الفصل الثامن

2.1K 120 17
                                    

ثمة مشاعر كان يجب ألا تذهب لأحدهم

أحاديث ليتها ما قيلت

تضحيات ليتنا لم نقم بها

أعذار ليتنا لم نلتمسها!

فقبل أن ترسم أحلامك على شخص بعينه

تأكد من معدنه

كي لا ينقلب عليك في يوم من الأيام!

أسمعتم يومًا عن برودة الجحيم؟

ألم يطرق بابكم هذا المصطلح من قبل؟

هو رجل أفعاله جحيم

وردود أفعاله الصقيع

بداخل سواد حدقتيه جحيم مستعر

ونظراته باردة حد الموت

كلماته ساخرة تثير الاستفزاز

ونتائجها نيران يصل لهيبها عنان السماء

نهض من مضجعه متجهًا إلى شرفته الواسعة عاري الجزع، يبسط كفيه على الحافة متطلعًا إلى الظلام الدامس أمامه، لا يصله إلا أصوات حشرات الليل بوضوح في ظل هذا الهدوء.

التفت ينظر إلى الفتاة العارية في فراشه بغموض وتفكير مكتفًا يديه أمام صدره، يتابع تململها في الفراش تدور برأسها ثم نهضت ممسكة بالمفرش السميك تستر به جسدها حتى وقعت نظراتها عليه، فاستقامت تمسك بأطرافه من الأمام وباليد الأخرى تعيد خصلاتها السوداء للخلف تتجه له بغنج، حتى وضعت كفها على كتفه تمسده بحركات دائرية هامسة :

- "ما الأمر مولاي؟

لمَ أنت مستيقظ الآن؟"

ظل ينظر إليها كأنه يدرسها من أعلى لأسفل قبل أن يجيبها :

- "أخبريني ما الذي يجعلني أُبقي على حياتك ولا آمر بقطع رأسك في الحال؟!"

أرتد جسدها للخلف من صدمة كلماته فجذبها من خصرها بابتسامة ماكرة أظهرت صفوف أسنانه البيضاء وعقدة حاجبيه الكثيفين مع الإضاءة الخافتة للغرفة أعطوه مظهرًا مرعبًا فأكمل :

- "لقد قمتِ بخيانة أقرب الناس لكِ، فما الذي يجعلني أثق بك؟!"

ابتلعت لعابها بصعوبة تحاول فهم كلماته وما يرمي إليه، اعتقدت أنه بعلاقته معها منذ قليل أنها امتلكت مكانًا خاصًا فهو لا يقيم علاقة مع امرأة إلا إذا كانت تروق له، وتناست أنه شيطان الثقة عنده لا محل لها من الإعراب.

فهمست محاولة رسم ابتسامة على وجهها وأهدابها ترفرف بحيرة :

- "ما الذي تقوله مولاي؟!

بالطبع لن أجرؤ على خيانتك، ثم أنني لم أكن لأفعل ذلك لو لم يكن بداخلي شيئًا تجاهك، فلم أفعل ذلك إلا لأصل إليك"

ابتسامة ماكرة ارتسمت على جانب شفتيه، ثم ما لبس أن انحنى قليلًا واستقام حاملًا إياها متوجهًا إلى فراشه مرة أخرى يهمس أمام شفتيها :

سارية في البلاط الملكي للكاتبه هدير مجديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن