حسنة كانت قاعدة ف السرير وشايلة طفلها العمرو ٤٠ يوم ... سمتو عبد الرحمن ... زي م طلبت سارة منها لانها نفسها في طفل اسمو عبد الرحمن .عاينت للبيبي الصغير والنايم بهدوء .قبلت على جهة الشباك لمن سمعت صوت عمران العالي وهو بيضحك ... ابتسمت لمن لقت عزيز بلعب معاه بالكورة ... شالو وطيرو فوق وتاني مسكو ... عمران شبك يدينو ف رقبتو وهو بضحك ... ابتسامة عمران اللطيفة الظهرت السنون اللبنية المكسورة ونظراتو البتلمع بحب وهو بعاين لي عزيز كانت مثيرة لي سارة المسكت كاميرتها بتأهب ... نسمات الهواء المارة داعبت خصلات شعرهم المموج ... نظراتهم اتلاقت .. وزادت ابتسامة عمران طرديا مع ابتسامة عزيز المستمتع باللعب ... وهنا سارة ضغطت على زر الكاميرا ...عزيز باس خد عمران قبل م ينزلو الارض ويكملو لعبهم ...علياء جات جارية : خالتو سارة حبوبة مريم قالت ليكم الغداء ._ طيب جايين .بشقاوة ختت اصابعها في خشمها وصفرت بصوت عالي ... عزيز اتلفت عليها وهو رافع حاجبو باستغراب ...ارتسمت ابتسامة شفتة في وشها 😌... قالت ليه : يلا يلا الغداء .عمران كان بتشعبط بشقاوة في يدو وهم داخلين لي جوه .قعدو في صينية الغداء كلهم م عدا حسنة الختو ليها اكلها بدري .اتغدو وبعدها عمران وعلياء طلعو يكملو لعبهم ...كان الوضع مناسب للثلاثي انهم يتكلموا بأريحية ف موضوع حسنة الخلاص كملت عدتها وتمت الاربعين وبقا ماف اي حجج او اعذار ليهم عشان يجبروها تقعد معاهم .سارة وهي بترشف من كباية الشاي : حسنة صعبة شدييييد يا جماعة ... حلفت ستين يمين ماف زول يدفع ليها فلس ...عزيز : الناس ديل نفسهم عزيزة شديد يا سارة ._ لكن احنا بقينا زي الاهل ._ برضو ... اي اصرار مننا قد يكون سبب ف الاحراج ليها ._ اها الحل شنو ؟_ لقيت ليها شغل ف مصنع نسيج ... يعني مناسب معاها ._ طيب حلو والسكن كيف ؟_ لقيت بيت ايجار مناسب معاهم .. اوضتين وحمام ومطبخ وبرندة .حبوبة مريم : طيب وايجارو كيف ؟_ مناسب ... عموما انا دفعت ايجار سنة لقدام ._ الله يبارك فيك يا ولدي ويديك لحدي م يرضيك ._ اللهم امين يا حبوبة مريم جمعا ... هسه مفروض نشوف ليهم موضوع سراير وعفش ._ نجيبو ليها كيف ؟_ ممكن نقول ليها هدية الرحول وكدا ... وبالمرة معاه مواد تموينية للفترة دي .سارة وهي بتشيل انفاسها : انا خايفة عليهم شديد ... يا ربي حسنة حتقدر تعيش براها مع الاولاد ؟حبوبة مريم : دا كلام شنو يا بت ... البقول الكلام دا زول ايمانو ضعيف ... ربك م بنسى عبدو ..._ ونعم بالله ... بس يعني الزمن دا صعب ... بالجد خايفة عليهم ._ م بتجيهم اي عوجة .عزيز : واحنا زاتنا حنكون معاهم وم حنسيبهم باذن الله ._ اكيد .حبوبة مريم بقت بتقح بصوت عالي ...سارة عاينت ليها بقلق ... كانت ملاحظة ليها الايام دي بتقح بقوة لمن انفاسها بتقوم بطريقة مقلقة .عاينت لعزيز لقتو بعاين ليها بنفس الطريقة ...سارة : حبوبة انتي كويسة ؟_ الحمدلله يا بتي_ مالك الايام دي ؟ضحكت : مالي يا بتي ؟_ ملاحظة ليك تعبانة كدا_ هيا بتي ياهو خلاص اخر العمر والعجز بيعملو كدا ._ اوعك تقولي كدا .قالت جملتها وهي بتتأمل في شكلها ... التجاعيد الواضحة والجلد المترهل في يدينها واسفل عنقها ... حواجبها الخفيفة والشعر الابيض الغزا راسها بالرغم من محاربتها ليه بالحنة ... لاحظت انها فعلا بدت تكبر ... ف ثواني سرحت بذاكرتها ... طفولتها واهتمام حبوبة مريم الشديد بيها ... الهدوم الحلوة البتشريها ليها ... الشباطة والشرابات وشرايط الشعر ... اهتمامها بجمالها وانوثتها لمن بدت تكبر ... وصاياها الكانت بتقولها ليها ... امشي كويس .. اقعدي زي البنات ... اضحكي بصوت واطي ... كيف علمتها تكون قوية وم تخاف ابدا ف حقها ...كتب المكتبة والمجلات الكانت بتشتريها ليها ... اهتمامها بتعليمها وتحفيزها وتشجيعها ... وقفتها جمبها لحدي م اتخرجت من كلية القانون ... وجودها الدائم بجمبها في اصعب اوقاتها ...اتذكرت اخر مشكلة بينها وبين عزيز لمن عرفت حقيقتها واحساسها بالحزن والالم الخلاها تأذي نفسها بقسوة وهجران عزيز ليها بالايام ...اول شخص لجأت ليه كانت هي ...متذكرة لسا لمن جات داخلة عليها ... بوجه شاحب وجسد هزيل وهي بتبكي وبتطلب منها توريها الحقيقة كلها وبتلومها لانها م ورتها من زمان .ختت يدها ف كتفها وقعدتها : سمح ... سمح يا السارة ححكي ليك كل شي ._ بالتفصيل الممل .غمضت عيونها وهي بتشيل انفاسها وبدت تحكي : انا الله م كتب لي اكون ام ... وزوجي اتوفى ... اتوفى وسابني الله وروحي ... الوحدة حارة يا بتي ... حارة وبتوجع الروح ... كان نفسي من زمان تكون عندي بت .. تملا لي البيت ضحك وحب ودلع ... لكن الحمدلله ..ربنا سخر لي الظروف الخلتني اعرف انو ف اطفال ممكن اتبناهم ... قلت ياهو اخد اجرب وثواب وبالمرة القى لي حتت طفل يعوضني عن احساس الامومة المفتقداه ... دخلت اليوم داك الدار وانا مترددة .اول شي وقعت عليه عيني كان انتيسارة دموعها بقت نازلة بغزارة ...تابعت : كان عمرك ٣ شهور ... م عارفة شنو الشداني ليك براك ... عيونك كانت كانها بتقول لي سوقيني معاك ... سألت منك وانك قصتك شنو وجابوك هنا كيف ... المسؤولة من الدار ورتني انو جابتك بت لي هنا ... ختتك ف باب الدار ومشت .. وقتها قررت انا اكون ليك الام والاب واهتم بيك واربيك ._ يعني انا بالجد م شرعية ؟_ لا يا بتي ... م تقولي كدا ._ طيب انتي لي سكتي طول السنين دي ؟_ لانو الريدة الردتك ليها لو كان ولدت بالجد م كان ردتها لاولادي ... انا شلتك وعمرك م تم ٤ شهور وربيتك لحدي م كملتي ٢٨ سنة دا كان سبب كافي لي .. لانو حسبتك بتي عديل ._ والناس قلتي ليهم شنو ؟_ بت من بنات البلد اتوفت وخلت بنيتها وانا جبتها اربيها .عم الصمت بينهم لثواني ..._ شوفي يا السارة يا بتي ... انا هندي كبرت ... وانتي كبرتي ... وقادرة تشيلي مسؤولية نفسك والحمدلله براجلك وممكن تقرري انك م عايزاني وتبعدي مني ... لو دا قرارك الرسيتي عليه انا م حزعل ولا حلومك من حقك تعاقبيني بالطريقة الانتي عايزاها .. بس الله يرضى عليك عايزة منك طلبين ._ شنو ؟_ م تلومي نفسك يا بتي ... والله العظيم م عندك ذنب .مسحت دموعها : والتاني ._ م تنسيني مرة واحدة ... م تخليني للوحدة بعد م نجيت منها بيك ... زوريني ان شاء الله كان مرة ف السنة ... وانا طول م فيني روح برجاك .سارة عاينت ليها لمسافة قبل م تقوم تحضنها وتبكي : م حسيبك ... انا م عندي غيرك اصلا ._ يعني يا بتي عافية لي ؟_ انتي المفروض تعفي لي ... لاني بعد العملتيه عشاني كلو ف النهاية قابلتك بالجحود ._ عافية منك ورضيانة عليك يا سارة ..._ انتي لو عفيتي لي عزيز حيعفي لي ؟_ مالو ؟حكت ليها بالحصل بينهم ... طلبت منها تغسل وشها وتجيب المقص وتجيها ... قعدتها صلحت ليها شعرها ورتبتو ليها ... طلبت منها ترتاح يوم الليلة وهي حتصالحهم .رجعت لواقعها بي صوت عزيز ..._ انتي سرحانة وين ؟_ ها ؟ لا بس اتذكرت شي_ اوكي ... سمعتيني قلت ليك شنو ؟_ لا_ حنمشي نوديهم بيتهم بكرة ان شاء الله ._ طيب ان شاء الله ._ احنا نمشي بعد دا ._ اوكي ...عاينت لحبوبة مريم : يلا يا حبوبة ... خلي بالك على نفسك وارتاحي طيب ؟_ ان شاء الله يا بتي_ يلا_ ودعتكم الله والرسول ...سارة وعزيز طلعو على بيتهم ... واليوم التاني من الصباح كانو حضور لي رحول حسنة واولادها ... حبوبة مريم بكت قدرتها وهي بتودع فيهم ... البيت كان صغير وكويس بالنسبة لي حسنة ... سجلو اطفالها ف المدارس .. وعمران خشا سنة اولى ...نزلت الشغل ف المصنع ... كانت بتخلي عبد الرحمن لي جارتها الاتعرفت عليها ... كانت هي برضو والدة ... كانت مهتمة بيه مع طفلتها ... بترضعوا وتحميه وتغير ليه لحدي م امو تجي من شغلها وتشيلو ...الحياة كانت صعبة بالنسبة ليها ... شغل المصنع ... رجعتها لي نضافة البيت وتطبخ شي لي اولادها وتهتم ب عبد الرحمن الكان بكاي شديد ... كانت حالفة قسم م تشيل قرش من زول وم تأكل اولاد فضل من عرق زول تاني .مرت ٥ سنوات ...واطفالها كبروا ...علياء بقا عمرها ١٤ سنة ... كانت بنت هميمة ونشيطة وبتساعد امها دايما..اما عمران بقا عمرو ١٠ سنوات ... بغض النظر عن شقاوتو الزمان الا انو بقا هادئ جدا مقارنة ب عبد الرحمن العمرو بقا ٥ سنوات .. كان شقي شديد ومجنن امو واخوانو .عمران كان قاعد ف الارض وبيكتب ف واجبو لمن امو جاتو : عمران .رفع راسو : ايوا يا يما_ عزيز عايز يتكلم معاك .ملامح وشو اتغيرت : لاحسنة بعتاب : يا ولد كيف يعني لا ... اسمع الكلام هو منتظرك برا ._ لا م عايز اتكلم معاه .عزيز كان سامع صوتو وهو بيرفض يتكلم معاه .حسنة : دي قلة ادب منك ولا شنو ؟_ يما م عايز اتكلم مع زول ... خلوني في حالي .لبس شبشبو وجرا الحوش ... لقا عزيز واقف ... عاين ليه بعتاب قبل م ينط بالحيطة للشارع ويتجاهل صوت عزيز وهو بينده عليه ...حسنة ظهر في وشها الخجل : معليش يا دكتور عزيز ._ م مشكلة يا حسنة ... خليه انا ححصلو واتكلم معاه ...طلع ظرف ورقي ومداه ليها : اديه ليه لمن يجي وقولي ليه عزيز قال ليك تقراه ضروري .شالتو وهي مدنقرة راسها : سمح ... ان شاء الله .مرت الساعات لحدي م جا المغرب ...عمران جا داخل البيت ... علياء وقفتو : عمران_ اها يا علياءمسكتو من يدو وجرتو بعيد : انت عارف انو امي وقفوها من الشغل ؟عيونو اتوسعت : لا_ عمران امي واقفة من الشغل ليها فترة وكانت مدينة قروش وهسه م قادرة تسدها ... وم كانت مورية اي زول ... وقبيل ست القروش جات شاكلتنا وقالت حتدخلها السجن كان م دفعتها ._ مفروض نعمل شنو يا علياء ؟_ نشوف لينا طريقة شغل .. لازم نلم القروش ._ خلاص كويس ... هسه انا جعان في حاجة تتاكل .علياء هزت راسها بحزن : البيت م فيه اي شي يا عمران م عندنا اي شي ... لقيت لي رغيفة كبيت فيها حبة سكر كانت فاضلة وزيت سمسم لي عبد الرحمن لانو كان بيبكي من الجوع ... امي من قبيل كانت بتبكي ... م لاقية ليها مكان يشغلوها فيه ._ حنلقى شغل يا علياء ان شاء الله ._ ان شاء الله يارب يا عمران .اختو دخلت ... وهو اتوجه ناحية الماسورة وشرب موية عسى تزح شعور الجوع الحاسي بيه ...م كانت اول مرة يجوعو فيها وم يلقو الياكلوه ... كانت بتتفرج عليهم مرات ومرات بتضيق شديد ...صباح اليوم التالي لبسو هدوم مدرستهم ...ظهرو لامهم المهمومة والطلعت تفتش على شغل انهم ماشين لي دراستهم عادي وبالمقابل اي واحد فيهم اتوجه على مكان عشان يفتش على شغل ...عمران بسبب بنيتو الصغيرة وعمرو الغض كان بيرفضوه ف اي محل يطلب يشتغل فيه لحدي م جا ماري قدام ورشة بتاعت عربات ...دخل وسأل على الراجل المسؤول ... وروه ليهو ... كان راجل كبير قاعد ف كرسي وخاتي قدامو شيشة .. وقف قدامو وهو بقول : السلام عليكمالراجل نفث الدخان وهو بعاين ليه بنظرات متفحصة : وعليكم السلام_ انا عايز اشتغل هناالراجل ضحك : تشتغل هنا ؟_ اي_ وانت المشغلك شنو م تمشي تشوف مدرستك بي وين ؟_شغلني_ يا ولد اشغل ليك شنو ؟ انت المفك دا كان اديناك ليه بتجي واقع ._ ياخ بشتغل اي حاجة_ شكرا يا ابني م محتاجين شغل .. امشي شوف قرايتك بي وين ._لكن .._ يا ولد ... عليك الله م تضيع لي وقتي امشي ياخ .عمران دنقر راسو بحزن ومشا ... اتقابل نهاية اليوم مع اختو واي واحد سأل التاني اذا لقا شغل والاجابة كانت لا .مرت الايام وحسنة لقت ليها شغل لا بأس به قدر اليأكل اولادها ... لكن هم الدين حقها الما اتسدى كان حاميها النوم ... لحدي م صحت بالصباح بي صوت دق ف الباب بي قوة ...جرت فتحت الباب و وراها اولادها .اتخلعت لمن لقتو ظابط شرطة ... قال ليها بنبرة رخيمة : انتي حسنة ؟_ اي ... اي انا حسنة ._ عندنا امر بالقبض عليك هسه ... لو سمحتي اطلعي معانا ..عاينت لي اولادها البعاينو ليها بخوف : سمح سمح .. لكن اولادي اخليهم لمنو براهم ؟_ والله ياخ دي م شغلتي ... اتفضلي قدامي .عاينت لي بتها : علياء ... علياء خلي بالك من اخوانك لحدي م ارجع .علا صوت بكاء عبد الرحمن الصغير وعلياء بقت بتبكي برضو برعب وهي بتقول ليها : كويس يا امي كويس .عمران كان بعاين لي اخوانو لحدي م فتح باب الشارع وقام جاري ... علياء كانت بتنده عليه لكن م اشتغل بيها ... شالت اخوها البيبكي ف صفحتها ووقفت تعاين لي عمران الاختفى ف نهاية الشارع ... م كانت عارفة تعمل شنو او تتصرف كيف ....عمران كان حفيان لمن وقف قدام الراجل سيد الورشة تاني .الراجل عاين ليه باستغراب ...نفسو كان قايم وهو بقول باصرار : شغلني_ يا ولدي انت مجنون ؟ اشغل ليك شنو ؟ عليك الله امشي من هنا م تزهجنا من صباح الرحمن .لاحظ للدموع اللمعت ف عيونو ... كان بيكابر عشان م تنزل : امي سجنوها ... كان م اشتغلت اخواني بموتو من الجوع وامي م حتطلع .الراجل سكت لثواني وناداه : تعال ... امك مالها واخوانك قدر كيف وانتو ساكنين وين اصلا ؟_ امي ادينت قروش وم قدرت تسدها ... واخواني اتنين ... علياء ف تامن وعبد الرحمن لسا صغير م خشا المدرسة ._ اسمك منو انت ؟_ اسمي عمران ._ ابوك وين ؟_ انا ابوي ميت .هز راسو بتفهم : بتعرف تعمل شنو ؟_ اي شي ... اي شي بعرف اسويه ... وكان م بعرف بتعلم .نفث دخان الشيشة : سمح ... ادخل .( اطفال كتار زي عمران ف بلدنا ... الظروف القاهرة بتجبرهم يشتغلو ويشيلو مسؤوليات اكبر منهم ) .في الليلة ديك عمران رجع البيت وهو شايل حتت اكل لأخوانو ...اختو سألتو مشيت وين وجبت الاكل دا من وين ؟_ لقيت لي شغل .عبد الرحمن اتوجه ناحية الكيس وابتسم ببراءة لمن حسا انو حيشبع .علياء نادتو ياكل معاهم .. طلع في السرير بهدومو المليانة سكن وزيت عربات : انا اكلت اكلو انتو ...قبل على جهة الحيطة .... علياء قعدت عبد الرحمن ف رجلينها ف الارض ... وبدت تاكل وتأكلو معاها ...بينما عمران غمض عيونو وهو بيحارب في احساس الجوع الاتملكو ...اليوم داك اتعلم انو حيحتاج يجوع عشان يأكل اخوانو .. وانو اللقمة ف خشمهم اهم من اللقمة ف خشمو ... وانو الدنيا صعبة ... صعبة شديد وقاسية وهو واقف يحاربها براه .مرت الايام وعبدين سيد الورشة عرف قصة ام عمران كلها ... ودفع الدين حقها وخلوها تطلع من الحبس ... بي مقابل انو عمران يشتغل معاه لحدي م يرجع القروش .كان معجب بيه ... معجب بيه شديد وهو شايفو بيتعلم قدامو وبيكافح عشان يقرا ويشتغل ...حسنة اضطرت تطلع من البيت عشان بقت م قادرة تسدد قروش الاجار ... وانتقلت لي اوضة على قدر حالهم ومقدرتها على الدفع .تمضي الايام ...يوم ورا التاني ... شهور ... سنين ... ومع مضيها الاطفال بيكبروا .الصبح اذن ...قاام على حيلو ... اتسوك وصلا واتوجه ناحية السوق ..القى التحية على الرجال الواقفين ... جا لوري فيه شوالات بصل ...انحرك لمن ندهو عليه ...دنقر ضهرو لمن الراجل الراكب فوق اللوري رما ليه الشوال ..كان شغل مرهق وشاق ... نقل كمية كبيرة من الشوالات لي داخل المخزن ... يشيل يدخل ويجي تاني يدنقر ويختو ليه الشوال ف ضهرو ويدخلو .لحدي م انتهى ... ادوه قروشو ... شكرهم ورجع جري البيت ... استحمى ولبس هدوم المدرسة الثانوية ...مشا مدرستو ... حضر حصصو ...كان بيركز ف الحصص شديد لانو عارف انو م عندهم مقدرة على الحصص الخصوصية للتكثيف ... كان زملاءه بيتغاظو منها لمن يطلب من الاستاذ يشرح تاني وتالت لحدي م يفهمو ... والاساتذة بينبسطو منو لمن يجي لاحقهم للمكتب عشان يشرحو ليه زيادة ...كان بيكتفي ف الفسحة بي موية من الازيار وبيحاول يوفر اي قرش لي احتياجات اخوانو.خلص دوام المدرسة وطوالي مشا الورشة ... ختا الشنطة بالجمبة .. سلم على عبدين بعد م لبس الافرول حق الشغل وبدا باجتهاد يشوف شغلو .صبي م كمل ال١٨ سنة ... ببشرة سمراء وعيون رمادية مميزة ... هادئ لأكبر حد ... وبيشتغل بي ضمير .كان بيقضي معظم وقتو وهو بشتغل لدرجة الاجهاد ... بيصحى قبل الصبح بساعة وبيقعد يقرا لانو باقي اليوم كلو بكون عبارة عن شغل ... الحياة كانت صعبة وخلتو يبقا مسؤول من اخوانو .منها وامتحانات الشهادة عبدين طلب منو يقعد ف البيت ويشوف قرايتو ومكان شغلو محفوظ والقروش البيديه ليها كانها دين بعد يخلص من امتحاناتو يجي يشتغل ويسددها.مضت فترة الامتحانات ... كانت دعوات امو محيطة بيه .. وعلياء اختو الخشت الجامعة كلية التخدير كانت بتراجع معاه وبتشرح ليه ... لحدي م انتهى بالسلامة ...ورجع لشغلو تاني ... اضطرا يشوف ليه شغل تاني مع شغل الورشة ... لحدي م لقا ليه فرصة ف مقر منظمة اجنبية ... كان شغال تبع عمال النظافة ...جواه كان معجب بي اشكال الناس الهنا ... هيأتهم المهندمة والنظيفة ... البدل البجو لابسنها ضيوفهم والعربات الراكبنها ... كان كل يوم بيرجع يحكي لي امو وعلياء بالبشوفو ويحاكي ليهم طريقة كلامهم بالانجليزي وطريقة مشيهم وامو واختو يضحكو قدرتهم ...يوم وهو داخل من شغلو لقا عبد الرحمن قاعد وبيبكي ...جاهو باستغراب وسألو : مالك يا ولد ف شنو بتبكي ؟مسح دموعو : ماف شي يا عمرانقعد جمبو : اتكلمعاين ليه وقال بعصبية : جيت العب مع اولاد الناس الساكنين ف العمارة ديك ... شاكلوني وابو يخلوني العب معاهم ونبزوني ._ لي ؟_ انا زاتي م عارف ... وجا اخوهم الكبير ضربني ._ ضربك ؟_ اي ضربني_ كيف يعني يضربك ؟ وانت يدينك دي بتعمل ف شنو ؟_ هو اكبر مني ... قال انا عايز اشيل كورة اخوانو ...عمران وهو بقيف على حيلو : العمارة القدامنا دي ؟_ اي_ كويس .مشا على جهة العمارة ... لقا اولاد صغار واخوهم الكبير بكون قدرو ف العمر واقف جمبهم .مشا عليه بانفعال : انت الدقيت اخوي ؟الولد عاين لي ببرود : اخوك منو ؟_ الولد الصغير الكان بيلعب هنا_ مممممم قصدك الولد الحرامي العايز يشيل كورة اخواني ؟_ حرامي ؟ حرامي كيف يعني ؟ اخوي م حرامي ... هو كان عايز يلعب بس_ م يلعب هنا يمشي يشوف ليه محل تاني ... بعدين انتو مش الناس الساكنين ف السكن العشوائي داك ؟ انا شايف م تقل ادبك عشان م اكلم ابوي يجو يكشوكم من هنا .عمران سمع صوت امو وهي بتنده عليه ... كانت لابسة توبها وجاياه .الولد ضحك : امشي ماما بتناديك .المشهد اتحول ف ثواني ... من الولد الواقف يضحك وعمران البعاين ليه بغيظ ... للولد واقع ف الارض وعمران من فوقو بيضرب فيه .حسنة كوركت باعلى صوتها وهي بتفك منو الولد ... شاكلتو ولزتو على جهة البيت ... ونفضت الولد واعتذرت ليه ودخلتو بيتهم وجات لاحقة عمران .مسكتو من يدو وقعدتو ف السرير وهي بتكورك فيه : عمران جنيت يا ولد ؟ مالك داير تدخلنا ف المشاكل ؟_ يا امي الولد دا قليل ادب وبعدين ضرب عبد الرحمن_ خليه اليضربو كان ضربو_ لي يعني نسكت على الحقارة ؟_ يا ولدي ديل احنا م قدرهم ... م قدرهم_ يعني نسكت ؟_ اي تسكت لو عايز مصلحتك .. وهسه ادعي الله ابوهم م يجي يطلعنا من الحلة دي_ لي مكتوبة بي اسمو ؟_ يا ولدي م تبقى راسك ناشف واسمع الكلام ... الله يرضى عليك_ عندهم شنو م عندنا ؟_ عنذهم القوة وعندهم النفوذ وعندهم القروش واي شي_ ولي احنا ديل م عندنا_ يا ولدي قسمتنا الله قسم لينا نكون كدا ومفروض نرضى بقسمتنا_ لا ... لا دي م قسمتنا .. احنا الاخترنا نعيش كذا ... انا م عايز اكون كدا يا امي ... انا م عايز زول يكون احسن مني ويحقر بي وبي اخوي ... انا م حقبل بالعيشة دي .._ عمران الله يرضى عليك خليك عاقل وخليك واعي ... الله يرضى عليك م توجع قلبي وتتعبني معاك .عبد الرحمن كان واقف قدام باب الاوضة .. حسنة نهرتو بقسوة : انت طير من هنا الليلة م برحمك .عاينت لي عمران : خليك واعي يا ولدي واعرف قدرك وقدرهم ... م تدخلنا ف مشاكل احنا م قدرها .... اسكت ... اسكت بس اوعك تتكلم ... ديل لو قتلوك م تتكلم .حسنة قضت اليوم داك وهي خايفة خوف م طبيعي وبتدعي الله يلطف وابو الولد م يجيهم .. كانت عارفة انهم م عندهم ضهر ولا بيقدرو على المشاكل ... وخايفة على ولدها يحصل ليه شي او يضروه ... اما عمران من الزعل م نام وكان تفكيرو محصور في انو لي هم عايشين كذا ؟ وضعيفين كدا ... وكيف ممكن يبقى قوي زيهم عشان م يخلي حقو .صباح اليوم التاني كان اليوم المنتظر ... يوم النتيجة ...عمران صحا من النوم ومشا شغلو ... م كان متذكر ذاتو انو ف نتيجة وتفكيرو كلو محصور ف الحصل امس ... م ختا لقمة ف خشمو من صباح الرحمن ... مشا السوق عتل حاجات للمخازن ... وبعدها مشا نضف نضافتو الفي المنظمة ... واخيرا جا الورشة وبدا يشتغل .عبدين كان مشغل الرادي بأعلي صوت وبيسمع ف المؤتمر ..فجأة سمع صوت شي بيرتطم بالارض ... لمن عاين لقا عمران واقع ف الارض ... والعمال المعاه جو جاريين ليه بسرعة ... ف اللحظة الهو قام فيها عشان يشوفو .. صدح صوت المذيع ف الرادي (( الخامس مشترك ... عمران فضل المولى ابراهيم السيد ))_نهاية الحلقة العاشرة __نهاية الجزء الاول _