《5》

6.2K 184 116
                                    


وها أنا أنصهرُ من الداخل كانصهار الجلود بعد انفجار هيروشيما ، أتبوّأ في كيانك مقعداً ، يمسّنى لظى قربك ..
وأتمنى لو كان مصيري جهنم عشقك الأبدية..
اللّيلُ يتلحّفني كعباءة.. يغطي آثار روحي المهترئة، يسترُ معالمَها للناس ..

ورّطتني عيناكِ بأمرٍ، أكبر من طاقة تحمّلي..
أنا امرأة بسيطة..
صَبري وقوّة حيلتي على قدر بساطتي..
لن أتحمّل ذلك التعلّق الذي ابتليتُ به!

مرّت أيام و أنا أتهرّب منكِ كتهرّبِ طفلٍ مذنب من أمّه! يخشى أن يُفتَضح أمره..

أخذتُ إجازة من عملي .. أعلمُ أنّك جئتِ مرّات و مرّات.. تبحثين عنّي..
ربما تطلبين السماح! أنتِ لم تخطئي بشيء
كان ذلك خطئي ..
أن أسمح لنفسي بتعقّب دانيا لأعرف مكان الفراشِ الذي يحتويكِ ليلاً..
تُرى هل ترهقين اللّحاف عشقاً وهو يضمّكِ!

حتّى لو أخطئتِ فأنا أغفرُ لجلالتكِ كل شيء بداخلي..
في المرّة القادمة التي سأراكِ بها،
لن أنظر إلى ابتسامتكِ المشاكسة..
لن أدعَ نفسي لشِباك نظراتك المتفحّصة!
لن ولن ولن ..
وأعلم أنني أنسى كل هذا فورَ حضوركِ..

تغلقُ رسيل مذكرتها بإحكام، ترفعُها وتدسُّها بين كتب مكتبتها..
تمسح دمعةً هاربةً باردة، تخطو إلى خارج غرفتها بعد أيامٍ و أيامٍ من المكوث فيها.

وما إن رأتها والدتها، اتّجهت لتحضنها مسرعةً..

"ابنتي وأخيراً سوف تخرجين من هاته الغرفة التي حبست نفسك فيها! "

"أنا سأذهب إلى المطعم وأتجادل مع صاحبه عسى أن يعيدني للوظيفة.."

"ولكن ألم تقولي أنك قد أخذتِ إجازة!"

"أمّي قلت لك هذا كي لا تقلقي.. عندما طلبت منه إجازة قد رفضها و خرجت على إثر ذلك غاضبةً .. ربما طردني من الوظيفة
لا أعلم!"

"آهٍ منكِ .. أنا أمّك ولا تصارحيني بما يجعلك كئيبة هكذا.."

"لن تفهميني ولن تتفهّميني! لذلك أرجوكِ أمي العزيزة أغلقي من فضلكِ الموضوع!"

"مثل ما تريدين.."

جرّت أم رسيل أقدامها ، حزنت بداخلها على ما حلّ بابنتها.. اتّصلت بأختها وأفرغت ما في بجعبتها من كلامٍ .. لتقول خالةُ رسيل:

"كفاكِ نواحاً، انظري لديّ ما يُسعد رسيل"

"ما هو؟ قولي لي" (بحزن)

"قد جلبتُ لها عرّيساً"

"جدّ؟"

"أتذكرين أم زاهر جارتي؟ تلك المسنّة الثرثارة؟؟"

"بالتأكيد حينما كنت عندك المرّة الماضية و حينها حكت لي مطوّلاً عن ابنها المهندس حتى أزهقت روحي.."

لها أنتمي (رواية مثلية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن