عبد الرحمن فضل يعاين لأحمد بصدمة : كيف يعني ؟ .... هم قاصدين شنو يعني يا أحمد ؟_ احنا محتاجين نتماسك ... ابسط شي عشان امك ..._ نتوقع اي خبر يعني عمران حيموت ؟_ تف من خشمك ... لا حول ولا قوة الا باللهعبدو بعصبية : طيب اتوقع اي حاجة كيف ؟ يعني مفروض اتوقع شنو ؟ وانت م وريتني لي انا كنت مع ميهان وفاكر انكم طلعتو كلكم سليمين وماف شي ... م وريتني لي ؟ لحدي م اكتشفت الخبر براي_ م وقتو ... م وقتو الكلام دا والله 💔💔💔... خلينا هسه ندعي_ أحمد لو عمران حصل ليه شي انا مستحيل اقدر اعيش ثانية تاني_ عبد الرحمن ... احنا م بيدنا شي ف الوضع دا ... كل العايز اقولو ليك انو احنا هسه مفروض ندعي ربنا انو عمران يقوم سليم وم يحصل ليه شي ._ كم رصاصة ؟_ .............._ وريني عليك الله كم رصاصة ؟_ اربعة_ لا اله الا الله محمداً رسول الله ... اربعة رصاصات ؟؟؟ اربعة رصاصات يا أحمد ؟_ المشكلة كلها ف انو نزف شديد ... الاصابات من حيث زاتها م كانت خطرة شديد ... الا واحدة ف الصدر وشقت جزء من القفص الصدري 💔.عبد الرحمن ختا يدو ف راسو وقعد ف الواطة وهو بيهمس : حسبنا الله ونعم الوكيل ... حسبنا الله ونعم الوكيل ._ عليك الله امسك نفسك بس عشان امك ... انا طمنتها وقلت ليه الوضع كويس وحيقوم ... لو شافتك بشكلك دا حتتخلع هي زاتا ... قوم امشي ليها واتكلم معاها شوية ... وياريت لو قدرت تقنعها تمشي البيت وتحاول ترتاح ... لانو وجودها ماف داعي ليها لانو م حيدخلو ليه اي زول ._ طيب ... طيب 💔.قام على حيلو ومشا ناحيتها ... اول م شافتو دموعها سالت : عبد الرحمن ... م شفت عملو ف اخوك شنو قدام عيني يا ولدي ... ضربوه بالنار يا عبد الرحمن رصصوه ورموه قدامي 💔.ختا يدو ف كتفها : امي ... عمران حيكون كويس._ وانا الببقيني كويسة شنو تاني بعد الشفتو ؟ حيشيل المنظر دا من عيني شنو تاني يا عبد الرحمن 💔... هسه اهم شي بالنسبة لي انا عايزة اشوفو ... وديني ليه اشوفو ._ طيب يا امي حنمشي ليه ... بس توعديني بعدها حترجعي البيت ؟_ البيت دا والله م حدخلو ... يا ولدي دم اخوك ملا الارض اخشو كيف تاني ؟_ انا وديت ميهان شقة فُندقية .. حوديك ليها ... لانو يا امي وجودك هنا م حيفيد ... م حيفيد ابداً وحتتعبي نفسك ... تمشي ترتاحي شوية وتجي راجعة كويس ؟_ والبيقعد مرافق ليه منو ؟_ حيكون معاه أحمد عشان لو حصل اي شي_ كيف لو حصل اي شي ؟_ يعني لو صحا او احتاج حاجة ._ ان شاء الله يارب يصحى واملا بيهو عيني ._ حيقوم يا امي ان شاء الله ... ان شاء الله .دخلو على القسم حق العناية المكثفة ... و وقفو يعاينو ليه بالزجاج الفاصل بينو وبينهم .وشو م كان ظاهر كويس بس ظاهر جسمو الموصل بي اجهزة كتيرة ... المنظر كان مثير للحزن الامر الخلي عبد الرحمن وامو يذرفو الدموع بقهر من شوفتو بالشكل دا ...عبدالرحمن اضطر يطلع امو من المكان لانو بقت بتبكي بطريقة هستيرية ...اول م ابتعدو من العناية المكثفة ضماها عليه بحنان : م تخافي يا امي ._ كر علي يا عمران يا ولدي دي شنو المصايب المركبنها ليك دي 💔...ياريتو فيني ولا فيك 💔_ امي ... بدل م تدعي على نفسك ادعي ليهو هو ... عمران بس محتاج دعواتنا ف الوقت الحالي ... وباذن الله الواحد الاحد حيقوم ... ان شاء الله ._ اضرب لي علياء اختك خليها تجي ._ طيب بس الواطة تصبح ... عشان م تتخلع ._ حسبي الله ونعم الوكيل ف الكان السبب ... حسبي الله ونعم الوكيل ...طلعوا على بره ولقو احمد واقف ...عبد الرحمن وراه انو حيرجع مع امو البيت عشان ترتاح ... ودعهم ورجع قعد في الكنبة المعدنية المختوتة ف الممر وهو بيشيل ف انفاسو : يارب ... يارب م تختبرنا فيهو ... يا الله قومو سليم معافى عاجلاً غير آجل ... إتكل بضهرو على الكنبة وهو بيقاوم في فيض الذكريات الاتصب عليهو ... ذكرياتهم مع بعض ... الاجازات ... الجامعة ... الطلعات ... لعب الكورة ... المرقات ... كانو الاتنين زي الاخوان وكل اللحظات المهمة لاي واحد فيهم التاني كان حاضر فيها ... أحمد م كان مستوعب انو عمران ف الساعات الجاية قد يفارقو للأبد... كان بيتأمل خير ف ربنا وانو حيقوم ... وشوية تانية الخوف يتملكو ويفتكر انها النهاية ...مدد رجولو ف الكنبة من شدة الارهاق ... كان بينوم شوية وفجأة يصحى مخلوع ... بينتابو شعور فجأة كانو دا كابوس مزعج وحينتهي اول م يفتح عيونو ويفوق وكانها وسيلة لعقلو عشان يهرب من الفكرة المخيفة بتاعت فقدو لعمران .مرت ساعات طوال وهو على الحالة دي ...لحدي م تلفونو اهتز... شال التلفون و وقف على حيلو اول م شاف الاسم ... فتحو ورد : الو_ انا وصلت_ حمدلله على السلامة_ الله يسلمك ... انا شوية وحجي عليك ف المستشفى ._ لا ... م تحي المستشفى ... انا حمشي على الشقة الفي البرج السكني الهم نازلين فيها مؤقتاً عشان البيت وضعو م بيسمح يكونو قاعدين فيه ... حرسل ليك اللوكيشن .. وانت تعال لي بهناك ._ طيب ...أحمد طلع وجسمو كلو معسم من نومة الكنبة ... الجو كان بارد شديد ... ركب العربية واتوجه ناحية البرج السكني ...الشقة كانت ف الطابق الاول ... دق الباب وشوية جا عبدو فتح ليه ...احمد سالو باهتمام : خالتو حُسنة حالها كيف ؟_ والله يا احمد قضت الليل كلو بكاء وصلاة ودعاء ... هسه يادوب أخدت ليها غمدة ._ الحمدلله بس انها هسه نامت .. عشان ترتاح وم تجيها مضاعفات ... علياء عرفت ؟_ اي كلمتها ... قالت حتاخد اجازة طارئة وحتجي ف اقرب فرصة ._ ان شاء الله بس م تكون اتخلعت ..._ اسكت ساي ... كل شوية تضرب لي وتبكي ._ لا حول ولا قوة الا بالله ...طيب ميهان وين ؟_ ف البلكونة ..._ عرفت ؟_ اي_ اوكي انا حمشي ليها ._ اعمل ليك حاجة تشربها ؟ شكلك مرهق شديد ._ لا لا م تتعب نفسك اصلا حرجع على الفندق استحم واغير هدومي وارجع المستشفى تاني ._ لا لا ... ارتاح ... اصلا امي قالت هي الحتمشي ...فخلوها مناوبة بينكم ..._ طيب نشوف .اتجه ناحية البلكونة ...لقاها قاعد ف كرسيها ... اللحقوه ليها هنا ف الشقة بعد م الشغالة شالتو وطلعتو من اوضتها .الهواء كان بيلعب بخصلات شعرها ونظراتها كانت شاردة .عاين ليها وبرك جمبها : ميهان .ضغطت بيدينها على طرف الكرسي : أحمد ... انت كنت وين ؟_ كنت ف المستشفى مع عمران ..._ طيب وريني هو كيف ؟ حالتو كيف عليك الله 💔_ والله يا ميهان م عارف اقول ليك شنو ... غايتو لسا م اتجاوز مرحلة الخطر ._ كلو بسببي انا_ لا ... انتي م عندك اي ذنب ... اوعك تلومي نفسك ._ هو عمل كدا عشان يحميني 💔... م قادرة اصدق اربعة رصاصات مرة واحدة ؟ لي دا كلو هو اصلو عمل شنو ؟_ ادعي ليه ف الوقت الحالي ... اكتر شي هو محتاجو هسه الدعاء وبس ._ يارب ... يارب تقومو بالسلامة ._ ف زول جاي بالمناسبة ... ولازم تقابليه ..._ زول ؟ زول منو ؟_ استني شوية وحتعرفي ._ طيب هسه انا ممكن اعرف الناس ديل عملو كدا لي ف عمران ؟ وهل الخطر لسا باقي ؟_ الاجابات دي م عندي انا ..._ لي انت دايماً الاجابات م عندك ؟ابتسم : لانها بالجد م بتكون عندي ... انا لو عارف حوريك بكل شي...طلع تلفونو وعاين ليه : عايني شوية وحجيك طيب ؟_ طيبطلع من البلكونة وهي فضلت ف مكانها ... مرت دقايق طويلة ... لحدي م حست بأصوات رجول جايا عليها .اتلفتت وراها : أحمد ؟لي ثواني حست انو الكورة الارضية وقفت من الدوران... وحست انو الدم انسحت من جسمها كلو والشلل انتشر ف كل اجزاء جسدها .. عيونها اتوسعت وهي بتعاين للواقف قدامها .... لفت بكرسيها وجسمها كلو بقا بيرجف : ب ... بابا ؟كان عزيز ابوها واقف قدامها ...كادت تصرخ من هول المفاجأة ... الا انو قعد قدامها وعانقها بحنان وحب وشوق شديد : يا حبيبة ابوك انتي.بكت بصوت عالي : انت حي .... انت حي ؟زحت منو ومسكت وشو بين يدينها وبقت بتتحسسو قبل م تحضنو تاني عليها : بابا انت حي .... لي قالو لي انك مت ؟ لي قالو لي كدا ؟ انا قلبي اتقطع من دونك... انت كنت وين ؟ لي خليتني براي طول الوقت دا ؟؟؟ لي اتخليت عني ؟ انا م قادرة اصدق ... انا اكيد بحلم .عزيز : م حلم يا ميهان ... م حلم يا قلبي... انا هنا قدامك ... وتاني م حبعد عنك مهما حصل ._ كيف وريني كيف دا حصل وانت كنت وين طول الوقت دا ؟_ ححكي ليك وافهمك كل شي يا حبيبتي انتي هسه بس اهدي .ضمتو عليها زيادة وذرفت دموع شوقها وفقدها وخوفها ... كمية الخوف والاسئلة الكانت مسيطرة عليها ومعذباها ف الايام الاخيرة... حست انو اول م ختت راسها ف حضنو كل مخاوفها اتلاشت ... وبقت في اهدا واكتر محل آمن ف العالم ... كانت حاسا كأنها ف حلم وم قادرة تصدق .صوت بكاها خلى حُسنة وأحمد يجو على البلكونة بسرعة ... حُسنة اول م شافت دكتور عزيز صلحت توبها وبقت بتبكي : هي يا دكتور عزيز 💔.عزيز قام من جمب بتو ومشا عليها سلمت عليه وهي بتبكي شديد : ياااا حليلكم يا دكتور عزيز أخيراً ظهرت ؟_ ازيك يا حسنة ؟_ قلبي مقطوع يا دكتور عزيز على وليدي ._ حيقوم بإذن اللهمسحت دموعها : الحمدلله ربنا طمنك على بنيتك ... اول م شفتها مسكت دموعي بالعافية ... نسسسسخة من سارة ... عمران يشيل و يوصي فيني ... يا يُما اوعك تبكي قدامها ... واوعك تتعاملي معاها كانك بتعرفيها من زمان وم تجيبي سيرة امها و ابوها عشان م تنهار ... والله كنت اشوفها كدا اخش الاوضة وابببببكي قدرتي عليها 💔 صغيرة وجاهلة وانت وامها بعيدين عنها ... الحمدلله انك هسه جيت وشفتها .نزل عيونو بتأثر : وعمران زاتو حيرجع ليك تاني وحتشوفيه يا حُسنة باذن الله الواحد الاحد ._ من ربك لباااااب السماء يا دكتور عزيز ... ان شاء الله ياربي يقوم تاني واشوفو سليم ومعافى قدامي .عزيز دنقر على ميهان ... مسح ليها دموعها وباس راسها : حبيبتي ... حاجيك راجع طيب ؟ عندي مشوار مهم لازم امشيه .هزت راسها : طيب ... بس م تتأخر علي يا بابا_ طيب ان شاء الله م حتأخر عليك ..بعد خطوتين منها و وقف لمن قالت ليه : انت بالجد حي ؟ بالجد واقف قدامي ولا دا حلم .رجع ليها تاني ... عدل نضارتو وابتسم ... مشا يدو ف شعرها : لا م حلم ... انا حي ارزق ... وهندا قدامك يا بتي ._ عليك الله م تخليني براي تاني_ اوعدك .فضلت متابعاه بنظراتها لحدي م طلعو من باب الشقة هو وأحمد ...عزيز ركب العربية ... شال منديل ومسح بيه الدموع الاتجمعت ف عيونو ... سأل احمد باهتمام : الدكتور اداك اي تحديثات ؟_ صراحة لا ... ياهو بس قال لي اتوقعوا اي شي ف الساعات الجاية ... انا بالجد متوتر شديد من الجملة القالها لي دي ... بالاضافة لي انو ف شق ف الضلع ._ الاصابات م هينة يا أحمد يا ابني ... لكن ربنا قادر على كل شي واملنا بالله كبير ... يا ريتني لو م سمعت كلامو وم دخلتو ف المتاهة دي ._ الشي دا م بيدك ... ولا بيد زول فينا ... واعتقد لو انت كنت ف مكان عمران كنت حتعمل نفس الشي ... صدقني يا دكتور ... عمران عندو ولاء ليك م طبيعي ... لمن مرات انا كنت بغير وبحسدك على كمية المشاعر الطيبة والاصيلة الهو كانيها ليك دي ._ انا محظوظ والله كونو ربنا ختاه لي ف طريقي ._ انت مش محظوظ انت اكيد بتستحق الحاجة دي ... على العموم هسه ف خبر جميل وسط الحزن دا ؟_ اللي هو ؟_ مدامك فاقت من امبارح ..._ بالجد ؟_ اي والله ... هي مع عمران ف نفس المستشفى ... شوف عمران وبعدها اطلع ليها ... عُقبال عمران يقوم يا رب .عزيز رجع بذاكرتو لليوم داك لمن مشا لي عمران ف مكتبو عشان يطلب منو المساعدة ...منها وهو طالع لاحظ للعربية الصغيرة المختوتة ف المكتب ...ابتسم : انت لسا محتفظ بيها ؟عمران وهو بعاين للعربية : دي أجمل هدية اتلقيتها ف حياتي ._ انت كل شوية بتبهرني بيك زيادة ._ عم عزيز ... احنا ممكن نتصرف ونعمل شي ... من دون م انت يحصل ليك شي ._ ياريت يا عمران يا ابني ... لكن ماف طريقة ... انا استسلمت ._ بس .... بس الاستسلام م من شيمك والله ... م تخلي نفسك تضعف ... واديني فرصة ... اديني فرصة اقدر اساعدك بيها ... اقعد عليك الله خليني اوريك ._ بس الزمن .._ طيب عاين ... انت تخلي نونا وخالتو سارة يجو هنا ... وانت احجز طوالي على السودان ف اقرب فرصة ...وقتها هم حيكونو بأمان هنا معاي ... وانا بوصلهم ليك السودان ._ لكن انا م حيخلوني الا وانا ميت ._ احنا ... احنا ممكن نلقى طريقة ... نوهمهم بيها انك مت ... بحيث انت تكون ف طريقك للسودان ..._ لخبطت لي راسي يا ولدي ..._ م انا مستحيل اخليك تتقتل وانا حي .. مستحيل ... وانا واثق انو ف طريقة لخروجك حي من الموضوع دا كلو ... بس لو قعدنا وخططنا ..._ لكن ماف وقت_ لا في ... ف وقت ... وحنقدر والله حنقدر .شال العربية ومداها ليه : امسك ... خليها معاك ... وانا اوعدك انو حترجعها لي بنفسك ._ قصدك شنو ؟_ قصدي تعهد مني امام الله انك حترجعها لي بنفسك لمن نتلاقى تاني ..._ انا م عايز اخت امل لي شي م حيحصل ؟_ منو قال ليك م حيحصل ؟ ولي تفقد الامل أصلا ؟ يا عم عزيز الامل دا الشي الوحيد البخلينا نقدر نعيش ف الدنيا دي ... هو النور الوحيد وسط الضلام ...رجع للواقع بصوت احمد : دكتور عزيز_ ايوه يا ابني_ بنده عليك من قبيل سرحت وين ؟_ معليش بس اتذكرت شي ._ م مشكلة ... كنت عايز اقول ليك بمناسبة انو المعلومات والبيانات الكانو خايفين منها افراد العصابة ديل انها تنتشر هسه خلاص انتشرت وبقت حديث الساعة عن المؤسسة الطبية البتعمل تجارب على افراد بشريين ... هل حتقبل تعمل مقابلات مع ناس الصحافة ؟ لانو شايف هسه السوشيال ميديا والمواقع الاخبارية كلها ضاجة بالموضوع دا ._ لا والله ... عايز اكون بعيد كل البعد عن الإعلام ... بعدين يا ابني هم م عصابة ... هم بس استأجروا الناس ديل عشان يقضوا ليهم غرضهم ._ صراحة الحصل دا ينفع فيلم عديل ... كونو الناس تكون فاكراك متوفي وانت حي وف النهاية تطلع كل المعلومات موجودة في شريحة ف سلسلة ميهان ._ دا كان اكتر مكان آمن عشان اخت فيه المعلومات دي ._ والرصاص والهجوم دا كلو وهم م عارفين انو البيهمهم ف السلسلة ؟_ لا عارفين ... الوصلت ليه ف النهاية انهم عارفين انو العايزنو عند ميهان ... لا وكمان شكلهم عرفو اني حي ... عشان كدا كانو عايزين يلوو يدي بيها ... بس الحمدلله ربنا كشفهم ._ الحمدلله ... المُحزن يا عمي انو خطيبة عُمران القديمة معاهم ... ختوها ف نصنا عشان تجيب ليهم اخبارنا ._ معقول ف ناس كدا ف الدنيا دي ... كيف قبلت ؟_ المشكلة عمران كان بيحبها حب عظيم ... هي حفيدة الراجل الكان شغال معاه ف الورشة زمان ... لكن فجأة قررت تسيبو عشان تعرس واحد تاني قدر جدها ... سابتو بأسوء طريقة ...رمت ليه دبلتو وقالت ليه تاني لا تشوفني ولا اشوفك ... عمران وقتها كان لسا م كون نفسو كويس ... ياخ كانت انسانة مقرفة ومادية بشكل مع انها م كانت محتاجة خالص ... وبعد دا كلو لمن ظهرت ليه اتعامل معاها بكل احترام مع انو كلنا حذرناه... بس كان بقول انو مجرد شغل بيجمعو معاها ._ شغل ؟_ ايوه هي مذيعة ... بتكون بتعرفها ... ليلى رحيم ._ لا ... مستحيل ... معقولة ؟ كنت دايماً بشيد بيها وبي اسلوبها الاذاعي وادارتها للحوارات ._ م تصدق مظهرها واسلوبها ... الانسانة دي عبارة عن شيطان رجيم ... هسه الشرطة اتحفظت عليها تبع المتهمين ... بس انا اموت واعرف كيف قدرو يختاروها عشان تكون معاهم ؟ لي بالذات دي ؟_ يا ابني الناس ديل ذكيين شديد وبيدرسو كل شي قبل م يقدمو عليه ... اكيد اختيارهم ليها حيكون عشان شهرتها ونظراً لي انها من نفس البلد حقتو و الصدفة كان ليها راي تاني ..._ الدنيا دي فيها ناس اعوذ بالله .. خبيثين خُبث م طبيعي وبيحبو يأذوك من دون م حتى تهبشهم ..._ بس بقدر خبثهم ربنا قادر يكفيك شرهم .. ولازم تكون مؤمن بي انو م حيضروك ولا حينفعوك الا باذن الله ... فأمر المؤمن كله بيد الله ... وكل شي بيكتبو لينا لخير ... عقولنا وقلبونا البشرية والعاطفية جداً ومحدودة الرؤية م بتشوف الخير فيه طوالي ..._ الحمدلله دائما وعلى كل حال ._ هسه يا احمد ميهان ماشا كيف ف العلاج ؟مسح وشو بيدو : كويسة والله .. اخدت معاها جلسة واحدة ... عموماً هي وضعها م سيئ بالكتير جلستين تاني وحتقدر تمشي ان شاء الله ... م تشيل هم ....وصلوا المستشفى ونزلوا ...مشو باتجاه غرفة العناية ... دكتور عزيز وقف يتأمل فيه ... اما أحمد فختا يدو ف الزجاج وبقا بيهمس بإسمو ... كأنو عايزو يسمعو ... دنقر راسو بحزن : يارب ... انت قادر على كل شيئ قومو يارب ...رفع راسو بسرعة لمن سمع صوت صفير من الاجهزة ...دكتور عزيز ظهر التوتر عليه نظراً لي انو كان عارف دا معناه شنو .الممرضة الكانت موجودة ف اوضتو ضغطت على زر جمب سريرو ... وف ثواني جا الدكتور المتابع حالتو ومعاه ممرضة تانية ...أحمد كان بعاين بخلعة ...الخط الظهر ف الشاشة الصغيرة خلا الدكتور يستخدم جهاز الصعق الكهربائي عشان يسعف القلب الوقف فجأة ...الصوت كان مخيف شديد ... اول م ختا الاقطاب الكهربائية ف صدرو وانتفض جسمو احمد ختا يدينو ف راسو وقعد ف الارض وبقا مغمض عيونو وهو بيهمس : لا يا عمران لا لا .عزيز ختا يدينو الاتنين على الزجاج ... الدكتور بعد الاقطاب وشحنها ... وتاني رجعها ليه ف صدرو الارتفع لفوق ونزل ...عزيز دموعو سالت : اللهم سلم ... اللهم سلم .ذاكرتو رجعت بيه لي ورا ... قبل ٢٦ سنة لمن عمران كان عمرو ٥ سنوات بس ... كانو السنين بتعيد ف نفسها ... والمواقف المؤلمة بتتكرر ... نفس منظر عمران دا كان منظر فضل ... جلابيتو المليانة بالطين بتاع المطرة ... جسمو الهزيل وهو بينتفض تحت رحمة الصعقات الكهربائية أملاً ف ارجاع قلبو للنبض تاني ... عمرو م نسى اللحظات دي ... وعمرو م اتوقع يشوف عمران ف نفس عمر ابوه المات بيه وف نفس المنظر كمان ... كان منظر قاسي ومخيف ومؤلم شديد ... واتمنى لو م طلب منو يساعدو ولا سمع كلامو الاداه ليه عشان ينقذو بيه ... اتمنى لو مات ولا شافو بالمنظر دا .... حسا بالذنب بينخر ف قلبو وهو بيشوف فيه بينتفض من الصعقات الكهربائية ودا كلو بس عشان حب يحفظ حياتو .الصعقة التالتة وبعدها الدكتور رجع الجهاز ... وعاين ليه من الزجاج .سمع صوت الجهاز الرجع يشتغل تاني ... شال انفاسو وقعد ف الارض ...ختا يدو ف كتف أحمد : الحمدلله ... الحمدلله النبض رجع ._ انا ... انا عمري م اتوقعت اشوف منظر زي دا ف عمران 💔._ يا ريتني لو م اقحمتو ف الموضوع دا 💔... يا ريتني لو خليتو بعيد كل البُعد .احمد قام من الارض بعد تعب : قوم يا عمي .. قوم لازم تمشي لي زوجتك وتشوفها .ساعدو ف انو يقوم ...عزيز المنظر الشافو مع انو م غريب عليه لكن استهلك طاقتو ...أحمد جاب ليه قزازة موية ... شرب منها شوية ومشا على اوضة سارة ...فتح الباب ... كانت نايمة ... مرت ٣ شهور من اخر مرة شافها فيها ... كان مفروض انو كلها حكاية ١٠ ايام بالكتير ويقابلهم ف السودان ... لكن جاءت الريح بما لا تشتهي السُفن ... وحصل الحادث ... كان لازم ينتظر ويتكوي بنار الشوق والخوف والقلق عليهم وهم بعيدات منو ... وم كان قادر يجيهم ... ولا وضعهم بيسمح انو يجيبوهم السودان ..عمران كان كل م يزورها بيصورها ليه زي كان بيطلب منو ... وبيوصل ليها كل كلامو البيوصيه بيه ... لانو كان مؤمن بي انها سامعاه ... عمرو م اتوقع انو حيعيشو ظروف قاسية كدا ويتفرقو من بعض ...قرب كرسيه من سريرها ... اتأمل ملامحها ... شعرها الاسود الفاحم الاتخللتو بعض شُعيرات الشيب الابيض لبلوغها الخمسينات ... وشها المريح ... والوقار الظاهر فيه ... كانت كأنها بتزداد جمال كل م تكبر ... م عرف كيف قدر يستحمل كل الفترة دي بعيد عنها ... رقد براسو زي الطفل الصغير جمب يدها ...ولي ثواني استكان وغمض عيونو بهدوء ...استنشق ريحة المسك الكانت دايماً فايحة منها من اول يوم عرفها ودايماً لاصقة فيها .فجأة فتح عيونو لمن حسا بيدها ف راسو ...رفع راسو براحة وعاين ليها ... لقاها برضو بتعاين ليه ... نظراتها واهنة ... لكن حالتها كانت كويسة ... قالت بصوت هامس : عزيز ... انت جيت ؟الدموع ملت عيونو ومسك يدها : سارة .. حبيبتي 💔._ شششششش ... م تبكي يا عزيز ... م تبكي ... انا كويسةقال ليها بصوت مكتوم ( مكتوم ولا سعود خخخ ) : اشتقت ليك شديد ي سارة ... عارفة انا لي كم منك ؟سكتت شوية : ت ...تلاتة أيام ؟ضحك من بين دموعو : ٣ شهور ._٣ شهور ؟_ شفتي انتي كنتي بعيدة مني كيف ؟_ حصل شنو ؟_ عملتو حادث_ ميهان ... ميهان بتي وين؟_ كويسة وبخير وعافية ... راجياك بس تطلعي ليها ._ انت كنت بتتكلم معاي صح ؟ انا كنت حاسا كاني نايمة وف زول بتكلم معاي ._ دا م انا ._ منو ؟_ عمران_ عُمران صغير ... كان صوت راجلمسح دموعو وابتسم : انتي يا سارة قايلانا ف التسعينات ولا شنو ؟ عمران بقا راجل ... ارتاحي كدا عشان ف حاجات كتيييرة فايتاك يا سارة ف حاجات كتيرة محتاج احكيها ليك ._ انا حاسا اني مشتاقة ليك شديد ._ دي ٣ شهور ... انا كمان مشتاق ليك ._ عايزة ميهان ._ حتجيك .ختت يدها ف يدو ورجعت نامت تاني ...أحمد فضل واقف برا ... كان ف صراع مع نفسو عشان ينسى الشافو ... ضربو ليه ناس الشرطة ... كانو عايزين إفادات منو ... مشا ليهم وبعدها طوالي رجع لي شقة ناس حُسنة ...حسنة كانت بتقرا ف قُرآن لمن هو جا داخل ... كان ظاهر تعبان شديد ...اول كنبة لقاها قدامو نام فيها ...صحا بحركة على وشو ... لقاها ميهان ...شايلة مناديل مبلولة وبتمررها ليه على وشو ... عاين ليها باستغراب : ف شنو ؟_ كنت بتهلوس واضح ... وبعدين جسمك كان سخن شديد .قعد ف الكنبة ومسح على وشو : مممم ودي مكمدات يعني صح ._ ها؟_ عايزة تنزلي لي حرارتي ؟هزت راسها ببراءة خلتو يبتسم ليهاسألها : وين عبد الرحمن؟_ مشا يودي خالتو حُسنة المستشفى ._ انتي عارفة انو امك صحت ؟_ اي وراني عبد الرحمن ..._ حتمشي ليها ؟_ اكيد_ طيب اوديك_ لا ... انت شكلك تعبان شديد هسه ...عاين للأرضية : نفسياً اكتر من جسدياً ..._ عشان عمران صح ؟_ كانت حيموت قدامي ... نبضو وقف ... وعملية الانعاش كانت فظيعة شديد ... عمري م اتوقعت اني حشوفو يوم بالشكل دا ._ انا بالجد اسفة_ انت فيك عرق انجليزي ؟_ كيف ؟_ بيحبو يعتذرو ف كل شيابتسمتتابع كلامو : ماف شي يخليك تتأسفي_ بتأسف للبيحصل ليه_ ربنا كريم ..._ ونعم بالله ... عارف ... الحصل لي في الشهر دا بيعادل حياتي كلها ... انا م كنت فاكرة اني حعيش حياة كدا ._ كلنا ... الفترة الاخيرة م كان ف واحد فينا متوقع يعيشها ... ترقب وخوف وحاجات عجيبة ._ انت م جربت الحصار الحصل لينا جوه البيت ... ولا عمران وعبد الرحمن طلعوني كيف 💔... كنت حاسا اني حمل تقيل شديد ... بيحاولو يحمو فيني بروحهم وانا حتى م قادرة اساعدهم بي اي شي ولا حتى اني اسهل عليهم وامشي برجولي بدل م يشيلوني ويتعبو نفسهم ._ انا م بحب الزول البلوم نفسو على شي هو م عندو يد فيه ... كونك م بتقدري تمشي فدا م ذنبك ... وبعدين انتي زي الريشة يعني م متعب شيلك .بلعت ريقها وظهر الخجل ف وشها وهي بتعاين للأرضية الامر الخلا أحمد يبتسم ... رجعت بكرسيها لورا وختت المناديل ف التربيزة .أحمد وقف على حيلو : انا حاسي نفسي احسن هسه ... خليني اوديك المستشفى لأُمك تشوفيها ... انتي م مشتاقة ليها ولا شنو ؟_ مشتاقة ليها شديد_ طيب خلينا نمشي ..._ متأكد انك كويس؟_ اي متأكد ._ طيب ارح .ف ثواني كانو ف الباركينغ حق العربات .. ركبها العربية وشال كرسيها ركبو بورا ... طلب منها تربط حزام الامان واتحرك على المستشفى .سألتو بفضول : الشرطة لسا ف البيت ؟_ لا خلاص فضوه بعد م كملو تحقيقاتهم ... لكن م اظن تاني زول يقدر يعيش فيه ._ لي ؟_ حتقدري تستحملي ؟_ قول .._ الحارسين البرا اتقتلو ... بالاضافة للسواق ..._ لا اله الا الله ... لي دا كلو يعني 💔💔💔... لي هم مؤذيين كدا ؟_ دي ناس م عندهم قلب ولا رحمة يا ميهان ... كلاب قروش ... يقولو ليهم اقتلو يقتلو .. انهبوا ينهبوا ... اي شي يطلبوه منهم بيعملوه بس عشان القروش ... الموضوع قد يكون اكبر من استوعابنا ... انو كيف ف ناس بتعمل كدا وبتبيع ضميرها عشان حفنة مال ._ قبضوهم ؟_ اي تقريباً قُرابة العشرة انفار ... و خطيبة عمران القديمة معاهم_ هو كان خاطب ؟_ اي ... تتذكري البت الجات البيت زيارة ديك ؟_ م شفتها ..._ فعلاً انتي كنتي فوق اليوم داك .. المهم الإنسانة دي معاهم ._ م عارفة اقول شنو ... بس كيف نفسها سمحت ليها تأذيه_ م اول مرة ... دي م اول مرة نفسها تسمح ليها تأذيه ... زمان اتخلت عنو ف اكتر وقت هو محتاج ليها في ... بعد علاقة دامت قرابة ال٨ سنوات في النهاية سابتو بكل بساطة عشان راجل تاني ... دخل ف حالة نفسية زي الزفت ... لكن ف النهاية اتجاوزها زيها وزي اي حاجة فاضية ... الانسانة دي من شدة م خبيثة كانت مهمتها كلها محصورة ف انها تفضحو وتخليه يُستبعد من المنصب حقو دا .. لكن الحمدلله ... ربنا في ._ هو انا ممكن اشوفو ؟_ ممنوعنزلت راسها : طيبوصلو المستشفى و دخلها على العنبر الفيه أُمها .. ضربات قلبها زادت لمن أحمد وقف بيها قدام باب الاوضة ... مد يدو وفتح الباب ... لقت ابوها قاعد وماسك يد امها ... كان مضاريها و وشها م ظاهر ... كانت بس عايزة توصل بسرعة عشان تشوفها .. عرفت انها محظوظة جداً كونها تشوف ابوها الفهمها عُمران انو اتوفى الليلة وتشوف امها الليها منها شهور ف نفس اليوم ...قربت بكرسيها من السرير ... مسكت يد امها بعد م ابوها زح ليها ...سارة فتحت عيونها بعد م ميهان مسكت يدها ... غمضت عينها وفتحتها تاني وعاينت ليها مسافة قبل م تبتسم : ميهان ... حبيبتي .ميهان وهي بتمشي يد امها ف وشها : ماما ♥️.
