تمشي إيفا بين غرف منزلها تتفقّدها .. وابتسامةٌ لطيفة على محيَّاها لازمتها منذ أن تناولت عشاءها في المطعم .."سيدتي ، كيف ترين المنزل ؟ قد نظّفته دانيا اليوم أثناء غيابك "
"لا بأس به يا عامر، من الواضح أنها تعبت في تنظيفه، لكن مثل هذه المنازل.. تحتاج إلى هدم و إعادة إعمار أصلاً"
"نعم ، إذا كنتِ تقارنين بمنازل أمريكا"
"لستُ أقارن، فقط أقول الواقع، أتمنى يوماً ما أن أعود ويفاجئني وطني بأنه أصبح من الدول المتقدمة"
"يا ليت!"
"أين عابد؟"
"يوصل دانيا إلى بيتها ، و يعطيها أجرتها ..
آه ها هو ، قد عاد"يتنهد عابد ، و يقف أمام إيفا..
"لم أعرف في حياتي شخصاً فضولياً كهاته الفتاة ، اللّعنة طوال تنظيفها اليوم كانت تتساءل عن كلّ شيء .. حرفياً كلّ شيء!
"الأهم من هذا أنها لم تحصل على أية معلومة أليس كذلك؟؟"
"بالتأكيد ، لم أجبها رغم إصرارها"
" سوف توصلنا إلى من نريد ، سواء برغبتها المطلقة أم برغبتنا"
"لم أفهم؟"
"أعتقد أنها تعرف من هو! من ارتباكها ونظرات عينها.. لكنني لم أضغط عليها حتى لا تخاف"
"إذن سنعين من يراقبها ، و هكذا نصل إليه!
و إن كانت فعلاً لا تعرفه ، فستتصل بنا حالما يكون في المطعم""نعم يا عابد ، أصبحتَ تفكّر كما أفكر"
تناجي القمر على الشُّرفة ، اللّيل وحده شاهدٌ على بكائها ..
تبكي بكل ما أوتيت من قوّة، تبكي بلا ضعف!يربّت الليل على كتفيها يهدئها ، و يمسح على خصلات شعرها فيمنحها لونه!
و يمسح قطرات الندى من رموشها فتصطبغ به!
يغنّي لها "المربّع" ليُطرِب كيانها :
~و أنا أنتظرك تتحرك و إنتَ ساكن مثل الحجر~
~استنيت ، استنيت ، ولا إنت داري بحالي~
لتسكب مقلتيها مزيداً من آلام الفراق ..
~أنا في واد .. و إنت في واد و السدّ اللي بيني و بينك عالي~
تهدأ روحها ، و تنتظم أنفاسها و تغرق في نومٍ عميق ، علّها تبدأ بيومٍ جديد ، بما يحمل في جعبته من حزن و سعادة.
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
تتقلّب على فراشها ، مثل قطة لطيفة مدلّلة ..
تحلم حلم يقظةٍ لا نوم، أنّها كاتبة مؤثرة توقّع لجمهورها كتبها المميّزة بالوعي الذي سترفعه عند عقول الشباب ، تكتب عن أحلامهم، عن الحب، عن مآسي الواقع !
أنت تقرأ
لها أنتمي (رواية مثلية)
Romanceتقابل الفتاة البسيطة "رسيل" التي تعمل كطاهيةٍ في مطعم في مدينة عربية .. سيدة أعمال عربية الأصل عادت من أمريكا مؤقتاً وخلفها الكثير من الأسرار ، شخصية غامضة ربما تقعان في الحب وتصنعان أسطورتهما!