحاتي الاستخدمتها كانت لاذعة ... وانت من دون تفهم حتى طوالي..... طوالي مديت يدك ... وم تحاول تعتذر او تطلب المسامحة لانو انا م حرجع يا عزيز وم حنسى الحصل نهائيا ولو رجعت ليك حنكد عليك لحدي اخر يوم ف عمرك كل م اتذكر ._ سارة انا م عارف اقول ليك شنو ... كل الوصلت ليه هسه انك مستحملة عشاني كتير شديد ... وانا قابلت كل دا بتصرف سخيف ... انا خجلان شديد من نفسي قدامك والله ... وبوعدك انو حصلح غلطي وحلقى حل لكل مشكلة .. ويا ستي كان على النكد منك انا قبلان بيو ... وعلى قلبي زي العسل ._ عزيز ..._ نعم_ معليش ... لكن م حينفع ... كلو م حينفع ... خلينا ... خلينا نطلق بس_ استغفر الله ... رجعنا للنغمة الما حلوة دي تاني يا سارة ؟_ لي مصلحتك ومصلحتي_ قولي لي مصلحتك براك ... لكن انا هنا م عندي اي مصلحة او فايدة ... المصلحة وين بفراقك ... وبعدين انا هنت عليك كذا ؟ لدرجة الطلاق اسهل كلمة تقوليها ف الوقت الحالي ؟_ يا ريت تحترم قراري .عاين ليها ف عيونها : يعني دا اخر كلام ؟_ اي_ اوكي تمام ... عموما انا م حطلق ... ان شاء الله تكوني مستوعبة كلامي كويس .بكت : انا م بولدصرخ فيها : بس خلاص بطلي ... بطلي كل شوية تقولي لي انا م بولد ...انا م بولد ... انا م عايز اولاد ياخ انا عايزك انتي بس ... انا م عندي اعتراض على قسمة كاتبها لي ربنا ._ انت م عندك اي ذنب لكن ... العيب فيني انا ... انت من حقك يكون عندك اطفال يا عزيز وامك م حتخلي الموضوع دا يمر عادي ._ لو م كانو اطفالي منك انت وبيشبهوك م عايزهم ._ حيجي يوم وتندم_ سارة ...قاطعتو : خلاص كفاية ... كفاية خلينا نقفل الموضوع دا هسه انا م ناقصة يا عزيز ._ طيب بس جاوبي لي ... انتي عايزة الطلاق لي ؟ عشان تصرفي معاك ولا عشان موضوع الولادة .فتحت الباب وكانت حتنزل : الاتنين ... إضافة على انو قبولك عندي قل .قبولي عندك قل ؟_ زي م سمعتنزلت رجلها للارض المبلولة ...عزيز : استنيعاينت ليه ... مد يدو للسويتر الكان ملبسو لعمران قبيل .. ناولها ليه وهو بيتحاشى النظر ليها : البسيه عشان م يجيك التهاب .بلعت ريقها : وانت ؟_ انا مالي ؟_ محتاج ليه اكتر مني ... انا ف النهاية داخلة البيت ._ انتي اهم مني بالنسبة لي ...شالتو بهدوء وهي بتراقبو بنظراتها ...لبستو وختت القلنسوة بتاعتو ف راسها ونزلت بسرعة ... م اتحرك الا لمن قفلت الباب .اتوجهت جوة البيت ... طلعت السويتر لانو البيت دافي شديد ... بعد م قفلت الباب ختت السويتر ف اقرب كرسي ... دخلت اوضة حبوبتها الفيها حسنة ... لقت حبوبتها غيرت ليها هدومها ... كانت نايمة ف السرير ومغطياها بي بطانية وخاتا كوز فيهو نشاء دافية... وراقدة ف السرير القدامها طوالي .وف السرير التالت نايمين عمران وعلياء بخلاف .مشت قعدت ف السرير الجمب الشباك ف البرندة ودموعها جات نازلة ... كانت عارفة انو كلامها حار ... لكن كانت عايزاه يكرها ... كانت حاسا بي انها ظالماه شديد وعارفاه م حيتخلى عنها بسهولة ... بسبب تصرفات منال بقت حاسا انو لازم يبقى عندو اطفال وهي م حتقدر تقدم ليه الشي دا . ( عشان كدا بنقول انتبهوا لتصرفاتكم وكلماتكم مع الاخرين لانو م عارفين ممكن تسبب شنو جواهم وتحسسهم بشنو .. كلمة منك قد تدمر شخص وتسلبو ثقتو ف نفسو حتى لو م اظهر ليك كدا .. فراعوا المشاعر واجبرو الخواطر وتلطفوا بالكلمات )حست بي حركة جمبها ... لمن عاينت لقتو عمران .قرب منها ومد يدو الصغيرة ناحية وشها المبلل بالدموع ... لمس دموعها بصباعو وقرب صباعو وبقا بعاين ليه بفضول قبل م يرفع راسو ناحيتها : انتي بتبكي لي ؟مسحت دموعها بسرعة وسكتت قدام سؤالو ...نطا عشان يطلع ف السرير وقعد قصادها وبكل جدية قال ليها : لو انتي حتثتاقي ليهو اتكلمي معاهو ._ منو يا عمران ؟_ ابوي ... عمو عزيز قال كدا ... قال لو اثتقنا ليه نتكلم معاهو وهو فوووووق حيثمعنا ._ طيب ... حنتكلم معاهو كلو يوم ان شاء الله بدعائنا ... بس انت هسه صحاك شنو مش كنت نايم ؟_ لا م كنت نايم ... كنت عامل نفثي نايم ضحك بعدها ببراءة اجبرت سارة على الابتسام .عمران بهمس وهو بعاين للسقف : يابا انا عايز علبيتي .سارة : بتقول ف شنو انت ؟_ بتكلم معاهو ..._ قلت ليهو شنو ؟_ قلت ليهو عايز علبيتي .._ عربيتك وين هي يا عمران ؟_ كشلتها حالتو شلمى لكن ابوي قال لي حديب ليت واحدة تانية ._ كسرتها لي ؟_ دالت دي حدت احمد .قال جملتو وهو بيتمدد ف سرير سارة .رقدت وراهو بعد م باست راسو وفكرها بقا مشغول بي شنو الواجهوه عمران واهلو وهي مافيشة .......................................عزيز وصل البيت ونزل من العربية ... دخل البيت واول شي وقعت عليهو عينو الطبلة القافلة اوضة ناس فضل ... كان عادة لمن يجي داخل البيت بيلاقي فضل من برة ولمن يدخل بلقا عمران قاعد قدام الباب .حسا بحزن عميق ودخل الصالة ... لقا امو وسلمى قاعدات ومعاهم علاء ... من م شافوه اتخلعو .مشا بسرعة باتجاه السلم لكن تاني وقف وجا راجع عليهم .عاين لي سلمى : سمعتي بالحصل ؟_ اي سمعت ... الله يرحمو ويغفر ليهو_ واثق من انو الله حيرحمو ... لكن انتي م رحمتيه ليه ؟منال : يا ولد دا كلام شنو استغفر ...اتجاهل امو ونظراتو فضلت مركزة مع سلمى : فضل ذنبو ف رقبتك ليوم الدينقامت بانفعال : الله ... ذنبو ف رقبتي قتلتو انا ؟_ اي قتلتيه انتي ... زول على قدر حالو وعندو انفة ونفسو عزيزة عليه ... تجي انتي ي مدام بكل بساطة تتهمي مرتو بالسرقة ؟ وكمان تطرديهم ؟ طارداهم لي ؟ البيت دا بيتك انتي و احنا م عارفين ؟ الاداك الاحقية بي كدا منو ؟سلمى عاينت لي علاء احساس يتكلم .عزيز عاين لي اخوه ورجع يعاين ليها : عايزاه يقوم يشاكلني ليك ويقيف ف صفك صح ؟ عموما دا م تنتظري منو شي ... لانو لو كان بيحرقو الظلم وم بيرضى الحقارة كان وقف ف وشك انتي وم خلاك تطلعي ناس بريئة وترميهم ف الشارع زي الكلاب من دون اي رحمة .سلمى بغيظ : واحدة سرقت دهبي ... سرقت دهبببببي مفروض اسوي شنو مش كويس اني م جبت المباحث ؟_ لا كدي دقيقة ... انتي فعلا م جبتي المباحث لي ؟ كان تجيبي المباحث لانهم على الاقل حيفتشو لحدي م يعرفو الحقيقة .. لكن من نفسك اتهمتيهم وحاسبتيهم وقررتي تطرديهم ؟ وكمان متهمة منو ؟ حسنة ؟حسنة دي دهبك دا لو ادوه ليها ف يدها بتجدعو .سلمى بكت من شدة الغيظ : انت بتتحاقر معاي كدا لي ؟_ سبحان الله ... م قدرتي تستحملي كلامي ؟ الظلم واحساس الحقارة حار يا سلمى ؟ ضوقي الضوقتي للراجل المسكين والمات بسببك شوية .منال وقفت على حيلها : خلاص يا عزيز يا ولدي عليك الله م عايزين مشاكل ._ م عايزين مشاكل ؟!زول فقد روحو من الزعل بسببكم وم عايزين مشاكل ؟ انتو حتمشو وين من الله ؟_ انت بتتكلم بصيغة الجمع لي ؟_ لانكم التلاتة مسؤولين من الحصل لفضل ... هي ظلمتو وطردتو ... وانتو باركتو فعلها بالسكوت ._ لكن يا ولدي هي لقت دهبها في شنطة حسنة_ هسه عليك الله يا امي كان سألتك ... حسنة دي شغالة معانا اكتر من خمسة سنة يوم ساي بالغلط فقدتي شي ف البيت دا ؟منال وهي بتندقر راسها : النصيحة لله لا ._ طيب كيف تشيل دهب مرة واحدة ؟سكتو كلهم ........عزيز وهو بيتابع مشيه ناحية السلم : انا لو مكانكم كان حصلت فضل من احساس الذنب ساي ومن خوفي من وقفتو قدامي يوم القيامة ...الموضوع دا م انتهى لسا ... وحعرف الدهب دا وصل لي حسنة كيف .سلمى عاينت لي راجلها الساكت ومدنقر راسو بغيظ وطوالي طلعت لي شقتها ....عزيز دخل شقتو ...اتجه ناحية الحمام استحم وغير ملابسو وهذب مظهرو ونزل تاني بعد م شال مفتاحو .منال : ماشي وين ؟_ راجع المستشفى دوامي م خلص وحعوض الساعات الغبتها .اتحرك بسرعة ومشا على عربيتو واتوجه للمستشفى ..................................................سارة فتحت عيونها بصوت انين حسنة الصحت من النوم ...قامت براحة من جمب عمران ودخلت الاوضة الفيها حسنة ....لقتها قاعدة ف السرير ودموعها نازلة عشرة عشرة : يا حليل فضل ... يا حليل فضلقعدت جمبها وختت يدها ف كتفها : حسنة يا بت اتصبري شوية واذكري الله ... هو الوحيد الدائم ... ادعي لفضل والله محتاج دعائك اكتر من بكاك ونواحك دا ._ هيا استاذة سارة الفراق لكن م حااااااار ... تاني بشوفو وين ؟تاني حيطل علي من وين ؟اححححي انا من فضل ... اريتني كان بحلم ... اريتو كان كلو حلم ._ الحمدلله على م اراد الله يا حسنة ... قولي الحمدلله ._ الحممممممدلله ... اللهم لا اعتراض على حكمك ... لاااا اعتراض على حكمك ._ ايوة كدا .. الفقد حاصل وكل يوم بيموت زول واحنا زاتنا لاحقنهم خليك مؤمنة وصابرة ._ الحمدلله ... الحمدلله ... بس واجعني اني م وريتو ._ م وريتيه ؟ م وريتيه بشنو .ختت يدها بطريقة لا ارادية ف بطنها : انا حامل ف التالت.سارة اتخلعت ... ولي ثواني غطت عيونها بيدها ودموعها نزلت ._ كنت قايلة نفسي عيانة ولمن مشيت الدكتور امبارح وراني اني حامل ... كنت عايزة اكلمو لكن م عارفة النساني شنو ... كان عارفة انو حيمشي مني للابد كان كلمتو .سارة حضنتها وهي بتبكي : مبروك يا حسنة ... ربنا شال منك واداك ... الله يكمل ليك حملك بالسلامة ._ لكن يا استاذة سارة الاولاد ديل اعيشهم من وين ؟ و انا لا قارية لا عندي شغلة ثابتة .سارة بتأنيب : دا كلام شنو يا حسنة لا حول ولا قوة الا بالله ... اولادك ديل عندهم رب كفيل بيهم لو انتي زاتك مافيشة بعيشو .حبوبة مريم الكانت متكلة ف السرير ومتابعة الكلام : يا بتي دي ياها الجمبك دي ابوها مات وهي ف بطن امها م شافتو بعيونها وامها ماتت ف ولادتها ... سابوها قطعة لحمة حمرا ... شوفيها هسه ماشاء الله ... زي م قالت ليك الله م بسيب عبادو وبتكفل بيهم .سارة : وانا وعزيز م حنسيبكم .حسنة : يا استاذة سارة من هسه كان دايرين تساعدوني بس شوفو لي شغلانة انا بعد م اضع الفي بطني دا بنزل اشتغل ان شاء الله ... بشتغل اي شي بس يكون قروشو حلال ... فضُل م كان بيرضى يشيل فلس من زول ... وانا م بوكل عيالو من خير الناس ... م بعمل الما برضاهو وهو ميت .حبوبة مريم : م عندك عوجة يا بنيتي والله يخضر ضراعك ويزيد رزقك ... بس كدي انتي الفترة دي حتقعدي معاي لحدي م تنتهي عدتك بولادتك وبعدها ان شاء الله السارة بتي دي بتلقى ليك الشغل وان شاء الله م يحصل الا كل الخير .سارة ف محاولة منها لتلطيف الجو شوية : كان جات بت حتسميها منو ؟ وكان جا ولد حتسميهو منو ؟حسنة وهي بتمسح دموعها : كان بت بسميها عليك ... سارة .ارتسمت ابتسامة سعيدة وصادقة ف وش سارة : وكان ولد ؟_ اكان جاني ولد بسميهو عزيز .سارة ضحكت وحضنتها : م تسميهو عزيز ... سميهو عبد الرحمن .حبوبة مريم : اجي اجي .. ومالو اسم عزيز ._ بس يا حبوبة انا بحب اسم عبد الرحمن دا ... وكنت بقول لو .... لو عندي ولد حسميهو عبد الرحمن .حبوبة مريم وهي بترفع يدينها : ان شاااااااء الله يا السارة يا بتي بركة الله واهل الله وبركة المغااااارب والملك السارب الله يرزقك بالذرية الصالحة وتجيبي عبد الرحمن دا من حيث لا تدري .حسنة وهي بتعاين ليها : ياااااارب .اما سارة اكتفت بالابتسام بس وهز راسها ..صوت رنين التلفون علا ... سارة قامت عشان ترد .مسكت السماعة : الو ._ سارة انا علاء ._ اي يا علاء_ عايني....._ ف شنو ؟علاء وهو بيبلع ريقو : مممممممم عزيز دا تعب شوية كدا ف المستشفى و ....ف ثواني جسمها كلو رجف بطريقة انفعالية : مالو مالو حصل ليه شنو ؟_ م حصل شي بس ... بس مهبط شوية ... ضرب لي عادل وقال اجيبك ليهو ف المستشفى .بكت : علاء ... انت مخبي علي شي ؟ عليك الله عزيز كويس ؟ حمشي القاهو كويس ؟ ولا ف شي تاني يا علاء ؟_ والله ماف شي ... دا الكلام القالو لي صحبو انا هسه جاييك ف الشارع اجهزي ._ طيب ... طيب سريع عليك الله .حبوبة مريم جات طالعة : ف شنو يا بنية مالك ؟حاولت تتماسك : لا .... ماف شي ... ماف شي يا حبوبة ._ وشنو السريع عليك الله دي ._ علاء جاييني_ علاء اخو راجلك ؟_ اي_ وماشا معاهو وين ؟بلعت ريقها ودموعها ملت عينها وقالت بصوت واطي عشان حسنة م تسمع : عزيز يا حبوبة ... قالو لي عزيز مهبط وعايزني ف المستشفى ... انا حاسا انو ف شي تاني ._ بسم الله الرحمن الرحيم ... يا بتي تفي من خشمك ماف الا الزين ... والهبوط دا عادي يا بنية راجلك شغلو حار واليوم دا كان صعب ._ خايفة يكون حاصل ليهو شي وهم مخبيين مني ._ يا بتي استهدي بالله ... م حيكون ف شي ان شاء الله .. كدي امشي غيري هدومك عشان لمن علاء يجي يلقاك جاهزة اجري .مشت بسرعة على الاوضة الخاتا فيها شنطتها عشان تغير ملابسها .حبوبة مريم قعدت ف الكرسي الحديدي : ياربي تجيب العواقب سليمة .بعد قرابة النص ساعة علاء وصل وركبت معاه وبدت تستفسر منو زيادة .. فهمها انو عادل صحبو ضرب ليه و وراه انو عزيز مهبط وانو كان بيهذي باسمها ... وهو فاكر انو هي قاعدة معاهم ف البيت عشان كدا قال ليه جيب مرتو وتعالو ليه ف المستشفى .سارة طول الطريق كان بتدعي ربنا انو يكون كويس ... مرات يجيها احساس انو حيكون كويس وم حيجيه شي ومرات يجيها احساس انو لا ف شي حاصل .اتذكرت تحنيسو ليها بي انها ترجع وكمية الاعتذار الاعتذرو ليها ... واتذكرت جملتها الاخيرة القالتها ليه " قبولي ليك قل " ... اتذكرت صياح حسنة وبكاها على راجلها الفقدتو ... واتذكرت مكابرتها ورفضها الشديد للرجوع ليه .هل ممكن تفقدو هي برضو ؟ وتتحرم منو للأبد ولو دا حصل حتسامح نفسها ؟ حتنسى شكلو وكلماتو البيترجاها بيها انها ترجع وانو بيستحق فرصة تانية ؟ف ثواني حست انو زعلها منو كلو اتلاشى وانها عندها مقدرة كافية انها تسامحو .. وتتجاوز كل الحصل ... وكمان موافقة انو تفتح صفحة جديدة بينهم ... بس المهم انو م يرحل ... م يمشي ويخليها ... م تجرب الم و وجع حسنة .( سامحوا واغفروا وتجاوزوا ذلات غيركم ... ربنا خلقنا بشر خطائين .. العفو والمسامحة اصعب من الانتقام وعدم المسامحة ... لكن ف نفس الوقت اسهل وارحم بكتير من احساس الذنب القد يتملكك لو حصل شي ... م ضامنين اعمارنا ولا اعمار الحولينا ... فتجاوزوا وسامحوا قبل فوات الاوان ... الاحساس بالذنب ثقيل و وقعو علينا اصعب من احساس الراحة القد توهمنا بيه المكابرة )وصلوا المستشفى ودخلوا ... سارة كانت متابعة علاء وماشا وراهو ... اول م شافت عادل جرت ليه ... طمنها وهداها وهو بيقول : يا مدام سارة م تخافي .. عزيز كويس الحمدلله ... بس كان عندو هبوط حاد جدا ... ضغط الشغل واليومين ديل م على بعضو خالص وم بياكل بالاضافة ليوم الليلة الصعب دا ... هسه راقد جوا ومركبين ليه درب ونايم ._ حصل ليه شنو فهمتي حصل شنو ؟_ كان واقف عادي و فجأة حيلو بقا م شايلو و وقع ... وانا اصريت انو استاذ علاء يجيبك معاهو لانو كان بقول ف اسمك ._ هسه هو كويس يعني ؟_ حيكون كويس ان شاء الله بس محتاج يرتاح ويهتم بتغذيتو شوية ._ ممكن ادخل ليه ؟_ ادخلي بس حاولي م تزعجي ... احنا رقدناه ف غرفة براه عشان ازعاج الطوارئ م يأثر عليه .هزت راسها وفتحت باب الغرفة ودخلت ... قربت منو بهدوء ... كان راقد ف السرير ومركبين ليه درب ... حواجبينو كان ملتقية بتضايق وحركة تنفسو هادئة .حست باللوم اتجاه نفسها ... شكلو القبيل ف العربية كان بينذر بي انو حيحصل ليه شي ... ملامحو الهزيلة وعيونو الواقعة ... كلها حاجات كانت بتنذر بي انو مرهق شديد ... كان لازم تعمل حسابها عليه زي م هو بيعمل ليها لمن يحس بيها مجهدة .قعدت جمبو ... حركة قعدتها ف السرير خلتو يفتح عيونو بهدوء ... رجع غمضهم تاني وقال بصوت ضعيف اقرب للهمس : سارة ؟ختت يدها ف يدو : اي يا عزيز .. انا جمبك ._ جيتي كيف ؟_ م مهم جيت كيف المهم انو انا هسه معاك .حست بحركة تشنجية ف وشو كانو غضبان وهو بقول : اخ ... عادل .مشت يدها ف وشو : ارتاح وبطل كلاممسك يدها بهدوء وقربها ناحية انفو وهمس : ريحة المسك البحبها .ابتسمت ودموعها نزلت ... فتح عيونو وعاين ليها : اياك تبكي ._ انا خايفة عليك شديد لكن _ انا كويس ... حكمل درباتي دي وحقوم اشوف شغلي ._ دا على جثتي .. شغل شنو كمان انت مفروض ترتاح ._ انتي عايزاني ارتاح ؟_ اكيد_ طيب اي شي انتي عايزاه مني انا حعلمو بس م تبكي .باست يدو : انا اسفةجرا يدها على قلبو : انا الاسف ( احنا يا يمة نسف الجردقة )الباب دق...سارة : اتفضل ..جا علاء داخل و وقف عاين ليه من بعيد ... عزيز عاين ليه وقبل بوشو على الجهة التانية .سارة حست بالجو المكهرب بينهم .علاء لسارة : الزول دا كيف ؟_ كويس الحمدلله ._ خلاص طيب انا حقعد انتظرك بره عشان ارجعك ._ لا لا م بيحتاج ... انا حقعد معاه لحدي م يقوم ._ طيب لو كدا ...قرب من اخوه شوية وبصوت متردد : سلامتك يا عزيز .رد بصوتو الهامس : الله يسلمك .طوالي بعدها طلع .عزيز جراها عليه .سارة : ف شنو ؟ارتسمت ابتسامة هزيلة وصغيرة ف وشو وبالرغم من كدا ظهر فيها المكر : طولت م حضنتك .ضحكت من بين دموعها : هنا ؟ ف المستشفى لكن ؟ عادل حيجي هسه يشوفك ._ ماف اي زول حيجي داخل .. اما لو على عادل ف انا عايزو يدخل ويتحرج لانو فتان .ابتسمت وطلعت جزمتها ( الله يكرمكم )عزيز : لو لسا وشك فيه دموع م تقربي مني .ضربتو بخفة ف يدو ومسحت دموعها .... ختت راسها ف صدرو ... ضماها عليه بالحيل الفيه وباس راسها وهمس ليها : م تخليني تاني .ردت عليه : م حخليك ... م حخليك الا روحي تطلع مني .غمض عيونو تاني ... وهو حاسي بكل مشاعر الامان بوجودها جمبو .