الخاتمة

4K 183 26
                                    


يُحكى أن هناك في أرض جميلة الجميلات

وجد ملاك عاش في مخيلته واستقرت دار القلب

ضمها وضمته فرأى نفسه بداخل قلبها، ينبض له فقط ولا أحد غيره.

عيناها جميلتان.. ضحكتها فاتنة

صوتها أرق من الندى، بين يديها الوطن

انتهت معركته وأعلن فوزه لكن المنتصر كانت هي

فالحب كالمبارزة تخرج منها المرأة منتصرة إذا أرادت.

أقبل الليل ليبدأ الحديث الروحي

الأصوات خفتت، الطيور سكنت أعشاشها، القمر آوى إلى مضجعه مفسحًا المكان للنجوم تتلألأ بنعومة. دلف إلى جناحه بهدوء وقلبه يتراقص فرحًا بقرب محبوبته، رآها واقفة في منتصفه توليه ظهرها، يستشعر التوتر الذي يحيطها واشتداد جسدها فابتسم وهو يقترب منها مزيلًا عمامته يهز رأسه ينعش خصلاته يتغلغل بأنامله فيها.

شعرت بوقوفه خلفها ويده التي حطت على كتفيها فسارت رعشة بكامل جسدها انتقلت ذبذباتها تحت يده، رفع إحدى يديه وخلع تاجها ليسقط على الأرض برفقة طرحتها وهبط إلى أذنها فلفحت أنفاسه الدافئة عنقها فازداد ضغط جفنيها وهمس لها بمكر :

- "أصبحتِ لي وسام، بالأمس كنتِ بعيدة عن متناول يدي ليس لدي أي حق عليكِ.. بيننا عشرات الحواجز التي هدمتها بيدي اليوم فأصبح لا أحد له أي حق فيكِ سواي"

تنهدت بتوتر وأرادت الابتعاد لكن اشتدت قبضته على كتفها وقربها منه أكثر فحاولت أن تتمسك بالقوة لتقول :

- "أتركني جاد فأنا مستاءة منك، قررت الزفاف والموعد وكأن لا وجود لي!"

أدارها إليه يتأمل وجهها الفاتن وعيناها المحددة بكحل أسود زاد من اتساعها، كانت لا تنظر له فأمسك ذقنها يرفع وجهها إليه وسألها بخبث :

- "ولماذا لم تخبري الشيخ بعدم موافقتك وأن هذا الزفاف لم يؤخذ رأيك فيه؟!"

تهدلت أكتفاها بقلة حيلة ونظرت له بأعين طفولية وشفاه مزمومة :

- "لأنني موافقة.. حتى لو فعلت وكأنك ستسمح بهذا"

لوت شفتيها فضحك بقوة ورفع يده يزيل مشبك شعرها فتهدل يغطي ظهرها، أحاط عنقها بكفيه متغلغلًا بأنامله في خصلاتها وإبهاميه يمسدان وجنتيها، ثقلت أنفاسها وهي تتأمل وجه القريب منها لدرجة مميتة، رأت نظراته تزداد اشتعالًا ورغبةً وسواد حدقتيه يزداد، همس لها بعشق :

- "أتعلمين كم كانت صعبة الليالي التي كنت أقضيها وحيدًا لا يوجد في حياتي غير السيف والحرب؟

جامدة لا روح فيها!

حتى التقيت بكِ في ذلك اليوم عندما كنتِ برفقة سارية ولم تغيبي عن بالي لحظة"

🎉 لقد انتهيت من قراءة سارية في البلاط الملكي للكاتبه هدير مجدي 🎉
سارية في البلاط الملكي للكاتبه هدير مجديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن