تصنمت في مكانها عندما شاهدت الرجل الذي يسمى(محسن...) ولم تأخذ وقت طويل حتى تسترجعه ذاكراتها
فذلك الرجل يكون والد زوجها ...الشخص الذي رأته مرات قليلة ...والذي كانت تظن أنه مجرد رجل استأجرة
زوجها ليمثل أنه والده ...ها هو عاد للظهور مرة أخرى وهذه المرة برفقة والدتها....!!!
حاولت الاقتراب منهم لتستمع إلى حديثهم رغبة منها في معرفة صلة القرابة بين والد زوجها ووالدتها ...وما
هو السبب الذي يجعل والدتها تأتي برفقته في هذا الوقت ؟!
حاولت الاقتراب أكثر لتستمع إلى حديثهم عندما صدح صوت والدتها تسأل عنها ليجيبها حاتم قائلا بإيجاز:
(إنها نائمة...)
سألته تولين وهي ترفع أحد حاجبيها باستنكار:
(بهذة السرعة !!!..…)
أجابها حاتم بسخرية وهو يتطلع إلى ساعة يده:
(لقد أوشك منتصف الليل على الحلول...!!...)
تجاهلت كلامة جلست على الأريكة الموجودة في الصالة ووضعت قدم على قدم وهي تخبره:
(عليك أن تحترم أنني زوجة والدكِ....)
قالت جملتها بابتسامة ولم تلاحظ تلك التي كانت تراقبها....وهي تضع يدها على فمها لكي تمنع صوت شهقاتها.
...الذي تزامن مع دموعها التي سقط بانهيار ....فرغم توقعها لشيئ مثل هذا ...إلا أنه استماعها لهذا الكلام ...
من فم والدتها ...وهي تنطق به ....وكأنها فخر بذلك ....هو شئ آخر ....
لمحت عينيها الابتسامة الجامدة التي رسمت على شفتي حاتم ....ليتوجه والده ناحية زوجته وجلس بجوارها
ووضع يده على كتفها قائلا :
(لا تغضبي يا عزيزتي ...حاتم يمزح معكِ....)
تابع حديثه وهو يشير إلى ولده بطرف عينه:
(أليس كذلك بني؟...)
تسارعت نبضات حاتم بشكل غريب....لا يعلم كيف أثرت به تلك الكلمة (بني) أول مرة تخرج من فم محسن
لذا وقعها كان غريبا عليه....وجعلته يشعر بمشاعر غريبه .....لا يعلم ما هي تحديداً ....فهو لم يعتاد سماعها من
والدة...لطالما كان يناديه بإسمه....وكلمة (بني) هذه المرة خرجت منه بعفويه....دون أن يقصد معناها ....هو
يعلم هذا جيداً....ولكن لماذا أثرت به تلك الكلمة ....لدرجة أنه تمنى أن تكون نابعة من قلب والدة ...لا أن
تكون مجرد كلمة عابرة.....
أغمض عينيه وفتحهما قبل أن يخبره ببرود محاولا إخماد تلك المشاعر الغريبه:
(لا أحب الأفلام العاطفية ...)
أومأ والده برأسه بينما اعتدلت تولين قائمة وهتفت بضيق:
(دعنا نرحل الآن يا محسن...)
تطلع حاتم إلى والده قائلا بجمود:
(لا تقلق ....كل شئ بخير)
اعتدل محسن قائما وأجابه بجدية:
(سنرحل الآن....لكن لا تنسى أن تحضر غدا ...لتخبرني بالتفاصيل...)
أومأ حاتم برأسه وهو يدرك بأن محسن لم يحضر لزيارته في هذا الوقت إلا بهدف الإطمئنان على العمل ....
وليس عليه....!!!!!
انتبه فجأة إلى باب حجرته المفتوح قليلا ....فتوجه بسرعة ودفعة بقدمه ....ظناً منه أن زوجته كانت تتلصص
عليه...لكنه تفاجئ بها نائمة بعمق وهي تتحتضن طفلهما ....ليظل يتأملها للحظات وهي تحتضن طفلهما ....
لترتسم الابتسامة على وجهة وهو يعترف أن الطفل يشبه والدته إلى حد كبير ....كما أنه عندما يبكي لا يصمت
إلا عندما تحمله .....بعكسه هو ....هل فكر يوماً في تهدئة الصغير أثناء بكائة ....هل حاول حمله وملاعبته....
هو متأكد منه أن لم يمنحه شئ سوى أم حنونه ....لتعوضه عن غياب والده .....
أطلق تنهيدة خافته ومد يده ليلامس وجه الصغير بأناملة قبل أن يتراجع ويخرج بسرعة من الحجرة....لتفتح
رؤى عيناها متنهدة براحة .....ووضعت يدها على قلبها الذي تسارعت دقات...فهي لشدة صدمتها نسيت إغلاق
الباب...وكادت أن تقع في مشكلة كبيرة مع زوجها ....بسبب فضولها ....ومحاولة البحث عن أجوبة
لتسائلاتها ....وقد تمت الإجابة على السؤال الأول وهو أن والدتها تكون زوجة والد زوجها ....والسؤال الثاني
عن عمل زوجها ....وما هي التفاصيل التي سيخبر بها والده....صبرا ....صبراً يا رؤى ستعلمين كل شئ ...
**************************************************
كانت جالسة مقابلة لوالدها (الحاج فتحي ) على أحد الكراسي الموجودة في صالة منزلها....فهي قد اتخذت
قرارها بالانفصال عن عادل ....رغم أنه لم يمضي سوى أسبوعان على خطبتهما....وهي بعد مقابلتها الأخيرة
مع سامر كانت تفكر في أن تعطي نفسها فرصة لتتقبله ...ولكن بعد ما فعله يوم أمس ....تأكدت أنها لن تتقبله
أبداً.....فكيف له أن يطلب منها إخبار النادل بالطلبات.....أليس من المفترض ان يخبره هو ؟....أليس هو الرجل
؟!....أم انه ليس كذلك؟!.....وربما يكون هذا طبيعيا بالنسبة للعديد من الفتيات ....لكنه لن يكون كذلك أبدا
ً بالنسبة لها ...خاصة عندما وضعته في مقارنة مع سامر ...الذي عندما تسرعت ذات مرة وأرادت أن تحدث
النادل...وقتها لم يتحدث ولكن نظرته كانت كافية لجعلها تغلق فمها وكأنها ارتكبت جريمة ....وبسبب هذا
الموضوع لم يحدثها ليومانورغم ضيقها في ذلك الوقت إلا أنها شعرت بالسعادة ...لغيرته عليه ....وشعورها
بخوفه عليها ....
...............
انتبهت إلى صوت والدها الذي هتف قائلا بجدية:
(ما الأمر يا علا....)
أخذت نفساً عميقاً قبل أن تخبره :
(لقد قررت الانفصال عن عادل ....)
صمت والدها من المفجأة ...بينما أطلقت والدتها التي كانت قادمة من المطبخ شهقة عالية وهي تخبط بيدها
على صدرها وتوجهت بسرعة ناحية ابنتها قائلة بلهجة مرتفعه:
(هل جننتِ يا علا....ماذا سيقول الناس )
أجابتها وهي تهز رأسها نفياً:
(لا أهتم بكلام الناس....فأنا وهو لسنا مناسبان لبعضنا ...)
ردت والدتهابنفس النبرة المرتفعه:
(وكيف عرفتِ أنكما غير مناسبان لبعضكما...ولم يمضي سوى أسبوعان على ذلك...)
(هذا يتم معرفته في أيام ....إذا لم أتقبله ...فكيف تريديني أن أستمر في هذه الخطبة...)
قالتها علا بجدية وما أن أوشكت والدتها على الرد ....قاطعها والدها مشيراً إليها بيده:
(اهدأي يا زينب...)
ليتطلع بعدها إلي ابنته قائلا بهدوء:
(أخبريني ما هو السبب يا علا ....)
كانت ترغب في إخبارهم بأنها لا تريده بسبب الفرق في مستوى التعليم ....فهو ذو تعليم متوسط....بينما هي
تعليم عالي ...وليست أي تعليم بل هي طبيبة ...لكنها تراجعت عن ذلك ...لأنها كانت مستواه التعليمي منذ
البداية ....ووافقت على أساسه...
أطلقت تنهيده خافته وأخبرته:
(لا يوجد سبب محدد ....أنا لا أريده يا أبي...)
أجابتها والدتها قائلة بجدية :
(ولماذا وافقتي منذ البداية ....)
تطلع الحاج فتحي إلى زوجته قائلا :
(يكفي يا زينب....هي لا تريده...والزواج لا يتم الغصب...)
استأذنت علا من والدها....لتعود إلى حجرتها وهي تشعر بالراحة ....من كلامة ....فهو لطالما كان دائم الوقوف
بجانبها ... يساندها في كل قرار تتخذه ....بعكس والدتها .....التي تضع كلام الناس في المقام الأول ....
***************************************************************************
(أمي تريدكِ أن تحضري غدا لتناول الطعام في منزلها...)
هتف أيمن بهذه الجمله .....مبرراً بها رغبة والدته بالتعرف على هند لتجيبه الأخيرة بتردد:
(ما رأيك أن تدعوها معنا لتناول الطعام في الخارج؟....)
أجابها مباشرة ...وكأنه كان يتوقع سؤالها:
(أمي مريضه ...لا تستطيع التحرك كثيراً.....)
صمتت هند لحظات ....تحاول أن تتخذقرارها بسرعة ...وهل يجب أن تثق بأيمن ....وتذهب إلى منزله...
خاصة وأنها تعرفة منذ فترة قصيرة ....ولا تزال تجهل الكثير عنه
استمعت إلى صوته وهو يخبرها بضيق:
(إذا كنتِ غير موافقة فأخبريني فوراً....ولا داعي لأن تصمتي كل هذا الوقت...)
أخبرته بتقطع وهي تهز رأسها بالنفي :
(لا ....لا...الأمر ليس كذلك...ولكن ....)
(ولكن ماذا ؟....)
سألها لتجيبه بتوتر:
(أنا أرى أن تؤجل تعارفي أنا ووالدتك إلى وقت آخر ....)
أومأ رأسه بضيق لتقول بتردد :
(هل أنت غاضب ؟....)
أجابها وهو يجز على أسنانه :
(ترفضين دعوة أمي بلا سبب ولا تريديني أن أغضب...!!!...)
ردت عليه محاولة تبرير رايها :
(انا لم أقصد رفض الدعوة .....و....)
قاطعها قائلا بصرامه:
(يكفي يا هند....لقد أردت أن تتعرفي على عائلتي ....ولكن يبدوا أنكِ لا تريدين ذلك...)
ردت عليه بنبرة منخفضه:
(بالطبع أريد ذلك....)
رد عليها قائلا بسخرية :
(بالطبع تريدين ومن أجل ذلك قمتِ برفض الدعوة .....)
صمتت هند للحظات ...لم هو لحوح هكذا .؟....لما لا يتقبل رفضي بسهوله....حسناً ....سأوافق على الذهاب ..
ولكن يجب أن استمع إلى صوت والدته عبر الهاتف ....قبل أن أذهب إلى منزله ....
رفعت رأسها إليه وأخبرته بخفوت:
(أنا موافقة ....)
(ماذا؟!....هل ما سمعته صحيح.؟...)
سألها لتؤمئ برأسها وهي تخبره:
(نعم....ولكن هل يمكن أن تهاتف والدتك لتجعلني أسلم عليها ...)
أومأ رأسه بابتسامة وأخبرها:
(ستتحدثين معها ....ولكن ليس الآن....عندما أعود للمنزل سأجعلها تتحدث معك بنفسها ....)
****************************************************************
كان جالساً خلف مكتبه يحاول أن يلهي نفسه بالأعمال ....لكي يبعد عقله عن التفكير في علا ....عندما استمع
إلى صوت طرقات على باب المكتب فهتف دون أن يبعد عينيه عن شاشة الحاسوب:
(تفضل....)
كان يظن أن الطارق أحد الممرضات ....لكنه استمع إلى صوت حمحمة شخص فرفع نظره ليتطلع إلى الشخص
الواقف أمامه ليعتدل واقفاً...وهتف وقد اتسعت عينيه بصدمه:
(عمرو....)
رد الواقف أمامه بابتسامة :
(يبدوا أن مشغول بالعمل ....)
توجه سامر ناحيته ليسلم الاثنان على بعضهما بقوة ....واحتضنا بعضهما ....ليبتعد سامر ويضربه في كتفه
قائلا:
(لماذا لم تخبرني بعودتك؟....)
أطلق عمرو ضحكة صغيرة وهو يخبره:
(وكيف كنت سأرى صدمتك ....إذا أخبرتك بعودتي ....)
ضربه سامر في كتفه ثانيه ....فابتعد عمرو قائلا :
(حسنا ...حسنا....يكفي إلى هذا الحد....دعنا نتحدث...)
أومأ سامر برأسه وجلس خلف مكتبه ليجلس عمرو مقابله ليبدأ حديثه قائلا :
(لقد خرج الأسد من عرينه....)
(ماذا تقصد؟....)
سأله سامر باستفهام وقبل أن يوضح عمرو كلامه ....استمعا الاثنان إلى صوت طرقات على الباب ....ليقول
سامر :
(تفضل....)
يا إلهي مفجأتان من العيار الثقيل في نفس الوقت .....لم يكد يفيق من المفجأة الأولى وهي عودة صديقة....
لتأتيه المفجأة الثانية وهي شقيقته......لكن لحظة ....أين حاجبها الذي كان يخفي شعرها .....وكيف تأتي
إلى المشفى من دونه ....حاول تدارك صدمته من مظهرها الغريب عليه ....ليهمس بأسمها قائلا بخفوت
مسموع:
(رؤى ...)
وكأن اسمه هي نقطة الإشارة التي أعطاها لها لتلقي بنفسها داخل حضن شقيقها الذي اشتاقت له ....ليبادلها
هو احتضانها وهو يضغط على كتفها بخفه ....حتى ابتعدت هي عنه لتمسح تلك الدموع التي نزلت من عيناها
قبل أن تلمح عيناها ظهر ذلك الشخص الذي لم تنتبه له إلا الآن ....فتراجعت للخلف قائلة بحرج:
(آسفه ....كنت أظنك بمفردك...)
أخبرها سامر وهو يشير إلى صديقه:
(لا بأس ....لا يوجد أحد غريب...)
التفت عمرو واقفاً في هذه الحظة وتقدم ناحيتها بخطوات متمهلة قبل أن يمد يده قائلا بنبرة غامضة:
(مرحباً بكِ يا رؤى...)انتهى الفصل
أنت تقرأ
أنات في قلوب مقيده
Misteri / Thrillerكانت تشعر طوال حياتها بالحرمان انفصال والديها سبب لها حاله من الضياع والتشتت ما بين تجاهل وعدم اهتمام والدتها بالتواصل معها وقسوه اب جعلتها تشعر وكأنها في سجن ضيق أرادت الفرار منه ولم يكن أمامها سوى أن تتزوج من رجل ...