الفصل الثالث والعشرون

1.9K 98 1
                                    


قد يكون اللقاء قريبًا من يدري؟

لكن هناك طيف يحضرني كل يوم لا أعلم هويته

هل هو البعد أم استحالة اللقاء؟

مر شهر ومازالت الأحوال كما هي..

نيار لا يتعامل مع ليان بالرغم من محاولاتها الكثيرة في التحدث معه والطلب في رؤيته لكنه يرفض.

إلياس كان يطمئن عليها عن طريق وسام التي علمت بخبر حملها وفرحت كثيرًا، لكنه أخبرها ألا يعلم أحد عن الأمر لإبعاد الخطر عنها.

جالسة بالشرفة الواسعة حولها العديد من الجاريات كل منهما منشغلة في شيء ما، الستائر الشفافة ترفرف من حولهن بفعل النسيم اللطيف، الحمام الأبيض على الحافة يعطيها مظهرًا جميلًا.

جلست وسام بجانبها تناولتها كأسًا من الحليب لتغذيتها فهزت رأسها بنفي لكنها أصرت أن تشربه :

- "سارية هذا لا يصح يجب أن تشربيه"

نظرت لها بنفاذ صبر وأخذت الكأس تتجرعه على دفعة واحدة ثم دفعته لها وهي تناظرها بشزر ابتسمت لها الأخرى لأنها تعلم السبب، فأعطت الكأس لإحدى الفتيات وأحاطتها هامسة لها :

- "أعلم أنكِ اشتقتِ له، وهو الآخر أرى الشوق في عينيه عندما يسألني عن أحوالك لكن كبريائه يمنعه"

نظرت لها بصمت مبتسمة بحزن وظلت تمسد على ظهر الحمامة الساكنة في كفها، ثم أطلقت سراحها في الهواء ووقفت تنظر إلى الحديقة بالأسفل لبعض الوقت حتى رأته يأتي من ساحة التدريب ببنطاله الأسود الفضفاض وقميصه الأبيض المجرد من الأكمام تظهر ذراعيه تلمعان تحت أشعة الشمس بسبب حبيبات العرق.

وقف يتحدث مع جاد يرفع أنامله بين الحين والآخر يعيد خصلاته المبللة للخلف، رأته يلتفت يشير له على شيء ما رافعًا عينيه فجأة تجاهها فرأها تقف تطالعه بصمت وخصلاتها تغطي نصف وجهها بفعل الهواء، تتألق بثوب أصفر ناسبها كثيرًا بعد ازدياد وزنها بفعل حملها.. اشتاقت له كثيرًا وهو لا يقل اشتياقًا عنها!

شملها بنظراته كأنه يطمئن عليها فرأت حنانه الفطري يقطر من نظراته سرعان ما تحول إلى جمود!

ما فعلته جعل غضبه وكبريائه يقفان عائقًا بينهما وعليها أن تجد حلًا لهذا الأمر.. لم تندم للحظة على ما فعلته وإن عاد الزمن سوف تعيد الكرّة مرة أخرى.

تنهدت بعمق ولم تحد بنظرها عنه لكنه قطع حديث العيون معها والتفت إلى جاد الذي طالعه بمكر وحاجب مرفوع :

- "لمَ أنت قاسي هكذا إلياس؟

أنت أكثر من يعلم سارية وجنونها، فماذا كنت تتوقع بأقل مما فعلته وهي تراك هكذا؟!"

طالعه باشتعال وكاد أن يصب غضبه عليه فرفع جاد كفيه أمامه ليهدأ مبتسمًا :

- "أهدأ يا رجل، أخبرني ماذا ستفعل مع كهرمان؟!"

سارية في البلاط الملكي للكاتبه هدير مجديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن