《3》

7.1K 185 55
                                    


تمشي إيفا بين غرف منزلها تتفقّدها .. وابتسامةٌ لطيفة على محيَّاها لازمتها منذ أن تناولت عشاءها في المطعم ..

"سيدتي ، كيف ترين المنزل ؟ قد نظّفته دانيا اليوم أثناء غيابك "

"لا بأس به يا عامر، من الواضح أنها تعبت في تنظيفه، لكن مثل هذه المنازل.. تحتاج إلى هدم و إعادة إعمار أصلاً"

"نعم ، إذا كنتِ تقارنين بمنازل أمريكا"

"لستُ أقارن، فقط أقول الواقع، أتمنى يوماً ما أن أعود ويفاجئني وطني بأنه أصبح من الدول المتقدمة"

"يا ليت!"

"أين عابد؟"

"يوصل دانيا إلى بيتها ، و يعطيها أجرتها ..
آه ها هو ، قد عاد"

يتنهد عابد ، و يقف أمام إيفا..

"لم أعرف في حياتي شخصاً فضولياً كهاته الفتاة ، اللّعنة طوال تنظيفها اليوم كانت تتساءل عن كلّ شيء .. حرفياً كلّ شيء!

"الأهم من هذا أنها لم تحصل على أية معلومة أليس كذلك؟؟"

"بالتأكيد ، لم أجبها رغم إصرارها"

" سوف توصلنا إلى من نريد ، سواء برغبتها المطلقة أم برغبتنا"

"لم أفهم؟"

"أعتقد أنها تعرف من هو! من ارتباكها ونظرات عينها.. لكنني لم أضغط عليها حتى لا تخاف"

"إذن سنعين من يراقبها ، و هكذا نصل إليه!
و إن كانت فعلاً لا تعرفه ، فستتصل بنا حالما يكون في المطعم"

"نعم يا عابد ، أصبحتَ تفكّر كما أفكر"

تناجي القمر على الشُّرفة ، اللّيل وحده شاهدٌ على بكائها ..
تبكي بكل ما أوتيت من قوّة، تبكي بلا ضعف!

يربّت الليل على كتفيها يهدئها ، و يمسح على خصلات شعرها فيمنحها لونه!

و يمسح قطرات الندى من رموشها فتصطبغ به!

يغنّي لها "المربّع" ليُطرِب كيانها :

~و أنا أنتظرك تتحرك و إنتَ ساكن مثل   الحجر~

~استنيت ، استنيت ، ولا إنت داري بحالي~

لتسكب مقلتيها مزيداً من آلام الفراق ..

~أنا في واد .. و إنت في واد و السدّ اللي بيني و بينك عالي~

تهدأ روحها ، و تنتظم أنفاسها و تغرق في نومٍ عميق ، علّها تبدأ بيومٍ جديد ، بما يحمل في جعبته من حزن و سعادة.

                        ▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎ 

تتقلّب على فراشها ، مثل قطة لطيفة مدلّلة ..
تحلم حلم يقظةٍ لا نوم، أنّها كاتبة مؤثرة توقّع لجمهورها كتبها المميّزة بالوعي الذي سترفعه عند عقول الشباب ، تكتب عن أحلامهم، عن الحب، عن مآسي الواقع !

لها أنتمي (رواية مثلية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن