الفصل الثاني والعشرون

1.7K 92 3
                                    

عندما يتم القدر

تُغشى عين الحكمة.

وعندما يُكشف المستور

تُفتح عين الندم

غضب شياطين الإنس والجان لا يقارن مثقال ذرة من غضبه الذي اعتمر صدره..

قسمات وجهه الجامدة إلا من اتساع فتحتي أنفه بين الحين والآخر أنبأتها أن القادم أسوأ، فقد خدشت جسد الأسد بأظافرها، ولم تلقِ بالًا إلى سعيره الذي تأجج في مقلتيه!

حفرت قبرها بيدها ولن تستطيع النطق ببنت شفة!

فلتتلقى عقابها بصمت ورحابة صدر حتى تمر رياح جحيمه بسلام!

دفعها لداخل جناحه وأغلق الباب بقوة، أولاها ظهره للحظات حتى يسيطر على غضبه.. كانت خلفه تتطلع له بتوتر، تفرك كفيها ولا تجرؤ على الإقدام نحوه ولا التحدث بكلمة.

انتفض قلبها عندما استدار يطالعها بنظراته الغامضة التي تكرهها لأنها تفشل في معرفة ما يدور في خلده!

تحرك تجاه الأريكة دون قطع التواصل البصري بينهما حتى جلس يستند على الوسائد خلفه وجانبه يحك ذقنه بأنامله، ثم قال بهدوء:

- "أسمعكِ عزيزتي.. ما الذي تودين قوله؟!"

أغلقت عينيها وضغطت على شفتيها بقوة تقول بغضب مصطنع ينم عن توترها وأنفاس متسارعة :

- "نيار لا تتعامل معي بتلك النبرة.. تعلم أنني أمقتها"

لم يتحرك قيد أنملة ولم يتحدث بشيء، بل ظل يرمقها بصمت أصابها باليأس، والخوف يأكل جنباتها.

تهدل كتفاها وشرعت في سردها لما حدث بدايةً من رؤيتها لسارية تهم بالذهاب، وأمر الترياق حتى أمر كهرمان لوزيره أن يأتي به وتركهما تعودان.. لكنها لم تخبره بأمر محاولة اعتدائه على سارية!

صمتت تتطلع له من أسفل أهدابها تراه بنفس وضعيته لم يتحرك!

نظراته سوداء ثابتة!

ملامحه جامدة غامضة!

ابتلعت لعابها بصعوبة وخطت خطوة نحوه بشجاعتها عادتها خطوتين للخلف بانتفاضة عندما وجدته ينهض فجأة وبدأ بالاقتراب منها، راقبته بحذر حتى وقف أمامها ورفع كفه يأخذ خصلة بين أنامله وقال برقة لا تتناسب مع الموقف :

- "وجدتِ سارية تهم بالذهاب وبدلًا عن منعها أو إخباري بالأمر، قررتما من أنفسكن الذهاب إلى هناك..."

تفرقت شفتاها تهم بالحديث لكنه أكمل فابتلعت كلماتها :

- "ذهبتما إلى قصر أكبر أعدائي ولم يأتِ في مخيلتكما أن يمسكما بسوء؟

حسنًا دعكِ من كل ذلك!"

نظر لها بأعين مظلمة وهمس بفحيح لأول مرة ترى هذا الجانب منه.. هذا هو نيار الذي يهابه الجميع :

سارية في البلاط الملكي للكاتبه هدير مجديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن