الفصل الثالث

2.9K 123 7
                                    

هناك ذكريات أشبه بضوء الشمس الذي يجلي ظلمة الليل

تظن أن طعم الفرح فيها غلب كل شيء

لكنه لم يستطع أن يغلب مرارة هذه الأيام!

طعم الفرح الذي ذقناه لم يُنسه شيئًا من طعم الحزن الذي نذوقه!

فليس كل ما يتمناه المرء يدركه..

فغالبًا أغلب ما نتمناه لا يحدث

بسبب أناس يملئ الحقد والجشع قلوبهم

وحينها تجد أنه لا بيدك حيلة تفعلها تُثلج بها نيران صدرك غير الابتعاد.

بخطوات واثقة وجسد مشدود يبدو عليه الراحة والسكون إلا من نظرات الأعين المشتعلة، دخل بهيبته ينطلق تجاه غرفة والده المخصصة له في القصر، يسير في ذلك الممر الذي يوجد به بعض الجنود على كلا جانبيه.

يقف كل منهما حاملًا رمحًا طويلًا مرتديًا ملابس بيضاء موحدة لما تبثه من راحة وسكينة للنفس.

كاد أن يعبر المنحنى حيث تتواجد الغرفة ليفاجئه ظهور فتاة كادت أن تصطدم به لكنه تراجع للخلف خطوة.. خطوة كفيلة أن تجعلها تستعيد اتزانها، ليقف أمامها كالطود الشامخ.

ليست أي فتاة إنها خطيبته وابنة عمه!

نظر إليها بملامح صارمة وبرودة تطل من عينيه تكاد تماثل ثلوج القطبين، مشاعره نحوها غامضة..

وقف يتأملها، قامتها طويلة رشيقة، خصلات شقراء بلون أشعة الشمس الذهبية، يزينها تاج مموج باللون البني يتخلله أحجار دائرية باللون الفضي..

حاجبان من نفس لون خصلاتها، ليكسر اللون الذهبي لون عينيها العشبي البراق..

هبط بعينيه على فستانها الذي حمل لون عينيها، يهبط بضيق عند الخصر ويتسع حتى الكاحل بطبقة من الحرير وأكمام ضيقة حتى المرفقين لتكتمل باتساع طفيف.

لا يعرف ما هذا الشعور؟

شعور بالنفور لا يعرف لأي شيء موجه!

استغرق بأفكاره بضعة دقائق ثم رفع نظره لعينيها، على الرغم من جمالهما ظاهريًا لكنهما يحملان ما بداخل صاحبتهما.

انحنت باحترام تقول بهمس خافت يمس قلب أي رجل :

- "عذرًا مولاي.. لم أعلم أنك قادم!"

أومأ بحركة بسيطة من رأسه ينظر لها بغموض بعدما استقامت تناظره :

- "لا بأس خديجة.. يبدو أنكِ كنتِ على عجلة من أمرك!"

اقتربت منه خطوة واحدة تضع كفيها بجرأة على كتفيه تقول :

- "في الحقيقة كنت آتية لأراك، لقد اشتقت إليكَ إلياس!"

ارتفع أحد حاجبيه ببعض الدهشة الممزوجة بالسخرية، وكاد أن يتحدث لكنها اقتربت أكثر تضع سبابتها على شفتيه تكمل :

سارية في البلاط الملكي للكاتبه هدير مجديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن